48 - الفصل 48: فهم الوضع ووضع خطة – الجزء الأول

ابتسم عبدالله عندما رأى عائلته تقف أمامه متجمدة من الصدمة، لكن دموع الفرح انهمرت من عيونهم.

ابتسم مازحا وقال:

- "هل رأيتم شبحًا؟ لقد عاد ابنكم الحبيب، الحمد لله."

ركض نحوه طفل صغير بكل سرعة، وقفز في أحضان أخيه.

- "هل اشتقتَ إليّ يا أخي؟ لقد اشتقتُ إليكَ كثيرًا! لا تُخيفني هكذا مرةً أخرى. ما زلتُ طفلًا، وما زلتُ أرغب في أخذ أموالك وإزعاجك!"

ضحك عبدالله وهو يعانقه بقوة.

— "بالطبع، لقد افتقدتك. أوه؟ ما زلت طفلاً؟ ألم تقل لي أنك كبرت ولا تريدني أن أعاملك كطفل بعد الآن؟"

أجابه أخوه الأصغر بغضب ساخر:

- "لا، أنا طفل - وطفل محبوب من الله. فاحمد لله أنك ما زلت على قيد الحياة، واحمد لله أن لديك أخًا مثلي."

ابتسم عبدالله.

— "الحمد لله."

في تلك اللحظة، رأت الأم ابنها يتحدث مع أخيه الصغير. تقدمت ببطء، خائفةً أن يكون مجرد حلم قد ينتهي في أي لحظة. عندما وصلت إليه أخيرًا، ضمته فجأةً إلى صدرها وبكت بصمت، محاولةً تهدئة نفسها، لكن جسدها لم يتوقف عن الارتعاش.

- الحمد لله على سلامتك يا بني. لقد طال غيابك. عندما تغادر المستشفى، سأُعدّ لك أشهى الوجبات، وستبقى في المنزل - لا تتحرك.

فأجاب عبدالله سريعاً وهو يحاول أن يحرر نفسه من بين ذراعيها:

- "ماما، أنا بخير، لا تقلقي..."

لكنها كانت أقوى منه، ومن نظرتها عرف أنه لا مفر منها.

تدخل الصبي الصغير قائلا:

- "حقًا؟ ستُحضّري أشهى الوجبات؟ إذًا ستُحضّري معكرونة بالبشاميل؟"

أومأت برأسها مبتسمة، شاكرة لله على هذه اللحظة.

في هذه الأثناء، وقف الأب هناك، ينظر إلى ابنه بفخر هادئ - كما لو كان يريد أن يقول: "لا بد أن الأمر كان صعبًا عليك" - لكنه التزم الصمت. ثم غادر ليُبلغ الطبيب، غير قادر على مواجهة ابنه بعد.

هرع الأطباء إلى الغرفة، طمأنوا عبد الله بارتياحٍ واضحٍ بأنه لا يزال على قيد الحياة. بعد الانتهاء من فحوصاتهم، طلبوا من العائلة الخروج للحظة، لكن الأب بقي في الداخل، ومن نظرتهم إليه، بدا وكأنهم يعرفون أن والد هذا الصبي ليس رجلاً عادياً.

وأخيراً، أخذت الأم الأخ الأصغر للخارج - على الرغم من مقاومته - وغادر على مضض، وهو ينظر إلى الوراء كل بضع خطوات للتأكد من أن شقيقه لا يزال هناك.

الآن، لم يكن في الغرفة سوى عبد الله ووالده والأطباء. ساد صمت متوتر قبل أن يتحدث الطبيب المسؤول:

- "عبدالله، هل يمكنك أن تخبرني... هل تتذكر ما حدث لك؟ أو أي شيء أثناء نومك العميق؟"

فنظر عبدالله في حيرة وأجاب بهدوء:

كنت في الحافلة، وفجأة شعرتُ وكأن قلبي سيتوقف. ظننتُ أنني سأموت. طلب مني النظام الاتصال بالإسعاف والذهاب إلى المستشفى، ففعلتُ... لا أتذكر أي شيء بعد ذلك.

ثم نظر إلى الطبيب:

- "هل هناك خطب ما بي يا دكتور؟"

فأجاب الطبيب بسرعة:

لا، أنت بخير. صحتك جيدة. في الواقع، لقد ارتقيت إلى المستوى الثاني وأصبحت الآن مؤهلًا للانضمام إلى أكاديمية سيناء العالمية. لكن... هل أنت متأكد أنك لا تتذكر شيئًا؟

فأجاب عبدالله بثبات دون أن يبدي أي شك:

- "لا، لا أتذكر أي شيء."

- "إذن لماذا هذه الأسئلة الغريبة؟ هل حدث شيء ما؟"

تنهد الطبيب.

يبدو يا عبد الله أنك وريث إله مصري قديم، مع أننا لا نعرف أي واحدٍ منهم بعد. كنت آمل أن تعرف. لكن لا بأس... استرح الآن. سنطلب المساعدة لإجراء المزيد من الاختبارات، لأنك أصبحتَ مهمًا لنا جميعًا.

غادر الأطباء دون أن يشكّوا في شيء. نظر إليه والد عبد الله، مُدركًا أن ابنه يتظاهر، لكنه اختار الصمت، مُدركًا أن الصمت أفضل الآن. غادر ليتحدث مع الطبيب، ثم انضم إلى زوجته وابنه الأصغر في انتظار موعد الزيارة التالية.

أخيرًا أصبح عبد الله وحيدًا في الغرفة. تنهد في نفسه:

— «كنت أتوقع أنك تعرف شيئًا يا أبي... وأعتقد أنك تعرف أكثر بكثير. لكن هذا لا يهم الآن. المهم أن أصبح أقوى - أن أحمي عائلتي ومصر. إنه أمر ممل... لكنه الواقع.»

فجأةً، سمع صوتًا غريبًا، وإن كان مألوفًا. لم يكن صوت رجل أو امرأة، بل صوتًا قديمًا وخشنًا.

[طريقة تفكيرك غريبة يا طفل…]

نظر عبدالله حوله ثم هدأ نفسه وهمس:

- "من أنت؟"

حاول استدعاء النظام لمسح المناطق المحيطة باستخدام وضع المسح الصيني، لكن الصوت عاد:

[اهدأ. لن أؤذيك. لقد أصبحتُ نظامك الآن.]

عبس عبدالله:

— «نظامي؟ هذا ليس صوت نظامي. لا يتحدث النظام من تلقاء نفسه إلا إذا كان هناك أمرٌ خطير - أو أسأله شيئًا ما.»

ضحك الصوت ساخرا:

[أوه، هذا صحيح... كيف أشرح هذا؟ لنفترض أنني النسخة الأفضل من نظامك - ولكن ليس أي تحديث. أنا نظام من ابتكار اللورد تحوت نفسه.]

لقد ازداد فضول عبدالله.

- "هل يعرف ست عنك؟"

[بالتأكيد. من المستحيل أن أندمج معك دون مساعدته.]

— "إذن من أنت بالضبط؟ وبما أنك الآن جزء مني، أفترض أنك ستساعدني. ما هي وظيفتك؟"

[أعتذر عن خيبة أملك، لكن ليس لديّ قدرات خارقة. أنا فقط دليلك، لا أكثر.]

لقد فقد عبدالله الاهتمام.

- "إذن لن تُكلّفني بمهام كعشر تمارين ضغط لكسب النقاط والارتقاء بسرعة؟ ما الفرق بينك وبين نظامي القديم إذًا؟"

بدا الصوت منزعجًا بعض الشيء، لكنه أجاب:

[صحيح، لن أفعل. الفرق هو أنني أملك مكتبة واسعة من معارف اللورد تحوت، بينما كان نظامك القديم يعتمد فقط على المعرفة البشرية.]

— "حسنًا، هذا جيد. هذا يعني أنه يمكنك قراءة إحصائياتي بسهولة دون إفسادها كما كان يحدث أحيانًا في النظام القديم. إذًا... ما اسمك؟"

[أنا نظام الروح الهرمي لهذا العالم.]

تجمد عبدالله.

— «روح الهرم في هذا العالم؟ هل يعني هذا أن هناك شخصيات رئيسية أخرى غيري في عوالم أخرى؟»

لقد تفاجأ النظام:

[أنت ذكي حقًا. لكن هذا ليس مهمًا بالنسبة لك الآن، فأنت ما زلت ضعيفًا. أما بالنسبة لبقية الأبطال... نعم، لدى الكاتب العديد من القصص وراويات الأخرى التي سوف ينشره قريبًا. لكن لا تتعب نفسك، فهذا كثير جدًا على مستواك الحالي.]

ابتسم عبدالله قائلا:

- "حسنًا. سأستمتع بحياتي... في قصتي الخاصة. أرني حالتي."

المحطة التالية: إحصائيات ومواهب عبدالله.

----

"إذا استمتعت بهذا الفصل، فأخبرني بأفكارك!

وأخبرني، ما رأيك في القصة حتى الآن؟

قريبا: روايات جديدة بقصص جديدة (بأجواء مشابهة، ولكن بأفكار جديدة تماما!).

لم يتم تحديد أي تواريخ حتى الآن - لذا انضم إلى Discord الخاص بنا، وصوّت على القصة التي تريدها أولاً، وساعد أيضًا في اختيار جدول الإصدار!

أنت لست مجرد قارئ هنا...

أنت مساعد الطيار لما هو قادم.

---

ملاحظة: رسالة من الأخ الصغير لعبد الله:

"المؤلف لم يكشف عن اسمي بعد!

ألا تشعر بالفضول لمعرفة ما هو؟

"ادفعه حتى يقول ما هو اسمي!"

2025/08/09 · 13 مشاهدة · 999 كلمة
نادي الروايات - 2025