السماء تحولت إلى جحيم.
أصوات السيوف المتصادمة، عواء الرياح، وانفجارات الطاقة ملأت الأفق.
شادو كان يتحرك كالشبح، كل خصم يقترب منه يختفي جثة بلا رأس، خطواته لا تسمع، كأنه ظل يلتهم الأرواح.
أما بايلي، فقد تحول إلى وحش ناري، قبضته النارية تحطم الأجساد، كل ضربة منه كانت تفجر العشرات إلى أشلاء.
لكن الأباطرة الثلاثة الكبار اجتمعوا، هالتهم كأنها جبال من الضغط، أجسادهم تشع بطاقة سماوية ذهبية، أصواتهم تهدر:
"حتى لو كنت وحشًا شيطانيًا… أمامنا ستنتهي!"
تقدّموا معًا، هجومهم مشترك قادر على سحق مدينة بأكملها.
ابتسم كايروس ابتسامة باردة، رفع سيفه، عينيه تلمعان بوميض أرجواني وفضي في الوقت نفسه.
تمتم بصوت منخفض:
"سيف الفصول الخمس…"
وفي اللحظة نفسها:
"سيمفونية الفناء السماوي."
اندماج المهارتين أطلق هالة لا توصف.
الأرض تحطمت، السماء تشققت، حتى الأعداء البعيدين سقطوا على ركبهم من الضغط.
بضربة واحدة فقط، خط ضوئي متعدد الألوان اجتاح المكان، ممزوج بالدماء والبرق والثلج والنار والرياح.
صرخ الأباطرة الثلاثة، لكن صرخاتهم سرعان ما تلاشت.
أجسادهم تمزقت كأنهم لم يكونوا سوى غبار، لم يبقَ منهم سوى رماد متطاير في الرياح.
صمت قصير خيم على الميدان.
الجميع تجمد من الدهشة.
أكس، ميرا، أليسيا، التوأمان، العبيد القلائل المتبقون…
حتى الأعداء الباقون لم يستطيعوا الحركة.
أحدهم تمتم بخوف، صوته بالكاد مسموع:
"هذا… ليس بشريًا…"
لكن كايروس لم يتوقف.
رفع يده، المانا تجمعت حوله بجنون، خمسة عناصر اندمجت في كرة واحدة ضخمة:
لهب أسود يلتف كالوحش.
برق أبيض يخترق السماء.
جليد فضي ألماسي يكسو الكرة كالدرع.
رياح أرجوانية تدور بسرعة إعصار.
طاقة الجاذبية تضغط كل شيء نحو الداخل.
تحولت الكرة إلى نقطة دمار مطلق.
صرخ كايروس، ثم أطلقها.
الانفجار الذي تلا ذلك لم يكن طبيعيًا.
أرض المعركة محيت، الجبال البعيدة تهاوت، السماء نفسها بدت وكأنها انقسمت نصفين.
حتى زملاؤه كادوا يُسحقون من قوة العاصفة، لولا أن كايروس، بآخر ما تبقى له من وعي، أطلق مهارة عينه الرابعة:
"الجدار السماوي."
جدار ضوئي هائل ارتفع، حمى رفاقه من موجة الانفجار، لكنه تصدع بقوة، وكاد ينكسر في أي لحظة.
عندما انتهى كل شيء… لم يبقَ أحد من الأعداء.
أرض سوداء محروقة، جثث متفحمة، ورماد يتطاير في الهواء.
كايروس وقف وسط الدمار، جسده يرتجف، عيناه تنزفان دمًا، وقرنان أسودان من لهب اسود مخيف خرجا من جبينه، وهالة جحيمية من العناصر الخمسة تدور حوله.
نار سوداء تتراقص.
برق أبيض يمزق الأجواء.
جليد فضي يلمع كالألماس.
رياح أرجوانية تعصف بلا توقف.
ضغط جاذبية يجرّ كل شيء نحوه.
المشهد كان شيطانيًا بحق.
خطا خطوة للأمام، لكن فجأة، سقط على ركبتيه، ثم فقد وعيه.
ظل شادو واقفًا بجانبه، عيناه الباردتان تراقبان بصمت، فيما بايلي أحاطه بهالة نارية تحميه من أي هجوم مفاجئ.
الدهشة كانت تملأ وجوه الجميع.
الهمس تسلل بينهم:
"هل هو حقًا… انسان؟ أم شيطان جاء لينهي هذا العالم؟"