كان الليل ثقيلاً، والهواء ساكناً لدرجة تُرهق الأعصاب. سار أكس وميرا وأليسيا يتقدّمهم العبيد العشرة، والتوأمان خلفهم بخطوات خائفة مترددة.
لكن الصمت تحطّم فجأة…
من كل الجهات، خرجت جحافل مظلمة، عشرة رجال يشعّون بهالات الإمبراطور السماوي، وخلفهم جيش من أكثر من ألف تابع.
ضحك زعيمهم وهو يتقدّم:
"أهاهاها… هؤلاء هم الصغار الذين أنفقوا جبالاً من الذهب في السوق؟ واضح أنكم فرائس ثمينة. سلّموا ما معكم… وإلا سنحوّلكم إلى رماد."
صرخت أليسيا بارتباك:
"عددهم… مستحيل!"
لكن أكس رفع قبضته، عينيه تضطرمان بعناد:
"إذا كانوا يظنوننا ضعفاء… فلنرهم قوتنا!"
واندلع الجحيم.
أكس قفز إلى الأمام، المياه انفجرت من حوله كتنين غاضب، موجهةً نحو الأعداء. مياهه اجتاحت عشرات الرجال وأسقطتهم أرضًا، لكنه فوجئ بأحد الأباطرة يشطر الموجة بضربة واحدة، ليُطعن أكس في كتفه برمح معدني. الدم انهمر لكنه صرخ وأطلق إعصار ماء جديد دفع خصومه للخلف.
ميرا رفرفت ثيابها وسط العاصفة، رياحها دوّت كسكاكين حادة تمزق الأرض. ثلاثة من العبيد الذين هجموا عليهم قُطعوا أشلاء، لكن سيفًا ضخمًا اخترق دفاعها، ليجرح صدرها بعمق. تراجعت وهي تصرخ، دمها يتطاير في الهواء.
أما أليسيا… فقد استجمعت كل طاقتها، جليدها تفجّر من الأرض وشكّل جدرانًا ضخمة لحماية رفاقها. غير أن قوة الأباطرة كسرت الجدران في لحظات، وأحد العبيد المساكين انفجر جسده أمام عينيها.
"لااا!" صرخت وهي تحاول إعادة تشكيل الحاجز، لكن الدموع غطّت بصرها.
في الخلف، وقف التوأمان ملتصقين بالجدار، أجسادهما ترتجف.
الفتاة بصوت مرتعش:
"هذا… هذا ليس قتالًا… إنه مجزرة…"
أخوها أمسك يدها بقوة، عيناه تلمعان بالخوف:
"إن اقتربوا منا… سنموت… أختي… سنموت مثلهم…"
مشهد الدماء، صرخات العبيد، وانفجارات الجليد والرياح والماء جعل وجوههما شاحبة كالثلج.
المذبحة استمرت.
خمسة من العبيد قُتلوا بالفعل، أجسادهم ملقاة على الأرض.
لكن حتى العدو نزف: اثنان من أباطرتهم سقطوا جرحى، وعشرات الجنود صرعهم جليد أليسيا أو رياح ميرا أو موجات أكس.
ومع ذلك… الكفة لم تكن في صالحهم.
أكس جثا على ركبتيه، جسده يغمره الدم.
ميرا بالكاد واقفة، أنفاسها متقطعة.
أليسيا، وجهها شاحب، حاجزها يتفتت أكثر فأكثر.
صرخ أحد الأباطرة بصوت مدوٍ:
"انتهى وقتكم أيها الأطفال… ثروتكم لنا، وحياتكم تنتهي الليلة!"
اندفع العشرة معًا لإنهاء القتال…
وفي اللحظة التي بدا فيها
أن الموت قد أحكم قبضته عليهم… وقعت المفاجأة.