تبادل السحرة والشامان والمتدربون الخالدون النظرات في حيرة وقلق، متسائلين: ماذا تريد مصر؟ هل سوف يطلبون شيئًا مستحيلًا؟
نظر مصطفى إليهم، ثم التفت إلى رئيس مصر، ثم عاد إليهم وأكمل حديثه:
سنبني أكاديمية، وأنتم تعلمون ذلك. ستكون هذه الأكاديمية عالمية. لذلك، نريد منكم ما يلي:
جميع كتبكم ومعارفكم، تُجمع في مكتبة واحدة ضمن أكاديمية سيناء العالمية. سننسخها، وستحتفظون بنسخكم، بينما تُحفظ النسخ الأصلية في هذه المكتبة.
مكتبة تجمع الخير والشر، والسحر والعلم، وكل ما اكتشفه البشر - ستكون أعظم مكتبة في التاريخ.
نريدكم أيضًا أن تكشفوا عن مواقعكم، وأن تصبحوا وجهات سياحية، وتندمجوا تدريجيًا في المجتمع. ستصبحون معلمين في المدارس التي سننشئها، أو حتى أساتذة في الأكاديمية.
ونريد أيضا الاستفادة من حكمتكم لتشكيل تحالف يخدم مصالحنا المشتركة. هل لديك أي اعتراض؟
ضحك الشامان والسحرة، مدركين المعنى الخفي وراء كلماته. فقالوا:
مازلنا متفقين. لكنك تعلم أن هذا هو تراثنا، لذا نستحق نفوذًا وفوائد أكبر.
نحن نعلم أن هذه المعرفة قد لا تكون مفيدة بعد الآن لأن السحر أصبح الآن جزءًا من العلم، لكنها لا تزال تحمل قيمة.
نحن نوافق على أن نكون معلمين في هذا النظام التعليمي الجديد. ومع ذلك، نريد أماكن لمتدربينا لدخول الأكاديمية، وأن نكون نحن أيضًا مدربين فيها.
أما أساتذة المتدربين الخالدين، فقد فهموا الأمر أيضًا. لم يعودوا يُصرّون، رغم كرههم لمصر لما حدث.
لكنهم أدركوا أن أسرارهم ومعرفتهم لن تفيدهم بعد الآن. تاريخهم مُزوَّر ومُعرَّض للخطر، وقد يموتون، ويُدمَّر إرثهم - سواءً على يد الكائنات الغامضة أو حتى على يد مصر...
فوافقوا أيضاً ولكن قالوا لمصطفى:
"نريد المزيد من الأماكن لمتدربينا في الأكاديمية."
تفاجأ الجميع، حتى مصطفى انزعج. نظر إليهم بجدية. مع أن معرفتهم قيّمة، إلا أنه يستطيع انتزاعها منهم بالقوة إن شاء. فلماذا كل هذا الغرور؟
ابتسم سيد الطائفة الذهبية الخالدة عندما رأى مصطفى منزعجًا وقال:
وسنشارككم أيضًا معلومات عن القوة الرابعة التي اختفت.
لا تظن أن العالم كان مصنوعًا فقط من السحرة أو الشامان أو المتدربين الخالدين.
لقد كانت هناك قوة رابعة، وهؤلاء البشر الخارقون الجدد هم في الواقع القوة الخامسة التي ظهرت مؤخرًا.
ولكن قبل هذه القوة الجديدة، كانت هناك قوة أخرى، قوية مثلنا تمامًا - كانت هي المركز الرابع الحقيقي.
صُدم الشامان والسحرة، وحاولوا تذكر هذه القوة، لكنهم لم يستطيعوا. نظروا إلى سيد الطائفة الذهبية، ظانّين أنه يكذب.
لكن يبدو أن رئيس مصر، ومصطفى، وحسام، وماجد، ورئيس العدل، كانوا جميعاً مهتمين بعض الشيء...
وبينما تغيرت المشاعر في الغرفة، واصل سيد الطائفة الذهبية:
"وسنقدم لك أيضًا الكتب والمعرفة الخاصة بعشائر الموريم.
ركّزت هذه العشائر على الجسد، وجميع تقنياته، وأشكال الطاقة الداخلية المختلفة. ولكن لأن بسبب اختفاء الاتشي ، أصبح التدريب البدني أصعب مع مرور الوقت.
كانوا يتقاتلون على الموارد، فاستغللنا ضعفهم وقتلناهم واستولينا على فنونهم وكتبهم. لكن لضعف الطاقة الروحية وصعوبة ممارسة هذه الفنون، تجاهلناهم.
ولكن الآن، سنقدمها لكم - تقنياتنا، ومهاراتنا، ومعرفتنا.
وفي المقابل، نريد المزيد من الأماكن لمتدربينا وحصة في شركة استخراج الطاقة الهرمية.
وقد أصبحت هذه المعرفة أكثر قيمة، خاصة وأن المصريين يبدو أنهم مهتمون بالفنون والمهارات الجسدية، لأن نظام الحكا يبدو أنه يعتمد جزئيًا على الجسم.
لذا فإن هذه المعلومات أكثر قيمة من أي شيء آخر.
لكن منحهم أسهمًا في الشركة كان أمرًا مقلقًا. نظر مصطفى إلى رئيس مصر، الذي كان يبتسم، وفهم الأمر فورًا.
ثم توجه إلى سيد الطائفة وقال:
"نحن متفقون، ولكننا سوف نقوم بمراجعة الخطط ونمنحك أسهمًا في الشركة."
سأل سيد الطائفة:
"هل ستعطينا أسهم العلماء الثلاثة الذين اختفوا؟"
ضحك مصطفى وأجاب:
بالطبع لا. فرغم أنهم مفقودون وما زلنا نبحث عنهم، إلا أن لديهم عائلات - باستثناء السيد سوما، وهو يتيم. لكننا سنمنح الأرباح لعائلاتهم، ولبلد سوما، وسننشئ له حسابًا يُخصص له نصيبه من الأرباح.
"لذا فإننا سوف نخصص لكم أسهمًا، ولكن ليس من أسهم شركائنا، بل من أسهم جديدة."
في تلك اللحظة، صُدم قادة القوى الكبرى. هل تتنازل مصر عن جزء من حصصها مقابل هذه الصفقة؟ أم أن الأمر مختلف؟
ولكن مصطفى لم يوضح أكثر.
ثم سأل: "هل لديك أي شيء آخر للحديث عنه؟"
بعد سماع ورؤية كل ذلك، أدرك الحاضرون أن الاجتماع قد انتهى. تبادلوا النظرات - سيد السحر الأسود الذي كان يراقب بصمت، وسيد الطائفة الشيطانية، وسيد البرج، وسيد الشامان، وسيد الطائفة الذهبية الأبدية، وقوى العالم.
ثم قالوا:
لا، ليس لدينا المزيد. اتفقنا، وسنبدأ العمل. نأمل بمستقبل أفضل.
انتهى الاجتماع.
أُنشئت مراكز إعادة تأهيل، والتي أصبحت نواة منظمة سادسة ستسيطر يومًا ما على مستشفيات العالم، لتحل محل منظمة الصحة العالمية - ولكن ذلك سيكون في المستقبل البعيد. أُطلقت أول ثلاثة مستويات من هيكا، بالإضافة إلى أول دواء.
بدأت عملية بناء المدارس والأكاديمية، لكن المتدربين الخالدين والسحرة والشامان والقوى العالمية بدا أنهم يماطلون في المساعدة في بناء الأكاديمية.
فصدر بيان ومرسوم من زعماء كل الأمم:
على جميع البشر الخارقين التسجيل والانضمام إلى التحالف والحكومة. وإلا، فسيتم اعتبارهم مجرمين وإعدامهم.
يجب على جميع مستخدمي حكا- سواء من السحر أو الشامانية أو التدريب الخالد - الانضمام أيضًا.
ظنّ الجميع أن البشر الخارقين سيرفضون، بسبب صراعهم السابق مع القوى العالمية. لكنهم صُدموا عندما وافقوا جميعًا وانضموا إلى التحالف والمنظمة.
وقد تم منحهم ألقابًا رسمية في مناطق مختلفة:
في أمريكا: الأبطال
في أوروبا: الفرسان
في الصين: المتدربون
في كوريا واليابان ودول أخرى: الصيادون
في مصر والعالم العربي والإسلامي: المجاهدون
وأصبحت هذه الأسماء رسمية، وبدأت المنافسة بينها.
بعد انضمام مستخدمي هيكا والقوى الخارقة الأخرى إلى التحالف، وصلوا إلى المستوى الثالث من نظام هيكا - في حين لم تكشف مصر بعد عن المستويات المتبقية.
في تلك المرحلة، قررت الحكومات، إلى جانب زعماء النقابات وتحالفاتهم، البدء في إعادة استكشاف البوابات.
المحطة التالية: عالم جديد وكراهية غير مسبوقة.
------
"والآن وصلنا إلى الفصل 30 - فقط ثلاثة فصول متبقية حتى ينتهي هذا القوس!
ما رأيكم حقًا بالرواية حتى الآن؟ إذا استمتعتم بهذا الفصل، فأخبروني... سأكون سعيدًا بسماع آرائكم!
الأسئلة الملحة الآن:
1. ظهرت قوة رابعة... هل سيكون هناك غيرها؟
٢. هل قبائل الشامان المايا هي الوحيدة في هذا العالم؟ أم أن لها قصة خفية؟
3. ما هي صلتهم السرية بالحضارة المصرية القديمة - ولماذا هذه التشابهات؟
4. في الفصول السابقة، كان زعيم قبائل الشامان هو أيضًا الشخص الذي يتحكم في القوى الثلاث الأخرى...
-كان أول من استسلم وتحالف مع زعيم برج السحر!
- هل لديه عداوة مع المتدربين الخالدين؟
- أليس كل هذا غريبًا بعض الشيء؟!
"لذا، هل تعتقد أن زعيم الشامان خائن... أم مدبر؟"
هذه هي الأدلة والأسئلة التي رششتها منذ البداية ...
كنت أتمنى أن تكتشفوهم وتشاركوا نظرياتكم، لكن جمهوري الصامت التزم الصمت! لذا هذه المرة، أسألكم أنتم مباشرةً.
الآن بعد أن كشفت عن المخطط بأكمله...
متى سوف تتحدث أخيرا؟!