في المستشفى، وتحديدًا في إحدى غرفه، كان أربعة أطباء وثلاث ممرضات يقفون، وجوههم مليئة بالتوتر والقلق. كانوا يواجهون حالةً لم يشهدوا لها مثيلًا من قبل.

مع تقدم العلم وظهور "هيكا" ونظام الذكاء الاصطناعي الذي ابتكره البشر، انخفضت الأمراض بشكل ملحوظ. وبفضل هذا التقدم، أصبح الناس أكثر صحة. فأي مرض بسيط أو غير خطير يُعالج فورًا بواسطة النظام.

نتيجةً لذلك، أصبحت مهنة الطب مهددةً بالانقراض، ولم تعد شائعةً أو مربحةً كما كانت في السابق. إلا أن المنظمات الأربع الكبرى أدركت أن زوال هذه المهنة قد يكون كارثةً مستقبلية، فأطلقت حملاتٍ مكثفةً لدعم الأطباء، ورفع رواتبهم، وتحويل الطب إلى مهنةٍ فاعلةٍ تتعاون مع الذكاء الاصطناعي في علاج الأمراض حتى قبل ظهورها.

وهكذا، عُرف هذا العصر بـ"عصر البشر بلا أمراض"، وهو من أعظم إنجازات البشرية والسياسيين والحكام. لذلك، اعتُبر ظهور حالة يعجز نظام الذكاء الاصطناعي عن تحليلها أو علاجها أمرًا بالغ الخطورة.

---

سأل أحد الأطباء الكبار، والذي يبدو أنه يتمتع بالسلطة والخبرة الكبيرة:

- ما هي فحوصات هذا الصبي؟ ما مرضه؟

وتردد طبيب آخر في الإجابة، ثم أخذ نفسا عميقا وقال:

- لا شيء يا دكتور.

صُدِم الطبيبُ الكبيرُ من الإجابة. ارتسمت على وجههِ ملامحُ الجدِّ وهو يردُّ بغضب:

- هل تمزح؟ هل تستهين بحياة المريض؟

حاول الطبيب الآخر أن يشرح:

سيدي، أنا لا أمزح. حقًا، لا يوجد أي مشكلة في هذا الصبي. لا يعاني من أي مشاكل في القلب أو الرئتين أو أي عضو آخر. صحته تبدو ممتازة. نتائج فحوصاته مطابقة لنتائج أي شخص في المستوى التاسع.

ثم سلم تقرير الفحص إلى الطبيب المسؤول.

أمسك الأخير بالأوراق بسرعة، وقرأها بعناية، ثم صاح في حالة صدمة:

- حقًا... لا شيء؟ إذًا لماذا ينبض قلبه بهذه السرعة الجنونية؟

فأجاب طبيب ثالث، بدا أكثر هدوءًا:

- ربما يكون ذلك بسبب مرض نادر؟

فأجاب الطبيب الكبير:

حتى الأمراض النادرة، المصنفة تحت مسمى "نادرة-شائعة"، تظهر أعراضها. لكن هنا، لا يوجد سوى نبضات قلب سريعة.

وتدخل طبيب آخر وأكد وجهة نظر الطبيب الثالث قائلاً:

أعتقد ذلك أيضًا يا دكتور. في الواقع، أرسل النظام تقريرًا وتحليلًا يتضمنان عبارة تفيد بأن المريض دخل في حالة "نوم عميق" بطريقة غريبة وخطيرة.

توقف الجميع عند هذه المعلومة وبدأوا بفحص التقرير. أكد الطبيب:

- في الواقع، يؤكد التحليل أنه في حالة "نوم عميق". لكن الغريب أن معدل ضربات قلبه يتزايد ويزداد قوة.

نظر إليهم الطبيب الكبير، وتنهد، وقال بنبرة مهزومة:

- أنت تقول لي أنه لا يوجد شيء يمكننا فعله لهذا الصبي... صبي لم تبدأ حياته بعد.

تنهد مرة أخرى:

- حتى الذكاء الاصطناعي والبشر معًا لا يستطيعون مساعدته.

ثم رفع رأسه إلى السماء وقال:

- الأمر بين يديك يا الله. ارحم هذا الولد.

والتفت إلى إحدى الممرضات:

- هل تواصلت مع عائلته؟

أومأت الممرضة برأسها في صمت.

ساد الصمت الثقيل الغرفة.

ثم سألت الممرضة الجديدة زميلتها بفضول:

- ماذا يعني مصطلح "نادر-شائع"؟

أدركت زميلتها أن المصطلح غير مألوف للعامة. تنهدت وأجابت:

ظهر مصطلح "نادر-شائع" مع تزايد انتشار الأمراض النادرة. في الماضي، كانت الأمراض النادرة تظهر مرة واحدة لكل ألف حالة أو أكثر. ولكن بعد ظهور "هيكا"، بدأ بعض هذه الأمراض بالظهور لدى ثلاثة من كل مئة شخص أو أقل. لا تزال هذه الأمراض نادرة، لكنها أصبحت أكثر شيوعًا، ولا يمكننا تصنيفها كأمراض عادية.

أومأت الممرضة الجديدة برأسها، بعد أن فهمت.

وفي تلك اللحظة أصدر أحد الأجهزة صوت تنبيه، وصاح طبيب رابع بفرح ودهشة:

- هذا مستحيل! انظر إلى هذا يا دكتور!

التفت إليه الطبيب الكبير:

- ما هذا؟

هرع الأطباء إلى الجهاز، حيث أشار إليه الطبيب الرابع. أظهر الجهاز نبضًا مفاجئًا متزامنًا مع نبضات قلب الصبي. نظروا جميعًا، ووجوههم الآن مليئة بالدهشة والأمل.

ثم سأل الطبيب الكبير الممرضة:

- ما هي النسبة العرق المصرية لهذا الصبي؟

تحركت الممرضة بسرعة، وفتشت ملف المريض، وكانت يدها ترتجف، ثم قالت:

— 97% يا دكتور.

ظهرت السعادة والدهشة على وجوه الأطباء، لكنهم تذكروا سريعاً أن حياة الصبي لا تزال في خطر.

تحدث الطبيب الكبير بحزم:

- أنتم تعلمون أن هذا أمرٌ سري. سأرفع تقريرًا عاجلًا إلى جماعة العدل.

أسرع ليرسل التقرير، بينما كانت الممرضات ينظرن إلى بعضهن البعض بفضول لكنهن بقين صامتات لتجنب الوقوع في مشكلة.

سألت الممرضة الجديدة:

- ليه النسبة المصرية مهمة؟ أنا كمان ٩٧٪.

فأجابها زميلها بسرعة:

النسبة المئوية وحدها ليست هي المهمة، فهناك حتى أشخاص بنسبة ١٠٠٪. ما يهم هو عوامل أخرى... وإذا كان تخميني صحيحًا، فهذا أمرٌ مذهل. لكن لا يمكنني الجزم بذلك. إنه لمصلحتك.

أظهرت الممرضة ذات الخبرة لمحة من الفرح الخفي، وكشفت عن معرفتها العميقة في الطب.

---

في منظمة العدل، في مكتب رئيسها، جلس الرجل غارقاً في أفكاره:

أين أجد من يقود المنظمة الطبية السادسة؟ هؤلاء الحمقى تركوا لي هذا العبء الثقيل.

لو كان لا يزال هنا... حينها تذكر الماضي.

تنهد وقال:

- لا بأس. المهم الآن هو إيجاد الشخص المناسب.

وفجأة سمعنا طرقا على الباب، فانفتح بسرعة.

تفاجأ الرئيس عندما علم أن هذا الباب لا يفتح بهذه الطريقة إلا في الحالات العاجلة.

نظر إلى السكرتير بصرامة، محذراً إياه في صمت من أنه إذا لم يكن هذا الأمر مهمًا، فسيكون هناك عواقب.

سأل:

- هل وجدتم مرشحا لقيادة المنظمة الخامسة؟

فأجاب السكرتير:

- لا يا سيدي، لكننا وجدنا شيئًا أهم.

رفع الرئيس حاجبه:

- ماذا؟

أجاب السكرتير:

- وجدنا شخصًا يحمل إرث إله مصري قديم.

قام الرئيس على الفور، وأمسك بسترته، وهرع إلى الخارج:

- هل تدرك ما تقوله؟... هل أنت متأكد؟

- نعم سيدي. لقد أُرسل إلينا تقرير بالفعل.

سلم السكرتير التقرير، وقرأه الرئيس بعناية، ثم قال:

- قم بتجهيز السيارة على الفور!

— السيارة جاهزة يا سيدي. اتخذنا جميع الإجراءات اللازمة ومنعنا أي تسريب للخبر.

دخل الرئيس إلى السيارة وأجرى على الفور مكالمة عبر النظام لأربعة أشخاص آخرين.

---

المحطة التالية: إرث إله مصري قديم

-----

"إذا استمتعت بهذا الفصل، من فضلك أخبرني بأفكارك!

عن الرجل الغامض:

كان هذا ذكره مجددًا، وسيظهر في الفصول القادمة. هل يستطيع أحدٌ تخمين من هو؟

ملاحظة سريعة حول وتيرة القصة:

نعم، لقد "استيقظ" بطل القصة، لكننا ما زلنا نتجه نحو مساره الحقيقي. هذه الفصول الهادئة مهمة!

طلب شخصي (اقرأ هذا!):

بسبب انخفاض التفاعل، قد يتوقف الموقع عن الترويج لروايتي. إذا كنت ترغب في استمرار القصة:

1️⃣تابع الرواية

2️⃣ قم بتشغيل الإشعارات

وإلا، فقد لا تحصل على التحديثات في المرة القادمة.

لن تستمر هذه القصة إلا بدعمكم.

2025/07/20 · 11 مشاهدة · 977 كلمة
نادي الروايات - 2025