بعد انتشار هذه الطاقة، ظهر حاجز مرئي أمام أعين البشر، حاجزٌ لم يكن موجودًا من قبل

تحولت الأرض إلى لوحة فنية، وكأن شيئًا مفقودًا قد عاد. أصبحت الطبيعة أكثر إشراقًا، والسماء أنقى مما كانت عليه، لكن هذا الجمال لم يكن مطمئنًا تمامًا. فالحاجز الذي بدا وكأنه يحمي البشر، كان في الوقت نفسه يحبسهم.

التساؤلات لم تتوقف. وسائل الإعلام لم تهدأ، والبشر لم يعرفوا كيف يتفاعلون مع هذا التغيير.

"ماذا يحدث؟!"

كان الخوف يسيطر على الجميع، لكن بين هذا الذعر، ظهر نوع مختلف من البشر—أولئك الذين قرأوا الروايات الخيالية وأفلام نهاية العالم.

"هذه بداية النهاية!"

"السحر قد عاد!"

"الوحوش ستظهر قريبًا!"

بعضهم كان متحمسًا، والبعض الآخر كان مرعوبًا.

أما الحكومات، فقد كانت في حالة استنفار. اجتماعات طارئة عُقدت في كل دولة، وبدأت الأسئلة تتوالى:

هل هذا حقًا سحر؟

أم أنه مشروع فاشل خرج عن السيطرة؟

أم أن هناك من يتحكم في كل هذا؟

لكن لم يكن أحد مستعدًا لما سيحدث بعد ذلك...

الصدمة

في الصين، داخل مكتب الرئيس، حدث أمرٌ لم يكن في الحسبان.

أربعة أشخاص ظهروا فجأة وسط الغرفة بطريقة لا يمكن تفسيرها. ملابسهم لم تكن من هذا العصر، بل كانت أقرب إلى ملابس الطوائف القديمة، تحمل رموزًا غامضة:

"الطائفة الذهبية الخالدة"

"طائفة الشيطان السماوي"

"برج تجارة النهر الأزرق"

بمجرد أن رآهم الرئيس، فهم الأمر فورًا. بنبرة حذرة، سأل:

"أنتم... المتدربون الخالدون؟"

أحدهم، شاب ذو نظرة متعالية، ابتسم بسخرية وقال:

"أخيرًا، شخص يمتلك بعض الذكاء. أجل، نحن المتدربون الخالدون، أيها البشري."

لم تعجبه نبرة حديثهم، لكنه لم يهتم. على العكس، شعر بالحماس.

إذن، الخلود ليس مجرد أسطورة...

تخيل لوهلة كيف يمكن أن يجعل الصين تهيمن على العالم إن تمكن من كشف أسرار هؤلاء الخالدين.

لكن الأربعة نظروا إلى بعضهم البعض، وكأنهم قرأوا أفكاره. لم يكن لديهم أي اهتمام بطموحاته.

أحدهم تحدث بصوت جاد:

"ما هذه الطاقة؟ نريد تفسيرًا."

تجمد الرئيس للحظة. نظر إليهم بارتباك، ثم قال بحذر:

"أنتم أيضًا... لا تعرفون ما هذه الطاقة؟"

لم يكن خوفه منهم، بل مما تعنيه كلماتهم.

المتدربون الأربعة تبادلوا النظرات. فتاة جميلة المظهر، أشبه بجنية من الأساطير، همست لزميلها في الطائفة الذهبية:

"هل من الممكن أن نكون مخطئين؟ ربما لا علاقة للبشر بهذا الأمر."

لكن تلميذ الطائفة الشيطانية لم يكن مقتنعًا. بنبرة غاضبة قال:

"أتينا إلى هنا دون معرفة ما يحدث؟! هل تدركون العواقب إذا عدنا دون إجابات؟!" ثم نظر إلى الرئيس الصيني وكأنه يريد تحميله المسؤولية.

أما المتدرب من "برج تجارة النهر الأزرق"، فتحدث بابتسامة لطيفة، لكن عينيه كانتا تحملان شيئًا آخر:

"سيادة الرئيس، نرجو منك أن تخبرنا بكل ما تعرفه عن هذه الطاقة."

أدرك الرئيس أنه لن يستطيع التهرب، لكنه أيضًا لم يكن خائفًا.

لدينا التكنولوجيا، ولدينا الأسلحة الحديثة... لكن هل يمكنها التأثير عليهم؟

قرر أن الأفضل حاليًا هو التفاوض، فأمر بإحضار كل المعلومات والفيديوهات حول هذه الطاقة.

ليس في الصين فقط

لم يكن هذا المشهد محصورًا في الصين.

في أوروبا، ظهر السحرة القدماء.

في الولايات المتحدة، ظهر الشامان.

لكن المفاجأة الكبرى كانت واحدة في كل مكان:

حتى هؤلاء الذين يُفترض أنهم يفهمون السحر... لم يكن لديهم أي فكرة عما يجري!

وهكذا، بعد الكثير من النقاشات، قرر الجميع نفس الشيء:

يجب إرسال هذه المعلومات إلى "أسيادهم"، فهم وحدهم قد يملكون الإجابات.

أما رؤساء الدول، فكان لديهم اجتماع آخر لمناقشة ما يحدث.

اجتماع القوى السحرية

اجتمع زعماء الطوائف السحرية، السحرة، والشامان، في قاعة ضخمة تحت حماية تعاويذ قديمة.

على رأس الطاولة، وقف سيد الطائفة الذهبية، رجل ذو هالة قوية، وتحدث بصوت حاد:

"هل يعقل أنه لا يوجد شخص واحد في هذا العالم يفهم هذه الطاقة؟!"

الصمت كان الجواب الوحيد.

تحدث سيد قبيلة الشامان بنبرة عميقة:

"هل يستطيع أحد التواصل مع كهنة مصر؟"

نظرات المتدربين الخالدين كانت مليئة بالارتباك. لم يعرفوا شيئًا عن هذا الموضوع.

لكن أحدهم، سيد "برج السحر"، قال بصوت منخفض يحمل شيئًا من الخوف:

"لا... الكهنة المصريون اختفوا منذ آلاف السنين."

صمت الجميع.

لكن سيد الطائفة الشيطانية ابتسم بسخرية:

"أوه... أظن أن أحدكم يعرف شيئًا لكنه لا يريد الحديث."

توجهت الأنظار نحو سيد "برج السحر"، الذي بدا وكأنه يحمل سراً لا يريد الإفصاح عنه.

"هل لديك ما تخبرنا به؟" سأله سيد الطائفة الذهبية.

ظل الرجل صامتًا للحظات، ثم تنهد وقال:

"لا ترفعوا آمالكم... أنا لا أعرف كل شيء، لكن..."

توقف للحظة، ثم نظر إليهم جميعًا:

"إنها قصة طويلة..."

المحطة التالية: قصة قديمة... هل سنفهم أخيرًا؟ أم أن الأسئلة ستزداد؟

2025/04/27 · 16 مشاهدة · 678 كلمة
نادي الروايات - 2025