في مجلس السلالات،
عمّ الصمت في المكان، ليس بسبب الهالة القوية التي ظهرت بعد فتح باب القاعة العملاقة،
بل بسبب الصدمة والخوف العميق والخدعة التي وقع فيها الجميع.
سأل أحد أفراد السلالات المتوسطة بصوت مرتجف:
"لماذا السلالات العالية هنا؟"
تساءل الجميع في عقولهم:
هل وجود شخصين من السلالات العالية هو السبب؟
ان ملك التنانين شجاع إلى درجة أنه أراد قتل ملك اليتي؟
وهل عندما أشركنا جميعًا في قتل ملك اليتي، كان يعني أننا إن رفضنا سنُقتل معه؟
لا... الأمر لم يكن كذلك.
إنها خدعة.
عندما تقاتل السلالات العالية ملك اليتي، سينتج انفجار هائل سيقتل الأضعف منهم، ومن ينجو سيكون ضعيفًا ينتظر ذبحه.
ثم سيُقتَل جميع الملوك والورثة من السلالات المتوسطة، وتستولي السلالات العالية على مناطقهم، وتجعل كل سلالة تقاتل البشر لتصبح السلالات المتوسطة مجرد لعبة في أيديهم.
ساد الصمت بعد أن بدأ الجميع يفهم جزءًا من الخطة.
كانت هناك لحظة صادمة من الإدراك، ثم ابتسم بعضهم بمرارة:
لقد خُدعوا تمامًا.
لم تكن المشكلة مشكلة ملك اليتي فقط، بل إن جميع السلالات المتوسطة يجب أن تقاتل البشر،
وبالتالي سيموت الجميع.
ساد اليأس على وجوههم؛ بعضهم لم يرغب في تقبل الأمر، والبعض الآخر غضب على قلة حيلته، مدركًا أن سلالته ستباد في هذه الحرب التي بدأتها التنانين باسم الحرب المقدسه.
ابتسم الجميع بسخرية وضحك بعضهم بمرارة.
تقبلوا الحقيقة القاسية: الفرق بين السلالات المتوسطة والعالية ليس فرقًا بسيطًا، بل هو عالم كامل يفصل بينهم.
قوة شخص واحد من السلالات العالية تكفي لقلب عالم متوسط بأسره، والآن هناك اثنان منهم هنا.
نظروا إلى ملك التنانين المبتسم وكأنه ينظر إليهم كأموات بالفعل.
ثم حولوا أنظارهم إلى ملك اليتي، متوقعين رؤية الخوف أو الإنكار في وجهه،
لكنهم تفاجؤوا بأن ملك اليتي كان مبتسمًا، ينظر إلى السلالات العالية بغطرسة وكأنهم لا شيء أمامه.
تساءل الجميع:
لماذا يبتسم ملك اليتي بغطرسة؟
الجميع يعرف الفرق بين السلالات المتوسطة والعالية.
هل يملك ملك اليتي شيئًا يجعله قادرًا على منافسة السلالات العالية؟
ابتسم بعض الحاضرين بخوف، لكن اليأس لم يتركهم.
بقي لديهم بصيص أمل، ومع ذلك، قرروا الصمت.
كان أفضل ما يمكنهم فعله هو البقاء بلا حراك، كأنهم أشباح أو شخصيات جانبية في القصة، ومراقبة ما سيحدث.
دخل اثنان من البوابة العملاقة.
أحدهما كان ضخمًا للغاية، أطول وأضخم من الوحوش،
والآخر بجسد بشري عادي لا يتعدى طوله 173 سم.
ورغم التفاوت الشديد بينهما، كان واضحًا أنهما متساويان في القوة.
اضطر العملاق لتقليص حجمه قليلًا ليمر من البوابة، ومع ذلك بقي أطول بكثير من أي مخلوق آخر في القاعة.
دخلا معًا بهدوء، لكن بالنسبة للسلالات الأخرى بدا وكأن العالم توقف.
عندما وصلا، تحدث الشخص متوسط الطول قائلًا:
"نحن هنا، نحن السلالات العالية، لإنقاذ المناطق المتوسطة من الطاغية، باتفاق مع جميع السلالات المتوسطة."
انصدمت السلالات المتوسطة.
والآن فهموا أيضًا لماذا أُشرك ملك التنانين في الأمر:
حتى يكون استدعاء السلالات العالية مبررًا ودافعًا قويًا لو سُئلوا أمام السلالات الفائقة.
لكنهم ظلوا صامتين، مدركين أنه ليس لديهم فرصة للكلام،
لأنه حتى لو تحدثوا، فإن جميع السلالات المتوسطة هنا، وسيُقتلون إن اعترضوا.
لذلك اختاروا الصمت، وكأنهم أصبحوا مجرد قطع شطرنج بلا اختيار، يشاهدون القصة دون تدخل.
نظر إليهم الرجل متوسط الطول وفهم صمتهم، لكنه لم يهتم؛
فهو ينوي قتلهم جميعًا على أي حال.
ثم نظر إلى ملك اليتي وأصبح حذرًا، لا يعلم لماذا،
لكن حدسه أخبره أن هناك شيئًا خاطئًا.
ثقته في حدسه جعلته يحدق بهدوء في ملك اليتي،
ثم التفت إلى ملك التنانين قائلًا:
"أخبرنا بتفاصيل سبب استدعائنا."
رد ملك التنانين وكان يبدو عليه التعب وكأنه خرج من معركة شديدة:
"حسنًا، سأخبركم. شكرًا لقدومكم."
ثم نظر إليهم وأضاف:
"يشرفنا حضور عملاق من سلالة البشر العمالقة العالية، ومن سلالة مصاصي الدماء العالية أيضًا."
تنهد بقلق وأكمل:
"ملك اليتي، بسبب كونه الأقوى في المناطق المتوسطة، يفعل ما يشاء.
يأخذ من موارد الجميع، يقتل من يريد، يسلب نساء السلالات الأخرى، ويشعل الحروب بين المناطق.
لا يهتم بشيء، ويتجاهل سلطته كرئيس منطقة.
يمنع السلالات الأخرى من استكشاف آثار الحضارات التي هي من حقهم،
ويجعلهم عبيدًا يركعون له... مثل هذا الخادم."
وأشار إلى ملك الأرانب الجليدي الذي كان راكعًا.
"لقد حاولت أن أكون عادلًا، وأن أجعله يعترف بخطئه ويعوّض الجميع، لكنه رفض.
قاتلنا قبل قدومكم لحظات فقط وهُزمتُ.
أشعر بالندم لأني لم أستطع إيقافه."
انصدم الجميع، فقد كانوا موجودين وشاهدوا أنه لم يحدث أي شيء مما قاله ملك التنانين.
وقف ملك الأرانب الجليدي عن ركوعه، وتراجع إلى خلف ملك اليتي.
كان مذهولًا من أن فعله استُخدم كأداة لتشويه سمعة ملك اليتي وجعله يبدو أسوأ.
التفت ملوك السلالات المتوسطة إلى وزرائهم وسألوهم:
"هل فقدنا موارد؟ هل خُطفت نساء من سلالاتنا على يد ملك اليتي؟"
رد الوزراء جميعًا بصدمة أكبر:
"لا! لم يحدث شيء من ذلك. ملك اليتي فقط منع استكشاف أثر واحد لا أكثر."
ثم سألوا:
"هل أشعل ملك اليتي حروبًا بين مناطقنا؟"
أجاب الوزراء:
"لا، لقد عاشت المناطق المتوسطة في سلام مستمر منذ مئتي عام."
أومأ الملوك برؤوسهم ليتأكدوا، ثم نظروا مجددًا إلى ملك التنانين بجدية.
وتساءلوا:
"هل قاتل ملك التنانين ملك اليتي قبل قليل؟ ربما كانت أعيننا مخدوعة؟"
رد الحاضرون بالبكاء:
"لا، لم يقاتله. كان خائفًا منه."
تأكد الجميع من صحة ما رأوا، ثم نظروا إلى ملك التنانين وقالوا بغضب:
"يا لوقاحتك!"
غضب مصاص الدماء وقال:
"هل هناك طاغية بهذا الشكل؟ كيف كانت تعيش المناطق المتوسطة إذن؟"
ثم نظر إلى الحاضرين وأضاف:
"يبدو أن السلالات العالية أهملتكم وظلمتكم. أعتذر باسم جميع السلالات العالية."
لكن السلالات المتوسطة فكرت في داخلها:
كنا نعيش في أفضل حال وسلام... أنتم من تريدون الحرب. لا نريد تدخل السلالات العالية في مناطقنا.
لكنهم لم يستطيعوا قول شيء.
كانوا مجرد مشاهدين لا يملكون اختيارًا،
يُفرض عليهم ما يرونه، ولا يشاركون في كتابة قصتهم.
تحدث العملاق بصوت جهوري مرعب جعل الجميع يغطون آذانهم من شدته:
"ما قولك يا ملك اليتي عن هذه الأفعال الشريرة التي يتهمونك بها؟"
نظر الجميع إلى ملك اليتي، منتظرين رده،
فكلماته الآن ستحدد مصير كل الكائنات في المناطق المتوسطة.
---
المحطة التالية: خائن المناطق المتوسطة؟!؟
---
أهلًا، هل اشتقتم لي؟ هذه أول مرة أنشر فيها ليلًا. حسنًا، أعترف أنني تأخرت مجددًا في التحميل، وهناك أسباب وجيهة لذلك. لقد عدتُ من الخارج قبل نصف ساعة، وأُنهي الفصل الآن لنشره. استمتعوا بهذا الفصل، وأريد أن أسمع آراءكم فيه!