وبعد سماع هذا من القائد عبد الرحمن، أصبح الجميع الآن يدركون الخطط وكيف سيتم إعادة تأسيس العالم.
واستمروا في النظر إلى مصطفى، الذي سيصبح أحد القادة الرئيسيين للمنظمات التي ستسيطر على العالم.
وأدرك مصطفى أيضًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولذلك وجد نفسه في موقف صعب، لكنه لم يستطع الرفض لأن الرئيس المصري كان قد وافق على ذلك بالفعل.
وتابع القائد عبد الرحمن: "لديّ بالفعل مرشحون آخرون لقيادة هذه التنظيمات والتحالف، وأنتم تعرفونهم جيدًا. وعند عودتهم من مهماتهم، سنُعيّنهم".
وأما الجزء الثاني من نظام الطاقة فلابد أن نبحث ونجد الظروف والوقت المناسبين لتحديث البردية القديمة من جديد.
كان الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض، ممتلئين بالأمل في الاستفادة القصوى من هذا الأمر.
تحدث إليهم حسين وتنهد وقال: أعتقد أنكم نسيتم شيئاً.
لقد صدم الجميع، لأنهم علموا أنه سيخيب آمالهم مرة أخرى، ونظر الجميع إلى حسين، على أمل ألا يفعل ذلك.
ولكنه خيب آمالهم بالفعل وقال: "لقد نسيتم أن هذه الكائنات كانت تبني إمبراطورياتها الخاصة، ولا بد أنها أصبحت أقوى على مر كل هذه السنوات".
"وأيضًا، لا تنسوا أنهم قد ينتظرون كسر الحاجز، حتى يتم إرسال الوحوش إلى الأرض - وسيكون هذا حقًا نهاية العالم."
صُدم جميع الحاضرين وعجزوا عن الكلام. ثم تنهد إبراهيم وقال: "لديّ فكرة أفضل من كل هذا، حلٌّ لكل شيء".
والتفتوا إلى إبراهيم، وبدأ الفضول يتزايد لديهم لمعرفة ما سيقوله.
فنظر إليهم بجدية وقال: احنا نطرد حسين ونستريح.
ساد الصمت المجلس، ثم وافق الجميع وابتسموا.
---
العودة إلى الحاضر
وقف مصطفى أمام الكاميرات، وكان الجميع يستمع إلى البيان. أخبرهم بما يحتاجون إلى معرفته، وليس كل شيء.
وبعد أن تمت الإجابة على كل الأسئلة السابقة التي طرحها العالم، أصبح العالم الآن أكثر غرابة، وفتح الباب أمام أسئلة جديدة.
لم يتمكن المتدربون الخالدون، ولا السحرة، ولا الشامان من تصديق أن تاريخهم مزيف - وأن قواهم ليست سوى جزء صغير من العلم، وأن السحر مجرد فرع من فروع العلم.
أما بالنسبة للبشر الخارقين، فقد صُدموا عندما علموا أنهم من نسل أولئك الذين استخدموا "هيكا" في الماضي - أولئك الذين كانوا يُطلق عليهم ذات يوم لقب الآلهة.
ولم تصدق الدول المهيمنة أنها قتلت بنفسها أحفاد الآلهة القديمة ودمرت تراثهم بأيديها.
كل ما اعتقدوه أنه صحيح كان كذبة.
لقد كان العالم كله يعيش في الوهم، ويبدو أنهم ما زالوا غير مستعدين لهذه الحقيقة.
لكن الواقع دائمًا أقسى من أي شيء آخر، والزمن لا ينتظر أحدًا. كان هناك تهديد أعظم: كائنات غامضة أرادت إبادة البشرية.
لقد تم الآن تحديد مصير العالم، ولم يعد أحد يعرف ما الذي سيحدث.
وتحدث مصطفى قائلاً: "سنقوم بإطلاق المستويات الثلاثة الأولى من قسم إعادة تأهيل الجسم والشفاء، الذي يساعد البشر على التعافي".
"وسنقوم ببناء مراكز تأهيل، وأيضا إنشاء منظمة تجمع كل المدارس، والتي ستكون تحت الأكاديمية الموجودة في الأراضي المصرية بسيناء."
وأعطاهم التفاصيل، وفهم العالم أن أطفالهم، الذين سوف يتدربون في هذه المدارس، وإذا أصبحوا طلابًا في هذه الأكاديمية، سوف يصبحون أبطالًا ويغامرون في أسرار العوالم والكون.
وحاول رئيس إحدى الدول الكبرى الاعتراض على هذا القرار، علماً بأن مصر تحاول السيطرة على كل شيء.
لكن مصطفى لم يمنحه الفرصة وقال: «القائد ورئيس الأكاديمية هو حسام»، مشيراً إلى أحد الرجال الجالسين خلف الرئيس المصري، موضحاً أن من يجلسون خلف الرئيس سيصبحون رؤساء أقوى المنظمات والتحالفات في العالم.
وتابع: "وسنُنشئ اتحادًا لجميع مُستخدمي طاقة هيكا، بمراكز في كل دولة. وستكون هذه المراكز تحت قيادة التحالف، على أن يُركز كل مركز على بلده وأعضائه، ولن يُستخدم لمصالح شخصية".
"السيد ماجد سيكون قائدًا لهذا الاتحاد العالمي."
وأشار إلى شخص آخر - الشخص الأخير الذي يجلس خلف الرئيس.
وأعلن أن هذا الشخص الأخير سيكون رئيساً لتنظيم العدل، الذي سيحمي الجميع ويطبق القانون.
أبلغهم أن مشروع طاقة الهرم لم يفشل، وأنه لا يزال قيد التنفيذ، وسيعمل وفق الخطة المرسومة. وأوضح أن المشروع سيحقق عوائد وأرباحًا تفوق التوقعات.
كما أوضح وأخبر العالم فقط بما أرادت مصر أن تكشفه…
تحدث حسام بابتسامة خفيفة: "فما هو شعوركم الآن بعد أن أصبحنا أقوى الأشخاص، ونمتلك أعظم النفوذ والسلطة في العالم؟"
تحدث ماجد وهو ينظر إلى الجميع، ويبدو غير مهتم بأي شيء:
الأمر نفسه سواء في العالم القديم أو الجديد. لا يهمني أيٌّ منهما. أنانية البشر واستغلالهم لبعضهم البعض حقيقةٌ لن تتغير أبدًا، مهما تغير العالم.
ردّ رئيس تنظيم العدل: "لماذا لم يُخبر مصطفى العالم عن تنظيم الخمسة؟ أم أن القائد عبد الرحمن رفض الكشف عنه؟ ولماذا لم يكن هذا الرجل حاضرًا في يوم كهذا؟"
تفاجأ حسام لكنه ظل هادئًا وقال: "لماذا تتحدث فجأة عن هذا الرجل؟ أنت تعلم أنه خطير".
أضاف ماجد ضاحكًا: "إنه خطير بالفعل. يعرف الكثير، ولا تغيب عنه أي معلومة. لديه ملف عن الجميع، وخاصة أنت يا حسام".
نظر إليه حسام غير متأثر، وبعد صمت قصير قال: "لا أصدق أننا - نحن الخمسة - الذين كنا نعتبر الأفضل في عصرنا، أصبحنا الآن في مناصب مهمة كهذه! من كان يتخيل؟ نحن الخمسة أصبحنا هكذا!"
لكن رئيس جماعة العدل بدا حزينًا، إذ تذكر بوضوح شخصًا آخر - شخصًا كان من المفترض أن يكون صديقهم السادس. ربما كان من المفترض أن يقود الجماعة السادسة أيضًا، لكن بسبب تلك الحادثة، أصبحوا خمسة فقط.
بدا أن الثلاثة يتذكرون الشيء نفسه، لكنهم لم يُركزوا عليه. ركزوا بدلًا من ذلك على مصطفى وهو يتحدث وعلى المهام الموكلة إليهم، غافلين عما يخبئه لهم المستقبل.
وعندما اقترب مصطفى من نهاية خطابه، نظر إلى الكاميرات، وزعماء العالم، والعالم أجمع ــ تحت أنظار الجميع...
قال: "الآن وقد عرفتم ما يحدث، أفهم أن أحداً منكم لم يتوقع هذا. لكننا نحن من سيقود هذا العالم الجديد".
كان ينظر إلى الجميع بنظرة تهديد، وأطلق هالة غريبة من طاقته، وقال:
"وليس لديكم خيار آخر. أنت تعلمون ذلك."
نظر إليه المتدربون الخالدون، والسحرة، والشامان، وقوى العالم. لم يرغبوا في الاستسلام، بل أرادوا التفاوض. لكنهم كانوا يعلمون أن التفاوض أمام أعين العالم والرأي العام لن يكون في صالحهم.
---
المحطة التالية: التفاوض وبداية الشفاء من الأمراض
-----
إذا استمتعت بالفصل، فأخبرني بأفكارك في التعليقات - ولا تنس مشاركة الرواية مع أصدقائك وترك مراجعة!
وأما بخصوص قرار طرد الحسين:
- هل تتفق مع موقف إبراهيم؟ شاركنا رأيك في التعليقات!
- إذا كنت لا توافق، أود أن أسمع وجهة نظرك أيضًا.
أسئلة المناقشة:
1. لماذا تعتقد أن القائد عبد الرحمن أبقى المنظمه الخمسة مخفية بدلاً من الكشف عنها؟
2. من تعتقد أنه "الرجل السادس" وما هي قصته؟
هل لديك أسئلة أخرى؟ اطرحها أدناه، وسأجيب عليها!