سقط الدخان والأنقاض على المكان، الأرض مازالت ترتج من أثر الانفجار العظيم الذي سببه كايروس قبل لحظات.
تطاير الغبار في السماء، وصوت أنين الجرحى يملأ الأرجاء.
تقدم شادو بسرعة خاطفة، ملامحه باردة كعادته، لكن عيناه كانتا تضطربان قليلاً وهو يمد يده ليمسك بجسد كايروس الملقى على الأرض.
قال بصوت منخفض لكنه يقطر حزماً:
"بايلي، ساعدني في حمله... يجب أن نبعده عن ساحة القتال."
أومأ بايلي برأسه، وعلى وجهه علامات الغضب والقلق معاً:
"سيدي كايروس... لمَ فعلت هذا بنفسك؟! أنت دائماً تتصرف وكأن حياتك بلا قيمة..."
ثم أمسك بذراعه الأخرى، ورفعا جسده المثقل، والدماء تسيل من أنفه وعينيه بسبب الضغط الهائل على جسده.
اقتربت ميرا بخطوات سريعة، عيناها تلمعان بالدموع، وهي تصرخ بصوت مبحوح:
"كايروس!!! أرجوك أجبني... قل شيئاً... لا تتركني!"
انحنت بجانبه ومدت يدها تتحسس وجهه الملطخ بالدماء، ثم انفجرت بالبكاء.
أما أليسيا، فقد انهارت دموعها أيضاً، لكن دموعها كانت ممزوجة بخوف عميق، خوف لم تشعر به من قبل.
"مستحيل... هذا ليس أنت... أنت لا تُهزم أبداً... لا يمكن أن تكون ضعيفاً لهذه الدرجة... كايروس!!!"
نظر إكس إليهم، لم يذرف دمعة، لكن وجهه كان يفضحه...
عينيه متسعتان، حاجباه معقودان، وصدره يعلو ويهبط بسرعة.
"لم أرَ مثل هذه القوة في حياتي... إنه ليس بشرياً... ومع ذلك، لماذا... لماذا أشعر أنني سأخسره؟" تمتم في نفسه، والقلق يلتهمه من الداخل.
أما العبيد العشرة فقد وقفوا على مقربة، وجوههم متوترة، وأجسادهم ما زالت تنزف من القتال. بعضهم وقع على ركبتيه عاجزاً عن الكلام، بينما الآخرون يرددون بصوت خافت:
"سيدنا... لا يمكن أن يرحل الآن... لقد رأينا فيه أملاً لا يوصف..."
في وسط هذا المشهد الحزين، ظهر التوأمان، الفتى والفتاة ذات الشعر الذهبي الملكي.
كانا يرتجفان، عيونهما ممتلئة بالخوف والرهبة مما رأياه قبل لحظات.
تمتم الفتى بصوت ضعيف:
"إنه... إنه شيطان... كيف يستطيع إنسان أن يطلق مثل هذه القوة؟! كدت أشعر أن السماء ستسقط علينا..."
بينما همست الفتاة بخوف:
"إذا مات هذا الشخص... من سيحمينا نحن؟ من سيقف أمام تلك القوى التي تحاول سحقنا؟"
ثم، فجأة، خطت الفتاة خطوات بطيئة نحو الأمام. وقفت بجانب جسد كايروس، وأغمضت عينيها.
مدت يديها الصغيرتين إلى السماء، وفجأة... انفجر النور من جسدها.
"م... ما الذي يحدث؟!" صرخ أحد العبيد وهو يغطي وجهه من شدة السطوع.
السماء انشقّت عن شعاع نقي، طاقة عجيبة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.
كان النور يتدفق كالأنهار من كل الجهات، وكأن طاقة السماء والأرض تجتمع في جسدها.
حتى الأشجار البعيدة اهتزت، والهواء امتلأ بأصوات غريبة، كأن العالم نفسه يستجيب لندائها.
صرخت الفتاة بصوت مبحوح لكنه ممتلئ بالإصرار:
"لا تأخذوه... لا تأخذوا من وهبنا الحياة... أعيدوه لنا!!!"
وفجأة غمر الضوء كايروس بالكامل، جسده ارتفع قليلاً عن الأرض، والجروح بدأت تلتئم بسرعة جنونية.
الدماء تبخرت، العظام انصلحت، وحتى الإرهاق الذي أنهكه اختفى.
وقف الجميع مذهولين، أفواههم مفتوحة وقلوبهم تضرب بعنف.
بايلي تمتم وهو ينظر للمنظر وكأنه يرى معجزة:
"هذه ليست... هذه ليست مجرد مهارة علاج... إنها شيء يتجاوز حدود المانا والتشي... إنها..."
توقف عن الكلام، فقد عجز عن وصف ما يراه.
ميرا وضعت يدها على فمها، عيناها دامعتان أكثر:
"إنه... إنه يعود للحياة أمامنا...!"
إكس، الذي كان حتى الآن متماسكاً، فقد توازنه للحظة وابتسم بمرارة:
"يا له من قدر... حتى العالم نفسه يرفض موته..."
لكن الفتاة ظلت تصرخ، والنور يتدفق من جسدها أكثر فأكثر.
"عود إليهم... عد الآن!!!"
ثم، بعد لحظة، انطفأ كل شيء.
كايروس فتح عينيه قليلاً، تنفس نفساً عميقاً، ثم عاد ليستلقي بسلام.
لقد شُفي بالكامل، وكأن شيئاً لم يحدث.
لكن الفتاة... سقطت على الأرض.
ارتطم جسدها الصغير بقوة، وعيونها مغمضة، ووجهها شاحب كالقمر.
ركض التوأم إليها، صرخ أخوها بخوف هستيري:
"أختي!!! استيقظي!!! لا تفعلي بي هذا!!!"
أما ميرا وأليسيا فانهارتا أكثر بالبكاء، بينما ظل العبيد يتبادلون النظرات المذهولة، لا يعرفون إن كانوا شهدوا معجزة أم لعنة.
وقف شادو صامتاً، عيناه على الفتاة الملقاة، وقال بصوت منخفض:
"هذه الطاقة... ليست من هذا العالم..."
يتبع في الفصل القادم