في جبال الهيمالايا،

في مكان مغطى بالجليد وتحت طقس شديد البرودة تحت الصفر، بدا المشهد وكأنه لوحة فنية:

أراضي بيضاء واسعة، وسماء زرقاء صافية، وأشجار متناثرة، وقمم شاهقة مغطاة بالثلوج... مشهد مذهل يسحر كل من يراه.

ولكن هذا فقط إذا نظرت من بعيد...

في الداخل، يتحول هذا المشهد الجميل إلى جحيم لا يصلح للحياة.

هذا المكان المحرم على جشع البشر، مهما كان، فالبشر يسعون دائمًا لامتلاك كل شيء، حتى الكنوز المخبأة في الجليد أو العيش فيه. لكن حدود الجسد البشري تمنعهم من ذلك.

عندما يدرك الإنسان ضعفه، تولد المعجزات.

ومع بداية عصر التطور في الماضي، ازداد البشر قوةً بفضل الآلات. فعادوا ليعيدوا اكتشاف الجليد، الذي عُرف بـ"الذهب الأبيض"، الذي يخفي وراءه ثروةً لا تُحصى.

ولكن بعد انفجار الهرم والتغيير في العالم، تحولت الأرض الجليدية إلى أرض محرمة مجددا، مليئة الآن بالأشرار.

يبدو أن البشر ليسوا حماة الطبيعة حقًا، بل هم أعداؤها بالفطرة.

إن الكوارث الطبيعية بحد ذاتها تشكل التهديد الأعظم للبشرية... والعلاقة بينهما معقدة: التنافس، والعداوة، والحب في نفس الوقت.

ففي النهاية، نحن خلقنا من طين الأرض، وليس تطورنا من القردة كما يزعم البعض.

الأرض تأخذ من الإنسان، والإنسان يعتمد على الأرض.

الأرض تؤذي الإنسان، والإنسان يؤذي الأرض.

في النهاية، البشر والأرض هم واحد، ولكن بمصير مختلف، حتى يوحدهم الموت في النهاية.

---

ببطء، يتحول المشهد إلى ما يشبه المعركة...

الطموح البشري يهدد مكانًا كان سلميًا في السابق.

تهتز الأرض بعنف، وتتعالى الأصوات، ويملأ الغضب الأرض.

يا للعجب! هل كان علينا حقًا القيام بهذه المهمة؟ إنه وحش أسطوري حقًا! من كان ليصدق أن هذه الأساطير حقيقية؟

يتنفس أحد أفراد الفرقة بصعوبة، حيث أن شدة القتال تفوق قوته.

يرد الزعيم بحدة، متجنبًا ضربات الوحش الساحقة:

اسكت! أتشكو الآن؟ كما تعلم، أصدر الشامان، الأقوى فيصل، من الفصائل الثلاثة، الموجود الآن في أكاديمية سيناء، هذا الأمر. لم يكن الرفض خيارًا! وتضاعفت الصعوبة لأننا يجب أن نحافظ على سلامة جسد هذا الوحش وعقله!

لكن المدافع، وهو يكافح مع درعه، يضغط على أسنانه:

أيها القائد... هذا صعبٌ جدًا! نحن نقاتل وحشًا أسطوريًا، اليتي! من كان ليصدق أن عودة حكا ستعيد مخلوقاتٍ منقرضة؟ ظننتُها مجرد كذبة، أو نظرية بعض العلماء!

نعم عزيزي القارئ، أثناء قراءتك، تجد أنه اليتي، الوحش الجليدي من الأساطير القديمة.

كائن ضخم، يشبه الإنسان ولكنه مغطى بفراء سميك، وبشرته زرقاء وقاسية مثل الحجر.

كانت عيناه تحملان غرورًا لا حدود له. لم يكن ذلك الكائن الأحمق أو الودود الذي نراه في القصص، بل كان وحشًا بدائيًا يعرف قانون الغاب أفضل من أي شخص آخر.

كان اليتي ينظر إلى البشر بازدراء، متسائلاً:

لماذا تغزو هذه المخلوقات الصغيرة أراضيه دون خوف، وتجرؤ على محاربته؟

هل أصبحت الحيوانات التي كان يأكلها في الماضي أكثر شجاعة؟

لم يكن يدرك أنه يواجه الآن أقوى جنس على وجه الأرض... البشر.

لوح اليتي بقبضتيه بسرعة مرعبة، وضرب وتفادى بدقة حادة.

هاجم المدافع مرارًا وتكرارًا، غاضبًا منه لكونه مزعجًا مثل الذبابة، وكان دائمًا يتقدم أمام ضرباته بهذا الدرع.

ثم فجأة انقض على الزعيم

لكن الزعيم نجح في الإفلات بأعجوبة، كما كان اليتي يتوقع!

لقد كانت خطته منذ البداية عدم ضربه، بل تحطيم الأرض، وإحداث هزات واهتزازات تجعل الفريق يكافح من أجل الوقوف.

لم يتوقف اليتي عند هذا الحد. بل ابتسم، ورفع قطعًا من الجليد، وقذفها.

تساقطت الثلوج بكثافة، مما أدى إلى تعكير رؤيتهم، ومع امتزاج فروه الأبيض، اختفى في العاصفة.

ومن الخلف، ضرب بسرعة - حيث هبطت لكمته مباشرة على ظهر العضو الذي كان يشكو في وقت سابق.

أرسلته الضربة في الهواء، وتحطم على الجليد بقوة وحشية!

كان محظوظًا، فهو من نوع القتلة، لكن كان يُركز على السرعة لا على الدفاع.ومن جيد انه لقد اختار طاقة "كا".

لو اختار "با" بدلاً من ذلك، لكان قد مات على الفور من تلك الضربة.

أصبحت وجوه الثلاثة الباقين قاسية من الصدمة والإصرار وشيء من اليأس.

لقد أدركوا أن الوضع كان أكثر خطورة مما كانوا يعتقدون.

---

أصبحت المعركة ضد اليتي أصعب وأسهل في نفس الوقت.

أصعب، لأنه كان يطور تقنياته بسرعة مخيفة.

أسهل، لأنهم كانوا يتكيفون ببطء مع أنماطه.

لكن الوحش لم يتراجع - الآن يضرب الأرض بساقيه ليسبب الزلازل، ثم يرمي الجليد بيديه، وكان إيقاعه أكثر سلاسة وقوة من ذي قبل.

شعرت الفرقة بالرعب يتسلل إلى قلوبهم ... كان الوحش يتعلم ويتحسن أثناء القتال نفسه!

مر الوقت، وقاتل الفريق في انسجام تام:

- قام الزعيم بصد الضربات بسيفه، ورد عليها بسرعة.

– استهدف القاتل ساقي اليتي من الخلف، وضربه قبل أن يتمكن من إحداث هزة أخرى.

– تحرك الرامي بصمت، مستهدفًا عينيه وأذنيه ونقاطه الحيوية لتشتيت انتباهه.

- امتص المدافع وطأة الضربات، وتمسك بدرعه بقوة.

كان عملهم الجماعي واضحًا، وارتباطهم واضحًا.

لكن اليتي أصبح أكثر غضبًا وانزعاجًا، وشعر أنه إذا استمر هذا، فإن الموت ينتظره.

ثم، وبدون تردد، وبينما كان يقترب من الأشجار، انتشرت ابتسامة شريرة على وجهه.

لقد استولى على شجرة بأكملها واستخدمها كسلاح!

تقليد البشر الذين تجرأوا على تحديه.

لقد أرجح الشجرة مثل الشفرة، محطماً أرضه، مدافعاً عن عشيرته وأرضه ضد هذه "الحشرات"، كما رآها.

تراجعت الفرقة على الفور، مدركة الخطر.

وفوقهم، كانت هناك كرة معدنية تطفو في السماء، تسجل وتحلل كل شيء بسرعة لا تصدق.

وبعد ذلك، إذا اتسع المشهد أكثر، يمكن رؤية أربعة آخرين يقفون على مسافة بعيدة، يراقبون باهتمام شديد، وكانت تعابير وجوههم قاتمة.

تمتم أحدهم في حالة من الصدمة والرعب:

"هذا أمر سيء... إذا كان بإمكان وحش أسطوري ضعيف أن يفعل هذا، فماذا سيحدث إذا عاد وحش أقوى... مثل التنين؟!"

هل ستكون الإنسانية نفسها في خطر؟

---

المحطة التالية: قانون الغابة

----

مرحباً بالجميع، لقد عدت.

كان هذا فصلًا صعبًا ومثيرًا بالنسبة لي، ولكنه الأول من نوعه وسوف أتحسن بالتأكيد.

أتمنى أن يعجبكم الفصل - أرجو أن تخبروني برأيكم، فأنا أريد حقًا أن أسمعه.

ما رأيكم في القتال وأسلوب السرد؟ أرغب بشدة بمعرفة آرائكم.

ستزداد الأمور تعقيدًا في الفصل التالي - ترقبوا!

2025/08/25 · 12 مشاهدة · 904 كلمة
نادي الروايات - 2025