خرج كايروس من غرفته وانطلق نحو الساحة الكبيرة. كانت هناك أكثر من مئة حلبة، كل واحدة منها مغطاة بمصفوفة حماية، والجموع الغفيرة تملأ المكان تشاهد القتالات بشغف.

كان أباطرة السحر السبعة يتابعون المعارك بأنظارهم الحادة، وبجوارهم العائلات الستة الأقوى في الإمبراطورية.

كان نظام المسابقة كالتالي: "خمسمائة قتال، مئة في كل جولة، أي ما مجموعه خمس جولات في المرحلة الأولى. تُجرى قرعة بين المنتصرين الخمسمائة من جديد. أما من يصاب بإصابات بليغة لا تسمح له بالاستمرار، فيُقصى من المنافسة حتى وإن فاز. وهكذا، تتقلص الأعداد تدريجيًا حتى يبقى مئة متسابق فقط، لتستمر المسابقة غدًا".

كايروس سيقاتل في الجولة الثانية، لكنه ظل يُراقب الجولة الأولى باهتمام. وفيها، ظهر أربعة مقاتلين أبهروا الجميع:

إكزينوس فودي – عنصر اللهب

هنري ماكسمان – عنصر الماء

أوسكار سافونا – عنصرا البرق والجاذبية

فيديريكو – عنصرا النار والرياح

هؤلاء كانوا نجوم الجولة بكل ما تعنيه الكلمة. أسفرت الجولة عن بقاء ثلاثين متسابقًا، وموت عشرين، بينما أصيب الخمسون الآخرون بجراح بليغة.

الجولة الثانية – المعركة المنتظرة

كايروس ضد رجل يُلقّب بـ "الرجل الحديدي"، مقاتل وصل إلى المستوى الخامس من نواة المانا ويتقن عنصر الحديد النادر.

بدأ القتال، ولم ينطق كايروس بكلمة واحدة.

قال الرجل الحديدي بسخرية:

"أوووي، أنصحك بالانسحاب... لا تبدو قويًا، لا أريد قتلك، فلترحل فقط."

لم يُجبه كايروس.

فقال غاضبًا:

"أأنت أصم أيها الأحمق؟! يبدو أنك تطلب الموت حقًا!"

"ابدأ الآن!" صرخ الحكم.

غلف الرجل الحديدي نفسه بدرع من الحديد حتى بدا وكأنه لا يُقهر، ثم اندفع نحو كايروس قائلًا:

"أوه، أنت خائف الآن؟ لم تعد تملك فرصة! فلتمت!"

بووووم!

انفجار ضخم هزّ الحلبة. ظن الجميع أن كايروس قد قُضي عليه، لكن حين انقشع الضباب، ظهر واقفًا، ممسكًا بقبضة الرجل الحديدي!

ذهل الجميع، بل حتى أباطرة السحر والعائلات الستة ركزوا أنظارهم نحوه.

قال كايروس بهدوء:

"أيها الأحمق... ألا يمكنك أن تصمت قليلاً؟ لقد أزعجتني."

ثم أطلق من يده الأخرى كرة من البرق الأبيض نحو جسد خصمه.

بووووووم!

دُمّر كل ما لامسته الكرة، حتى أن مصفوفة الحماية قد تحطمت، واختفى الجزء السفلي من جسد الحديدي تمامًا.

سقط ميتًا.

عمّ الصراخ والدهشة المكان، حتى أن المقاتلين الآخرين توقفوا عن القتال من شدة الهالة المنبعثة من كايروس.

حتى الأباطرة السبعة كانوا مذهولين، ليس من فوزه الساحق فقط، بل من ذلك البرق الأبيض الغريب.

قال إمبراطور البرق بدهشة:

"ما هذا البرق؟... إن هالته غريبة لم أشعر بمثلها من قبل."

قالت إمبراطورة الرياح مبتسمة:

"يبدو أن هناك موهبة غير طبيعية قادرة على منافسة أبنائنا... هاهاها!"

وافقها الآخرون... باستثناء زينوس، الذي لم يُظهر أي رد فعل.

ثم قال كايروس بصوت واضح وهو ينظر إلى المتنافسين المئة:

"سيدي الحكم، أودّ التقدُّم بطلب."

أجابه الحكم:

"تحدث."

قال كايروس بابتسامة شيطانية مخيفة:

"أريد... أن أواجه جميع الموجودين هنا في هذه الجولة دفعة واحدة!"

ساد صمت رهيب. حتى زينوس البارد بدت عليه علامات الدهشة.

صرخ الحكم:

"ألا تعتقد أنك قد بالغت في تقدير نفسك؟!"

فرد كايروس:

"أنا أبحث عن اختبار حقيقي... اختبار يجعلني أظهر كل ما عندي، يجعلني أعيش الحالة بين الحياة والموت. إن لم يكن هذا ممكنًا، فلا بأس، سأكمل المسابقة بشكل طبيعي."

قال الحكم:

"شجاعتك لا تصدّق، لكن هذا القرار ليس بيدي، بل بيد السادة الكبار."

انحنى كايروس أمام الأباطرة السبعة قائلًا:

"أيها السادة... لقد سمعتم طلبي، ما رأيكم؟"

تحدث زينوس أخيرًا:

"أوووي، أيها الفتى... ألا ترى أنك تبالغ؟ أتظن نفسك قادرًا على الفوز؟"

ردّ كايروس بثبات:

"لا تهمني النتيجة... ما أريده هو القتال، هو التجربة الحقيقية."

ضحك زينوس وقال:

"تمتلك شجاعة كبيرة... آمل فقط ألا تكون مجرد كلمات."

ثم تابع:

"فلنلجأ للتصويت... من يوافق على طلب هذا الفتى؟"

رفع كل من إمبراطورة الرياح، وإمبراطور البرق، وإمبراطور الجليد أيديهم.

أما الثلاثة الآخرون فرفضوا.

تبقّى صوت واحد فقط: أقوى الحُكّام – إمبراطور الفصول الستة، زينوس.

قال كايروس وهو ينظر إليه:

"لم يتبقَ إلا أنت، سيدي... ما رأيك؟"

أطلق زينوس هالة قاتلة نحو كايروس. شعر كايروس بأن أحشاءه تتمزق، وبدأ يتصبب عرقًا... لكنه لم يسقط.

قال زينوس:

"أنت جيد يا فتى... جيد جدًا. لم يغمَ عليك، وهذا مثير للإعجاب. حسنًا... أوافق، لكن يبدو أن عدد من كنت ستواجههم قد انخفض إلى النصف بسبب هالتي."

ابتسم كايروس وقال:

"لا مشكلة في ذلك... شكرًا لك، سيدي."

المشهد الأسطوري

وقف كايروس أمام حوالي خمسين مقاتلًا، يبتسم ابتسامة النصر.

قال الحكم:

"فليصطف الجميع أمامه... البداية ستكون عند إشارتي."

بدأ المقاتلون بالصراخ:

"أيها الغبي، أتظن نفسك إمبراطورًا؟!"

"هل جننت؟ ستُقتل هنا!"

"استعد للموت أيها المتهور!"

صرخ الحكم:

"ابدأوووو!"

اندفع الجميع نحو كايروس، بينما بقي البعض يراقب من الخلف.

ابتسم كايروس، ثم أطلق هالة مرعبة جعلت الجميع يتوقفون ويتصببون عرقًا... إنه الموت بعينه.

قال كايروس بهدوء:

"حان الوقت... لتجربة هذه المهارة... هاهاها..."

رفع يده وقال بصوت خافت:

"السهم الأسطوري: برق الآخرة!"

تشكل سهم ضخم من البرق الأبيض فوقه.

ذهل الجميع، وقال أحدهم:

"م...ما هذا؟! كيف لمن في عمرنا أن يطلق هجومًا كهذا؟!"

قال آخر:

"لا ترتبكوا! أنشئوا درعًا ضخمًا بسرعة!!"

تعاون الخمسون خصمًا في إنشاء درع موحد. شعروا بالراحة... ظنوا أن لا شيء يمكنه اختراقه.

لكن السهم اكتمل، ولوّح كايروس بيده للأمام وقال:

"فلتَموتوا جميعًا... أيها الأوغاد!"

انطلق السهم بسرعة جنونية.

دُمّر كل شيء في طريقه، حتى وصل إلى الدرع...

بااااااااااااااام!!

تحطّم الدرع مباشرة! دوي مرعب سُمِع في أرجاء الساحة.

اضطر المحاربون للتدخل لحماية الجمهور.

أبيد جميع الخصوم، تحولوا إلى رماد. لم يتبقَ منهم شيء.

ساد صمت رهيب.

نظر الأباطرة السبعة إلى بعضهم البعض، وقالوا بصوت واحد:

"لا يُصدّق!"

ثم بدأ الجمهور بالصراخ والهتاف... مشهد سيُخلّد في التاريخ.

شخص واحد قضى على خمسين مشاركًا... بهجمة واحدة فقط. مذهل!

وقف الأباطرة السبعة دفعة واحدة، ثم انطلقوا نحو كايروس.

... صمت جديد خيّم على المكان.

الأباطرة السبعة بأنفسهم نزلوا إليه...

فما الذي سيحدث الآن؟

2025/08/05 · 17 مشاهدة · 880 كلمة
نادي الروايات - 2025