يقف كلٌّ من كابتن فرقة الشامان وكابتن فرقة المتدرّبين الخالدين، يراقبون اليتي وهم مستمتعون بالقتال، لكن القلق ظاهر على وجوههم.
قال كابتن الشامان بنظرة جادّة:
"هذا الوحش حقًّا صعب... ما هذه مهارة الشفاء التي يملكها؟"
ردّ عليه كابتن فرقة المتدرّبين الخالدين:
"يجب أن نحاول قتله بسرعة. إن استمرّ على هذا النحو في الشفاء، نحن من سنتعب!"
تمتم كابتن المتدرّبين الخالدين في نفسه:
"إن استمرّ هذا الوحش على هذا المنوال، كل جهودي في تدمير قمته البحثية ستذهب هباءً."
ورغم أن كابتن الشامان كان يمنعه في البداية، إلا أنه مع استمرار شفاء اليتي أصبح يسخر منه ولم يعد يهتمّ بما افعله.
نظر كابتن الشامان إلى أعضاء الفرقه الأخري وفريقه، فرأى أنهم أصبحوا أفضل، لكنه مع ذلك منعهم من القتال. ثم حوّل بصره إلى الوحش وقال لنظامه:
"مستخدم القرين — الوحش المختار: الفهد المتطور."
جاءه رد النظام:
[جارٍ تنفيذ الأمر...]
[تم تفعيل مستخدم القرين — التحوّل إلى قرين الفهد المتطور.]
تدفّقت قوّة جديدة في جسد كابتن الشامان، وتحول إلى قرين الفهد المتطور. وفي لحظة اندفع بسرعة هائلة، سرعة فهد بقوة تحمّل بشري، وظهر فجأة خلف اليتي. أمسك رقبته بقدمه وأحكم قبضته عليها.
ثم قال لنظامه:
"ارجع إلى قرين الدب المتطور."
جاء الردّ فورًا:
[جارٍ تنفيذ الأمر...]
[تم تفعيل مستخدم القرين — العودة إلى قرين الدب المتطور.]
تحوّل جسده مجددًا إلى قرين الدب المتطور، ثم بدأ بضرب رأس اليتي بكل قوته، وخنقه بقدمه.
غضب اليتي، وبدأ يشعر بالدوار، لكنه واصل استخدام قدرته على الشفاء بسرعة. حاول أن يرتدّ بجسده إلى حائط الجبل ليصدم كابتن الشامان ويسحقه، لكن كابتن الشامان ظلّ ثابتًا ويواصل ضرباته.
بدأ عقل اليتي يتضرر، فصار شفاءه أبطأ وأصعب. غضب أكثر، وبدأ يضرب كابتن الشامان بقوة بلا أي اهتمام بسلامة جسده.
أصيب كابتن الشامان بعدة ضربات، لكنه بفضل قوة قرين الدب المتطور وقدرته على التحمّل واصل تحطيم رأس اليتي.
رأى كابتن المتدرّبين الخالدين ما يحدث وقال لنظامه:
"الفنون القتالية الخالدة... فن خطوات الظل، الخطوة الثالثة."
فأجابه النظام:
[جارٍ تفعيل الأمر...]
[تم تفعيل الفنون القتالية الخالدة — فن خطوات الظل، الخطوة الثالثة.]
[لا يزال تفعيل المساعد والتحسين قائمًا، كما أن الوضع الآمن مفعّل تحسبًا لأي مخاطر.]
اختفى كابتن المتدرّبين الخالدين فجأة، ثم ظهر أمام اليتي وقال سريعًا لنظامه:
"الفنون القتالية الخالدة... فن سيف السماوي، الخطوة الثانية!"
فأجابه النظام:
[جارٍ تفعيل الأمر...]
[تم تفعيل الفنون القتالية الخالدة — فن السيف السماوي، الخطوة الثانية.]
تألّق سيفه مجددًا، ثم طعنه بقوة في قلب اليتي دون أن يمنحه أي فرصة للنجاة.
في تلك اللحظة وصلت رسالة عاجلة إليهم. تبادل الكابتنان النظرات، ثم غادروا الموقع بسرعة مستخدمين قوتهم، تاركين اليتي خلفهم.
ارتطم اليتي بالحائط، ثم لاحظ اختفاء خصومه، فشعر بالارتباك والحذر.
لكن للأسف...
أُطلقت رصاصة خاطفة أصابت عينه الأخيرة، فأصبح أعمى. لم تكن الرصاصة قاتلة بعد، لكن الألم كان شديدًا. حاول شفاء نفسه بكل ما يملك من قوة، قبل أن تأتي رصاصة ثانية، هذه المرة من جهة أخرى — كانت أقوى وأسرع وأكثر دقة، واخترقت عقل اليتي.
توقف اليتي مكانه، ظهر الرعب على ملامحه، ثم سقط قتيلًا... مدافعًا عن وطنه حتى آخر لحظة.
و الهدوء و توتر يملئ مكان
ولكن ظهر كل من كابتن المتدرّبين الخالدين وكابتن الشامان بجانبه. كانا الوحيدين اللذين سيطرا على ساحة المعركة، ولم يمنحا اليتي فرصة لإظهار قوته منذ البداية وحتى النهاية.
اندهشت الفرقتان الأولى والثانية، وقال قائد الفرقة الأولى:
"هذه هي قوة الفرق المصنّفة عالميًا، وقوة ورثة مستخدمي الحكا القدماء... يبدو أن أمامي وقتًا طويلًا قبل أن أصبح مصنّفًا مثلهم."
سخر قائد الفرقة الثانية وقال بحسرة:
"لا تنسَ أن التصنيف يشمل أيضًا مستخدمي الحكا العاديين، ليس الورثة فقط. نحن متخرجون حديثًا ولا نملك مستوى خبرتهم أو معداتهم أو مواردهم، لذلك لا تيأس. من الجيد أننا لم نخسر أي أحد اليوم، وإلا لظهرت علامة ذلك في تقاريرنا وخسرنا كثيرًا."
ابتسم قائد الفرقة الأولى قائلًا:
"أنت محق. المهم أننا ما زلنا أحياء ويمكننا العودة إلى منازلنا."
أما رماة القوس من الفريقين فبدوا في غاية السعادة. قالت إحداهن للشخص الاخر:
"هل أنا أحلم؟ لقد رأينا قناصين يقتلون أمام أعيننا!"
ردّت عليها رامي القوس من الفرقة الثانية:
"متى سنحصل على رخصة استخدام القنص ونصبح محترفين؟"
تنهدت رامية القوس من الفرقة الأولى:
"لا أعلم، لكن سأحاول. أيضًا... من الذي أطلق الرصاصة الأولى؟ كانت جيدة لكن يبدو أنه مبتدئ. هل حصل على رخصة مؤخرًا؟"
أجابت رامي القوس من الفرقة الثانية:
"لا أعلم، ربما. حتى لو كان مبتدئًا، فهو أقوى منا نحن مستخدمي القوس. لكنني أعلم من أطلق الرصاصة الثانية."
ابتسمت رامية القوس من الفرقة الأولى بسعادة كبيرة وقالت بصوت مرتفع:
"وأنا أيضًا أعرفه! أنا من أكبر معجباته!"
هتف الاثنان معًا:
"لا أصدق أننا رأينا القنّاص الأمريكي الشهير! إنه واحد من أفضل ثلاثة قناصين في أمريكا، ومن أفضل قناصي العالم!"
قالت رامية القوس من الفرقة الأولى بحماس:
"لا أريد أن أستيقظ من هذا الحلم... ويبدو أنه لم يستخدم كامل قوته، لقد تحكّم بقوة الرصاصة!"
أجابتها رامي القوس الأخر:
"صحيح! وهذا يدل على مدى موهبته وروعة أدائه. نحن محظوظون جدًا... أتساءل كيف ستكون قوة أفضل خمسة قناصين في العالم!"
ظهر القناصون الذين كانوا مختبئين منذ بداية المعركة في أماكن مخصّصة للقنص. عادوا إلى قائدهم، ثم استراحوا.
وفجأة امتلأ المكان بالطائرات والسيارات.
هبط منهم رجل بقوي بخفة، وكانت هالته أقوى حتى من كابتن المتدرّبين الخالدين وكابتن الشامان. نظر إليهم وتأكد أن الجميع بخير، ثم اقترب من جثة الوحش ليتفحصها، وقال موجّهًا كلامه لقائدي الفرقتين دون نظر اليهم:
"من الجيد أن أحدًا لم يمت، أنتم تعرفون العواقب إذا مات احد، صحيح؟"
شعر كابتن المتدرّبين الخالدين بالتوتر وقال في نفسه:
"ما الذي يفعله المصنّف الخامس عشر — أحد أقوى العشرين مصنّفًا في العالم — هنا؟! وهو أيضًا قائد إحدى فرق المحققين في التحالف، بل ومن المجاهدين!"
قال كابتن الشامان بقلق:
"بالطبع نعرف قواعد منظمة التحالف ومنظمة العدل، أيها المحقق. ويظهر توتر علي وجه ثم يقول ايها محقق أنت تعلم أن هذا الوحش كان مهمة من مهام شامان."
ردّ المحقق:
"لا تقلقوا. سنجري أبحاثنا ونرى كيف تطوّر هذا الوحش، ثم نرسله إلى شامان."
ابتسم كابتن الشامان براحة وقال:
"شكرًا لك أيها المحقق."
أومأ المحقق، ثم قال لرجال التحالف وشركة الشحن:
"انقلوا الوحش، وخذوا المصابين. كما أريد كل البيانات المسجلة في هذا كرة معدنيه الذكاء الاصطناعي."
استمع الجميع للأمر وبدأوا بالتحرّك.
---
في مكان آخر — في عالم سيريس
وسط منطقة جليدية متحضّرة، في قصر مهيب، دخل شخص مسرعًا على الملك وقال:
"سيدي، لقد قُتل أحد الأمراء!"
ظهر الملك، وكان يشبه اليتي المقتول، لكنه بدا أكبر حجمًا وأكثر مهابة وقوة.
قال ببرود:
"ما المهم في ذلك؟ كثير من الأمراء يموتون... ما المشكلة؟"
ردّ مساعد الملك الذي أتى بالخبر بصوت متوتر:
"هذا ليس أي أمير... إنه أمير من أنبل السلالات، سلالة الأرض، ويُعتبر أخاك أيضًا، أيها الملك!"
ساد الصمت القاعة، وامتلأ المكان بهالة خانقة. ظهر الغضب على وجه الملك، وحدّق في الرسول بنظرة باردة بلا رحمة.
---
المحطة التالية:
مجلس الأعراق والسلالات المتوسطة في عالم سيريس.
----
عدت بفصل جديد! ما رأيكم؟ عدنا إلى عالم المسلسلات. ما رأيكم بما سيحدث في هذا العالم؟ وما هي التحديات التي سيواجهها بطل الرواية في هذه الحالة؟