وبينما كان عبدالله يستمع إلى قصة حياة الرجل العجوز، فإنه لم يستطع أن يفهم لماذا كان قلبه ينبض بسرعة كبيرة - وإن كان بإيقاع منتظم - مع قصة هذا الرجل العجوز.

كانت القصة مؤثرة، مليئة بالتجارب والحزن، لكنها لم تكن شيئًا خارقًا للطبيعة أو أي شيء يمكن أن يساعده في مرضه الغريب.

كانت ببساطة حكاية رجل عجوز. ومع ذلك، استمتع عبد الله بالقصة وقرر أن يتعلم منها.

ومع ذلك استمر قلبه بالنبض بشكل غير طبيعي.

مع اقتراب الرجل العجوز من نهاية قصته، بدا أن قلب عبد الله يستشعر ذلك أيضًا. بدأ ينبض أسرع، هذه المرة بشكل غير منتظم.

للحظة، شعر عبد الله وكأنه في سباق لا ينتهي. تسارعت دقات قلبه بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ولم يستطع تهدئته. قبض على صدره وسأل نفسه:

هل هذا وهم أم حقيقة؟ هل قلبي على وشك الانفجار، أم أنني أُصاب بنوبة قلبية؟

لكن هذا مستحيل! أنا في المستوى التاسع من اعادة تأهيل الجسم، وجسدي في قمة لياقته. كيف يُعقل أن أُصاب بنوبة قلبية؟

ثم سمع إشعارًا من نظام الذكاء الاصطناعي يؤكد أن ما شعر به كان حقيقيًا بالفعل:

دينغ

>[تم التأكد من أن حالة المواطن عبدالله حرجة.]

[تحذير: تجاوز قلب المضيف المعدل الطبيعي. إذا لم يهدأ القلب، فقد يموت المضيف.]

[يحاول النظام تهدئة قلب المضيف عن طريق تحفيز الدماغ لإطلاق هرمونات مهدئة.]

[فشلت المحاولة... جاري إعادة المحاولة... فشلت المحاولة... جاري إعادة المحاولة...]

[مؤكد: حالة المواطن عبدالله غير طبيعية. قد تحدث الوفاة في أي لحظة. جاري البحث عن أي حل ممكن لمساعدة المُضيف.]

حدّق عبد الله في إشعارات نظام الذكاء الاصطناعي. قرأها، ورغم أن الأمر بدا وكأنه استغرق وقتًا، إلا أن النظام أنجز كل هذا في أقل من ثانية، وما زال يحاول مساعدته.

بعد أن انتهى من القراءة وأدرك أنه قد يموت في أي لحظة، أجبر نفسه على الهدوء حتى لا يتسارع قلبه من القلق. هذا وحده أثبت أن عقليته وحكمته فاقتا التوقعات لشخص في عمره.

تحدث في داخله:

—افتح شاشة حالتي. لا أريد أن يلاحظ الرجل العجوز أو أي شخص آخر أي شيء.

> [تم تأكيد الأمر... جاري الوصول إلى حالة المضيف.]

[حالة المضيف]

الاسم: عبدالله آدم

الجنسية والعرق: 97% مصريين

الهوية: طالب في السنة النهائية من المدرسة الثانوية

نظام هيكا المستوى: المستوى 9 - اعادة تأهيل الجسم

المرحلة 1: النوم العميق → لم يتم إدخالها بعد (أسباب غير معروفة)

المرحلة الثانية: صحوة الجين المهيمن → لم يتم إدخالها بعد (أسباب غير معروفة)

المهارات: مهارة كسر النمط (??? — من صنعك)

مهارات أخرى: ??? - ??? - ???

الحالة الصحية الحالية: حرجة. يُنصح بتجنب أي نشاط بدني وشرب مشروبات لإبطاء معدل ضربات القلب.

نظر عبد الله إلى حالته فرأى أنه لم يطرأ أي تغيير. تفحص السطر الأخير، آملاً أن يكون هناك حل، لكنه خاب أمله إذ لم يجد حلاً. فكّر لبضع ثوانٍ.

ثم ظهر إشعار جديد أقوى من النظام:

دينغ

>[حالة المواطن عبدالله وصلت إلى أخطر حالة تم تسجيلها على الإطلاق.]

[فشلت كل محاولات تهدئة القلب.]

[بعد تحليل الوضع، تم التأكد من أن المضيف يدخل مرحلة النوم العميق بطريقة خطيرة وغير طبيعية.]

[تحليل... فشل.]

[يؤكد النظام الآن أنه لا يستطيع فعل أي شيء آخر. يطلب من المضيف إصدار أمر باستدعاء سيارة إسعاف.]

[هل تريد الاتصال بخدمات الطوارئ؟]

قرأ عبدالله الإشعارات بسرعة. صُدم - هل دخل مرحلة النوم العميق؟ ألم تكن هذه المرحلة مستحيلة عليه بسبب حالته؟

لكن الأمر لم يعد يهم الآن. كل ما أراده هو أن يهدأ قلبه، لأن الألم أصبح لا يُطاق.

وبإلحاح مفاجئ، أمسك بيد الرجل العجوز وقال بصوت عالٍ:

-اتصل بالاسعاف.

كان يحتاج إلى أن يتوقف الرجل العجوز عن الكلام، لأنه من الغريب أنه كان لا يزال يستمع إلى القصة - منفصلًا تمامًا عن الألم الذي يطغى على قلبه وعقله.

استجاب النظام:

> [جاري تنفيذ الأمر...الاتصال بخدمات الطوارئ.]

تم إرسال سيارة إسعاف. تم تحديد موقع المضيف لأقرب مستشفى.

[تم إرسال جميع الفحوصات ونتائج الاختبارات إلى المستشفى للتحضير قبل وصول المضيف.]

[تم الاتصال بنظام المستشفى.]

[نظام المستشفى يحلل حالة المواطن عبدالله]

[تم التأكيد: حالة المضيف حرجة – المستوى S.]

[تم الانتهاء من الاستعدادات من قبل نظام الصحة العالمي.]

[يتواصل نظام الصحة العالمي مع نظام النقل العام لإعادة توجيه أقرب سيارة إسعاف.]

كل هذه الإجراءات لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة. حاول عبد الله القراءة، لكن بصره كان ضعيفًا.

وأخيرا رد الرجل العجوز وسأل:

- ماذا بك يا شاب؟

وعندما نظر عن كثب إلى وجه الصبي، أدرك مدى المرض الذي بدا عليه، فصرخ بسرعة:

-أوقف الحافلة!

التفت جميع ركاب الحافلة إلى ما يحدث. وعندما رأوا طالبًا مريضًا في المدرسة الثانوية، سارعوا للمساعدة بكل ما في وسعهم.

قام البعض بتقديم الإسعافات الأولية له، والبعض الآخر قدم له العصير، والبعض الآخر رش الماء عليه، والبعض الآخر اكتفى بالدعاء إلى الله أن يشفي الصبي.

وعندما سمع السائق الضجة ورأى أن شخصًا مريضًا بشكل خطير، طلب تغيير المسار قليلاً لإنزال طارئ.

تمت الموافقة على الطلب، وقام السائق بتغيير مساره.

لم يعترض أحد - فالحياة أهم من الوصول في الموعد. وفكّروا في أنفسهم:

- ماذا لو كان هذا ابني أو أخي أو قريبي؟

وبالفعل، لم تمر سوى 15 دقيقة حتى تم نقل الصبي إلى المستشفى.

ودعا الجميع إلى الله بالشفاء.

لقد كانت لحظة قوية أظهرت وحدة الشعب المصري، ومساعدة بعضهم البعض دون شروط أو توقعات.

---

في المستشفى

ساد التوتر الأجواء. صُنِّفت القضية على أنها خطيرة للغاية. كان لا بد من إنقاذ حياة الصبي.

سألت الممرضة الطبيب بتوتر:

- هل صحيح أن الصبي القادم في حالة أخطر مما رأيناه على الإطلاق؟

كان صوتها يحمل القلق والتوتر بالنسبة للطفل.

فأجاب الطبيب وهو يظهر أيضًا علامات القلق والضغط:

- نعم، هذه هي الحالة الأكثر خطورة التي رأيناها منذ سبع سنوات - منذ أن تم علاج الأمراض، وظهر هيكا والنظام الذي صنعه الإنسان.

كان كل شيء مُجهّزًا بالكامل. الغرفة جاهزة. الإجراءات مُحدّدة.

كان الأطباء والممرضات في حالة من القلق والترقب والأمل.

لو استطاعوا حل هذه القضية... سيصبحون مشهورين.

لكن أفكارهم قاطعها صوت فتح أبواب الطوارئ بصوت عالٍ.

دخل الصبي فاقدًا للوعي، مُستلقيًا على نقالة. هرع الفريق الطبي لإحضارها ونقله إلى غرفة العلاج.

---

المحطة التالية: صحوة البطل – الجزء الثاني: الأمل

----

حسنًا، كالعادة، هل أعجبكم الفصل؟ إن أعجبكم، لا تنسوا أن تخبروني بما لفت انتباهكم وتشاركوني أفكاركم!

و... هل لدى أحدكم نظرية حول سبب تأثر قلب عبدالله بـ "قصة الرجل العجوز؟"

2025/07/20 · 7 مشاهدة · 981 كلمة
نادي الروايات - 2025