نظر عبد الله إلى ست بصدمة وقلق، لأن كانت هناك كلمات لم يستطع سماعها أو فهمها - بعضها بدا مخفيًا خلف حجاب غريب.

حاول أن يركز مرة أخرى على تلك الكلمات، لكن صداعًا شديدًا أصابه، وكأن شيئًا ما يضغط على شكله الروحي.

فقرر تجاهل تلك الكلمات الغامضة والتركيز على الوضع الراهن. لانه يقف أمام سيت، وكان يعلم أن عليه توخي الحذر.

سأل بقلق:

— ماذا تقصد؟ لا أفهم ما تقوله... وما هذا الشيء "المثير" الذي ستفعله؟ ولمن؟

نظر سيت إلى وريثه وقال ببرود:

— "هذا لا يهم. أنت ضعيف، ويجب عليك قبول ضعفك.

ولكن سأشرح لك الأمر بطريقة تناسب مستواك.

ابتسم سيت، لكن عينيه ظلت خالية من أي اهتمام، وكأن لا شيء في العالم يهم - حتى وريثه.

ثم قال ساخرا:

- "لقد أخبرتني أنني سأستولي على جسدك، ثم ستقاومني، وبعد ذلك سأساعدك وأعجب بتصميمك، وسنندمج؟

لكن هذا لن يحدث. لا تهمني الحياة، ولا أريد جسدك.

لا تقلق، لن أبدو كشيطان وأسألك: هل تريد السلطة؟ هل تريد الانتقام؟ هل تريد الشهرة؟

ابتسم بسخرية.

- "هل هذا حقا ما تعتقد أنه سيحدث؟

الجميع يرغب في الحصول على السلطة - حتى لو كانت قليلة - أو الشهرة، بدرجات متفاوتة.

كأنني أظهر وأقدم لك ما تشتهيه بالفعل سراً.

"الحياة أبسط من ذلك بكثير."

أجاب عبد الله، وشعر وكأن كل شيء يخرج عن سيطرته. كل ما كان يفكر فيه بدا بلا معنى أمام هذا الكيان.

ثم سأل:

—" إذن ماذا تريد أن تفعل؟"

ابتسم سيت وقال:

- "سأعطيك الحرية."

فذهل عبدالله ولم يفهم ما يقصده ست، ونظر إليه في حيرة.

لا يزال سيت مبتسما، مستمتعا بتعبير وجه عبد الله، وتابع:

- "أعني يا طفل... لن يكون هناك كيان ينتظر طعنك عندما يكون حذرك منخفضًا.

لا مخاوف كامنة. لا خطط لأحد. لن يكون هناك أي شيء من هذا.

سأعطيك الحرية.

أليس هذا مثيرًا؟ بطل القصة بلا خوف أو تهديد.

لكن في الواقع، هذا يشكل تهديدا في حد ذاته.

بدون دافع، أو شعور بالخطر، لن تتطور.

لكنها حريتك، افعل ما تشاء.

كُن شريرًا يُسبب الدمار للعالم... أو بطلًا ينقذه... أو ببساطة شخصًا يفعل ما بوسعه.

إنه اختيارك.

أليس من المضحك أن هوية بطل الرواية غير واضحة؟ لا هو شرير ولا بطل، ولا حتى إنسان عادي؟

لذا افعل ما تريد. لن أشاهدك حتى.

كل هذا مجرد مشاعر مرتبطة بالميراث... أما بالنسبة لي، فانا أكون ميتًا بالفعل.

إذن... ما رأيك؟ أليس هذا أفضل؟

لقد صدم عبدالله.

- "أليس هذا... سهلاً للغاية؟" فكر في نفسه.

ثم نظر إلى سيت وسأله بتوتر:

—"هل يمكنني أن أسأل سؤالًا؟"

أومأ سيت موافقًا. ثم تبعه عبدالله سريعًا:

- "ماذا تستفيد من هذا، إذا كان الأمر بهذه البساطة حقًا؟"

فأجاب سيت، ولأول مرة ظهرت تقلبات غريبة في عينيه، إلا أنها سرعان ما عادت إلى لامبالاتها المعتادة:

— "هذا ليس مهمًا. ستفهم في الوقت المناسب."

ثم عبَرَتْ على وجههِ مشاعرٌ غريبةٌ، ثم تنهد.

ثم ضحك:

- "هل تعتقدين حقًا أن الأمر بهذه السهولة يا طفل؟"

حدق به عبدالله في حيرة وحاول أن ينظر حوله ليرى إن كان هناك أي تهديدات قريبة.

وظل سيت مبتسما وغير مبال، وقال بصراحة:

- "سوف تموت يا بني."

معدل البقاء على قيد الحياة لديك أقل من واحد في المئة.

على الرغم من أنني فعلت كل ما بوسعي لإنشاء وريث ... حتى هذا يبدو مستحيلا.

لذا فإن فرصتك منخفضة جدًا.

فأجاب عبدالله سريعاً، مدركاً خطورة الوضع:

- "أليس هناك حل؟

اعتقدت أن الأمر سيكون بسيطًا... حتى لو لم تأخذ جسدي ولدي الحرية... فإن الشيء الأكثر أهمية هو البقاء على قيد الحياة وتوارث قوتك بنجاح!"

ابتسم سيت وكأنه غير مهتم على الإطلاق بمصير الصبي، وقال:

- "نعم، هناك حل."

ركز عبدالله باهتمام شديد، محاولاً ألا يفوت كلمة واحدة.

في تلك اللحظة، أصبح سيت جديًا جدًا وقال:

— "الله فقط..."

إن أراد لك الحياة فستحيا.

وإن شاء الله أن يموتك فأنت ميت مهما انا فعلت.

نظر سيت إلى عبد الله الذي ظهرت عليه علامات عدم التصديق، وأضاف:

— لقد آمنا بالله منذ زمن طويل.

لكن مع مرور الوقت، ومع مظهرنا، أصبحنا نعتبر آلهة.

ولكن في الحقيقة نحن لسنا كذلك."

تنهد عبدالله حين سمع ذلك، وشعر ببعض الراحة.

- "الحمد لله"، همس.

ثم التفت إلى سيت وسأله:

- متى تكون طقوس الميراث؟

لقد قضيت وقتًا طويلاً هنا، وأريد أن أغادر.

أجاب سيت:

- "الآن يا طفلي."

رفع يده قليلاً، وكأنه يمنح الإذن، وبدأت المساحة المظلمة من حولهم تتحرك.

وفجأة، صرخ عبدالله عندما شعر بألم شديد يملأ جسده، وخاصة قلبه.

لم يعد يفهم ما يحدث. كل ما شعر به هو الألم، لا شيء آخر.

نظر سيت إلى وريثه، مدركًا أنه لا يستطيع فعل أي شيء الآن.

ثم نظر إلى الأعلى وقال:

- «يا الله... أتحرمني من الذرية؟»

ثم صمت، ورجع نظره إلى عبدالله.

قال بهدوء:

— "الآن الأمر بين يديك... يا الله."

لقد مرت الثواني.

وكان الحاضرون الوحيدون هم ست وعبد الله، الذي لم يشعر بشيء سوى الألم الذي لا يطاق.

ثم فتح سيث فمه مرة أخرى وقال:

- "أكشف عن نفسك.

هل تعتقد حقا أنك تستطيع الاختباء مني؟

ومع ذلك ظلت عيناه ثابتتين على عبدالله، غير مباليتين بأي شيء آخر على الإطلاق.

بدأت موجات صوتية وتذبذبات، لكن لم يظهر شيء مرئي. ومع ذلك، سُمع صوت:

— "تحياتي، سيد سيت... أرجو أن تسامحني. لم أقصد إزعاجك، لذا اخترت عدم الحضور."

لم يُبالِ سيت، ولم يتخذ قرارًا بعد. سأل:

- "من أنت؟"

استمر الصوت - لم يبدو ذكرا أو أنثى.

لقد كان الكائن الذي كان يراقب كل شيء منذ استيقظ من الهرم... و

مراقبة عبدالله سراً... لكن من الواضح أنه خائف من ست.

ثم قال:

- "أنا نظام روح الهرم، الذي خلقه السيد والإله المصري القديم تحوت، يا سيد سيت."

رد سيت، وكأنه يتذكر جزءًا من الماضي:

- "أوه... هل تقصد الشخص الذي يعرف أسرار الكون؟

حسنًا، لقد ساعدني ذلك الشخص، لذا فمن الجيد أنني لم أقتلك.

لقد أصيب نظام روح الهرم بالذهول عندما أدرك مدى ثقل كلمات سيت.

ففكر في نفسه:

- "هل شعر سيت بوجودي منذ اللحظة التي استيقظت فيها؟

وإذا فعل ذلك فلماذا لم يقتلني؟

هل هو ضعيف؟ لا... أعرف سيت. حتى لو كان مجرد مشاعر عابره، فهو قوي.

إذن... هل كان ذلك بسبب تواجدي داخل الهرم؟

لو كنت في أي مكان آخر... كنت سأموت.

ثم نظر إلى سيث، الذي ظل غير مبال تماما.

همست الروح:

- "من حسن الحظ أن سيدي تحوت خطط لكل هذا..."

ولكنني لا أزال أتساءل - كيف تمكن سيت من منح نفسه وريثًا؟

---

المحطة التالية: نظام روح الهرم

----

"حسنًا، إذا أعجبك الفصل، فأخبرني!

لاحظتُ أن الرواية لم تعد تحظى بشعبية كبيرة كما كانت من قبل... لذا، شكرًا للقلة التي ما زالت تتابعها. دعمكم كان له بالغ الأثر في نفسي.

والآن، نعرف أخيرًا مصدر صوت الهرم الغريب، لكنه فتح المزيد من الأسئلة.

هل خمن أحد هويتها بشكل صحيح؟

وما رأيك ماذا سيحدث من هذه النقطة؟

الأمور بدأت تخرج عن السيطرة... وكل هذا بسبب تمرد سيت.

2025/07/30 · 7 مشاهدة · 1078 كلمة
نادي الروايات - 2025