خرج الستة من الكهف.
قال بايلي:
"سيستغرق الوصول إلى مدينة عائلة زيغاروس حوالي شهر، فهي تقع في الطرف الشرقي الأقصر للإمبراطورية."
أجاب شادو:
"هذا صحيح، ستكون رحلة طويلة."
"لكن يمكننا التنقل عبر صقر كايروس." قال الثلاثة الآخرون.
"لا نستطيع التنقل به هنا."
"إذن سيتحتم علينا الطيران." قال إكس.
ابتسم كايروس وقال:
"لا أعتقد ذلك… انتظروا لحظة."
استغرب الجميع، وتحولت أنظارهم إليه. عيونهم امتلأت بالتشويق والترقب لما سيظهره.
بدأ الضغط بالارتفاع، وأعاصير دارت في كل مكان. لمعت عينا كايروس، ثم قال بهدوء شديد، بصوت دبّ الخوف في قلوب الجميع:
"المهارة الفرعية الثانية لعين التنين السماوي: بوابة الانتقال… المهارة الأولى لعين الفضاء: بصيرة الضلال – استخراج."
ضرب برق أرجواني ضخم من عينه اليمنى، وبدأ الفضاء بالتغيّر حتى ظهرت بوابة أرجوانية مطابقة لبوابة جبال الدمار السبعة.
أمسك كايروس بعينه متألمًا وقال:
"حسنًا، الآن يمكننا توفير عناء شهر كامل… تقدموا."
صرخت إليسيا وميرا:
"ع… عينك تنزف!"
"لا تقلقوا، هذه مجرد أعراض جانبية لاستخدامي مهارة تفوق قدرتي."
قال شادو:
"لم أرَ بوابة بهذا الإتقان من قبل… من أين تعلمتها يا فتى؟"
أجابه كايروس ببرود:
"لا تُلقوا بالًا لذلك… ادخلوا البوابة بسرعة."
دخل الخمسة، ثم تبعهم كايروس. وما إن دخل حتى اختفت البوابة وعاد كل شيء إلى طبيعته.
وفي ثوانٍ معدودة، خرج الستة في زقاق مظلم لا يوجد فيه أحد.
قال بايلي وشادو بدهشة:
"كيف لهذه البوابة أن تقطع هذه المسافة بهذه السرعة؟! حتى أفضل واحدة تستغرق دقيقة كاملة."
ضحك كايروس:
"هاهاها… ومنذ متى كانت مهاراتي عادية؟ الآن نحن أمام مدخل السوق، دعونا ندخل. خذوا هذه الأقنعة وارتدوها حتى لا يتعرفوا عليكم."
دخل كايروس أولًا، وتبادل البقية النظرات ثم تبعوه. وإذا بهم أمام المفاجأة…
سوق ضخم: عبيد وحيوانات روحية في كل مكان، سيوف ومعدات، حبوب ودروع… كل ما قد يخطر في بالك موجود هنا.
قال السحرة الثلاثة بانبهار:
"إن هذا لا يُصدق… إنه ضخم حقًا!"
ابتسم كايروس وقال:
"إنه أعظم سوق في هذا العالم. على كل حال، دعونا ننطلق لهدفنا… شادو، خذ هذه الأموال واذهب. وأنت أيضًا يا بايلي، خذ هذه الأموال واحرص على اختيار محاربين جيدين، إضافةً إلى أفضل المعدات والحبوب. اذهبا معًا."
قال الاثنان:
"حاضر سيدي، سننهي المهمة ونعود. سنلتقي هنا بعد ثلاث ساعات."
"حسنًا، انطلقا الآن."
رحل الاثنان لتأدية مهمتهما.
"حسنًا، ونحن ماذا سنفعل؟!!" قال الثلاثة.
"سنشتري بعض الحبوب والمصفوفات، ثم نذهب لشراء المعلومات التي نحتاجها. وكعادتي… لا أريد أيّة أسئلة."
تقدم كايروس وبدأ بشراء ما يحتاجه. مرّت ساعتان تقريبًا.
"حسنًا، لقد حصلنا على كل ما ن…"
توقف فجأة في منتصف حديثه.
سألت ميرا:
"ما بالك توقفت؟!!"
لم يجب كايروس، بل بقيت عيناه مصوبتين على مكان واحد.
التفت الآخرون لمكان نظر كايروس… فإذا بهم يرون توأمًا داخل زنزانة ضيقة مظلمة.
فتاة وشقيقها، يبدوان في عمر المراهقة، بملامح ملكية وجمال استثنائي.
كان شعرهما الأصفر الملكي يتدلى كالذهب تحت ضوء المشاعل الخافتة، يلمع وسط القذارة المحيطة بهما، أما وجهيهما فكانا نقيين كلوحة سماوية، بعينين متألقتين رغم التعب والقيود.
الفتاة بدت بهيئة هشة، لكن ملامحها البريئة كانت تحمل صفاءً نادرًا يثير الاحترام، وكأنها خُلقت لتكون ملاك شفاء في عالم مظلم.
أما شقيقها، فقد بدا أكثر صلابة، بعينين حادتين تكشفان عن قوة كامنة خلف جسده النحيل… جمالهما لم يكن بشريًا عاديًا، بل كان يشي بوجود دماء أسطورية تسري في عروقهما.
قالت إليسيا باستغراب:
"لماذا تحدّق بهما هكذا؟!!"
رد كايروس بجدية:
"إنهما يمتلكان أجسادًا أسطورية… الولد يمتلك جسد السموم الأسطوري القادر على تحمل جميع أنواع السموم واستعمالها. أما الفتاة فتمتلك جسد العذراء الأنقى، والذي يُعتبر أفضل جسد للمعالجة. يجب أن نأخذهما… إنهما كنز لا يُصدّق."
قال إكس بدهشة:
"أيُعقل أن يمتلكا جسدين من الأجساد الخمسة الأسطورية؟!"
ابتسم كايروس:
"طبعًا… وأنا الواقف أمامكم أمتلك واحدًا."
"ماذا؟!!!" قال الثلاثة معًا.
"نعم… فأنا أمتلك جسد الشيطان السماوي… القادر على تعلم جميع المهارات والتقنيات مهما كانت، إضافةً إلى صُنع الحبوب والمصفوفات بالفطرة، دون الحاجة إلى التعلم."
حلّت كلماته كالصاعقة عليهم. جسد الشيطان السماوي… أندر جسد وُجد في هذا العالم.
أكمل كايروس:
"حتى أنا لم أكن أعلم ذلك. والأغرب أن الأباطرة أنفسهم لم يتعرفوا عليّ. لكنني اكتشفت أن ختم إخفاء كان موضوعًا عليّ… وهذا يعني أن من وضعه شخص يتفوق على الأباطرة أنفسهم… فمن يكون يا ترى؟…"
تقدم كايروس نحو مالك العبيد:
"مرحبًا سيدي… بكم تبيع هذين؟"
ابتسم الرجل باستهزاء:
"أوووه، تاجر جديد! أتقصد هذين القمامتين؟ لا يساويان حتى خمسمائة عملة ذهبية معًا… أنصحك باختيار غيرهما، رغم جمال المرأة، فلا فائدة تُرجى منهما."
قال كايروس ببرود:
"لم أسألك عن رأيك فيهما… سألتك عن سعرهما."
تنحنح الرجل وقال:
"حسنًا، يبدو أنك لا تفهم… سأبيعهما لك بثلاثة آلاف عملة."
صرخ إكس بغضب شديد:
"ماذا؟! ثلاثة آلاف عملة؟!! لقد قلت إنهما لا يساويان خمسمائة… هذا احتيال واضح!"
ابتسم التاجر بخبث:
"لا يهمني… إما أن تشتري، أو تغادر."
ضحك كايروس قليلًا وقال:
"أوووه… حسنًا، سأشتريهما."
ثم وضع كيسًا ضخمًا من العملات الذهبية أمامه.
صُدم الجميع، وتحولت أنظار كامل السوق نحوه.
ارتبك الرجل، وقال بخوف وهو ينحني:
"ح… حسنًا… سأخرجهما حالًا… لحظة فقط!"
ثم انطلق مسرعًا، مرعوبًا من مظهر كايروس.
ففي نظره، كايروس واحد من سادة الطوائف السبعة، ومن الأعظم بينهم أيضًا. لكنه لا يعلم أن الذي يقف أمامه هو من سيُنهي تاريخ تلك الطوائف ويدمرها…
فهل سينجح كايروس في تحقيق هدفه وانتقامه؟!
دعونا نرى ذلك في قادم الفصول…