المؤتمر الصحفي
في قاعة ضخمة مليئة بالصحفيين من مختلف أنحاء العالم، جلس يعقوب، سوما، ديفيد، وحمزة على طاولة أمام وسائل الإعلام. الكاميرات تومض، والمراسلون يجهزون أسئلتهم الحادة.
كان يعقوب يجلس بهدوء بجانب حمزة، بينما بدا سوما مرهقًا من قلة النوم بسبب الكوابيس التي تطارده. أما ديفيد، فكان متحمسًا للغاية، غير مكترث بأي شيء سوى الاكتشاف الذي سيُعلن عنه.
همس يعقوب لديفيد بصوت منخفض: "هل أنت متأكد من قرارك؟ أنت تدرك الضغط الهائل الذي تعرضنا له من جهات متعددة لمنع النشر أو بيعه. كيف تم تسريب الأمر أصلاً؟ كنت أظن أن مصر هي من أفشت الخبر، لكن عندما جاء ضابط المخابرات غاضبًا، وأخبرنا أنهم سيتكفلون بحمايتنا، أدركت أن الأمر ليس من تدبيرهم. ومع ذلك، ها نحن هنا... مؤتمر عالمي وبحضور كل هذه القنوات."
ارتبك ديفيد، وأدار عينيه مبتعدًا عن يعقوب، متجنبًا النظر إليه.
"أنا... لم أنشر شيئًا."
تغيرت ملامح يعقوب إلى الشك، فسأله مباشرة: "إذًا كيف انتشر الخبر؟"
تنهد ديفيد، ثم قال بتردد: "أخبرت صديقتي... وأنت تعلم أنني من عائلة ثرية، وهي كذلك. أظن أنها أخبرت عائلتها، ومن هناك خرج الخبر."
لأول مرة، بدا الغضب واضحًا على وجه يعقوب. "هل أنت جاد؟ جعلتنا في موقف حرج لأنك لم تستطع أن تمسك لسانك؟ ظننت أن هناك سيناريو معقدًا وراء هذا التسريب، لكنه ببساطة... خطأ منك!"
خفض ديفيد رأسه معتذرًا: "كنت متحمسًا... اتصلت بي وسألتني، ولم أستطع كتمان الأمر."
هز يعقوب رأسه بخيبة أمل، ثم قال بحزم: "لا تقلق، المصريون يعرفون أنك المسؤول. عندما دخل ضابط المخابرات، كنت واضح التوتر، لا أعتقد أنهم بحاجة إلى دليل آخر. لكن يبدو أنهم قرروا السكوت لأن الإعلان الآن أصبح أولوية. لذا، تصرف وكأن شيئًا لم يكن، فقد فات الأوان."
بداية المؤتمر
وقف أحد الصحفيين، موجهًا سؤاله إلى يعقوب: "سيد يعقوب، بصفتك رئيس فريق البحث، كيف توصلتم إلى اكتشاف الكهرباء داخل الهرم؟ وما الخطوات التي اتبعتموها؟"
أجاب يعقوب بلباقة: "هذا الاكتشاف لم يكن ليحدث لولا جهود جميع العاملين معنا، وخاصة السيد حمزة." (وأشار إليه بيده) "كما أن دور سوما وديفيد كان محوريًا في التوصل إلى النتائج."
التقط حمزة الحديث، قائلاً بابتسامة هادئة: "رغم الجهود التي بذلناها، فإن الفضل الأول في ملاحظة الأمر يعود إلى السيد ديفيد، الذي كان لديه شكوك مبكرة حول الهرم."
توجهت الكاميرات نحو ديفيد فورًا، وسأله أحد الصحفيين: "سيد ديفيد، ما الذي دفعك للشك في أن الهرم يحتوي على مصدر للطاقة؟"
ابتسم ديفيد بحماس، وقال بحيوية: "قرأت مقالة قديمة تتحدث عن أن زوايا الأهرامات تتماشى مع الاتجاهات الأربعة الأساسية بدقة مذهلة، وأن مواقع الأهرامات الثلاثة تتطابق مع حزام أوريون في السماء. بالإضافة إلى ذلك، هناك نظرية قديمة تشير إلى أن نوعية الأحجار المستخدمة—الحجر الجيري والجرانيت—قد تكون قادرة على توليد تيارات كهربائية ضعيفة عبر التأين الطبيعي، لكن لم يتم إثبات ذلك قط."
توقف لحظة، ثم تابع بانفعال: "بدأت أتساءل... هل يمكن أن تكون الأهرامات مجرد مقابر؟ بعد كل هذه الحسابات الفلكية والهندسية؟ لذا طلبت من عائلتي تزويدنا بأحدث الأجهزة البيولوجية والكمبيوترية، وبعد شهور من العمل والبحث، اكتشفنا أن الطاقة المخزنة داخل الهرم كافية لتغطية استهلاك العالم من الكهرباء لمدة 200 عام! من استهلاك الكهرباء العنيف."
دوى همس ودهشة بين الحضور، قبل أن يتابع المؤتمر بأسئلة متفرقة حول الاكتشاف والتجارب المستقبلية.
ردود الفعل العالمية
مع انتهاء المؤتمر، اشتعلت وسائل الإعلام العالمية بالتقارير والمقالات: "إلى متى ستظل أسرار مصر تتكشف؟!" "الكهرباء داخل الأهرامات... ماذا بعد؟!" "هل المصريون اليوم هم أحفاد الفراعنة حقًا؟"
وفي خضم هذه الضجة، بدأت بعض الجهات العالمية في نشر نظريات مشبوهة، تدعي أن المصريين المعاصرين ليسوا أحفاد الفراعنة الحقيقيين، وأن هذه الطاقة يجب أن تكون ملكًا للعالم كله.
رد الحكومة المصرية
في اجتماع أمني رفيع المستوى، قال ضابط كبير في الجيش بصوت حازم: "كنت أعلم أن هذا سيحدث، لهذا لم أكن أريد نشر الخبر. لولا التزامنا بالقوانين الدولية، لما كنا بحاجة إلى كشف هذا السر الآن. وفقًا لقوانين مصر السيادية، فإن أي موارد طبيعية أو طاقات مكتشفة داخل حدودها تعتبر ملكًا للدولة ولا يحق لأي جهة خارجية المطالبة بها." ثم نظر إلى مساعديه وأمرهم: "علموا القوات أن تكون على أهبة الاستعداد!"
الرئيس المصري يعلن الأحكام العرفية.
الشعب يخرج في مظاهرات ضخمة، يعلن دعمه للجيش والحكومة.
مصر كلها أصبحت قلبًا واحدًا، تدافع عن حقها في هذا الاكتشاف.
ردود الفعل الغربية
في قاعة مغلقة، اجتمع ممثلون من كبرى القوى الاقتصادية والسياسية الغربية.
قال أحدهم بغضب: "كيف سمحتم بحدوث هذا؟ الآن لم تعد مصر وحدها... العالم العربي بدأ يلتف حولها، والصين وروسيا يقتربان من إبرام صفقة معهم. إذا استمر هذا الوضع، سنخسر كل نفوذنا!"
رد مسؤول من عائلة ثرية: "وليس هذا فقط، إغلاق قناة السويس بسبب التوترات يكلفنا مليارات الدولارات يوميًا. إذا لم نتحرك، سيعقد المصريون اتفاقًا مع الصين وروسيا، ونحن سنخسر تمامًا."
صمت الجميع للحظات، ثم اقترح أحدهم بدهاء: "علينا تغيير استراتيجيتنا... سنتظاهر بالموافقة على الشروط المصرية، ندخل معهم في المشروع، ثم... نبحث عن فرص أخرى للسيطرة لاحقًا."
وافق الجميع، لكن بعضهم لم يخفِ امتعاضه من انتصار مصر في هذه الجولة.
الاتفاق الدولي الجديد
العنوان الرئيسي:
"تأسيس شركة عالمية لاستخراج وإدارة طاقة الأهرامات تحت قيادة مصر، وبشراكة مع الصين، روسيا، والدول العربية، أمريكا، وأوروبا."
العالم يترقب...
المفاوضات انتهت، لكن القصة لم تنتهِ بعد.
المحطة التالية: التخطيط المسبق للاستخراج... وهل سينجح؟