64 - الفصل 64: مجلس السلالات – عالم سيريس (الجزء الثالث)

في مجلس الأعراق،

اجتمعت جميع سلالات المناطق المتوسطة في عالم سيريس.

ولأول مرة منذ قرن كامل، اجتمعت أقوى سلالات المناطق الأربع معًا، وهم أيضًا حكماء هذه المناطق.

رئيس منطقة الجبال ورئيس المجلس: ملك سلالة التنانين.

رئيس منطقة البراكين: ملك سلالة الإيفريت، الجن الناري.

رؤساء منطقة الغابة: ملك سلالة الأسود وملك سلالة النمور، ولا أحد يعرف طبيعة العلاقة بينهما؛ هل هي كره أم محبة؟ لكنهما يحضران معًا ممثلين عن منطقتهم.

رئيس منطقة الجليد: ملك سلالة اليَتي، أقوى كائن في المجلس.

حضر الخمسة معًا في قاعة المجلس، وكل واحد منهم أظهر جزءًا من قوته وهيبته، مما وضع ضغطًا نفسيًا على السلالات الأضعف التي حضرت من كل منطقة.

ابتسم ملك التنانين ابتسامة هادئة وقال بصوت مهيب:

"بما أن المجلس قد بدأ رسميًا، فأنتم تعلمون لماذا اجتمعنا هنا اليوم.

لذلك، سيتحدث وريث سلالة التنانين نيابةً عنا ويقود الحوار في هذا المجلس."

ثم أدار رأسه ببطء ونظر إلى الجميع واحدًا تلو الآخر وكأنه يقرأ مشاعرهم، قبل أن يتوقف عند رؤساء المناطق الذين لم يُظهروا أي انفعال.

وقف وريث سلالة التنانين، شاب وسيم تتلألأ في عينيه ثقة مهيبة. ألقى التحية ثم قال:

"كما قال الملك، أنتم تعلمون لماذا نحن هنا... الحرب تقترب.

البشر قد عادوا بالفعل. قريبًا سيحتلون المناطق الأدنى، ثم ينتقلون إلينا، سيقتلوننا ولن يرحموا أحدًا.

هذه أرضنا، وطننا، ويجب أن نحميه."

سكت لبرهة وهو يراقب وجوههم، كأنه يريد قراءة ردود أفعالهم.

بدأ همس خافت بين السلالات الأضعف، لكن رؤساء المناطق والسلالات القوية ما زالوا هادئين بلا أي تعبير.

لاحظ وريث التنانين ذلك، لكنه لم يهتم كثيرًا؛ فهو لم يأتِ لإقناعهم فقط، بل لشيء أكبر.

قال بصوت يملؤه الاستنكار:

"وماذا لو كانوا مصريين؟ حمونا في الماضي؟ وحموا عالم سيريس بأسره ويمنعوا أي سلالة من القتال ضدهم؟ وحمايه هذا العالم

هل يعني هذا أن نترك أرضنا للبشر الآن؟ فقط لأن بعضهم مصريون؟

هل نتحد معهم ونسلّم لهم مواردنا؟

ماذا عن كل تعبنا وعملنا الشاق؟ هل يذهب لهم بهذه السهولة؟

هل هذا عدل؟"

كانت كلماته كصفعة على وجوه السلالات الضعيفة، التي بالكاد تكفي مواردها لإطعام أبنائها، فكيف الآن وهي مضطرة لمشاركة نصفها مع الغرباء؟

عمّ الصمت للحظات، ثم ارتفعت الهمسات وبدأت المشاعر تشتعل بينهم.

ابتسم وريث التنانين بخفة وأكمل بثقة:

"ثم كيف نعرف أن ما يقال عن المصريين صحيح؟ إنها مجرد حكايات منذ آلاف السنين.

كيف نثق أنها حقيقية؟ أليس من الممكن أن يكون أسلافنا قد خُدعوا؟

أو ربما بالغوا في قصصهم، فحوّلوا المصريين إلى أبطال من أساطيرهم؟"

وهنا، انفجر غضب السلالات الضعيفة، إذ لم يتحملوا الإساءة لأسلافهم.

لاحظ الوريث ذلك وتراجع قليلًا عن حدة كلماته، وقال بنبرة أهدأ:

"اهدؤوا... لم أقصد الإساءة.

أنا فقط أطرح سؤالًا منطقيًا: ماذا لو كانت هذه القصص مجرد أكاذيب رواها المصريون عندما أصبحت سلالتهم أضعف، ليضمنوا أننا سنستقبلهم كأبطال عندما يعودون أقوياء؟

ماذا لو كان تاريخنا بأكمله مزيفًا، ومصر لم تفعل شيئًا في الحقيقة؟"

ساد الصمت المذهول في القاعة. لم يفكر أحد في هذا الاحتمال من قبل.

أما السلالات القوية ورؤساء المناطق فقد ظهر على وجوههم الجدية؛ فهم يعلمون أن التاريخ صحيح، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتجرأ فيها سلالة على التشكيك فيه علنًا.

تبادل رؤساء المناطق النظرات، وكأنهم يدركون أن هناك مخططًا خفيًا بدأ يتشكل.

تنهد وريث التنانين وقال بصوت خافت وكأنه يشاركهم ألمه:

"أعلم أن هذا صعب التصديق. أنا أيضًا أتمنى أن يكون ما أقوله كذبًا، وأن مصر حقًا حمتنا في الماضي.

لكننا لن نترك شبرًا من أرضنا ولا قطرة من مواردنا للبشر، ما دمنا غير متأكدين من الحقيقة.

لذلك، ستأخذ سلالة التنانين هذه المهمة على عاتقها.

سنحارب البشر ونصدهم عن أرضنا.

ونحن نريدكم معنا في هذه الحرب المقدسة، الحرب التي سندافع فيها عن وطننا ضد من يريدون قتلنا."

ساد صمت ثقيل في القاعة، صمت يسبق العاصفة.

الوجوه جامدة، لكن التوتر يملأ المكان.

أكمل الوريث بابتسامة واثقة:

"لا تقلقوا، السلالات العليا معنا، وكذلك سلالة التنانين الشرقية والغربية العاليه.

سوف نزودكم بكل ما تحتاجونه من موارد وقوة.

كل ما نريده منكم هو أن نقف معًا ونقضي على البشر قبل أن يقضوا علينا."

ظهرت علامات الرضا والقبول على بعض الوجوه، لكن الجميع انتظر رد رؤساء المناطق الأقوياء.

في هذا أثناء يظهر شخص في خفاء وجه جدي ولا يعرف احد ماذا يفكر و يظهر أنه مألوف للغايه

ثم ابتسم ملك التنانين بهدوء، فقد حقق الخطوة الأولى؛ كسب تعاطف السلالات الضعيفة.

الخطوة التالية كانت أصعب: كسب السلالات القوية... أو التخلص منها إن لزم الأمر.

نظر الملك إلى ملك اليَتي، أقوى شخص في المجلس، وفكر أن السيطرة على المناطق المتوسطة تبدأ بإضعافه أو قتله.

ابتسامته ظلت على وجهه، بينما كان يحلم بأن ترتقي سلالته لتصبح من السلالات تنانين العليا ويذهب الي ارض الأجداد تنانين، ليس مجرد سلالة هجينة متوسطه.

قطع صمت القاعة صوت ملك الإيفريت من منطقة البراكين وهو يقول بحزم:

"نحن لن نقاتل، ولسنا معكم في الحرب، ولكننا سنساعدكم بالموارد اللازمة."

نظر ملكا النمور والأسود إلى بعضهما وكأن بينهما اتفاق مسبق، ثم قال ملك النمور:

"نحن سادة الغابة، سلالة النمور والأسود، لن نقاتل أيضًا.

لكننا سنفعل كما فعل رئيس منطقة البراكين، ونمدّكم بالموارد التي تحتاجونها."

التفتت الأنظار إلى آخر منطقة، منطقة الجليد، حيث كان الجميع ينتظر ما سيقوله ملك اليَتي.

ولسه هيتحدث الملك اليتي

لكن فجأة دوى صوت عالٍ في القاعة جعل الجميع يرتجف أن يوجد شخص قاطع اقوي ملك هنا، ثم ظهر وريث سلالة الأرانب الجليدية متقدمًا نحو منتصف القاعة.

وقف هناك وقال بصوت مرتجف:

"نحن نريد العدالة يا ملك التنانين... من ملك اليتي طاغية!"

بدأت دموعه تتساقط وهو يتحدث بحزن عميق.

الصدمة عمّت القاعة حتى رؤساء المناطق الآخرين جمدوا في أماكنهم.

أما ملك اليتي فقد اكتفى بابتسامة باردة وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة منذ البداية.

أظهر ملك التنانين دهشة مصطنعة قبل أن يتحول وجهه إلى الغضب ويقول بنبرة ثائرة:

"ما معنى هذا يا ملك اليتي؟"

ثم التفت إلى وريث الأرانب وقال:

"أخبرنا بما حدث، وباسمي أعدك أننا سنجلب لكم العدالة!"

ساد رعب ثقيل في القاعة، فالجميع يعلم أن ملك اليتي قادر على قتلهم جميعًا، حتى قتل ملك التنانين نفسه.

ولم يعرف أحد من أين جاء هذا الأخير بالشجاعة لمواجهته.

تحولت كل الأنظار إلى ملك اليتي، بانتظار رد فعله...

المحطة التالية: خُدعة

2025/09/10 · 5 مشاهدة · 951 كلمة
نادي الروايات - 2025