7 - الفصل السابع: الجزء الثاني - نقاط حاسمه وبداية جديدة

مع عودة مصطفى، الرئيس التنفيذي المصري، وممثلي الدول العربية، كان جميع الحاضرين في القاعة يترقبون بترقب. كان الجميع يعلم أن اللحظة القادمة ستكون حاسمة.

جلس مصطفى في مكانه، ثم نظر إلى الجميع بجدية وقال:

"الآن وقد أدركت كل دولة دورها، سأوضحه سريعًا".

ثم تابع: "ستتولى الصين بناء المحطات والمسلات، بمحاذاة طريق الحرير، الذي سيمتد أولًا عبر القارات القديمة..."

ولكن قبل أن يُكمل، قاطعه زاك بغضب:

"ماذا تقصد بذلك؟! كيف سيتم ربط الأمريكتين؟ هل تنوي أن تبني الصين محطات داخل أمريكا؟! هل تمزح معي؟!"

نظر إليه مصطفى بهدوء، وكأنه لا يفهم سبب غضبه، ثم قال:

"ليس هذا فحسب، سيد زاك".

ثم تابع بنبرة أكثر جدية:

"بالتعاون مع خبراء مصريين وصينيين، توصلنا إلى أن أفضل طريقة لنقل الطاقة هي من خلال تقنية نيكولا تيسلا، التي تسمح بوجود الكهرباء في الهواء. ولأنكم بعيدون جدًا، ولا يمكننا بناء محطات في البحار والمحيطات بسبب الطقس والرياح، وجدنا أن الحل الأمثل هو توجيه الطاقة عبر محطات في روسيا، لأنها الأقرب إلى أمريكا. ومن هناك، ستُنقل الطاقة إليكم."

صمت زاك للحظة قبل أن يدرك نية مصطفى الحقيقية. لم يكن الهدف مجرد تزويد أمريكا بالطاقة، بل جعلها تعتمد على روسيا في إمدادها بالطاقة. بمعنى آخر، إذا قررت روسيا قطع الإمداد في أي لحظة، فستواجه أمريكا أزمة كارثية.

"هل هذا فخ؟! هل يعلم المصريون أننا كنا وراء محاولات تشويه سمعتهم في الماضي؟ هل هذا انتقام؟! هل يريدون إسقاط هيمنة أمريكا؟!"

بدأت الشكوك تتسلل إلى ذهنه، لكنه أدرك بعد ذلك شيئًا آخر...

"لماذا كرر مصطفى هذه النقطة مجددًا؟ هل يريدنا أن نعيد التفاوض؟ إنهم يريدون دفع الجميع إلى الصراع بينما تحقق مصر أهدافها بهدوء!"

نظر إلى مصطفى، الذي بدا مسيطرًا تمامًا على الاجتماع. عندما قرأ ملفه سابقًا، لم يجد أي شيء مميز، لكنه أدرك الآن أن هذا الرجل كان يوجه مسار الاجتماع منذ البداية. كان هذا الأمر مرعبًا في حد ذاته.

غضب زاك، لكنه لم يستطع التراجع الآن. أدرك أن مصطفى قد وضعهم في مأزق حرج.

في تلك اللحظة، فهم ممثلو الصين وروسيا نوايا مصطفى، لكنهم التزموا الصمت، مدركين أن شريكهم المصري ليس رجلًا عاديًا.

ثم تحدث مصطفى، ناظرًا إليهم بثقة:

"بدلًا من إضاعة الوقت،دعونا ننتقل إلى الأمور المهمة.

ساد الصمت المكان للحظة، مما أتاح للجميع فرصةً لاستيعاب الموقف.

"الآن، سنناقش تكلفة المشروع، ولوائح الشركة، وتوزيع الأرباح، وتوزيع الملكية."

ثم تابع بابتسامة خفيفة، ملاحظًا كيف كشفت تعابير الممثلين عن دوافعهم الحقيقية وجشعهم الدفين.

**"تُقدر التكلفة الأولية للمشروع بـ 300 مليار دولار، موزعة على النحو التالي:

القبة الذهبية: 75 مليار دولار.

الصين: 100 مليار دولار لبناء المحطات والمسلات، مع احتمال مناقشة تمويل إضافي.

أمريكا والاتحاد الأوروبي: 100 مليار دولار. أما

الـ 25 مليار دولار المتبقية فستُخصص للرواتب والعمال والخطط التشغيلية.

أما الدول الممولة، فستغطي الدول العربية والصين وأوروبا وأمريكا تكاليفها، لكن الدول العربية ستتحمل نصيبًا أكبر. أليس كذلك يا سيد سعيد؟"**

أومأ سعيد برأسه وقال بنبرة ودية:

"لا تقلق يا مصطفى، سنمضي قدمًا في الخطة."

ثم تابع مصطفى:

"ستكون لوائح الشركة واضحة وصارمة لمنع استغلال المشروع أو التلاعب به. أما الأرباح، فستصل في السنة الأولى وحدها إلى 1.5 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تزيد في السنوات القادمة".

عند سماع هذا الرقم، شعر جميع الأطراف بحماس غير مسبوق. لم يعد أحد يهتم بالسياسة أو الأجندات الخفية، بل أصبح الجميع يركز على الأرباح الهائلة التي ستجنيها بلدانهم.

ثم شرح مصطفى توزيع الأرباح حسب ملكية الشركة:

مصر: 60%،

العرب: 10%،

الصين وروسيا: 10%

، أمريكا: 5%،

الاتحاد الأوروبي: 7%،

أما الـ 8% المتبقية فستذهب إلى العلماء والباحثين.

ابتسم مصطفى بانتصار عندما رأى أن الجميع فهم الآن سبب كشفه عن خطته لأمريكا مسبقًا. عند هذه النقطة، لم يعد بإمكان أحد الاعتراض، واضطرت جميع الأطراف إلى قبول الشروط.

بعد لحظات من النقاش والمحادثات الخاصة، تم الانتهاء من الاتفاق. والآن، بدأ المشروع رسميًا.

---

بعد عامين

، وقف هرم ضخم شامخًا تحت الشمس، وقبته الذهبية تعكس ضوءه كمنارة. كان المشهد مزيجًا من التكنولوجيا المتقدمة والعمارة المصرية القديمة، وكأن شيئًا من عالم الخيال العلمي قد تجسّد.

في الأسفل، كانت الفرق العلمية والهندسية تعمل بلا كلل، متجاوزةً كل العقبات التي واجهتها على مدار العامين الماضيين. وكانت وسائل الإعلام العالمية حاضرة، تنتظر اللحظة الحاسمة - التفعيل الذي طال انتظاره للمشروع.

وقف مصطفى إلى جانب ممثلي العالم، وبجانبه يعقوب وسومة، يراقبان بصمت. بدا سوما منهكًا، لكنه اعتاد على ذلك، بينما كان ديفيد متحمسًا، مبتسمًا وهو يتحدث إلى صديقه وأخيه، مشيرًا بفخر إلى الهرم.

سأل صحفي مصطفى بلهفة:

"سيد مصطفى، ما هو شعورك وأنت على وشك تفعيل أعظم مشروع عالمي في العصر الحديث؟"

ابتسم مصطفى وقال:

"جميعنا سعداء. كل عامل في هذا المشروع فخور بما أنجزناه. هذا ليس إنجازًا لمصر فحسب، بل للعالم أجمع. كما نشكر أجدادنا على هذا الاكتشاف العظيم."

وبينما استمر الحديث، ووثقت الكاميرات كل لحظة، حدث أمر غير متوقع...

في مكان ما، لم يسمع أحد الصوت. لم يكن صوت رجل أو امرأة، بل صوت عميق، كما لو كان يستيقظ لأول مرة بعد سبات طويل.

"يا إلهي... هل حان الوقت بهذه السرعة؟"

"لا شيء يفوق مرور الأيام حقًا."

كان صوته مرحًا، لكنه حمل شيئًا غريبًا.

في تلك اللحظة، ورغم أن أحدًا لم يسمع الصوت، شعر يعقوب وسوما وداود بقلق لا يمكن تفسيره. لم يكن صوتًا مسموعًا، بل حضورًا رن في أذهانهم، فأرسل قشعريرة تسري في أرجاء أجسادهم.

ثم تابع الصوت بنبرة هادئة ومسلية:

"ستصبح الأمور مثيرة للاهتمام من الآن فصاعدًا..."

وقف مصطفى أمام مركز التحكم، والجميع ينتظر الأمر النهائي. أخذ نفسًا عميقًا وقال بوضوح:

"ابدأ".

لكن في تلك اللحظة، تردد صدى هذا الصوت مرة أخرى، متناغمًا تمامًا مع كلماته:

"ابدأ..."

ثم...

هزت رجفة خفيفة الأرض تحتهم، وبدأ قلب الهرم يتوهج بطاقة هائلة، كما لو كان يتوق إلى الانطلاق...

توهجت الأضواء، وارتجفت السماء، كما لو كانت تستعد لحدث لم يشهده العالم من قبل.

ثم، فجأة، اندفعت طاقة من القبة الذهبية، مندفعة نحو السماء، كما لو كانت تحاول اختراق حدود هذا العالم. لم تتبع المسار المخطط لها نحو المسلات أو المحطات؛ بل اتجهت نحو الأعلى - نحو الفضاء نفسه.

وقف الجميع هناك - علماء وسياسيون وحتى صحفيون - في رهبة. كانت لحظة آسرة... لكنها حملت في طياتها خوفًا كامنًا.

ثم، وبشكل غير متوقع، اصطدمت الطاقة بحاجز غير مرئي، كما لو أن شيئًا ما يمنعها من الهرب.

المحطة التالية: ظهور قوة جديدة... منظمات سرية... وبداية اضطرابات سياسية.

-----

إذا أعجبكم الفصل، لا تنسوا ترك تعليق، حتى لو كان بسيطًا، فهو يُحفّزني حقًا.

ما رأيكم بشخصية مصطفى؟ وماذا تتوقعون أن يحدث في الفصل القادم؟ سأنتظر آراءكم!

2025/04/16 · 17 مشاهدة · 1002 كلمة
نادي الروايات - 2025