"بوم!"

"بوم! بوم!!!"

بمجرد ظهور ظل عملاق، وقع انفجار مدمر، واندفعت موجة قوية نحو أستا ورفاقه مباشرة!

"بوم!"

تفرق القرويون العزل في الساحة، مثل النمل، بفعل الضربة القوية، وتطايروا مبتعدين.

حتى ماجنا، نويل، وأستا من فرسان السحر تأثروا بشكل مباشر، وطاروا على الفور إلى الخلف!

"آه!"

"آه!"

"آه!"

وبسبب الانفجار، اختفى حاجز الضباب الذي أقامه سيث ورفاقه حول قرية لحظة وقوع الانفجار.

كانت السماء الصافية والشمس الدافئة تشرق أيضًا على قرية سووكسي!

لا أحد يعرف كم من الوقت مر قبل أن ينهض الثلاثة ببطء من الأرض، ويبدؤون بمسح الغبار عن أجسادهم.

لكن القرويين الضعفاء والعزل لم يكونوا محظوظين إلى هذا الحد.

على الرغم من عدم وقوع قتلى، إلا أن معظم الأشخاص أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة هذه العواقب، خاصة أولئك القرويين الأقرب إلى نقطة الانفجار!

وبعد فترة، قامت نويل بإزالة الغبار عن جسدها، ونظرت بقلق إلى نقطة الانفجار خلفها.

عندما انعكس المشهد أمامها في ذهنها، تجمدت في مكانها.

أستا وماجنا، اللذان كانا بجانبها، لاحظا تعبيرها الغريب، فنظرا أيضًا إلى الخلف بشك.

في اللحظة التالية، ارتجفت أجسادهما بشكل لا يمكن السيطرة عليه في نفس الوقت. ثم قالا في انسجام: "صحيح... صحيح، هذا خطأ..."

كان فالين يقف على عمود حجري وسط حفرة، لم يتأثر بالانفجار، ولكن كان واضحًا أنه شارد الذهن.

قرية سووكسي الضخمة، تم تدمير نصفها تقريبًا.

استفاق فالين من شروده ونظر نحو ماجنا، وأستا، ونويل، لكن في تلك اللحظة تراجع كل من أستا، ونويل، وماجنا خطوة للخلف بسبب هالة فالين السحرية. حتى أستا، الذي لا يمتلك ذرة قوة سحرية، شعر بقوة فالين المرعبة وإحساس الخطر المنبعث منه.

لاحظ فالين ذلك، وشعر بإحساس غريب لأول مرة، وكأنه لا ينتمي إلى هذا العالم أو أنه ليس جزءًا منه. أصدقاؤه تراجعوا للخلف… من ماذا؟ من قوته أم خوفًا منه؟ دعونا لا نتحدث عن نويل، فهي ليست قريبة منه، وحتى ماجنا، علاقتهما ليست قوية، لكن أستا… كان منذ قدومه إلى هذا العالم أول شخص تواصل معه وتدرب معه، وأصبح أول صديق له في هذا العالم.

بينما كان فالين يفكر، وقف القرويون ببطء رغم إصاباتهم، ولم يمت أحد منهم، بل اقترب الجميع من فالين الذي ما زال يقف في منتصف الحفرة على عمود حجري، وبدأوا يصرخون:

"لقد أنقذنا!"

"يحيى البطل!"

"أنقذنا طفلٌ، ربما يكون من عائلة ملكية أو نبيلة."

قفز فالين واقترب من القرويين، لكن على عكس توقعاته، لم يتراجع أحد خوفًا من قوته، بل أحاطوا به وصرخوا احتفالًا لإنقاذه لهم.

"يحيى البطل!"

"تحيا العائلة الملكية!"

"يحيى الحاكم!"

"يحيى رسول الحاكم!"

كانوا يظنون أن فالين يجب أن يكون نبيلًا أو من عائلة ملكية أو رسولًا للحاكم.

في تلك اللحظة، تكلم فالين بصوت قوي:

"أيها الناس، أنا لست نبيلًا، ولا من عائلة ملكية، بل أنا مثلكم، منبوذ. قد أكون أسوأ منكم. يا من تظنون أن القوة والشجاعة تُولد مع النبلاء فقط، وأن العظمة محصورة في دماء الملوك وعائلاتهم… أريدكم أن تنظروا إليّ، أنا فالين، الرجل الذي لم يولد في قصر، ولم يرتدِ التاج. لم تُربني الأسرة الملكية، ولم ترعني الملائكة. بل أنا منبوذ، جئت من القاع، من حيث لا يعرف النور سبيلًا إلى الأرواح، ولا تُسمع الآمال.

لكنني هنا الآن، أقف أمامكم. قوتي لم تأتِ من عرش ملكي، ولم تُمنح لي كدعوة أو رعاية. وُلدت من النار، من الألم، من كل خيبة وسقوط. كل معركة خضتها، وكل ألم عشته، كان سيفًا يصقل قلبي وروحي ليصبحا من حديد لا ينكسر.

أنا هنا لأخبركم أن النبلاء الحقيقيين ليسوا أولئك الذين يُرفعون فوق رؤوس الناس، بل هم الذين يقفون رغم الألم، رغم الصعاب، رغم الوحدة. فلا تظنوا أن عظمتكم تأتي من اللقب، بل من الإيمان بأنكم أنتم صنّاع قدركم، أنتم من يشق طريقه دون انتظار رحمة أو سند.

لتكن مشاعلكم هي العزيمة، ولتكن قلوبكم دروعكم. إذا كنتم تريدون التغيير، فارفعوا رؤوسكم وانطلقوا بكل قوتكم. لتكن كلماتكم أفعالًا، وأحلامكم واقعًا. إن كانت النيران تحرقني، فسأصوغها درعًا وسلاحًا. وإن كانت الأرض لا تعرف اسمي، فسأجعلها شاهدًا على قوتي.

كونوا مثلي، لا تخافوا الانكسار، ولا تخشوا الرفض. لا تبحثوا عن الاعتراف، بل ابحثوا عن مجدكم الخاص، واجعلوه يشع منكم بلا توقف."

توقف جميع القرويين عن الصراخ عندما سمعوا خطاب فالين، ونظروا جميعهم إليه بحماس وشوق وشك.

"كيف يكون ذلك؟"

"كيف تمتلك هذه القوة السحرية ولست نبيلًا أو من عائلة ملكية؟"

ابتسم فالين قليلًا وتكلم:

"قد تعتقدون أن عائلات النبلاء والعائلة الملكية شيء عظيم، لكنني قابلت بعضهم ولم يستحقوا الاحترام إلا قليلًا منهم."

نظر الجميع إلى فالين بدهشة.

ثم واصل فالين كلامه:

"لذلك لا تهتموا بالألقاب، بل بأحلامكم. اعملوا بجد لتحقيقها. هل يمكن أن توجد عائلات نبلاء أو عائلة ملكية بدون منبوذين؟ بالطبع لا، لأنهم لا يعرفون فعل شيء! لذا ارفعوا رؤوسكم عاليًا، وسيروا بشموخ كالجبل، لا تهزكم الرياح أو العواصف. أنتم من يستحق الاحترام، فأنتم من يعمل ويسعى بجد واجتهاد. لكن هذا لا يكفي، فبقوتكم يمكنكم أن تجعلوا النبلاء والملوك يخشونكم. أنتم لستم منبوذين، بل أنتم أساس مملكة كلوفر!"

قال فالين ذلك بقوة.

"يحيى فالين!"

"يحيى فالين!"

"يحيى البطل!"

"يحيى البطل!"

وسط هتافات القرويين، وقف فالين، وظهرت أجنحة اللهب المقدسة، وارتفع في السماء وفتح كتابه السحري.

"لهب المقدس: ملائكة الشفاء!"

ظهرت خلف فالين ملائكة مقدسة برداء أبيض نقي، وشعر أصفر طويل، وأجنحة بيضاء ينبعث منها ضوء مقدس.

فتحت عينيها الذهبية، وجمعت يديها أمام وجهها وبدأت بالغناء. في تلك اللحظة، انبعث منها ضوء ذهبي مقدس بدأ في شفاء القرويين كما شفى أستا، ونويل، وماجنا.

بعد أن تم شفاء الجميع، أغلق فالين كتابه، واختفت الملائكة التي كانت خلفه. نزل إلى الأرض، حيث لم يصدق القرويون أنهم قد تم شفاؤهم بهذه السهولة. تحدث فالين ببطء وقال، "آسف على ما حدث لقريتكم."

تقدم رجل عجوز وقال، "لا بأس، مادام الناس بخير وموجودين، يمكننا دائمًا بناء القرية من جديد."

اقترب ماجنا، أستا، ونويل من القرويين ومن فالين. تكلم فالين قائلاً، "يمكنني اعتبار هذه المهمة مكتملة."

رد ماجنا، "نعم، يمكن اعتبار المهمة منتهية."

قال أستا بصوت عال، "فالين، أنت قوي. هزمت أربعة كانوا من الصعب هزيمتهم! يجب أن أعمل بجد لأتفوق عليك وعلى يونو، لأني سأصبح الإمبراطور السحري!"

أما نويل، فلم تتكلم؛ كانت تنظر بغرور وغطرسة إلى فالين. لكن فالين لم يهتم، فقد أصبح لديه فهم أعمق لدوره في هذا العالم، لأنه قد نسي هدفه الرئيسي، وهو البحث عن الحقيقة.

قرر فالين أنه بعد هذه المهمة وعودته، سيبدأ في تنفيذ خطته. ثم نظر إلى ماجنا وقال، "يمكنكم العودة، سأساعد القرويين في إعادة بناء القرية."

صرخ ماجنا، "أنا الأكبر هنا، فلا تأمرني! وأيضًا، هذه القرية التي عشت فيها، وسأساعد في بنائها."

تدخل أستا وقال، "نعم، سوف نساعد في بناء القرية!"

أما نويل، فقد بقيت صامتة، فقد كانت تريد العودة إلى المقر، لكنها لم تستطع إلا البقاء هنا. وهكذا بدأ العمل في تجديد القرية.

قام فالين بحفر بئر، بينما كان أستا وماجنا يقطعان الأخشاب ويساعدان في نقل مواد البناء. مر اليوم بالكامل حتى انتهى فالين من حفر البئر.

كانت الشمس على وشك الغروب بينما الجميع يستعد للعودة، عندما سمعوا صرخة أستا، الذي كان قادمًا وهو يلوح بيديه قائلاً، "ابتعد عني، أيها الطائر المزعج!" وكان يطارد طائرًا.

تعرف فالين على الطائر، وبسرعة خاطفة، أمسك الطائر، حيث كان يحمل حجرًا في فمه. ابتسم فالين قليلاً، خاصة عندما تفاعل كتابه، وبدأت عينه تنبض بقوة كأنها ستخرج من محجرها.

في نفس الوقت، في كهف أمام لوح حجري، كان هناك شخص يقف أمامه، ووراءه ثلاثة أشخاص ركعوا على ركبة واحدة. تحدث الشخص أمام الحجر وقال، "هل استعاد سيث حجري السحري؟"

رد أحد الثلاثة، "للأسف، تدخل أعضاء فريق الثيران الأسود."

تساءل الشخص، "فريق الثيران الأسود؟ هل هو يامي؟"

أجابه الآخر، "لا، سيدي، إنهم مجموعة جديدة بقيادة ماجنا."

استغرب الشخص وسأل، "هاه، كيف خسر إذن؟"

أجاب الثالث، "في الحقيقة، لم يخسر بل مات."

تساءل الشخص بغضب، "كيف يموت سيث على يد مجموعة من الثيران الأسود؟"

أجاب الرابع، "في الحقيقة، كان سيث على وشك الفوز، لكن تدخل عضو متغير."

تساءل الشخص بفضول، "ومن هو؟"

أجاب الآخر، "فالين."

فجأة، التفت الرجل ونظر إلى الثلاثة، وظهر بريق غريب في عينيه. "هل الحجر في يد فالين؟"

أجاب الآخر، "نعم."

ابتسم الرجل قليلاً وقال، "لا بأس، سنستعيد حجري السحري."

لم يفهم الثلاثة ما الذي يقصده، لكنهم وثقوا في قائدهم.

رايك في فصل

2024/11/03 · 226 مشاهدة · 1259 كلمة
نادي الروايات - 2024