69 - الفصل 69: مجلس السلالات – عالم سيريس (الجزء الثامن والأخير)

عندما يظهر الوحش قوته وهيبته... ماذا ستفعل؟

هل ستهاجمه قبل أن يكتمل ظهوره؟

أم تنتظر بثقة لأنك لا تهاب شيئاً؟

أو ربما تهرب؟

في الحقيقة... لا يهم اختيارك أمام هذا الوحش.

لأن هذه اللحظة كان العالم كله ينتظرها منذ آلاف السنين.

كل القطع تحرّكت، وكل شيء بدأ يلتئم معاً.

والسؤال الآن... ما شعورك إن أصبحت أنت مفتاح العصر الجديد؟

لا بطل رواية ولا شرير... مجرد شخص صار هو المفتاح.

ها؟ ما شعورك وأنت تتخيل ذلك؟

مهما تخيلت، لن تصل لشعور جميع الكائنات في المجلس وهم يراقبون ملك اليتي.

ذلك الملتف حوله إعصار جليدي عملاق يخفي جسده تماماً،

باستثناء عينيه... عيني صياد ترى فرائسه وهي تدرك أنه لا مفر ولا نجاة.

يرتفع ببطء، شكله يتغير أمام أعينهم.

لكن الإعصار الجليدي يكاد يخفي جميع ملامحه.

الجو نفسه يتبدل، المنطقة تتحول إلى جليدية،

بردٌ يخترق جلودهم وقلوبهم معاً.

بشكل صادم، قاعة الأسلاف في مناطق المتوسطة تعيد ترتيب نفسها مع تغيّر اليتي.

وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ البداية.

ليس القاعة وحدها... عالم سيريس نفسه اهتز،

بل وحتى الأرض... كأن تغيّراً ثانياً بدأ للتو.

وفجأة، من القاعة ومن ملك اليتي ينبعث ضوء ذهبي لامع.

ضوء يملأ المكان كله.

مهما كان موضعك في الكون... على الأرض، في الأبعاد الأخرى،

في المناطق الدنيا أو المتوسطة أو العالية،

أو حتى في المناطق الفائقة... كنت ستراه.

عندما خفّ الضوء ظهر شكل نسر أوزيريس كما في اللوحات والمعابد المصرية القديمة.

النسر الذي يرمز للحرية والقوة والهيبة عاد من جديد.

وكأنه ختم السماء نفسه بختم المصريين القدماء بصمتهم في العالم وسماء.

وفي لحظة، أطلق هذا النسر صرخة هزّت الكون بأسره.

كأنه يعلن بداية كل شيء من جديد.

ثم طار واختفى... وكأن ما حدث كان وهماً.

لكن الصرخة ظلّت تتردّد في كل مكان.

بعد هذه الصرخة تغيّرت كل سلالات عالم سيريس.

من أدنى المستويات إلى أعلاها.

البشر، الوحوش، الحيوانات... كل الكائنات شعرت بشيء.

قوة غريبة تقوي أجسادهم، تطهّر سلالتهم،

وتمنحهم فرصة للنمو والارتقاء.

وعندما يشعر ذلك مصاص الدماء الوحيد الذي أدرك جزء صغير من حقيقه تجمد في مكانه.

بدأ يفهم أن لعنة الفراعنة لم تكن لعنة ضعف...

بل لعنة تمنح القوة.

قال في نفسه:

"ما الذي يحدث؟

أليست لعنة الفراعنة خُلقت لقمعنا ومنعنا من الخروج عن خطتهم؟

لماذا أشعر الآن أنني أقوى؟

لماذا أشعر أن سلالتي أنقى مما كانت؟"

هل ممكن حقا أن المصريين القدماء سمحوا بالسلالات بالارتقاء و فرصه للتطور ولكن لم تظهر بعد ولكن الان ظهرت

ولكن لماذا يجعلنا المصريين القدماء أقوياء، اليس هذا يعني نستطيع منع البشر من عوده بشكل اسرع و اقوي

ثم يدرك شئ ما شيئاً أعمق وهو يرفع عينيه نحو السماء:

"اللعنة ليست علينا فقط... إنها على الكون نفسه.

الكون كله ملعون بلعنة الفراعنة. إذن هل سوف يتطور العالم وهذا الكون

لكن لماذا يقوّون الكون؟

هل هناك عوالم أعلى من إمبراطوريات العوالم الأخرى التي تهددنا وتريد غزو عالمنا

إلى أي مستوى وصل المصريون القدماء

حتى يجعلوا الكون نفسه يتطور ويقوى؟ وجعلت لعنتهم اقوي لعنه في العالم و علي مر العصور

هذه ليست لعنة عادية...

إنها لعنة الفراعنة... لعنة الكون نفسه."

امتلأ قلبه برهبة وإعجاب بالمصريين القدماء.

تذكّر قصصهم... كيف كانوا يواجهون أعداءهم وحدهم بلا مساعدة.

ابتسم بسعادة وتنهد قائلاً:

"لديك حق يا أبي... لا أحد يهرب من لعنة الفراعنة.

لا خطط مضادة تنجح، ولا محاولات هرب تجدي."

ثم تابع:

"لماذا نهرب أصلاً؟

يجب أن نتبع هذه الخطة، نسير معها.

نحن مجرد حشرات بالنسبة لهم،

ولن نستطيع نغير خطتهم أبداً... فقط نتبعها بما اننا حشرات فنحن لا نعرف شئ."

في تلك اللحظة، لا احد يعرف ماذا سوف يحصل بسبب تغير في شخصيه وريث مصاصي الدماء و ماذا سيحصل في مستقبل ولكن هذا لحظه وُلد متعصب أعمى لخطة المصريين القدماء.

وريث مصاصي الدماء صار لا يقبل أي إهانة لهم بعد اليوم.

وفي الوقت نفسه، استيقظت وحوش الخفاء،

وأبطال العصور الماضية في عالم سيريس،

ليشهدوا بداية العصر الجديد رسميا.

عصر التطور والارتقاء.

ومُطلق هذا العصر... كان ملك اليتي.

الذي أنهى تطوره ووقف أمامهم أخيراً.

شهق الجميع من الصدمة.

فكرتهم الوحيدة كانت:

"كيف يمكن أن يكون هذا حقيقياً؟"

ظهر ملك اليتي ببشرة زرقاء،

لحية طويلة، شعر رأس ولحية بيضاء،

ولا شعر على جسده.

وقال بصوت منخفض لكنه مسموع:

"السلالة المصطنعة: سلالة البشري الجليدي."

لقد صار بشرياً بلون بشرة جديد... الأزرق. و كأن يوجد البشر لون ازرق وليس فقط ابيض واسود

وظهرت حوله هالة على مستوى السلالات العالية.

العمالقة ومصاصو الدماء تبادلوا النظرات.

لم تعد لديهم نية قتال.

بل أرادوا الرحيل ليختبروا قوتهم الجديدة.

وقالوا بصوت واحد:

"تهانينا، ملك اليتي، على ارتقائك لمستوى السلالات العالية.

سننتظر يوم تصعد فيه عشيرة اليتي إلى المناطق العالية."

أما السلالات المتوسطة، فقد ارتبكوا.

قبل دقائق كانوا سيقاتلونه حتى الموت،

والآن يهنئونه!

ابتسم ملك اليتي... هو ملك بعد كل شيء.

يعرف أن الأمور تغيرت.

لن يقتلهم الآن، و يجعل في عداء بينه و بين سلالات العاليه و يظهر أنه عدوه لهم ولا يخاف منهم وسيظل خصماً للسلالات العالية.

خصماً سيظلوا حذرين منه لكن لا يريد أن يحصل شئ الان.

قال ملك اليتي:

"لا يهم. أنا من يجب أن يشكركم.

وأدعوكم إلى قصري...

جئتم من بعيد لتهنئتي على ارتقائي."

ثم ظهرت خيبة أمل على وجهه وأضاف:

"تعلمون أنني ارتقيت للتو...

وأريد اختبار قوتي.

ولا أحد غيركم يستطيع مساعدتي."

نظر العمالقة ومصاصو الدماء إلى بعضهم البعض وفكروا:

"يا لضيق أفقك وروحك الانتقامية."

لكنهم قالوا بابتسامة:

"بالطبع، يا ملك اليتي، سنساعدك.

هذا واجبنا كسلالات عالية."

في لحظة تغيّر الجو حولهم.

دماء مصاصي الدماء ارتفعت في الهواء،

هالة دمار أحاطت بالعملاق،

والهالات الثلاثة تصادمت.

في أقل من ثانية... بدأ القتال.

عشر ضربات متبادلة في لحظة واحدة.

وكان واضحاً أن قوة السلالات العالية

أصبحت أسرع وأقوى من زمن نفسه بثلاثة أضعاف.

توقف القتال سريعاً.

العمالقة ومصاصو الدماء سقطوا مهزومين،

لكن سرعة شفائهم أعادتهم للوقوف.

حتى ملك اليتي كان مصاباً،

لكنه شعر بالرضا... وعزيمته ازدادت.

قالوا بصوت واحد:

"علينا الذهاب الآن قبل أن تظن عشائرنا أننا ميتون.

سنلقاك مرة أخرى قريباً."

هربوا بسرعة، لكن ملك اليتي لم يهتم بكلامهم.

لحق بهم وكأنه يريد إنهاء القتال حتى الموت.

تحولت المطاردة إلى سباق يقطع آلاف الكيلومترات كل لحظة.

بعد ربع ساعة وصلوا إلى حاجز المنطقة العالية والمتوسطة. ثم يتفق كل من عملاق و مصاصي الدماء و يقزون ويختفوا في بقعة معينة قبل وصول ملك اليتي.

اقترب ملك اليتي من هذا البقعة، عرف أنها ثغرة، التي بسببه أتوا سلالات العاليه الي مناطق متوسطه

مد يده وأغلقها تماماً،

ثم تأكد أن الحاجز بلا أي ثغرات أخرى... واختفى.

ظهر في المجلس أمام سلالات المتوسطة وملك التنانين.

فركعوا جميعاً دون تردد وهتفوا:

"تحيا ملك اليتي، حاكم المناطق المتوسطة!"

كانت لحظة تاريخية...

توحدت المناطق المتوسطة أخيراً.

وفي مكانين مختلفين، كان شخصان يراقبان المشهد.

أحدهما يحلل بصمت.

والآخر يقف خلف ملك اليتي مباشرة،

الحقد يملأ قلبه... وهو أيضاً من اليتي.

المحطة التالية: السلالات الفائقة.

---

أهلاً بالجميع! إذا أعجبكم الفصل، شاركوني آراءكم. ما رأيكم بالأحداث حتى الآن؟ أتمنى أن تكونوا بخير.

2025/09/21 · 3 مشاهدة · 1072 كلمة
نادي الروايات - 2025