يهدأ الجميع في الاجتماع، ويسود صمت قصير في الغرفة قبل أن تبدأ الهمسات والمناقشات بين الحاضرين.

رئيس مصر يتحدث: ما رأيكم في هذا النظام للسيطرة على طاقة الهكا؟

ردّ أحد الحضور، ذو الخلفية العلمية: "هذا غريب! لم يسبق أن وُجد نظام كهذا في أي حضارة، ولا حتى في القصص السحرية التي قرأناها. هذا النظام منطقي جدًا، على عكس ما يُتصوّر عادةً، حيث تُمتصّ المانا أو الطاقات الأخرى وتُخزّن في مركز طاقة ينمو مع مرور الوقت، متجاوزًا حدود الجسم البشري، فيُصبح الإنسان قويًا دون الحاجة إلى النوم أو دعم وظائف الجسم."

ويضيف: "كنا نعتقد أن نظام القوى سيكون مشابهًا لما قرأناه، ولذلك درسنا القصص، لأن العالم أصبح مشابهًا لها. لكن هذا النظام حقيقيٌّ بالفعل! من جهاز المناعة إلى النوم، كل شيء دقيق! لقد وصل قدماء المصريين إلى مستوى متقدم في الطب، حيث تمكنوا من تحويل البشر كليًا".

يستمع الحاضرون ويوافقونه الرأي، ثم يتحدث القائد عبد الرحمن: "ليس هذا فحسب، بل إن هذا النظام يُمكّن البشر أيضًا من أن يصبحوا أقوياء. هذا يعني أننا لن نعتمد على أحفاد من استخدموا طاقة الهيكا في الماضي، ولن نكون تحت رحمتهم."

ويضيف: "الآن أصبح كل شيء منطقيًا. الهيكا جزء من العالم، وقد اختلط بكل شيء، حتى بالجزيئات الكيميائية. إنه موجود في الهواء، وفي الطعام، وفي كل شيء تقريبًا، ولهذا السبب تنتشر الأمراض بين الناس بطرق مختلفة، لأن أجسامهم لم تستطع تحمل وجود الهيكا فيها".

ويتابع: "يُحارب الجهاز المناعي الهيكا ظنًا منه أنه فيروس أو تهديد، ولهذا السبب لا يُشفى أحد من هذه الأمراض. الآن نفهم لماذا لا يُمكننا استخدام السحر لعلاج هذه الأمراض - فهي ليست أمراضًا سحرية، بل هي أمراض علمية. لو استخدمنا الطاقة السحرية، لقاومها الجهاز المناعي، مما يزيد الأمور سوءًا".

يقول أحد الحضور: "لكننا علمنا أن متدربي الخالدين سيزودون البشر بعلاج سحري بالاتفاق مع القوى العظمى. علينا إصدار بيان لتحذير العالم!"

ويتساءل أحد الحضور: "ماذا لو لم يستمعوا إلى تحذيرنا؟"

يرد القائد عبد الرحمن بحزم: "هذا ليس مهمًا. نحن بشر، ولا نستطيع إقناع العالم أجمع، لكن بإمكاننا تحذير من يريد النجاة. من يصغي إلينا سينجو، ومن يتجاهله سيلقى حتفه. لكن الآن، علينا أن نجهز أنفسنا ونتدرب على هذا النظام، وسنغير خططنا بناءً عليه".

يركز الجميع على القائد، في انتظار أوامر جديدة، مدركين أنهم بحاجة إلى خطة جديدة لهذا الوضع المتغير.

يضيف عبد الرحمن: "كنا نعتقد أن الأحفاد، الذين تلقوا طاقة الهيكا من أسلافهم، هم من سيقضون على المخلوقات ويكتشفون عوالم أخرى، لكن كل شيء تغير الآن مع ظهور هذا النظام. لذلك، يجب أن تتغير خططنا. الأكاديمية التي كنا نخطط لإنشائها لتدريب هؤلاء الأحفاد ستكون الآن أيضًا لتدريب البشر العاديين".

ستكون هذه الأكاديمية أهم مؤسسة في هذا العالم، إذ ستُدرّب جميع البشر من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى أحفاد الآلهة. لذا، علينا التخطيط لها بعناية، فهي ستكون مهد المعرفة، وستُنشئ جيلًا بشريًا قادرًا على حماية العالم.

"وأنا أقترح أن تكون الأكاديمية في الأراضي المصرية، وتحديداً في شبه جزيرة سيناء."

وعند سماع ذلك، يظهر الاهتمام والفضول على وجوه الحاضرين.

يواصل القائد عبد الرحمن شرحه: "تقع سيناء في قلب العالم، مما يجعلها مركزًا استراتيجيًا. في حال وقوع أي كارثة أو هجوم وحشي في أي مكان، يمكن للتعزيزات الوصول بسرعة. كما أن موقعها الشبيه بالجزيرة يجعلها مثالية لحماية الطلاب، وستكون تحت إشراف الجيش المصري لضمان سلامتهم".

علاوة على ذلك، فهي تقع في موقع يسهل الوصول إليه، كونها في قلب العالم تقريبًا. لذا، سنبدأ بدراسة تكاليف بناء الأكاديمية ووضع خطط تفصيلية لتنفيذها. وعندما نتعاون مع دول العالم، فمن المؤكد أنها ستدعم المشروع.

بما أننا نبني أكاديمية، فعلينا أيضًا إنشاء نظام تعليمي شامل. أقترح أن تُدمج جميع المدارس حول العالم الجزء الأول من نظام الطاقة للتحكم في هيكا.

"يجب أن تكون المستويات التعليمية متناسبة مع مراحل التعليم:

المستويات الثلاثة الأولى للمرحلة الابتدائية،

الثلاثة القادمة للمدرسة المتوسطة،

الثلاثة الأخيرة للمدرسة الثانوية.

وعندما يصل الطالب إلى السنة النهائية من المرحلة الثانوية ويستطيع الوصول إلى المستوى التاسع فإنه يدخل في نوم عميق ثم يستيقظ في المستوى الثاني من النظام مما يؤهله لدخول الأكاديمية.

"أما الذين لم يصلوا إلى المستويات العليا فسيواصلون تعليمهم بشكل طبيعي ولكن لن تتاح لهم فرصة دخول الأكاديمية".

ويضيف: "مع أن هذا النظام سيسمح للبشر بالوصول إلى مستويات قوة لا تُصدق، إلا أنه صعب للغاية. لذلك، من يفتقر إلى العزيمة والانضباط لا يستحق دخول الأكاديمية أو الدفاع عن الإنسانية".

ويتحدث أحد الوزراء محذرا: "لكن هذا سيؤدي إلى خلق فجوات طبقية، وقد يستغل أصحاب السلطة نفوذهم لقتل الموهوبين بسبب الخوف أو الغيرة".

ويضيف شخص آخر: "نحن أيضًا لا نعرف كل تفاصيل المستوى الثاني من النظام حتى الآن".

ويضيف إبراهيم: "نحن بحاجة أيضًا إلى إنشاء هيئة تنظيمية لوضع القوانين التي تحكم مستخدمي هذا النظام".

ينظر إليهم القائد عبد الرحمن ويقول: "أسئلتكم مهمة، وسأجيب عليها. نحتاج إلى إنشاء خمس منظمات:

1. منظمة التعليم: ستكون تحت قيادة رئيس الأكاديمية، الذي سيشرف على جميع الطلاب ويجب أن تكون قوية بما فيه الكفاية.

٢. منظمة العدل: مهمتها مكافحة الفساد ومنع استغلال النظام الجديد للظلم والقمع. ستمنع القتل بين مستخدمي النظام سرًا أو على أبواب الدنيا، فالعالم في خطر، ويجب حمايتهم. أما إذا ثبت وجود أشخاص يجب القضاء عليهم، فسيتم إعدامهم فورًا.

3. اتحاد المستخدمين: سيكون مسؤولاً عن تنظيم مستخدمي النظام ومنحهم حقوقهم وتوزيع المهام وتنسيق عمليات الاستكشاف.

4. جهاز الاستخبارات وهو الأخطر: يعمل على حماية الأجهزة الأخرى والقيام بأعمال التجسس وجمع المعلومات.

5. هيئة الاقتصاد: تتولى إدارة المشاريع وضمان تدفق الأموال لدعم المنظمات الأخرى.

ثم يقول القائد عبد الرحمن: "سيكون مصطفى على رأس منظمة الاقتصاد".

ينظر الجميع إلى مصطفى، الذي كان غارقًا في أفكاره، ثم صُدم من هذا القرار. يبتسم عبد الرحمن ويطلب من رئيس مصر الإذن بالمضي قدمًا في خطته.

المحطة التالية: الخطط جاهزة، ولكن هل سيتقبلها العالم؟ كيف ستتفاعل الدول مع هذا التغيير؟

-------

أهلاً أعزائي القراء! أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذا الفصل. وكالعادة، يسعدني سماع آرائكم في التعليقات إذا أعجبكم، وأرجو منكم مشاركة الرواية إذا كنتم تقدرون الجهد والتعب الذي بذلته في كتابة هذه القصة.

أسئلة الفصل:

١. ما رأيك بتنظيم الفرق الخمس؟ هل توقعت أن يصبح مصطفى أحد قادتها؟

2. لماذا قام القائد عبد الرحمن بتصميم المستوى الأول من نظام الطاقة ليتناسب مع المراحل التعليمية؟

2025/07/16 · 10 مشاهدة · 956 كلمة
نادي الروايات - 2025