8 - الفصل الثامن: ظهور طاقة غامضة والمنظمات الخفية

مع اصطدام الطاقة المنبعثة من الهرم بحاجز غير مرئي، ظهر درع شفاف يغطي الكرة الأرضية بالكامل. لم تستطع الطاقة اختراقه، لكنها انتشرت وفق زوايا الهرم الأربع، متسارعةً عبر العالم بسرعة تفوق سرعة الصوت، متوهجة كوميض خاطف أضاء السماء في لحظة واحدة.

كل من كان ينظر إلى السماء، سواء كان يتابع الأخبار أو لا، رأى هذه الطاقة الغامضة التي بدت وكأنها تبتلع العالم. حاول البعض الفرار، لكن بلا جدوى. وفي غضون نصف ساعة فقط، غمرت الطاقة الأرض بالكامل، وأصبح الحاجز المحيط بالكوكب مرئيًا بوضوح.

تغير العالم والخوف من المجهول

بمجرد أن استقرت الطاقة واندمجت مع الأرض، تغيّر كل شيء. بدا العالم وكأنه بُعث من جديد، مشهد يفوق الخيال وكأن الجميع دخلوا إلى واقع آخر. لكن رغم هذا الجمال الغريب، لم يستطع البشر إلا أن يشعروا بالخوف؛ فالخوف من المجهول جزء من طبيعتهم.

ظهور الأراضي المخفية

الصين - أراضي المتدربين الخالدين

في قلب الجبال الصينية، حيث يختبئ الضباب الكثيف عن أعين الناس، اخترقت الطاقة هذا الحاجز الطبيعي، كاشفةً عن مدن سرية مليئة بالطوائف الخالدة. استشعر كل مزارع داخل هذه الطوائف وصول الطاقة، وتملّكتهم الفرحة؛ ظنّوا أن الكارما قد عادت، وأن الطريق إلى الخلود قد فُتح من جديد، وأن الطاقة الروحية التي ظنوا أنها اندثرت بدأت تتدفق في هذا العالم مجددًا.

أوروبا - برج السحرة

في جبال الألب، حيث يخفي الضباب برجًا شاهقًا يلامس السحاب، ظهرت مدينة سحرية محاطة بجدران غامضة لا يعلم أحد منذ متى وُجدت. في أعماق البرج، وقف السحرة يراقبون الظاهرة بترقب، شعروا بعودة المانا وامتلأوا بالأمل لاستعادة مجد السحر، لكنهم ظلوا في حيرة حول ماهية الطاقة التي تواجههم.

أمريكا الجنوبية - قبائل الشامان

في قلب الغابات، بالقرب من أهرامات المايا القديمة، كان هناك حاجز غير مرئي يحجب أراضي الشامان. عند وصول الطاقة، اخترق الحاجز بسهولة، ناشرًا أثره في كل مكان. قبائل الشامان، التي لطالما اعتمدت على التواصل مع الأرواح والوحوش المقدسة، استشعرت الطاقة بقوة؛ فظنوا أنها أعادت فتح الجسر بين العوالم، وأنهم أصبحوا قادرين على استدعاء الأرواح والآلهة وإحياء الطقوس القديمة.

الصدمة الكبرى

في إحدى الطوائف الخالدة، وقف سيد الطائفة ينظر إلى تلاميذه بحماس، كأن عصر الخلود الحقيقي قد بدأ أخيرًا.

قال بصوتٍ ملئ بالحماس:

"لقد عادت الطاقة الروحية! من اليوم، سنبحث عن الخلود الحقيقي، وسنصل إلى مستويات لم يصل إليها أحد منذ آلاف السنين! سننتصر على الطوائف الأخرى، ونقضي على الطوائف الشيطانية، وسندخل عصر الأبطال!"

هتف التلاميذ بحماس، وبدأوا بالتأمل لامتصاص الطاقة الجديدة. لكن فجأة، علت صرخات الألم؛ صرخ أحد التلاميذ وسقط على الأرض، وتبعه آخرون. الألم انتشر بينهم وكأن الطاقة تحرق أجسادهم من الداخل. حتى سيد الطائفة، رغم قوته، شعر بألم شديد؛ لكنه قاوم وأمر الجميع بالتوقف فورًا.

صرخ:

"هذه ليست طاقة روحية! إنها... طاقة سامة! لا أحد يمتصها!"

توقفت جميع الطوائف عن الامتصاص أيضا، ونُقل التلاميذ المصابون بسرعة إلى المستشفى الداخلي للطائفة، بينما انتشرت الأخبار كالنار في الهشيم.

اجتماع القوى العظمى

لم تقتصر الظاهرة على طائفة واحدة وطوائف الأخري الخالده،و ففي البرج السحري أيضًا أمر سيد البرج تلاميذه بامتصاص الطاقة، لكنهم سقطوا من الألم، فاكتشفوا حينها أنها ليست مانا على الإطلاق.

أمر بصوت صارم:

"أوقفوا الامتصاص فورًا! هذه طاقة مختلفة تمامًا… علينا فهمها أولًا."

بسبب هذه الأحداث، اجتمعت جميع القوى الكبرى – من السحرة إلى الشامان، وصولًا إلى الطوائف الخالدة – في اجتماعتهم الخاصه، وهو من أكبر الاجتماعات التي شهدها التاريخ. كان الاجتماع الذي يخص متدربين الخالدين يُعقد داخل قاعة ضخمة ذات طراز صيني قديم، مزخرفة بنقوش مذهلة.

جلس أسياد الطوائف في مواجهة بعضهم البعض، وأسياد الأبراج التجارية والطوائف الشيطانية، جميعهم حضروا لهذا اللقاء المصيري.

قال سيد الطائفة الذهبية بصوتٍ قوي:

"ما الذي يحدث هنا؟! هل هذه طاقة روحية كما نظن؟ أم أننا أمام شيء آخر؟! أريد إجابات، ولا أريد أكاذيب!"

أطلق طاقته، رغم أن قوته لم تعد كما في العصور القديمة، لكنه كان أقوى شخص ظهر في آخر مئة عام، حتى أنه لم يكن هناك متدرب وصل إلى مرحلة "بناء الأساس" منذ 500 عام!

رد سيد الطائفة الشيطانية السماوية بابتسامة ساخرة:

"أراك غاضبًا... لكن الغضب لن يحل المشكلة."

كاد النزاع يشتعل، لكن شيخًا حكيمًا قطع الجدال بصوته الهادئ وقال:

"لقد قرأت جميع السجلات القديمة، ولم أجد أي ذكر لهذه الظاهرة. يبدو أن تاريخنا نفسه... مليء بالأخطاء وقد يكون مزيفًا."

ساد الصمت، ثم أمر الجميع بالتحقيق في السجلات القديمة. وبعد ساعة، ظهرت الصدمة على وجوه الجميع؛ ما قاله الشيخ كان صحيحًا.

قرار غير مسبوق

قال أحد أسياد الأبراج التجارية:

"ما رأيكم أن نسأل السحرة؟ ربما لديهم إجابة."

ظهرت علامات الاستياء على بعض الوجوه، إذ أن المزارعين الخالدين لم يكن لديهم احترام للسحرة. لكن مع تدني الخيارات، وافق الجميع على مضض.

تم إرسال رسالة إلى زعيم السحرة، ولم يطول الانتظار حتى جاء الرد:

"كنا بالفعل في اجتماع مع أسياد المدن السحرية الأخرى، وكنا على وشك الاتصال بكم. هذه الطاقة ليست مانا، ولهذا تواصلنا مع قبائل الشامان أيضًا."

وبالفعل، ظهر أمامهم زعماء السحرة والشامان في لقاء نادر جمع جميع الفئات القوية.

بعد مناقشات طويلة، توصلوا إلى أمر مشترك: لا أحد يعرف طبيعة هذه الطاقة، ولا توجد سجلات عنها.

حينها، قال أحد السحرة بحذر:

"ماذا لو كان السبب... البشر العاديون؟ ربما علينا النزول إلى عالمهم لمعرفة الحقيقة."

عندما سمع الحاضرون ذلك، امتلأت القاعة بالغضب؛ إذ نظر معظمهم بازدراء عند ذكر البشر، معتبرين إياهم كائنات ضعيفة لا تستحق اهتمامهم.

لكن الحقيقة أنه لم يكن لديهم أي إجابات، ومع تطور التكنولوجيا لديهم الآن ويستطيعوا تصورهم تُظهر مشاكل اختطلاتهم بالبشرية، لم ينزلوا إلى عالم البشر منذ قرون، ولكن الآن قرروا التغيير.

فقالوا:

"سننزل إلى عالم البشر."

وهكذا، في اليوم التالي، تفاجأ زعماء العالم بظهور شخصيات غامضة في الصين، أوروبا، وأمريكا، قادمين من أماكن خفية، حاملين معهم أسئلة قد تقلب مصير العالم بأسره.

المحطة التالية: الفهم، الضغط، والظهور العلني…

2025/04/17 · 11 مشاهدة · 886 كلمة
نادي الروايات - 2025