في هذا الشهر، كان العالم مليئًا بالأخبار والأحداث الكثيرة؛ من الإعلانات إلى الأخبار العاجلة، وكأن العالم في حالة إثارة دائمة.

الجيل الذهبي لأكاديمية سيناء العالمية، الألعاب الجديدة في الواقع الافتراضي، مشاهد القتالات، رؤية الوحش الأسطوري "اليتي"، والمسابقات العالمية القادمة…

أصبح الشباب والكبار، على حد سواء، يشعرون بترقب، وكأن كل تعبهم يهون من أجل هذه اللحظات المثيرة.

ومع أن العالم أصبح في سلام حتى بعد كل هذه التغيرات؛ من ظهور طاقة "حكا" والعوالم الأخرى والبوابات والوحوش الأسطورية، فإن الوضع ما زال آمنًا ويعيش البشر أفضل أوقاتهم.

لكن هناك من يكرهون هذا الوضع، ويشعرون أنهم أصبحوا في قفص أكثر قوةً وأحكامًا.

حين كانوا يعيشون في العالم العادي قبل هذه الأحداث، كانوا يشعرون بالملل ويريدون الإثارة والاستمتاع، فيلجأون إلى المواقع السوداء والعميقة، حيث كانوا يقتلون البشر – لكن ليس كثيرًا – ومع ذلك، لم يتمكن كثيرون منهم من فعل ذلك بسبب القوانين.

الآن، بعد ظهور "حكا" والقوة والوحوش والعوالم الأخرى، ظنوا أن العالم سيقع في الفوضى، وأنهم سيحصلون على ما يريدون من قتلٍ وحكم الضعفاء أو حتى التخلص منهم باعتبارهم بلا قيمة.

لكن العكس حدث؛ أصبح العالم محكومًا من خلال "المنظمات الخمس"، وعمّ الاستقرار.

أربع منظمات علنية، ومنظمة خامسة تدير السوق الأسود بأكمله. هذا أظهر ذكاء وقوة رئيس منظمة الاستخبارات.

ورغم وجود سوق أسود، فإن من يتجاوز الحدود ويفعل شرًا مبالغًا فيه يُقضى عليه بهدوء تام من قِبل منظمة الاستخبارات. بل وانها جعلت هذا شرير ينضم لها ولكن في حقيقه قتلته بدون رحمه وتُظهر هذه المنظمة أنها "شريرة" أكثر، لكسب ثقة الأشرار والمنحرفين، حتى لا يشك أحد بها.

ومع ذلك، كان كره الناس المنحرفين و الأشرار موجّهًا أكثر نحو منظمة العدل. لكن لم يستطع أي شرير أن يفعل شيئًا ضدها.

وفي هذا اليوم تحديدًا، استيقظ المواطنون في جميع أنحاء العالم على خبر جديد وغريب لم يحدث منذ سنوات:

عمليات إرهابية يقوم بها مجرمون من كل أنحاء العالم. فوضى عامة، وتحذيرات للمواطنين بعدم الخروج من منازلهم.

شعر الجميع بالقلق والغرابة في كل الدول، ولم يعرفوا ماذا يحصل.

لم تمر لحظات حتى انتشرت الأخبار والصحف والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تُدين المنظمات الأربع على "إهمالها"، وتطالب بتغييرها وتُظهر صورها.

أصبح هناك جدال وأخبار كثيرة في كل مكان.

في تلك اللحظة شعر المواطنون بالغرابة: كيف لهجوم لم يمر عليه ربع ساعة تقريبًا أن يُقابَل بهذا الكم الهائل من الأخبار والتشويهات للمنظمات؟

بدأ الجميع يعتقد أن هناك معركة تدور على مواقع التواصل الاجتماعي لتضليلهم، فشعروا بالخوف: هل يصدقون ذلك أم لا؟ هل يذهبون لأعمالهم أم يبقون في بيوتهم؟

نظروا إلى عائلاتهم وتذكروا ما حصل قبل سبع سنوات والفوضى. أصبح الجميع خائفًا من أن هذا السلام لن يدوم. صلّوا وتمنّوا ألا يحدث شيء.

لم تمر عشر دقائق حتى تم نشر خبر على جميع المنصات والقنوات الموثوقة:

تم استقرار الوضع، وتم القبض على جميع المجرمين الذين يقومون بأعمال الشغب.

عدد الإصابات والوفيات: صفر.

ظهر في الأخبار أن منظمة العدل ألقت القبض عليهم بسرعة حتى قبل أن يستوعب المجرمون ما يحدث، ظانّين أن خطتهم نجحت، لكن المنظمة كانت أسرع وأقوى منهم وسيطرت على الوضع.

ثم نُشر أن شبكة سرية تهدف إلى تشويه صورة المنظمات وإثارة الرعب بين المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي قد تم القبض عليها ويجري التحقيق معها.

أصبح المواطنون سعداء بهذه الأخبار، ومنهم من شكك في البداية، لكنهم عندما رأوا الفيديوهات المباشرة التي تُظهر المجرمين وهم مقبوض عليهم، شعروا بالهدوء والراحة، وكأن تلك اللحظات كانت رعبًا بالنسبة لهم.

ثم ظهر إعلان بأن أشهر مذيعة في العالم وأشهر قناة موثوقة ستبث نشرة عاجلة تلخص ما حصل خلال عشر دقائق أخرى.

جلس جميع المواطنين أمام التلفاز: صغير أو كبير، رئيس أو عامل، حتى الفقير… الجميع يشاهد البث.

ظهرت شهرة هذه المذيعة وأهميتها في العالم بسبب تأثيرها المذهل على المواطنين العالم.

انتهت العشر دقائق، وظهرت المذيعة الجميلة بعيون قوية جعلت الجميع ينصت إليها، ليس فقط لجمالها بل لقوة نظراتها الجادة.

قالت المذيعة وهي تنظر إلى الكاميرا بكل هدوء، وكأن شيئًا خطيرًا لم يحصل، بصوت قوي جعل الجميع يشعر بالخطر من كلماتها:

"أهلًا بجميع المواطنين الذين يشاهدون في جميع أنحاء هذا العالم.

أتمنى أن تقدروا هذا، أنكم تستطيعون مشاهدتي مجددًا.

لقد استيقظنا جميعًا على أخبار تقول إن هناك مجرمين في كل أنحاء العالم يقومون بعملية كبيرة هدفها القضاء على المجتمع والسلام القائم."

ثم سخرت وقالت:

"جميعنا نظرنا إلى عائلاتنا وأملنا أن يتم حل الأمر سريعًا.

وليس هذا فقط، بل اتضح أن هناك شبكة سرية على مواقع التواصل الاجتماعي جعلت المواطنين في حالة رعب."

حزن المواطنون وشعروا بالعاطفة لأن هذا ما حصل بالفعل.

ثم نظرت إليهم وقالت بصوت هادئ أظهر براعتها في الحديث وجعل الجميع ينتبه أكثر:

"وكل هذا لماذا؟ لأن هناك أشخاصًا لا يستحقون أن يكونوا بشرًا؛ مجرد منحرفين هدفهم القتل وجعل العالم غابة يفعلون فيها ما يشاؤون.

كل هذا بسبب الضوء الذهبي والنسر الغريب الذي ظهر في السماء وجعل الجميع يشعر بالقوة، وأن استخدام 'حكا' أصبح أسهل.

ظنوا أنهم أقوياء وأن هذه فرصتهم لشن هجوم مفاجئ.

يُظهرون أنفسهم كأبطال، وأن ما يفعلونه شيء عظيم، وكل هذا بسبب الأفلام والمسلسلات القديمة التي كانت تصوّر هذه الأشياء على أنها رائعة، وأن المنحرفين مرضى نفسيون يجب تفهمهم ومساعدتهم."

ثم ضحكت وقالت:

"إذن، هل كانوا يريدون أن أعطي ابني لهم ليعذبوه لأنهم مرضى نفسيون؟

هل يريدون أن نضحي بقليل من الأطفال أو الرجال أو النساء لهم لأنهم مرضى ونتعاطف معهم ونقول هذا شفاء لهم؟

هؤلاء آفات وحشرات المجتمع الذين اتخذوا المرض حجة ليفعلوا ما يشاؤون ويهددوا سلام مليارات البشر لأنهم يريدون العيش في عالم رواية.

أين حق مليارات البشر؟ أليس لديهم حقوق؟ أمٌّ فقدت طفلتها أو أبٌ قُتلت ابنته بأبشع الطرق؟

ثم نصنع لهم أفلامًا تصورهم أبطالًا لأن العالم قاسٍ ويجب أن يفعلوا ذلك ليعيشوا فيه وان ليس لديهم خيار؟"

سكتت قليلًا، واصبح الصمت نغمة رعب وطلب مساعدة، ثم تابعت بهدوء والحزن يملأ عينيها:

"أعلم أن الجميع يقرأ ويستمتع بوقته، لكن يجب أن تفهموا أن عقولكم تُبرمج من هؤلاء المنحرفين ليجعلوكم مثلهم.

نحن في منافسة مع الجميع ونحقق أحلامنا، لذلك شاهدوا ما يبرمج عقولكم ليساعدكم على تحقيق أحلامكم.

لقد شهدنا اليوم لحظات كان يمكن أن يسود فيها العالم الفوضى ليصبح بالنسبة لهؤلاء المنحرفين مكان إثارة، وبالنسبة لنا نحن العاديين جحيمًا وانعدام ثقة في أحد وفعل أي شيء لحماية عائلاتنا."

ثم عادت إلى هدوئها، ونظرتها القوية مجددًا:

"أيها الناس، إذا شعرت أنك منحرف أو تعيش مع شخص يتمنى رؤيتك تتأذى فاحمِ نفسك، فأنت من تظلم نفسك. في النهاية سنموت جميعًا، واعلم أنك ستعاقب أشد عقاب بعد الموت.

احموا أنفسكم وأطفالكم، فقد أصبحنا جميعًا مواطنين لهذا الكوكب وليس لأي دولة، وأصبح كوكب الأرض كله متحدًا لحماية نفسه من الأعداء الخارجيين.

حفظ الله شعب الأرض والبشر، وأخرج منا من يريد موتنا جميعًا.

وأتمنى أن نلقاكم في المرة القادمة مع الخبر الذي طال انتظاره: الإعلان عن المنظمة الخامسة، منظمة الطب والأبحاث.

وشكرًا."

انتهى البث سريعًا، لكن كان صدمة على جميع المواطنين. نظروا حولهم وفهموا أن هؤلاء المجرمين بشر مثلهم، وبالتالي سيظهر مجرمون آخرون أو حتى يتحول بعضهم بأنفسهم إلى مجرمين.

فهموا أن أهم شيء هو تعلم كيفية الوقاية والحفاظ على مبادئهم.

أصبح العالم صامتًا وكأنه يستيقظ من غفلة.

وفي مصر، يظهر اجتماع عاجل يضم أقوى الأشخاص نفوذًا وقوةً في العالم.

ظهر الوزير حسين وقال:

"كما تنبأت البردية القديمة، كل شيء حصل، وقد سيطرنا على الوضع."

المحطة التالية: الاجتماع.

----

بالطبع، إذا أعجبك الفصل، فأخبرني برأيك. ما الذي أعجبك أكثر، وما رأيك بما سيحدث الآن؟

2025/09/29 · 3 مشاهدة · 1145 كلمة
نادي الروايات - 2025