يقف أربعة أشخاص وقد بدأ يظهر عليهم بعض التعافي، ويبتسمون لرؤيتهم أن المعركة تقترب من نهايتها.
ينظرون إلى وحش متعب، وإلى الفرقة الأخرى التي ما زالت تقاتل بقوة.
تتحدث صاحبة القوس مع تنهيدة ظهرت عليها الراحة:
"أخيرًا لقد انتهى الأمر، أريد أن أعود للاستحمام والراحة."
يرد المغتال بسخرية:
"هذا فقط ما تفكرين فيه؟! نحن حققنا إنجازًا كبيرًا، نحن أول فرقتين تقاتلان وحشًا أسطوريًا! سوف نصبح مشهورين، بل وسيتم رفع هذه المعركة على الموقع لتحصل على مشاهدات كثيرة."
يتحدث المدرع قائلًا:
"من الجميل حقًا أن تكون هناك كرة معدنية من الذكاء الاصطناعي تراقب وتُحلل وتُسجل المعركة، والأهم أنها تُسجل نقاط مساهمات لكل شخص وجهوده في المعركة من أجل المكافآت."
يرد القائد، وكان يبدو وسيمًا قليلًا:
"أجل، يجب أن نحصل على نقاطنا ونعرف مساهمة كل شخص من أجل المكافآت والتعويض. وأيضًا يجب أن نستأجر شخصًا للمونتاج... يجب أن يكون الفيديو في أفضل صورة من أجل معجبيني."
ينزعج المغتال ويرد عليه وكأنه يريد قتله:
"قائد! إن تحدثت عن هذا مجددًا فسوف نقاتل ضد بعض. لا تظن أنه لأنك وسيم ولديك الكثير من المعجبات يمكنك أن تزعجنا في كل معركة!"
يضحك القائد لأنه يحب إغاظة صديقه:
"آسف، لن أفعلها مجددًا. وأيضًا أنت وسيم، فلا تكن غيورًا أو حقودًا هكذا."
ينصدم المغتال ويقول وهو يصر على أسنانه:
"أظن أننا يجب أن نغير القائد، لأنه في طريقه إلى مستشفى الأمراض العقلية... أو إلى أي مستشفى على أي حال."
فيضحك جميع أعضاء الفرقة ويشعرون بالسعادة.
---
في الناحية الأخرى،
كانت الفرقة التي ما زالت تقاتل الوحش تحافظ على طاقتها وتقاتله بتركيز.
أما اليَتي فقد لاحظ أن هؤلاء المقاتلين الجدد يعرفون أسلوبه ويقاتلونه دون أن يمنحوه أي فرصة.
يسمع أعضاء الفرقة ضحك الفرقة الأخرى، فيقول أحدهم:
"هل يحاول هؤلاء الأشخاص استفزاز الوحش؟ أم أنهم لا يراعون مشاعرنا؟"
فيرد قائد الفرقة مبتسمًا:
"لا يهم. المهم أن نركز ونقاتل ونزيد نقاط مساهمتنا. نحن الفرقة الثانية، وعلى الرغم من أننا نقاتل جيدًا، فإن الفرقة الأولى سبقتنا. لقد تعلمنا منهم كيفية التعامل مع اليَتي، بينما هم كانوا يقاتلون دون معرفة أي شيء. وبفضلهم استفدنا، لذلك نقاط مساهمتهم أكثر منا."
ثم يتفادى القائد قبضة اليَتي، ويرى ثغرة، فيضربه برمحه في صدره ليخترقه ويصيبه بجراح بالغة.
يفكر اليَتي أن يضرب الأرض بقدمه ليصنع اهتزازات تساعده على الهرب، لكن أحد أعضاء الفرقة يبتسم ثم يستخدم سلاسله الحديدية بمهارة، فيمسك قدمه ويشده ليسقطه أرضًا.
فيستغل المدرع من الفرقة الثانية الفرصة، ويقفز بسرعة إلى صدر الوحش مستهدفًا الجرح الذي سببه القائد، ثم يغرس درعه بكل قوته في صدر اليَتي ويكسره.
يصرخ الوحش من الألم والغضب، والنظرات الكارهة تملأ عينيه.
لكن قبل أن يتمكن من فعل أي شيء، يطلق صاحب القوس سهمًا يصيب عينه.
يقف اليَتي متألمًا وهو ينظر بعين واحدة، ويلاحظ أن السم بدأ يسري في جسده. يترنح، ويحدق في المقاتلين الذين يبتسمون أمامه، ثم ينظر بعيدًا ليرى الفرقة الأولى تضحك وتستمتع بوقتها.
يسقط اليَتي على ركبتيه، ويشعر أن جسده لم يعد يستجيب له. ومع استمرار نظره، يدرك أنه لم يعد لديه وقت كثير، وأن موته قد اقترب.
---
يقترب أعضاء الفرقة الأولى مبتسمين ويصافحون الفرقة الثانية.
يضحك القادة معًا ويقول قائد الفرقة الأولى:
"كان الأمر صعبًا، لكنه يستحق. لم تتضرر جيد الوحش أو عقله كثيرًا. أظن أن الشامان سيدفعون الكثير ويعوضوننا، فهذا الوحش مهم جدًا لأبحاثهم."
يرد المغتال وهو يقف بجانب صاحبة القوس من الفرقة الثانية، ويبدو أنهما مقربان:
"أجل، هذا صحيح. لم أصدق أن الشامان صنعوا وطوّروا فئات جديدة. الفئة الأولى: مستدعي القرين. الفئة الثانية: مستخدم القرين. وكلاهما قوي جدًا، وبفضلهما انتصروا على متدربي الخالدين. بل وهناك شائعات أنهم يحاولون تطوير الفئة الثالثة، وهي الأقوى. إنهم حقًا أذكياء وأقوياء."
فيعلق صاحب القوس من الفرقة الثانية:
"لأنهم أول من استسلم للمصريين وتعلم منهم، ولم يتكبروا مثل متدربي الخالدين أو السحرة. لكن السحرة أيضًا أدركوا ذلك بسرعة وتقبلوا الحقيقة. والآن بفضل هذا، أصبح الجيل الذهبي أكثر حدةً واهتمامًا من الجميع. حقًا أتمنى أن أكون من الجيل الذهبي الأول للأكاديمية."
يتنهد أعضاء الفرقتين نادمين على عمرهم الكبير، إذ لم تعد لديهم فرصة أن يكونوا من الجيل الذهبي.
فيلاحظ قائد الفرقة الثانية ذلك، فيغير الموضوع قائلًا:
"حسنًا، توقفوا عن هذا الكلام، فالأمر ليس مهمًا الآن. الكرة المعدنية أرسلت إشارة إلى شركة الشحن وتحالف مستخدمي الـ«حَكَا» من أجل أخذ هذا الوحش. كل ما علينا الآن هو الانتظار ورؤية مهمتنا الأخرى."
يبدو أن مهتمي في مكان آخر مع فرقه آخره لذلك اتمني ان ياتوا أعضاء تحالف سريعا
فيرد قائد الفرقة الأولى:
"نحن أيضًا تم اختيار مهمتنا من الذكاء الاصطناعي مع فرقة أخرى. يجب أن نكون هناك بعد ثلاثة أيام."
جلس أعضاء الفرقتين ليستريحوا، بينما يحرسون جسد الوحش حتى وصول التحالف.
---
ينظرون إلى جثة اليَتي الأسطوري. ورغم موته، إلا أن جسده المليء بعلامات السيوف والسهام والخناجر والسلاسل كان يعكس صورة وحش شرس مات بشرف.
لكن داخل جسد الوحش، كانت عين واحدة ما تزال تنظر إليهم، حتى عندما بدأ قلبه يضعف.
وطرح الوحش على نفسه سؤالًا واحدًا، أبسط ما يكون... وأصعب ما يكون:
"لماذا؟"
"أنا لم أفعل شيئًا... لقد استيقظت منذ فترة قليلة فقط..."
تذكر أفراد عشيرته، واشتاق إليهم. شعر بالوحدة. تذكر كم كان وحيدًا عندما اختفت طاقة «حَكَا الأم» من العالم. كيف مات أفراد عشيرته واحدًا تلو الآخر، وكيف كان هو آخر يَتي قبل أن يتجمد ويموت. لكن عودة طاقة الحكا أعادته إلى الحياة والقوة، وجعلته سعيدًا و فكر أن أعضاء عشيرته ستعود هي كذلك وهو الان يحمي وطنه لأجل انتظارهم.
ولكن... لماذا؟
حينما استرجع حياته وأغمض عينيه بهدوء، بدا وكأن عقله لم يستسلم، وكأنه يستقبل طاقة جديده طاقه "با".
ليس مهم أن يكون الأمر مرعبا أو دراما لاجل ارتقاء للحظه ذكاء و وسؤال ممكن تجعل وحش اسطوري اقوي
في لحظة واحدة، أصبح عقله أكثر ذكاءً، وبدأ عقله يشفي جسده بسرعة. فعادت إليه الحيوية، وفي دقائق معدودة شُفي تمامًا... بل وارتقى لمستوى أعلى!
شعر أعضاء الفرقتين برعب شديد، ورأوا هالة الوحش تعود إليه بغطرسة، قبل أن ينقض بسرعة خاطفة على عضو السلاسل، لأنه يعلم أنه الأخطر القادر على إعاقته.
وفي اللحظة ذاتها، صرخ أحد القادة إلى الكرة المعدنية:
"نحن نحتاج إلى مساعدة!"
أرسلت الكرة رسالة تحذير، وفي ثوانٍ معدودة تم اختيار فرقتين أخريين، من أقوى الفرق وأقربها.
ظهر شخصان من كل فرقة وهم يتسلمون الرسالة، وكانت هالاتهم أقوى من هالة الوحش نفسه. ابتسموا جميعًا، ثم قاد كل واحد منهم طائرته بسرعة اسرع من سرعة الصوت، ترافقهم فرقهم، متجهين نحو موقع الوحش.
شعر اليَتي بهالات القوة تقترب بسرعه، وأدرك أن موته هذه المرة حتمي.
لكن نظرته كانت حاسمة، وكأنه يقول: "لن أخاف."
---
المحطة التالية: معركة النخبة
----
حسناً، أعلم أنني أعتذر كثيراً عن التأخير، ولكن هناك أسباب وجيهة لذلك. لحسن الحظ، ما زلت قادراً على مواصلة النشر.
إذا أعجبكم الفصل، فأرجو إخباري برأيكم. كما أن هناك بعض الأخطاء فيه، فأرجو أن تسامحوني.