بعد ثلاثة أيام وصل الأربعة إلى مدينة عائلة زيغاروس.

"حسناً يا كايروس، أين نذهب الآن؟" قالت إليسيا.

رد كايروس: "حسب كلام ذلك العجوز، سنجده في مقبرة الأشباح، فهو يذهب لزيارة قبور أسرته ورفاقه مرة كل أسبوع."

"وكيف ستعرف اليوم الذي سيذهب فيه بالتحديد؟!" سأل إكس.

ابتسم كايروس: "سيتوجب علينا البقاء في المقبرة حتى يأتي، حتى لو اضطررنا للانتظار أسبوعاً كاملاً..."

ارتجفت نيرا وقالت بخوف شديد: "مـ...مقبرة؟ أنا أخاف من الأشباح!"

نظر إليها الجميع ثم انفجروا ضاحكين.

ضحك كايروس وقال: "كنت أمزح! بالطبع لن نبقى أسبوعاً كاملاً هناك. سأضع مصفوفة كشف عند المدخل، ثم نذهب إلى نزل."

احمر وجه ميرا وقالت: "همممم... مزعج."

قال كايروس: "أنتم اذهبوا وابحثوا عن نزل، أما أنا فسأذهب لوضع المصفوفة."

أجابه الجميع: "حسناً، لا تقلق."

وانطلق كايروس نحو المقبرة. وما إن وصل حتى لمح رجلاً عجوزاً طويل القامة ذا مظهر مهيب يبعث على القوة.

"إنه هو... يا للحظ!" تمتم كايروس.

تقدم نحوه وصرخ: "أهلاً أيها العجوز بايلي!"

التفت العجوز باستغراب: "من أنت أيها الفتى؟ وكيف تجرؤ أن تخاطبني هكذا؟!"

ابتسم كايروس بثقة: "أنا الفتى الذي أخبرك عنه السيد كارين كريثيوم."

أمعن العجوز النظر فيه وقال: "أخيراً ظهرت... لكنك لا تبدو بتلك القوة."

ضحك كايروس: "يبدو أنك متعجرف، أستطيع سحقك تماماً لو تقاتلنا."

"ماذا؟ مجرد طفل في بداية طبقة الإمبراطور السماوي يرى أنه قادر على هزيمتي؟! في أحلامك. مع ذلك، لا أنكر أنك موهوب، فلم أشهد أحداً وصل إلى هذا المستوى في مثل عمرك. لكن لا تغتر."

تابع بايلي بابتسامة باردة: "لدي فكرة رائعة، قاتلني! أريد أن أختبر إن كنت تستحق أن أعمل لأجلك."

رد كايروس ساخطاً: "لم تتغير أبداً... عنيد. حسناً أيها العجوز الغبي، لكن لا تبكِ عندما أنتزع أحشاءك! هاهاها!"

طار بايلي وخلفه كايروس حتى وصلا إلى ساحة واسعة داخل غابة.

قال بايلي: "هذا موقع تدريبي، فلنبدأ."

أطلق كايروس هالة قاتلة جعلت الهواء يهتز، ولمعت عيناه وهو يرفع سيفه المهترئ للأعلى.

ضحك بايلي بدهشة: "أنت تصدر هالة مرعبة فعلاً، لكن إليك هذا!" فأطلق هالته هو الآخر.

تفاجأ بايلي: "كيف لهالتك أن تضاهي قوتي رغم فرق الصقل الكبير؟!"

ابتسم كايروس: "أنا مستخدم لنواة مانا أيضاً، وأمتلك عينين فريدتين... قوتي لا تقتصر على الصقل فقط. استعد الآن لرؤية إحدى أعظم مهاراتي!"

غلف سيفه بالبرق الأبيض الفريد، فشعر العجوز وكأن نهايته اقتربت. ارتجف جسده وبدأ العرق البارد يتصبب منه.

صرخ مذعوراً: "تـ...توقف! أنت قوي، أقوى من أي شخص رأيته من قبل!"

لكن كايروس تجاهله وقال بهدوء جليدي: "سيف الانقسام الذري!"

وما إن هوى بسيفه حتى انطلق هجوم مزلزل.

باااااام!!

انفجار مرعب مزّق المكان. رأى بايلي الهجمة وكأنها قادرة على تدمير كون كامل. وبعد أن انقشع الغبار، وجد نفسه راكعاً على ركبتيه وسط أرض قاحلة، وقد اختفت الحياة من مسافة أميال. لكن الغريب أنه لم يُصب بأذى.

اقترب كايروس وقال ببرود: "أما زلت تشك في كوني أهلاً لهذه المهمة؟"

وقف بايلي ثم ركع على ركبة واحدة وغرس رمحه في الأرض قائلاً: "من اليوم، أنت سيدي الأول والأخير... الأقوى. أنا محاربك المخلص تحت أمرك دائماً!"

ابتسم كايروس: "حسناً، انهض الآن يا محاربي. ودعنا نذهب. خذ هذه، إنها مهارة رمح ستساعدك." وألقى بقطعة يشم نحو بايلي.

انحنى الأخير وقال: "شكراً جزيلاً يا سيدي على فضلك!"

مشى كايروس بخطوات واثقة ويداه خلف ظهره، ثم طار وتبعه بايلي. لكن المفاجأة كانت عندما وجد الثلاثة في نفس المكان الذي تركهم فيه.

"ما الذي تفعلونه؟ ألم أقل لكم أن تبحثوا عن نزل؟"

ردت ميرا محرجة: "حسناً... ليست لنا خبرة سابقة بمكان كهذا، ولا نعرف النظام هنا."

وضع كايروس يده على رأسه بضيق: "لقد ابتليت حقاً عندما جلبتكم معي..."

قاطعه إكس: "ومن يكون الرجل خلفك؟!"

أجاب: "أوه صحيح... هذا هو سيد السيف بايلي زيغاروس."

قالوا بدهشة: "ماذا؟ وجدته بهذه السرعة!"

انحنوا جميعاً احتراماً: "نحيي السيد سيد السيف."

ابتسم كايروس: "وهؤلاء هم رفاقي، إكس غراندلي، إليسيا جينجي، وميرا غراندلي."

انحنى بايلي بدوره: "هذه الأسماء تنتمي لعائلتين من العائلات الست في إمبراطورية نيرفاليس... أليس كذلك؟"

رد كايروس بهدوء: "نعم، إنهم أبناء أباطرة نيرفاليس."

شهق بايلي: "مـ...ماذاااااا!"

لكن كايروس قاطعه: "كفى أسئلة... أنا متعب. دعونا نذهب لحجز غرف للراحة."

وبعد مدة، أخذ كل واحد منهم غرفة في النزل.

قال كايروس: "سنمكث هنا أسبوعاً. استغلوا الوقت لدراسة المهارات التي أعطيتكم إياها. بفضلها وصلتم للنواة الخامسة، ومع التدريب ستصلون إلى ذروة السابعة. أما أنت يا بايلي، فهذه أقوى مهارة رمح لدي، تمكنك من استخدام النار... تدرب عليها بجد."

دخل كايروس غرفته ثم تمدد على سريره منهكاً:

"اللعنة... مجرد هجمة واحدة استنزفت كل هذا القدر من طاقتي. مازلت ضعيفاً... لكن لا يجب أن أتعجل، ففي العجلة الندامة... خاصة في عالم المقاتلين."

غفا كايروس في نوم عميق بعد الجهد الكبير الذي بذله.

أما الآن... فما الذي سيفعله في قادم الأيام؟ لنكتشف ذلك في الفصل القادم.؟

2025/08/31 · 8 مشاهدة · 732 كلمة
نادي الروايات - 2025