في جبال الهيمالايا،
ازدادت الاهتزازات وارتفع زئير الوحش إلى أعلى مستوى.
أصبحت المعركة التي جعلت المكان مدمرًا تعكس حالته الأولى قبل أن تبدأ المواجهة.
كان كل من اليتي وأعضاء الفرقة يتنفسون بصعوبة، ينظرون إلى بعضهم بحذر وغضب، وكأن كل طرف يظن أنه الضحية.
ظهر اليتي بتعبير قلق، فقد أدرك متأخرًا أن هؤلاء البشر أيضًا كانوا يتطورون في المعركة، وقد عانى هو من خسائر كبيرة. والآن لم يعد يعرف ماذا يفعل.
ابتسم المغتال، وقد ظهرت على وجهه علامات الإصابات، وقال:
– أخيرًا، الآن أصبح هذا الوحش قد استهلك كل ما حوله، ولا يعرف كيف يتعامل معنا.
رد عليه القائد:
– رغم أن هذا صحيح، لكننا في النهاية لم يعد لدينا طاقة كافية للاستمرار.
ثم نظر إلى صاحبة القوس وسألها:
– كم بقي من الوقت؟
أجابته وهي تنظر بتعب، فقد كانت قوتها عقلية، والاستخدام المفرط لطاقة "با" جعلها في وضع خطر، وإذا أصيبت من هذا الوحش ستكون أول من يموت:
– بقي فقط ثلاثون ثانية.
كان أنفاس الجميع ثقيلة، وكأن هذه الثلاثون ثانية هي آخر وقت في عمرهم.
ابتسم أعضاء الفرقة جميعًا، ثم نظروا إلى الوحش بنظرة استهزاء.
أما اليتي، فأظهر علامات عدم ارتياح، وأدرك أن شيئًا ما سيحدث له. حاول فعل شيء، لكن الفرقة لم تعطِه وقتًا لذلك.
هاجموا في نفس اللحظة. أصبح القائد سريعًا بسيفه الذي صد وأصاب ذراعَي اليتي.
والمغتال أصاب أعضاؤه الحيوية ليسبب له أكبر ضرر ممكن.
أما المدرع، فقد اندفع لحماية صاحبة القوس لأنها أضعف واحدة في الفرقة من الناحية الجسدية، بينما استخدمت صاحبة القوس كل قوتها العقلية لإطلاق السهام بقوة ودقة.
ومع هذه الضربات المتتالية، شعر الوحش أن هذه المخلوقات تهاجمه بلا قلق على حياتها، وكأن هذا آخر وقت لها. شعر بخطر ما، فمهما كانت المعركة قوية لم تصل به إلى اليأس واللجوء لهجوم انتحاري.
لكن، رغم ذلك، كان اليتي لا يزال مستيقظًا منذ وقت قصير، ولم يستعد كامل قوته بعد.
كان الضغط هائلًا على كل من الفرقة والوحش.
وفي تلك اللحظة، تغيرت عيون الكرة المعدنية الطائرة التي كانت تراقب كل شيء إلى اللون الأحمر، وفعلت الإنذار.
ابتسم أعضاء الفرقة وقفزوا إلى الخلف بكل قوتهم، وكأنهم فقدوا الاهتمام بالوحش.
ازداد استغراب اليتي وسأل نفسه:
– لماذا تهرب هذه المخلوقات الصغيرة؟
ابتسم مطمئنًا، سعيدًا أنه يستطيع الراحة، لأنه إذا استمر القتال كان سيموت.
لكن فجأة، تغير تعبيره إلى الغضب لأنه أدرك أنه خُدع.
فقد ظهر أربعة أشخاص بسرعة ليحلوا محل أعضاء الفرقة السابقة. وأصبحوا يهاجمونه بقوة وسرعة أكبر، بلا أن يعطوه أي فرصة للحركة، حتى أصبح في شلل وعجز.
اختفى أعضاء الفرقة السابقة، ووقفوا في مكان الأشخاص الذين هاجموا اليتي.
قال المغتال بفرحة وحزن، وقد ظهر جهاز متصل به لشفائه:
– حقًا أنا أحب وضع المعركة. كلما أفكر في خطط مصر وكيفية فكرت في فكرة وضعه المعركة، أكون ممتنًا لهم.
رد القائد بسخط وحزن:
– ولا أستطيع أن أنكر هذا. حقًا، أساليب مصر رائعة، جعلت كل شعوب العالم ممتنة لها، بل ويريدون الدفاع عنها. أما باقي الدول والفصائل، فيريد كل واحد منهم كل شيء لنفسه ويقاتلون ضد بعضهم البعض.
تنهد القائد وأكمل:
– مصر لعبتها جيدًا. لم تخبئ شيئًا، لم تسيطر على أحد، وحمت الجميع. وظهرت الفصائل والدول في منافسة جعلت الشعوب تدرك أن الأفضل أن تكون مصر هي من تقود وتحكم البشر. ولم تخيب ظن أحد.
– يبدو أنها لم تحكم بشكل مباشر، لكنها في الحقيقة كانت تحكمنا وتغير فينا.
ضحك المدرع وقال:
– أنتم تعلمون أننا لسنا مصريين، بل من دول أخرى، بل وأكثر الناس معاناة من بلداننا. وكل البشر، كل شخص ذكي، يدرك هذه الحقيقة. لكن ماذا في ذلك؟ بمفردنا نكون أذكياء، لكن عندما نجتمع نصبح ضعفاء في التفكير. نشك في بعضنا ونتآمر على بعضنا، لذلك الجميع يقول: "من الأفضل أن تحكم مصر".
تدخلت صاحبة القوس وقالت بلا حول ولا قوة:
– الآن بعد أن أصبح شامان أقوى فصيل من الثلاثة، أمرنا أن نبحث عن اليتي من أجل أبحاثهم الخاصة. لكن على الأقل شامان أفضل من مدربي الخالدين.
انصدم الجميع وأصبحوا غاضبين، وتذكروا ماضيهم السيئ.
قال المغتال بحزن وكأنه سيبكي، لكنه تمالك نفسه وضحك بحزن:
– المتدربون الخالدون… من الجيد أنهم خسروا المسابقة السابقة وسقطوا من المركز الأول إلى المركز الثالث. كنت سعيدًا حقًا بسقوطهم. كانوا غاضبين، لكن أفضل ما في الأمر أنهم خسروا بسبب أخطائهم هم، ولم يخسروا بسبب أحد آخر.
ضحك الجميع عند ذكر ذلك.
قال المدرع بنظرة كره:
– إنهم حقًا أغبياء. الجميع يعرف أنه لا يوجد شيء في المستوى الثاني اسمه "مركز طاقة" في نظام حَكا. لكنهم لم يصدقوا ولم يسمعوا لأحد، وحاولوا وضع طاقة "با" أو "كا" داخل مركز طاقة كما في أساطير الصين ومساراتهم القديمة.
لكن ما الذي حصل؟ انفجروا وضيعوا كل شيء.
رغم أن اسم المرحلة الثانية هو "طاقة داخلية"، لكن هذا لا يعني امتصاص الطاقة وتخزينها في مركز خاص. طاقات "با" و"كا" مختلفة، ليست طاقات ساكنة أو قابلة للتجمع، وإذا اجتمعت يحصل تنافر وانفجار كما في الجزيئات الفيزيائية.
لكنهم لم يصدقوا، ولم يهتموا، وحتى بعدما رأوا المشاكل التي تسببت بها أفعالهم لم يتوقفوا.
خطفوا أفضل مستخدمي الحكا من الفرسان أو الأبطال أو الصيادين، لكنهم لم يقتربوا كثيرًا من المجاهدين. قتلوا كثيرًا، وأرسلونا إلى مخاطر قاتلة، وأُبيد الكثير.
وعندما تدخلت منظمة العدل، دُمّر الكثير منهم وقُتلوا، وتورطوا في جرائم.
قال المدرع ذلك وكأنه يسأل: لماذا لم يسمعوا التحذيرات والحقائق؟ لماذا؟
استمع الجميع وتنهدوا، فقد كانوا يعرفون كل ذلك، لكن الحسرة جعلتهم يعيدون كل شيء في أذهانهم.
نظروا إلى قتال اليتي مع الفريق الآخر.
فكروا كم كان اليتي يدافع بيأس عن وطنه، بينما البشر يقاتلونه من أجل أنفسهم ومواردهم، وأيضًا لحماية العالم.
كل شخص منهم أتى لسبب، واليتي يدافع عن نفسه لسبب.
ظهر أن لكل شخص سببًا، لكن مهما كانت الأسباب، سيظل "قانون الغابة" هو القانون الأقوى.
الأسد يريد طعامًا فيقتل الغزال. الغزال يريد أن يعيش مع قطيعه حياة عادية. كلاهما له سبب، لكن أحدهما انتصر. أما باقي الغزلان، فهربت لأسبابها أيضًا، وبذلك هم انتصروا.
وإذا لم يأكل الأسد، ستزداد الغزلان وتدمر العشب، فينهار نظام الطبيعة.
قد يبدو "قانون الغابة" فوضويًا وغير منتظم، لكنه في النهاية يكمل الصورة الأكبر: الغابة.
وهذا هو التعريف البسيط لقانون الغابة: كل شخص له سبب، لكن السبب دائمًا يخدم الصورة الأكبر، يخدم النظام.
يا له من قانون جميل… لكنه مخيف.
المحطة التالية: وريث مستخدمي الحَكا القدماء.
---
إذا أعجبك الفصل، يرجى إخباري بذلك.
ما هي توقعاتكم للفصل القادم؟
وشكرًا لكم جميعًا على مواصلة قراءة القصة.