مع كل ما يحدث في العالم من أحداث غريبة - طاقة غامضة، وبشر خارقين، وسحرة، وشامان، ومتدربين خالدين، وبوابات سحرية - لا أحد يفهم حقيقة ما يحدث. في خضم هذه الفوضى، تبقى مصر صامتة، لا تكشف شيئًا، مما يُثير المزيد من التساؤلات.
يعتقد الجميع الآن أن الحدث القادم سيكون ظهور وحوش - مخلوقات ستقتل الآلاف، وتكشف الأبطال والأشرار، وتحوّل الضعفاء إلى ذريعة للأقوياء، كما في قصص أخرى. لقد أصبح العالم رواية خيالية مليئة بالأسرار، والمنظمات الخفية، والسياسات المعقدة، والصراعات الاقتصادية.
ولكن... الواقع كان مختلفا.
لم يتوقع أحد أن الحدث الوحشي لن يحدث بعد.
وبدلاً من ذلك، ظهر شيء آخر - شيء مألوف وغير مألوف في نفس الوقت.
شيء لم يكن العالم مستعدًا لمواجهته.
حدث واحد من شأنه أن يغير كل شيء.
---
المرض الذي حطم التوازن
ما هو أكبر تهديد للبشرية؟
أن طبيعتهم تخونهم.
على مر التاريخ، كانت القدرة على التكيف والتطور هي التي جعلت البشر النوع المهيمن على هذا الكوكب.
ولكن ماذا لو تحولت هذه القدرة ضدهم؟
وباء غامض انتشر فجأة!
في جميع أنحاء العالم، بدأ الناس يشعرون بالإرهاق. لم يصبحوا خارقيين كما تمنى البعض؛ بل انهاروا في الشوارع، ضعفاء وعاجزين.
ولم تكن مجرد حالات معزولة، بل أصيب الملايين بالعدوى بين عشية وضحاها.
كانت المدينة الصاخبة المليئة بناطحات السحاب الشاهقة والحياة النابضة بالحياة في صمت مخيف، وشوارعها مليئة بالجثث الساقطة، وهي شهادة قاتمة على الكارثة التي تتكشف.
في البداية، افترض الأطباء أنه فيروس جديد، مثل كوفيد-19. أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرات، وحثّت الناس على البقاء في منازلهم. لكن إجراءات الإغلاق لم تُفلح في وقف انتشار المرض. بل في الواقع، ازداد الوضع سوءًا.
امتلأت المستشفيات بالمرضى، ولكن سرعان ما أصبح واضحًا أن
لم يكن فيروسًا، ولم يؤثر على الجميع بنفس الطريقة. أصيب البعض بفشل رئوي، وعانى آخرون من أمراض العظام، ومشاكل في الجهاز الهضمي، ومضاعفات قلبية، وحتى اضطرابات عصبية.
أولئك الذين يعانون من حالات مرضية سابقة ماتوا بسرعة.
أما البقية فقد تركوا في حالة من الإرهاق الشديد، وأصبحت حياتهم معلقة بخيط رفيع.
ولم يفهم العالم ما يحدث.
كل يوم كان أسوأ من اليوم الذي سبقه.
---
انهيار الاقتصاد العالمي
لم يقتصر هذا الوباء على إزهاق الأرواح فحسب، بل أدى إلى شلل الاقتصاد العالمي.
ملايين القتلى، والأعداد تتزايد كل ثانية.
نقص حاد في العمالة، وانخفاض حاد في الإنتاج، وارتفاع حاد في الأسعار، وترك الناس دون أي دخل.
حتى الصناعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لم تعد قادرة على العمل بشكل صحيح، حيث كان التدخل البشري لا يزال ضروريا.
ولكن الإخفاقات الأكثر إثارة للقلق حدثت في مجالات حرجة:
انحدرت السجون إلى حالة من الفوضى، مع أعمال شغب وهروب جماعي.
أصبحت المفاعلات النووية، التي تتطلب مراقبة مستمرة، غير مستقرة، مما يهدد بحدوث انهيارات كارثية.
وكان العالم يتأرجح على حافة الانهيار.
للمرة الأولى في التاريخ، واجهت البشرية احتمالية حقيقية للانقراض - ليس بسبب الوحوش، ولكن بسبب شيء مألوف تمامًا... المرض.
---
الانقسام الطبقي والاضطرابات الاجتماعية
حتى في مثل هذه الأوقات العصيبة، لم يكن البشر متساوين في مواجهة الموت.
ومع انهيار أنظمة الرعاية الصحية، اضطرت الحكومات إلى اتخاذ قرار بشأن من يستحق العلاج ومن يترك ليموت.
وكان الأثرياء والأقوياء يتلقون الرعاية الطبية الكاملة.
تُرك الفقراء والطبقة المتوسطة ليدافعوا عن أنفسهم.
وأثار هذا الظلم استياءً عميقاً داخل المجتمعات.
غضب متزايد، ينتظر اللحظة المناسبة للانفجار.
والآن لم يعد البقاء على قيد الحياة يقتصر على الصحة؛ بل أصبح يتعلق بالمكانة الاجتماعية.
لو كنت غنيًا، فسوف تتلقى العلاج.
إذا كنت فقيرًا، تُركت لتموت.
حتى في مواجهة الكارثة، ظلت الجشع البشري والفساد دون تغيير.
---
البحث عن حل... بأي ثمن
وبسبب عدم قدرتها على التعامل مع الأزمة، لجأت القوى العظمى في العالم ــ أميركا وأوروبا والصين وروسيا ــ إلى السحرة والشامان والمتدربين الخالدين طلبا للمساعدة.
ولكن ما لم يعرفوه هو أن بعض هؤلاء الأفراد كانوا قد أصيبوا بالعدوى بالفعل.
ولكن بدلاً من الكشف عن هذا، قاموا بقتل أعضائهم الأضعف سراً، مما يضمن أن يبقى الأقوى فقط مختبئاً.
وفي النهاية أصدروا إعلانًا:
"لدينا علاج سحري قادر على شفاء المصابين... ولكن بثمن."
"نحن نطالب بالتأثير داخل دولكم."
ووافقت القوى العظمى على الفور، وأعطت الأولوية لإنعاش اقتصاداتها فوق كل اعتبار.
ولكن سؤال واحد بقي دون إجابة...
فهل كانت مصر تعاني من هذا المرض مثل باقي دول العالم؟
---
المحطة التالية: العلاج السحري، وخيبة الأمل، والخطوة الأولى لمصر...
---
أهلاً! إذا استمتعتم بهذا الفصل، فأخبروني - هل توقعتم أن يكون الحدث الثالث مرضاً؟ أود أن أسمع آراءكم!
أعلم أنه قصير، لكن هذا الفصل كان حاسمًا. أتمنى أن يكون قد نال إعجابكم!