مرّ أسبوع كامل، وخرج الخمسة من النزل. سأل بايلي:

"حسناً، أيها السيد كايروس، إلى أين سنذهب الآن؟"

رد كايروس بجدية: "الآن سنذهب للعثور على شبح الضلال، فنحن بأمسّ الحاجة إليه."

تساءل البقية بدهشة: "ومن يكون هذا شبح الضلال؟! إن اسمه وحده يبعث على الرهبة."

ابتسم بايلي وأجاب: "شبح الضلال هو أعظم مغتال ومستخبر عرفته في حياتي. سرعته لا تُصدق، إضافةً إلى قوته العالية. وهو مستخدم لعنصر البرق. آخر مرة رأيته فيها كان قد وصل إلى ذروة النواة السادسة."

قال إكس مذهولاً: "ماذا؟! ذروة النواة السادسة؟! إنهم نخبة النخبة في إمبراطوريتنا!"

أكمل بايلي بمرارة: "لقد وُلد في تلك الإمبراطورية، لكن المستشار الأعظم كارين أنقذه. وكما هو حالنا جميعاً، فقد مدّ لنا يد العون عندما وقع علينا الظلم. أما أنا... فقبل أكثر من نصف قرن كنت من أعظم رجال عائلة زيغاروس. لكنهم لفّقوا لي تهمة ظالمة، فعُذبت ونُفيت، وقُتل جميع أفراد عائلتي. لولا أخي كارين الذي أنقذني، لما كنت هنا الآن. لقد أخبرني حينها أن يوماً ما سيأتي شخص يساعدني على الانتقام."

نظر الجميع إلى كايروس بصمت، ثم قالت ميرا: "إذاً... كايروس هو ذلك الشخص..."

أومأ بايلي: "نعم، هو من سيحقق لنا هدفنا الأسمى... وهو من سيمنحنا الانتقام."

سألت إليسيا بفضول: "وماذا عن شبح الضلال؟ ما قصته؟"

أجاب بايلي: "ذلك الفتى... إنه أصغرنا نحن السبعة. أعتقد أن عمره الآن قارب المائة عام. لم أره منذ أكثر من خمسين سنة."

صُدم الجميع: "أتقول إنه كان في ذروة النواة السادسة وهو في الخمسين من عمره؟! يا لها من موهبة لا تصدق!"

ابتسم كايروس ساخراً: "أتظنون أن البقية أقل منه موهبة؟! جميع السبعة كانوا أعظم رجال عصرهم. وأنتم أيضاً... يجب أن تجعلوا هدفكم الوصول إلى ذروة النواة السابعة قبل سن الخمسين. بتلك المهارات التي منحتكم إياها، أنتم قادرون على ذلك. فلا تتهاونوا. أما الآن... فلننطلق نحو غايتنا!"

حلّت لحظة صمت مهيبة، ثم صرخوا جميعاً بصوت واحد:

"حاضر، أيها النمر السماوي!"

وانطلقوا جميعاً.

في منتصف الطريق، سأل إكس: "هل تعرف مكانه يا كايروس؟!"

أجاب بثقة: "طبعاً. كارين أمره قبل خمسين سنة أن يبقى في مكان واحد ويدخل في عزلة. لذلك اختفى عن الأنظار. أنا متشوق لرؤية المستوى الذي وصل إليه!"

وبعد مسيرة طويلة، وصلوا إلى مدخل جبل ضخم يلفه الضباب، والعواصف تعصف به، والأمطار تنهمر بلا توقف. نزلوا أمام صخرتين عظيمتين.

"وأين سنجده الآن؟" سأل إكس.

تجاهل كايروس السؤال، وتقدم أمام الصخرتين، ثم شكل علامة غريبة بيديه.

سألت إليسيا بدهشة: "أوي! ماذا تفعل؟!"

وما إن أنهت كلامها حتى بدأت الأرض تهتز بقوة، وبدأت الصخرتان تتحركان.

صرخ الجميع: "ما هذا؟! ماذا يحدث؟!"

قال بايلي بدهشة: "إنها مصفوفة... انظروا! كهفٌ قد ظهر!"

وبالفعل، انكشفت أمامهم بوابة كهف ضخمة بعد أن أزيحت الصخرتان.

ابتسم كايروس ابتسامة ماكرة: "فلندخل... أشعر بهالة مهيبة جداً."

دخل الخمسة الكهف، وبعد دقائق من السير، وجدوا أمامهم باباً عملاقاً يمتد لعدة أمتار.

مرة أخرى، شكّل كايروس علامة غريبة بيده، فانطلقت نفس الظواهر السابقة، وانفتح الباب أخيراً.

دخلوا جميعاً، فإذا بشخص طويل، شعره أسود كالليل، وعيونه مظلمة، يحدق فيهم بهدوء.

ابتسم وقال: "أوه... وأخيراً أتيتم. لقد تعبت من الانتظار. أهلاً أيها العجوز... أما أنت، فيبدو أنك الشخص المنتظر، أليس كذلك؟"

تقدم كايروس بخطوات واثقة: "صحيح. أنا كايروس نوفارين."

قال بايلي: "لقد كبرت يا فتى... لا أظنني قادراً على هزيمتك الآن. هالتك مخيفة حقاً."

ابتسم الرجل: "أنا شادو زيكل، أو كما ينادونني... شبح الضلال."

ثم تابع وهو ينظر إلى كايروس: "أما عن قوتي... فلا يبدو أن هذا الفتى يقل عني. هاهاها... مزدوج إذن؟!"

ابتسم كايروس بخفة. لكن شادو أكمل: "كيف لي أن أهزم شخصاً وصل إلى ذروة النواة السابعة في مثل هذا العمر؟! هنيئاً لك بهذا الإنجاز المذهل. يبدو أن سنوات تدريبك لم تضع هباءً."

تعجب شادو أكثر: "أوووه! لقد استطعت الرؤية من خلال هالتي ومعرفة مستواي رغم أنك في النواة الخامسة فقط! صحيح أنك تمتلك جوهر روح وقد وصلت إلى طبقة الإمبراطور السماوي... لكن هذا مذهل."

ابتسم كايروس وأشار إلى عينه اليمنى، التي أضاءت باللون الأرجواني: "هذا بفضل هذه العين."

تغيرت ملامح شادو وبدت أكثر حدة: "إن هذه العين... تصدر هالة أقوى من هالتي! خاصةً ذلك البرق المحيط بها... إنه مخيف جداً. أنا نفسي مستخدم لعنصر البرق، لكن لم أرَ شيئاً مثله من قبل."

ضحك إكس: "سيدي، وماذا لو رأيت برقه الأبيض؟ هاهاها."

التفت شادو باستغراب: "أي برق؟ ومن تكونون أنتم؟!"

ابتسم كايروس: "إنهم أبناء مباشرون للعائلات الستة... أبناء أباطرة السحر في إمبراطورية نيرفاليس. أما عن البرق... فهذا هو."

فجأة، أطلق كايروس من يده برقاً أبيض رهيباً يبعث على الرهبة والخوف، ثم تبعه بانفجار مانا هائل.

قال بايلي بصوت مرتجف: "هذا البرق... إنه نفسه من ذلك الهجوم!"

وقف شادو مذهولاً، يحدق في كايروس بدهشة شديدة: "إنك حقاً تستحق أن تكون القائد... تمتلك معجزات خيالية لا تصدق! هاهاها!"

لوّح كايروس بيده، فتلاشى كل شيء.

ثم قال بصرامة: "حسناً، فلننطلق كما في الخطة. سنذهب لإيجاد رجال يشكلون نواة فرقكم. ستختارونهم بأنفسكم. أما أنت يا بايلي، فستكون مسؤولاً عن فرقة الفرسان في الإمبراطورية. يجب أن تكونوا مستعدين."

أجاب بايلي وشادو معاً: "بالطبع، لا تقلق!"

قال كايروس: "بعد ذلك سنذهب للعثور على البقية. سيد السيف سيُنشئ فرقته، وأنتم ستكونون بعده. أما الآخرون، فقد أمرهم كارين باتخاذ عشرين تلميذاً لكل منهم. بعد أن نجتمع، ستكون عائلة نوفارين الشيطانية جاهزة للانطلاق وزعزعة استقرار القارة. لقد اقتربنا من تحقيق هدفنا."

أضاف وهو يلتفت نحو شادو: "أنت تمتلك يشم الاتصال مع البقية. أعلمهم أن الموعد بعد عام، في جبل روح التنين. البداية ستكون من هناك... سنسيطر على المنطقة المحظورة، التي لا تخضع لأي إمبراطورية. سيكون مقرنا هناك."

انحنى شادو: "علم، سيدي. اترك الأمر لي."

ثم خرج الستة معاً، متجهين نحو السوق السوداء الملقبة بالعالم السفلي...

فماذا سيحدث هناك؟ لنكتشف ذلك في الأحداث القادمة!؟

2025/08/31 · 5 مشاهدة · 879 كلمة
نادي الروايات - 2025