2 - المعركة التي هزت السماوات (2)

الفصل الثاني : المعركة التي هزت السماوات (2)

بمجرد خروج كل تلك الوحوش من البوابات أغلقت البوابات وصاحت هذه الكائنات بصوت رجل واحد " سنقتلك اليوم "

كل ما فعله ذلك الشيطان هو الضحك ، لقد ضحك بشدة لدرجة أن اسنانه البيضاء الحليبية قد ظهرت وبانت ، بعد الضحك لفترة قال " يالي من محظوظ أن يأتي ثمانية من الأعمدة السماوية العشرة لهنا من أجلي أي حظ هذا ، لكني اتسائل أين الاثنان الباقيان ؟! " .

هالة القتل ونيته اجتاحت المكان الكائنات الثمانية كانت تريد تمزيقه بشدة ، يقتل الناس ويتظاهر بالجهل ، هل هو يحاول إظهارنا بصورة الحمقى ؟! هذا السؤال تردد في أذهانهم .

فقط توقف ليرى تعبير وجه هؤلاء الثمانية ثم اكمل كلامه " لقد استدرجتموني لهنا ، حيث الداو مختوم والمكان معزول ، لكني لا اعرف ماذا فعلت لكم حتى تفعلوا ذلك ".

تقدم التنين الذهبي وفتح فمه " لقد قتلت أعداد لا تعد ولا تحصى من المزارعين والفانيين أيضا ، أنت شيطان يقتل كل ما تقع عليه عينك ، وكله من أجل - ذلك الشيء - أنت تستحق الموت ، وجودك فقط شيء يثير الغثيان "

مع انتهاء المحادثة التي كانت عبارة عن جملتين بسيطتين ، بدأ الجانبان التحرك في الجهة الأولى الشيطان وفي الجهة الأخرى ثمانية من الأعمدة السماوية العشرة ، في جهة مجرد مزارع وفي الأخرى حكام وأباطرة .

فجأة تحولت الجثث التي تحيط بالشيطان إلى أشعة ضوء وانطلقت نحوه مما جعل المكان نظيف كأنه لم تحدث معركة هنا ، ما إن أنهى هذا حتى طار للسماء وأطلق عدة قبضات باتجاه التنين والذي كان في المقدمة ، أنزل التنين مخلبه مما جعل الرياح تتحرك لتصطدم باللكمات التي أرسلها الشيطان ، ولكن الشيطان لم يكن ينتظره حتى ينتهي من دفاعه بل انطلق للأمام وبكل قوة وسرعة ظهر أمام التنين أرجع قبضته وكان مستعد للكلم مجددا ، من طريقة تحرك يده عرف التنين اتجاه اللكمة فاستعد لصدها ، لكن اللكمة جاءته من الجهة الأخرى .

استخدم الشيطان المهارة التي يفتخر بها الضربة العمياء ، إنها لكمة توجه من النقطة العمياء للخصم بعد إياهمه باتجاه اللكمة ، لكن ليس كما لو أن التنين هو الوحيد الذي سيقاتل ، تقدم السرعوف وأرسل موجات رياح قاطعة تشبه السيوف الحادة المصقولة ، والحوت قد أرسل موجة ماء مضغوطة مما تسبب في حصار الشيطان بين هجومين .

لكن هذا الشخص الذي أرهب الكل وأجبرهم على التجمع لن يخسر من هجمتين بسيطين ، لقد أخرج سيفا صغيرا ، قام بالقطع باتجاه ضغط الماء بشكل لا تستطيع العين البشرية رؤيته تجاوز أي سرعة ممكنة لقد قام بالتقطيع كأنه يود تقطيع الهجوم لملايين الأجزاء ، ضربت موجات السرعوف جانب الشيطان الآخر ، لكن لم تترك أي جروح عليه فقط خدوش طفيفة .

نظر الشيطان في الأعداء واحدا تلوا الآخر ثم أردف بعد مشاهدته " يبدو أن الفوز عليكم لن يكون صعبا ، لكن آمل أن تأخذوا مقاتلتي بجدية "

انطلق التنين ولوح بذيله مما سبب موجة كبيرة من الطاقة والتي اتجهت ناحية الحوت وليس الشيطان ، الحوت فتح فمه وتناول الموجة ثم فتح فمه مرة أخرى ليخرج الموجة ولكن بحجم أكبر ، الكائن الشبيه بالبشري توجه ناحية الشيطان أثناء قيام التنين بتلك الموجة ، مد يده وبسطها بشكل مستقيم اتجهت تلك اليد بسرعة عادية ولكن ثابتة بقوة ، الثور وجه قرونه للأمام القرون تحولت للون فضي ثم الأسود ثم لون أسود شديد السواد ثم انطلق بكل ما أوتي من قوة ناحية الشيطان ، الشيطان لم يقف مكانه منتظرا الهجمات لتصله ، انطلق باتجاه ذاك الكائن الشبيه بالبشري مع قبضة ساحقة تصادم معه لكنه لم ينتظر حتى يرى نتيجة الصدام بل كل ما كان يحاول فعله هو إيقاف الهجوم .

وصل هجوم الموجة للشيطان ثم قام بوضع سيفه بشكل مائل أمام صدره مما جعل الموجة تصدم بالسيف بدلا من صدره ، لكن لم يحن الأوان ليستريح فالقرون السوداء متجهة نحو صدره الآن ، جمع قوته في قدمه وانتظر وصول الثور ، في تلك اللحظة قام بركل الهواء نفسه مما جعله ينطلق لأعلى متجنبا قرن الثور العظيم الكبير .

بعد هذا لم تتوقف التصادمات بل استمرت ويبدو أن الشيطان هو من يأخذ اليد العليا ظاهريا ، لكن الحقيقة لا يعلمها إلا الشيطان ، قام الثمانية بحركة مفاجأة .

أحاط الثمانية بالشيطان من جميع الاتجاهات ، من الشمال وقف التنين ومن الشمال الشرقي وقف السرعوف ومن الشرق وقفت العنقاء ومن الجنوب الشرقي وقف الثور ومن الجنوب وقف النمر ثلاثي الأعين ومن الجنوب الغربي وقفت الهيدرا ومن الغرب وقف الحوت المجنح ومن الشمال الغربي وقف الكائن الشبيه بالبشر مشكلين حلقة لمنعه من الهرب سادين عنه جميع السبل والطرق جاعلينه في موقف حرج .

بدأ الثمانية بقطع جزء من جسدهم لتخرج كمية من الدماء يبدو أنهم يحاولون قتله بهجوم كبير أو حتى ختمه ، الشيطان ألقى السيف جانبا وأمسك رمحه المعروف باسم الرمح مخترق السماوات ، مع أن الداو هنا مختوم إلا أن الطاقة الداخلية للشخص لا تزال موجودة بالاعتماد على طاقته الداخلية وجسده فقط سيواجه هؤلاء الكائنات العظيمة المهيبة .

بدأت الطاقة تتجمع حول رأس الرمح مما تسبب في إضاءته هبت الرياح حول رأس الرمح مشكلة إعصار صغيرا وامتزج بالرياح نيران عظيمة سوداء ، وجه رأس الرمح باتجاه التنين الذهبي ثم دفعه بكل قوته مما تسبب في ظهور تموجات في الفضاء من حوله حتى الفضاء بدأ يتحطم هذا معنى أن تكون معركة تهز السماوات .

التنين كان في منتصف القيام بالمهارة المشتركة التي تجمع بينه وبين بقية الأعمدة فلم يتوقع أن يهجم الشيطان عليه بهذه اللحظة الحرجة بهجوم قوي قد يستغرق التحضير له فترة طويلة ، هجوم الرمح هو هجوم بحاجة لفترة طويلة من الإعداد والتجهيز وتكثيف الطاقة فلذا لم يتوقع أن يتم مهاجمته بهذا الشكل اخترقت الضربة صدره ممزقة إياه ولكن كرة ذهبية خرجت منه منطلقة بعيدا عن المكان ، وبما أن التنين قد توقف في منتصف هذه المهارة المشتركة وقد أصيب بجرح قاتل فقد تسبب برد فعل عنيف للبقية الجميع تقيء الدم بكميات كبيرة .

لم يتوقف الشيطان بل استمر في الهجوم مع أن هجومه لم يكن بقوة الهجوم الأول إلا أنه سيفي بالغرض لأن الجميع مصاب ، ضربت العنقاء هذه المرة وكما حدث مع التنين طارت كرة من جسمها بعيدا ، الهيدرا كانت قد وقفت من جديد استهدفت الشيطان بمهارة محرمة ، لقد كثفت السم بشكل سهم صغير ثم اطلقته ناحيته ، الشيطان لم يكن منتبها والسهم قد أصابه والسم قد تغلغل في جسمه مع أن السهم لم يصبه منذ وقت بعيد .

الهيدرا أطلقت كرة سوداء وسقطت ميتة كما الحال مع التنين والعنقاء ، الشيطان كان قد أصيب بشدة من السم وأمامه خمس أعداء .

المعركة لم تنتهي ولكن من الأعداء الخمسة أربعة بالفعل قد هربوا ، ولم يبقى سوى السرعوف الصغير جمع كل ما تبقى من قوته وطاقته ليهجم هجوم أخير لعله ينجح في قتله ، تحولت الهجمة لنية سيف تستطيع قطع الجبال وشق البحار ، تحولت لسيف متوهج كبير بحجم مهيب وطاقة هائلة ، انطلقت ناحية الشيطان والذي نزل للأرض ليجد موطئ قدم ثم قام بحمل الرمح وجمع كل زخمه وقوته وطاقته ، أمسك الرمح وهزه بشكل مخيف ثم أمسكه بيد واحدة وأرجعه بكل ما أوتي إلى الخلف ، رمى الرمح بسرعة جعلته يبدو كضوء مار.

يده البيضاء تحولت لحمراء لقد أصيبت يده بجروح داخلية ليست يده فحسب بل أيضا جسده بالكامل ، لو عرف البقية عن إصابته لبقوا ليُجهزوا عليه ولكن هيهات هيهات فالخوف قد سيطر عليهم .

اصطدمت نية السيف بـ الرمح مخترق السماوات ، تضاربت القوتان بشدة فطاقة السيف حادة تقطع كل شيء في طريقها وطاقة الرمح خارقة تخرق كل ما تمر به ، لكن لم يمر وقت طويل حتى أصبحت طاقة السيف باهتة ضعيفة ، لتمر طاقة الرمح بها قاتلة السرعوف .

ما إن انتهت المعركة حتى تقيء كمية مهولة من الدم وجهه أصبح شاحبا أبيض ، تحولت جثث الوحوش الأربعة إلى أشعة ضوء ذهبت ناحية الشيطان .

أحاطت سحابة دموية الشيطان بدت كـ ضباب دموي ، ضباب بلون أحمر قاني ، رائحة الدماء تخرج منه والصواعق تمر به .

------------

عرف العالم عن تلك المعركة التي هزت السماوات بشكل فعلي ، لم يعرف أحد من الفائز أو الخاسر ولكن رجع 4 من الأعمدة الثمانية الذين ذهبوا لإخضاع الشيطان مصابين ، فظن الناس أنهم فازوا وبجّلوهم وعظّموهم ، لكن الحقيقة لم يعرفها إلا قلة .

وتلك المنطقة أصبحت منطقة موت محظورة حتى على أقوى الكائنات ، السبب لم يعرف فـ قيل بسبب أنها منطقة الداو فيها مختوم وهناك تقتال الأعمدة الثمانية وأنه لا يجب إزعاج هؤلاء الأرواح الميتة ، والبعض يظن أن قوة ختم الداو سوف تجعل الشخص أقل من فاني عادي مما يجعلهم فريسة سهلة للوحوش وآخرون ظنوا أن روح الشيطان تقبع هناك تنتظر جسد لتستولي عليه ، والكل يظن ولكن في النهاية عرفت على أنها محظورة فقط ولم يعد يسأل عن السبب .

-----------------------------------------------------

شكرا لكل من علق ولم اتوقع أن أجد هذا الكم من التعليقات .

س1/ ماهو توقعك عن - ذلك الشيء - ؟

س2/ هل تتوقع أن تكون الرواية تناسخ أو عودة بالزمن أو غير ذلك ؟

س3/ ما توقعاتك عن مسار القصة ؟

اتمنى تجيبوا عن الأسئلة.

وشكرا مرة ثانية لقراءة هذا الهراء 😘😘

محب البطاطا الأفضل مؤلف الرواية : mr-potatoes

2018/12/08 · 583 مشاهدة · 1441 كلمة
mr-potatoes
نادي الروايات - 2024