صرخ كايروس قائلا:"الجميع ابقو هنا سوف اذهب انا وبايلي وشادو لانجاز مهمة خطيرة اذا لم نعد غادرو فورا"

"كيف تقول هذا الان لم تمر بضعة دقائق وقد كنت على مشارف الموت الا تضع لنا اية اعتبار او ماذا" ثم انفجرت اليسيا بالبكاء وتبعتها ميرا.

ابتسم كايروس:"حسنا ان الامر خطير بعض الشيء لكن لدي حيلي سانجو وانا لا لم اخلف وعدا قطعته من قبل اليه كذلك" ثم ربت على رأسيهما واستعد للمغادرة.

لكن ميرا صرخت من بعيد:"لقد وعدتنا اياك ان تموت!!!"

اومأ كايروس برأسه ثم انطلق وخلفه اكثر من يثق بهم شادو وبايلي.

بعد ساعات قليلة وقف كايروس امام كهف التنين، الكهف كان مظلما عميقا يخرج منه بخار حار ورائحة خانقة، كأن الجبل نفسه يزفر غضبا.

"سيدي اني اشعر بهالة قاتلة اين احظرتنا يا ترى" سأل بايلي وهو يضع يده على صدره من شدة الثقل.

ابتسم كايروس وما ان حاول الكلام حتى قاطعه شادو وقد اتسعت عيناه:"ا...ان هذه هالة تنين اليس كذلك!!!"

"م...ماذا تنين؟" نزلت كلمات شادو كالصاعقة على بايلي الذي بدأ جسده يرتجف لا إراديا.

اومأ كايروس برأسه:"مذهل كعادتك… صحيح ان هذا كهف انثى تنين كنت قد سرقت بيضها المرة الماضية."

تابع وهو ينظر للظلام داخل الكهف:"لكن لا تقلقو لدي خطة للتعامل مع الوضع، قد لا نضطر للقتال حتى… فاتبعوني."

تقدم كايروس الى الكهف بخطوات واثقة بينما تتردد أصداء وقع أقدامهم في الداخل كطبول حرب، نظر الاثنان لبعضهما البعض لكنها تقبلا الامر وتبعاه. وما ان وضع الثلاثة قدمهم داخل الكهف حتى شعرو بهالة قاتلة تسحق صدورهم، كأن جبلا انهار فوقهم. اصبح الثلاثة يتعرقون بشدة ويتصببون عرقا باردا رغم الحرارة.

ثم سمع صوت جعل قلوبهم ترتجف خوفا، صوت جهوري غاضب كأنه يأتي من أعماق السماوات والأرض معا:

"ايها الفتى اللعين اما زلت تجرأ على القدوم الى هنا بعدما فعلته… استعد لتعاقب باشد الطرق ايلاما… لامزقن احشائك الليلة ايها اللعين!!!"

صرخت بصوت جعل الجبل باكمله يرتجف، الصخور تساقطت من السقف، وحتى البقية خارج الكهف شعرو بثقل الهالة ورهبتها.

ابتسم كايروس ببرود وقال بسخرية:"ايتها التنينة الشمطاء لم آني اليوم للقتال… اليوم جأت لجعلك فردا من طائفتي."

كلمات كايروس جعلت كلا من التنين وتابعاه في حالة من ذهول شديد، كيف يتجرأ على قول ذلك وهو امام أعتى وحش في هذا الجبل؟!

رفع كايروس يده ثم خرج شعاع ساطع من خاتمه اخترق الظلام كأنه شمس ثانية، وخرج منه وحشان اسطوريان جعلا التنينة في حالة من التقلب الشديد، لقد رأت طفلاها امامها لاول مرة.

فمهما كان النوع… فتبقى الام هي الام. اختفت هالتها المدمرة فجأة، وارتعشت أوصالها بينما نزلت دموع ضخمة من عينيها الذهبية المتوهجة.

تقدم كل من التنين الصغير والعنقاء اليها، وهما يصدران هالة دافئة مختلفة عن كل ما شعر به شادو وبايلي من قبل، مزيج من البراءة والرهبة.

كان كل من بايلي وشادو في دهشة شديدة، ففكرتاهما توقفتا تماما أمام هذا المشهد الغريب، يراقبان بصمت مطبق.

"امي… كيف حالك؟" قال الوحشان بصوت ارتجفت معه الجدران، لكن فيه حنان طفولي.

"آااااه يا صغيراي لقد عذبني فراقكما… وخفت ان يقدم هذا الوغد على قتلكما او جعلكما اداة تجارب." قالت الأم وصوتها يرتجف بالغضب والحزن معا.

"لا تقولي هذا يا امي… لقد عاملنا ابي مثل ابنائه حقا واعتنى بنا، حتى انه لم يرد اخراجنا في قتال كان يوشك فيه على الموت خوفا من ان يحدث لنا شيء."

ردت التنين الام بغضب عارم، ارتجفت الصخور من حولها:"لا اصدق هذا!!! لا شك انه قد فعل ذلك عمدا لمحاولة الايقاع بكما… يجب ان اقتله اليوم!!!"

واستعدت الام للهجوم، عينان متوهجتان بالدموع والغضب، لكن كل من التنين والعنقاء وقفا امامها دفاعا عن والدهما، جناحيهما ممدودان كدرعين عظيمين.

"ما الذي تفعلانه… ابتعدا!!!" صرخت الأم بصوت كاد يمزق قلوبهم.

"نحن اسفان يا أمي… لا نستطيع السماح لك بقتل ابينا."

يتبع في الفصل القادم…

2025/09/15 · 5 مشاهدة · 580 كلمة
نادي الروايات - 2025