في جبال الهيمالايا

تحولت الجبال إلى ساحة صراع صامتة مليئة بالفوضى. لكن هل من الممكن أن تكشف هذه المعارك البسيطة أسرار الجبال؟ بالطبع لا.

وقف كابتن فرقة الشامان مبتسمًا، وفي عينيه لمحة من الجنون والإثارة.

كان ينظر إلى اليتي المصدوم والملتصق بجدار الجبل في حالة مثيرة للشفقة، وكل ذلك بسبب ضربة واحدة فقط من كابتن الشامان.

انزعج كابتن فرقة المتدربين الخالدين من ذلك، لكنه أخفى انزعاجه بابتسامة لطيفة، بينما ظهر القلق على صديقه.

اقترب ببطء من كابتن الشامان وقال:

"أليس هذا كابتن أشهر فرقة من أبطال فيصل الشامان؟"

ابتسم كابتن الشامان بدوره، وأخفى جنونه، لكن الإثارة بقيت تلمع في عينيه. بدا وكأنه شخص غير مؤذٍ، غبي، يحب القتال فقط.

ثم قال بشوق، وكأنه يلتقي صديقًا لم يره منذ زمن بعيد:

"كيف أكون أشهر كابتن في قسم الأبطال؟ إنها مجرد أسماء: صيادون، أبطال، فرسان، متدربو الخالدين، أو مجاهدون… نحن جميعًا مجرد مستخدمي «حكا» من منظمة تحالف مستخدمي الحكا.

أنا مجرد مبتدئ لا أستحق هذه الشهرة. وحتى لو امتلكتُها، كيف لا أعرف أفضل كابتن في متدربي الخالدين؟"

اقترب كابتن المتدربين الخالدين أكثر، وكأنه لم يسمع كلامه. فقد كان الجميع يعلم أن تلك الأقسام والأسماء المختلفة ليست إلا أجندات ومصالح، أما فكرة أنهم جميعًا زملاء في تحالف مستخدمي الحكا فمجرد وهم لطمأنة العامة.

وفوق ذلك، بما أن مصر والمجاهدين هم المسيطرون على التحالف، فقد أصبح أكثر ثباتًا، ولا يمكن زعزعته.

قال كابتن المتدربين الخالدين وهو يقف أمام كابتن الشامان:

"هذا صحيح… نحن لا نستحق هذه الشهرة. نحن بشر، وهدفنا حماية البشرية."

أبدى كابتن الشامان دهشته وقال بانفعال:

"يا لك من رجل نبيل! أشعر بالخجل منك… لم أتوقع أن ألتقي بشخص يملك أهدافًا نبيلة وعقلية رائعة كهذه."

مد يده ليصافحه، وقد ظهر في عينيه إعجاب وامتنان.

ابتسم كابتن المتدربين الخالدين بتواضع وهو يرد المصافحة:

"أنا مجرد شخص عادي… ولم أصدق أن لدي زميلًا يحمل نفس الأفكار. من اليوم، نحن إخوة وأصدقاء."

رد كابتن الشامان بفرح:

"أخي."

فأجابه كابتن المتدربين الخالدين:

"صديقي."

تصافحا بحرارة وكأن هذه الصداقة التي يظهرانها كانت منتظرة منذ زمن، لكن في داخلهما لم يكن سوى الخبث والتخطيط لإفشال الطرف الآخر.

الفرقتان الأولى : "..."

كانت الفرقتان الأولى مصابتين، وبعض أفرادها يحتضرون. نظروا إلى المشهد أمامهم وقالوا في أنفسهم:

ما هذا النفاق يا رفاق؟ نحن معكم… احترموا الأعضاء المصابين هنا.

وصل بقية أعضاء فرقتي الشامان والمتدربين الخالدين من جهات مختلفة. وعندما رأوا المشهد صُدموا، لكنهم تجاهلوه، واتجهوا مباشرة لإسعاف المصابين.

ظهرت فتاتان من كل فرقة، يتضح أنهن مختصات بالشفاء، فاستخدمن طاقتهن لمساعدة المصابين.

اقتربت إحداهن من المغتال المصاب وقالت:

"أنت محظوظ، لأن كل واحدة منا تستخدم طاقة مختلفة. أنا أستخدم طاقة (با)، بينما هي تستخدم طاقة (كا)."

نظر المغتال إلى ذراعه ثم إلى الطاقتين المختلفتين اللتين تعملان على شفائه. طاقة (با) المرتبطة بالعقل بدأت تُصلح أعصاب الذراع والعظام وتجعل عقله يوجه جسده للشفاء بسرعة، أما طاقة (كا) المرتبطة بالحيوية والعضلات فبدأت تعالج الأنسجة.

وبالفعل ظهرت علامات التحسن على ذراعه، وتأكد أنه لن يفقدها.

تنهد المغتال بسعادة لأنه نجا.

بعدها أسرعت الفتاتان نحو صاحب السلاسل لمعالجته.

وفي الوقت نفسه، وصل اثنان آخران من فرقتي الشامان والمتدربين الخالدين، وكانا مدرعين. وقفا أمام المصابين، مستخدمين دروعهم لحمايتهم.

كما انضم إليهم عضوان من الفرقتين الأولى، ليصبحوا أربعة مدرعين يحمون المصابين والفتاتين المعالجتين.

أما العضوان الآخران من الشامان والمتدربين الخالدين، فنظرا إلى بعضهما، ثم اتفقا فجأة وركضا مبتعدين عن ساحة القتال، دون أن يعلم أحد إلى أين ذهبا.

بينما استمر الكابتنان في حديثهما غير مبالين بما يجري، وقف الوحش اليتي يراقبهما بحذر وسخرية. حرك يديه المكسورتين قليلًا، لكنهما شُفيتا فورًا.

بدا أنه مستعد للهجوم.

قال كابتن الشامان بحماس:

"أوه! هذا الوحش مثير… ظننت أنه انتهى. لكن هذا جيد، فالأمر كان سيكون مملًا لو مات وحش أسطوري بهذه البساطة."

رد كابتن المتدربين الخالدين:

"لا يهم… فلن يتمكن من هزيمتك يا صديقي. لكن لدي طلب: أريد أن أرى أساليب الشامان المتفوقة."

ابتسم كابتن الشامان، وقد فهم مقصده، لكنه تظاهر بالبراءة:

"أكيد سأريك… فنحن إخوة. لكن في المقابل، أريد أنا أيضًا رؤية أساليب المتدربين الخالدين. هل توافق يا أخي؟"

ابتسم الآخر وأبدى موافقته.

فقال كابتن الشامان بحماس:

"إذن شاهد وتعلم."

---

قوة القرين

نظر كابتن الشامان إلى الوحش القادم نحوهما بسرعة، وفكّر سريعًا، ثم أمر نظامه:

"مستخدم القرين… الوحش المختار: الدب المتطور."

رد النظام:

[جاري تنفيذ الأمر]

[تم تفعيل مستخدم القرين، تنشيط قرين الدب المتطور في الجسم، وتشغيل الوضع الآمن تحسبًا لأي مخاطر]

انفجر ضوء غريب من جسده، وبدأت القوة الجديدة تتأقلم مع جسده كما لو كان دبًا في هيئة إنسان.

انطلق بسرعة هائلة، قفز، وحوّل تلك القوة إلى يديه، ثم وجّه لكمة أخرى مباشرة إلى وجه اليتي، فارتد الوحش طائرا ومصدومًا.

لكن كابتن المتدربين الخالدين لم يترك له فرصة. ظهر بجانبه وكأنه يطير هو الاخر، رافعًا سيفه، ثم أمر نظامه:

"الفنون القتالية الخالدة… فن سيف السماوي، الخطوة الأولى."

رد النظام:

[جاري تفعيل الأمر]

[تم تفعيل الفنون القتالية الخالدة – تم تحديد الفن: فن سيف السماوي الخطوة الأولى]

[تم تفعيل المساعد والتحسين وفقًا للموقف، وتشغيل الوضع الآمن تحسبًا لأي مخاطر]

تألق السيف، وضرب به صدر اليتي بقوة وأناقة. انشق صدر الوحش بجرح عميق، حتى ظهرت عظامه من شدة الضربة.

ارتبك اليتي، وشعر بالقلق، محاولًا إيجاد حل.

لكن الكابتنين لم يمنحاه أي فرصة…

---

المحطة التالية: سلالات عالم سيريس

----

إذا أعجبك الفصل، يرجى إخباري بأفكارك.

وإذا كان لديك أي أسئلة، فأخبرني وسأجيب عليها.

2025/09/02 · 6 مشاهدة · 833 كلمة
نادي الروايات - 2025