القتال التاسع: كايسل الكمار ضد جيس زينوس

صمتت الساحة لوهلة، كل العيون متجهة نحو الحلبة حيث يقف كايسل الكمار، جسده يرتجف لا من الخوف، بل من الغضب المتراكم منذ لحظة سقوط شقيقته ميراس. عينيه الحمراوين كالجمر المشتعل، وأنفاسه ثقيلة كأن وحشًا يُحبس داخل صدره.

في الجهة المقابلة، ظهر جيس زينوس، الأخ الأكبر لزيغروفا، جسد ضخم وعضلات كالحديد، قبضته مشهورة في أرجاء القارة بأنها قادرة على تكسير الجبال. رفع رأسه بابتسامة متغطرسة، وقال بصوت عميق:

"سمعت أنك غاضب، أيها الطفل… لكن اليوم، سألقنك معنى مواجهة عشيرة زينوس."

شد كايسل قبضته بقوة حتى تقطّعت أوتار يده، ثم صرخ:

"سأمزقك إربًا… كما فعلت بأختي!"

انطلق القتال.

تحرك جيس بخطوات ثقيلة كالرعد، قبضته تخترق الهواء وتحدث صدى مخيفًا. كايسل لم يتراجع، بل اندفع مباشرة في مواجهة الهجوم. التصادُم الأول جعل الأرض ترتج وتتشقق، والهواء يمتلئ بشرر الهالات المتصادمة.

"هياااااا!" صرخ كايسل وهو يطلق قبضاته المتتالية، عيناه لا ترى سوى جسد جيس.

أما جيس فقد ابتسم ببرود:

"قوتك ليست سيئة… لكنك لست نداً لي."

رفع ذراعه وضرب كايسل في صدره، لتتناثر الدماء من فمه وهو يُقذف للخلف.

لكن… عوض أن يسقط، زأر كايسل، واندفع من جديد.

بدأت هالة كايسل تتغير. لم تعد مجرد هالة صافية، بل تحولت إلى طاقة متوحشة، سوداء محاطة بوميض دموي، كأنها صرخة آلاف الأرواح الغاضبة.

ضرب الأرض بقدمه، فتشقق سطح الحلبة تحت قدميه، وانفجر جسده بقوة لم يتوقعها أحد.

صرخت الجماهير بدهشة، بينما قال أحد الأباطرة:

"هذه ليست مجرد طاقة… هذا حقد متجسد!"

اندفع كايسل نحو جيس بسرعة جعلت الأخير يتراجع خطوة لأول مرة، قبضته تخترق جسد خصمه بقوة. ومع كل ضربة، كانت عظام جيس تصدر أصوات تكسير متتالية.

"هاااااااااا!"

صرخة كايسل لم تكن صرخة إنسان… بل وحش انفلت من قفصه.

أمسك كايسل ذراع جيس اليمنى، وبدون تردد، لفها حتى تمزقت الأوتار وانكسرت العظام. صرخ جيس بألم لم يعتده قط:

"آاااااااااااه!"

لكن كايسل لم يكتفِ. رفع ساقه وركل ركبته اليسرى بقوة جعلت المفصل ينفجر، وانحنت ساق جيس بزاوية غير طبيعية. الدماء تطايرت، وصوت الانفجار العظمي دوّى في الساحة.

"توقف! أوقفه!" صرخ زيغروفا وهو يقفز من مقعده، لكن الحُكام لم يجرؤوا على التدخل.

كايسل رفع رأسه وهو يضحك بضحكة باردة، وجهه ملطخ بالدماء:

"بعد أن كسرتِ ميراس… سأكسر كل جزء فيك، قطعة قطعة."

انحنى فوق جيس، وبدأت قبضاته تهوي كالمطر، كل ضربة تمزق اللحم وتكسر العظم. لم يعد جسد جيس سوى كتلة من الدماء المتناثرة.

زيغروفا، وهو يرتجف من الغضب:

"أخيييييييييييييييييي!"

حين أدرك كايسل أن جيس لا يزال يتنفس، أمسك رأسه بكلتا يديه.

صرخ جيس في رعب لأول مرة:

"انتظ—"

لكن رأسه انحنى بعنف، وكايسل مزق عنقه حتى تناثر الدم كنافورة أمام الجميع.

ثم، وسط صدمة الحاضرين، بدأ كايسل يقطع أوصال جيس واحدًا تلو الآخر، يده، ساقه، صدره… حتى لم يتبقَ سوى جسد بلا ملامح.

الجماهير صرخوا، بعضهم رعبًا وبعضهم حماسًا، بينما الأباطرة انكمشوا في مقاعدهم، غير مصدقين ما يحدث.

لكن وسط هذا المشهد… وقف زينو الكمار، والد كايسل، مبتسمًا بفخر، عيناه تلمعان فرحًا:

"أحسنت يا بني… لقد أخذت بثأر أختك."

لكن، في اللحظة التالية، انطلق وميض أرجواني في الساحة. ظهر كايروس فجأة أمام كايسل، قبض على معصمه الملطخ بالدماء.

"يكفي، كايسل." قال ببرود، لكن صوته كان يحمل قوة جعلت الهالة الدموية حول كايسل تتلاشى للحظة.

كايسل حاول المقاومة، عيناه متوحشتان:

"اتركني! لم أنتهِ بعد!"

لكن كايروس شد قبضته أكثر، وهالته اخترقت جسد كايسل، لتجعل قواه تنفجر داخليًا.

صرخ كايسل من الألم، ثم فجأة… انهار أرضًا وفقد وعيه، جسده يتنفس بعنف والدماء لا تزال تغطيه.

"هذا الفتى لقد اصبح لا يقهر حقا"كانت هذه كلمات الاباطرة بعدما اطاح كايروس بكايسل بهجمة واحدة

زيغروفا اندفع نحو جسد أخيه الممزق وهو يصرخ بجنون:

"أخي! جيس! لاااااااااا!"

صوته كان كطعنة في قلب الحاضرين.

أما زينو الكمار، والد كايسل، فظل واقفًا، ابتسامة باردة على وجهه، وكأن كل ما حدث لم يكن سوى نصر مستحق.

بينما كايروس، وهو يحدق بجسد كايسل المغمى عليه، تمتم في داخله:

هذا الوحش… إنه يعجبني حقا هاهاها"

2025/08/23 · 6 مشاهدة · 614 كلمة
نادي الروايات - 2025