65 - الفصل 65: مجلس السلالات – عالم سيريس (الجزء الرابع)

في مجلس السلالات،

يعمّ صمت خانق، والخوف مرتسم على وجوه الجميع، فقد تمّت إهانة ومقاطعة حديث أقوى كائن في مناطق الوسطى.

في عالم سيريس، القوة هي ما يُحترم ويُهاب، ولا يُسمح لأي سلالة أو شخص ضعيف بإهانة الأقوى، وإلا يستطيع أن يُبيد سلالة كاملة ردًّا على هذه الإهانة.

هل يدرك وريث سلالة الأرنب الجليدي ما فعله؟ سيتم محو سلالته بالكامل، ولن يحميه أحد.

كان حضور السلالات في هذا المجلس للتحالف، أو لمعرفة أي جانب سيقفون معه، لكن المجلس تحوّل إلى مسرح درامي هدفه تشويه سمعة ملك اليتي.

لكن… هل تشويه سمعة أقوى كائن في المنطقة أمر يستحق المخاطرة؟ الجميع ليسوا أغبياء ليفعلوا ذلك ويُمحوا سلالتهم بأيديهم.

لذلك عمّ الصمت، وتمنى جميع الحاضرين أن ينتهي هذا سريعًا ليهربوا ويعودوا إلى منازلهم.

في تلك اللحظة، وقف ملك سلالة الأرنب الجليدي، والعرق يتصبب من جسده، والرعب يجمد عموده الفقري.

نظر إلى جانبه، فرأى اثنين يضحكان، وآخرين تظهر على وجوههم الدهشة. عندها فهم أنّه تم استغلال سلالته والتضحية بها لأجل هزيمة ملك اليتي.

نبض قلبه يتسارع، أنفاسه تتقطع، يفكر في عائلته وفي سلالته التي ستموت.

يتساءل: هل يتماشى مع هذا المخطط ويفكر أملاً لملك التنانين؟ هل يملكون حقًا خطة لهزيمة ملك اليتي؟

ثم يجيب نفسه: لا، هذا مستحيل. حتى لو كانت لديهم خطة وقتلوه، فهو رئيس منطقة الجليد. ما يفعلونه خيانة، وستُنهب منطقة الجليد، وتُستعبد سلالاتها من قبل سلالات المناطق الأخرى.

يتخذ قراره بسرعة، يركض دون أن يهتم بمظهره كملك لسلالته أو بنظرات الآخرين.

وفي لحظة يقف أمام الكرسي الكبير وينظر إلى ملك اليتي، رئيس منطقة الجليد.

ينظر إليه ملك اليتي بعينين خاليتين من الرحمة أو الاهتمام، وكأن كل ما يحدث لا يعنيه.

يدرك ملك الأرانب الجليدي ذلك، ثم دون تردد يركع.

يبكي، لكنه يحاول أن يتمالك نفسه ويقول:

"سلالة الأرنب الجليدي لا تعرف ما الذي يقوله هذا الوريث، ولا تعترف بأي شيء قاله. يوجد ورثة آخرون، وتمت إزالة هذا الشخص من لقب الوريث نهائيًّا.

أرجو من ملك اليتي أن يعفو عنا، ويعلم أننا استُخدمنا، فنحن سلالة الأرنب الجليدي أوفياء لمنطقة الجليد منذ آلاف السنين.

أتمنى أن تغفر لنا لأجل مساهمات أسلافنا، ولما قدمناه في خدمة منطقة الجليد."

ثم يبكي الملك في صمت، لأنه يعرف أن مساهمات أسلافه سيتم محوها، ولن يُتذكروا مجددًا، وستصبح سلالته عادية.

يبكي أكثر ويقول في نفسه:

"لماذا؟ أليس كان أفضل لو جلست مكاني، وانتهى المجلس ورحلنا مثل باقي السلالات؟ لماذا في عهدي تم تلطيخ سمعة سلالة الأرنب الجليدي؟ ماذا سوف يخبئ لنا المستقبل الآن؟"

لكن لا يهم، أهم شيء أن تبقى سلالته حية، حتى لو ضحى بنفسه.

ينظر إلى ابنه ويسأله:

"لماذا فعلت هذا بي؟"

يشعر الملك بالانكسار ويشيخ سريعًا.

يفكر: بدلًا من أن أنجب ابنًا أفتخر به، أنجبت من جعلني أضحوكة لكل السلالات، وجعل أملنا في البقاء ضعيفًا.

ينظر إليه ملك اليتي دون اهتمام، ولا يأمره حتى بالوقوف.

ولا أحد يعرف ما الذي سيفعله بهذه السلالة.

ثم ينظر إلى ملك التنانين وإلى الوريث، يريد أن يعرف ما الذي يخططون له.

ينظر الوريث إلى والده وهو راكع، ويلوم ملك اليتي وكأنه السبب، ويحزن لأنه لم يعد وريثًا، لكنه لا يهتم كثيرًا؛ المهم عنده أن يسقط ملك اليتي "الطاغية"، ويظن نفسه البطل الذي سينقذ مناطق الوسطى.

لا يفكر أنه لو لم يفعل شيئًا لما حدث شيء، ولسلالته بقيت مكانتها كما هي.

يقول ملك التنانين دون أن يهتم بما يفعله ملك الأرانب الجليدي أو ما يفكر به هذا الوريث الأحمق:

"أخبرني أيها الوريث، ولا تقلق، سأعيد لك مكانتك كوارث من جديد."

ينصدم الجميع، حتى ملك الأرانب الجليدي، فهذا تهديد صريح لملك اليتي وعدم اعتراف به كرئيس منطقة.

يرد الوريث:

"شكرًا لك أيها الملك، سأخبركم."

ثم يقف ويقول بصوت مرتعش:

> "أنتم تعرفون ما هو عالم سيريس.

عالم سيريس هو النقطة والذاكرة التي تربط جميع السلالات من الأبعاد الأخرى بهذا العالم.

هو نقطة وصل العوالم الأخرى.

بسبب هذا، هناك فرق بين السلالات، حتى لو كانوا من نفس السلالة.

أقوى دم بين جميع السلالات هو دم الأرض، وأشرفهم.

ملك اليتي من سلالة اليتي الأرضي، وليس من سلالات الأبعاد الأخرى، وهو الوحيد من سلالة الأرض في كل مناطق الوسطى.

لذلك هو أقوى شخص هنا بسبب دمه الأرضي، ولهذا يحتقر جميع السلالات الأخرى، حتى لو كانوا من بني جنسه."

يرد ملك التنانين بغيرة خفية:

"أوه، لم أكن أعرف أن ملك اليتي يحتقر بني جنسه لأنه من سلالة متفوقة."

ثم يقول للوريث:

"استمر، ما المشكلة؟"

يرد الوريث بغضب مكبوت:

"بسبب كل هذا، ظهر ما يسمي اثار حضارات من أبعاد أخري ونبحث عن هؤلاء الآثار والحضارات في عالم سيريس لاكتشافها وتقوية أنفسنا.

هذه الحضارات بناها أسلاف السلالات من الأبعاد الأخرى، ومن يجد آثار سلالته يقوي نفسه ويحصل على ضعف القوي عن الآخرين الذين يستكشفون أيضا هذا اثار.

لذلك تم تعيين رؤساء مناطق لحماية العدالة، كي تتمكن السلالات من الاستكشاف وأخذ ما تحصل عليه.

لكن ملك اليتي أخفى آثار حضارة اليتي من بعد آخر، ومنع الجميع من استكشافها، وأبقاها لبني جنسه فقط.

ونحن، السلالات الضعيفة، لا نستطيع فعل شيء أمام هذا الطاغية."

يغضب ملك التنانين وينظر إلى ملك اليتي بازدراء:

"كيف فعلت ذلك؟ هل تهرب من مسؤوليتك وتفعل ما تشاء لأنك رئيس منطقة؟ ما هذا الفساد؟ لم أتوقع هذا منك.

أليس يجب علينا نحن رؤساء المناطق حماية قانون السلالات؟ لكنك تجاهلت ذلك."

ثم يقول بصوت عالٍ:

"نحن رؤساء المناطق الأخرى، وجميع السلالات، سنجلب العدالة منك ونجعلك تتحمل العقوبة."

ينظر الحاضرون إلى بعضهم بصدمة، ويفكرون:

"إذا أردت فعل ذلك، فافعله بنفسك، لا تُشركنا في شيء لا نريده."

وقبل أن يعترض أحد، يقول ملك التنانين بصوت كأنه صوت العدل:

"هل تعترف بأفعالك الدنيئة وتأخذ عقوبة الإعدام؟"

تسقط صاعقة على القاعة!

يظهر الذهول على الجميع:

"هل أنت مجنون؟ تريد قتله هكذا؟ ولماذا تُشركنا؟"

ثم ينظر الجميع إلى ملك اليتي الذي يبتسم بهدوء، وكأنه ينتظر شيئًا.

تمر دقائق في توتر شديد، ولا يحدث شيء.

ينظر الجميع إلى ملك التنانين متسائلين:

"أين شجاعتك؟ ظننا أنك ستقاتله، هل كنت تنتظر أن يقتل نفسه؟"

يشعر ملك التنانين بالحرج لكنه لا يهتم؛ الخطة نُفذت، ونهاية ملك اليتي أصبحت وشيكة.

وفجأة، يُفتح باب القاعة مجددًا، وتدخل هالة ساحقة وقوية تجعل الجميع غير قادرين على التنفس.

يبتسم ملك التنانين ويقول:

"لقد أتوا."

أما ملك اليتي، فتظهر غطرسته بابتسامة باردة ويقول:

"الآن أصبحت الأمور مثيرة."

المحطة التالية: الغرباء

--

ما رأيكم في هذا الفصل، وفي هذا العالم؟ ما رأيكم في الأحداث الجارية في المجلس؟ أرغب بشدة في معرفة آرائكم.

2025/09/12 · 4 مشاهدة · 990 كلمة
نادي الروايات - 2025