اقترب ماجنا من فالين ونظر إلى الحجر السحري بفضول، تتسابق عيناه لمعرفة المزيد.
"ما هذا الحجر؟" سأل ماجنا بلهجة غير مألوفة، وهو يقترب بحذر.
أجاب فالين بهدوء، لكن صوته كان يحمل نبرة غامضة، "كان في منقار الطائر الذي يرافق أستا."
في تلك اللحظة، اقترب أستا ونويل، وكان الطائر قد عاد ليلتقط الحجر السحري مجددًا. نظر فالين إلى الطائر بعيون مرعبة تلمع بتهديد واضح، مما جعل الطائر يتراجع بسرعة، يرفرف في الهواء وكأنه يشعر بالخطر.
تكلمت نويل، ولأول مرة كانت تملك شيئًا لتضيفه، "أعتقد أنه حجر سحري."
تفاجأ ماجنا، بينما لم يفهم أستا. وببراءة، سأل، "معذرة، لكن ما هو الحجر السحري؟"
صرخ ماجنا في وجهه، وجهه مشوّه بالغضب، "ألا تعرف شيئًا؟ بحق السماء، ألا تعلم ما هو الحجر السحري أيضًا؟!"
كادت نويل أن يُغمى عليها من شدة الذهول بسبب غباء أستا وردة فعل ماجنا، وتخللت لحظة صمت غير مريحة.
تكلم فالين بهدوء ليشرح، وصوته يحمل ثقلًا غريبًا، "الحجر السحري هو حجر قديم خُزنت بداخله قوة سحرية هائلة منذ عصور بعيدة."
لكن بينما كان يشرح، شعر فالين فجأة بألم حاد في عينيه. لم يعد قادرًا على كبح عينيه عن امتصاص المزيد من الطاقة السحرية التي كانت تتدفق من الحجر. بدأ الكتاب في يده بالارتجاف بقوة، وكأنه يحمل إرادة خاصة. أدرك أن الأمر أصبح عاجلًا، ولا بد له من المغادرة بسرعة.
نظر إليهم نظرة حادة، وتحدث بصوت هادئ وحاسم، "لدي أمر يجب أن أفعله، سأعود لاحقًا."
قبل أن يتمكنوا من الرد، انطلق بعيدًا. ظهرت خلفه أجنحة من اللهب الفوضوي بلون رمادي غريب، ورفرفت في السماء وكأنها تحمل طاقته السحرية. طار بسرعة هائلة، تاركًا الجميع في حالة ذهول.
وقف أستا ونويل وماجنا ينظرون إلى السماء حيث اختفى فالين، لا يعرفون ماذا يفعلون. تحدث أستا بتردد، "ماذا يجب أن نفعل الآن؟"
قال ماجنا وهو يتنفس بصعوبة، "لننتظره... لم أستعد طاقتي السحرية بعد."
أومأ أستا موافقًا، بينما كانت نويل تراقب الاتجاه الذي طار إليه فالين. لكن حين انطلق كالسهام، شعرت جميع الكائنات في الغابة بهالة مرعبة، مما جعلها تهرب بسرعة، وكأن الغابة نفسها قد تجنبته.
وصل فالين إلى أعماق الغابة، حيث كانت الأشجار العملاقة تختفي في الضباب. بعد فترة، اكتشف كهفًا مظلمًا على حافة منحدر. دخل الكهف، وجلس قرفصاء، وأخرج كتابه الأسود القديم، ووضع الحجر السحري أمامه ليبدأ عملية امتصاص الطاقة السحرية.
بدأ فالين يشعر بشغف غير معقول بينما كانت عيناه تمتصان الطاقة السحرية من الحجر. الكتاب بدأ بالارتجاف في يده، متغيرًا بشكل مرعب. تحول الكتاب ذو الثلاث أوراق إلى كتاب ذي أربع أوراق، وأصبح الغلاف الأسود اللامع مغطى بنقوش سحرية ذهبية متوهجة. الورقة الرابعة كانت تتألق بوهج أحمر مخيف، وتحولت حواف الصفحات إلى هالة رمادية كالظلام، كأنها تتنفس.
في تلك اللحظة، شعر فالين بأن العائق الذي كان يمنعه من إطلاق قوته قد تحطم. كان جسده يشتعل بطاقة سحرية لا يمكن كبحها.
فجأة، انفجر عمود من الطاقة السحرية نحو السماء، محطمًا الكهف. كان العمود يشبه نارًا هائلة، وصل إلى السماء التي تحولت إلى اللون الأسود بسبب الغيوم الداكنة.
شعر فالين بقوة هائلة تجري في عروقه، وظهرت معلومات في رأسه بشكل مفاجئ. تمتم ببطء، "عيون الفوضى."
"عيون الفوضى"، هذا كان اسم عينيه الجديدتين. كان لونهما رماديًا تتخلله رموز غريبة تتلألأ في العتمة. تدفقت المهارات الجديدة في ذهنه بسرعة. فتحت المهارة الأولى.
قدرة عيون الفوضى:
الرؤية السحرية (المرحلة الأولى): تمكن عيون الفوضى فالين من رؤية تدفقات الطاقة السحرية بوضوح في محيطه. أصبحت الأشكال والأنماط أكثر وضوحًا، وأصبح بإمكانه تحديد مواقع الطاقة السحرية بكفاءة، سواء كانت كامنة أو متحركة.
رؤية بزاوية 360 درجة: يستطيع رؤية ما حوله بكل زاوية، بما في ذلك داخل الكائنات الحية ونقاط الطاقة السحرية المخفية.
فجأة، ظهرت مجموعة أشخاص على حافة الغابة، تعرف عليهم فالين؛ كانوا أستا ونويل وماجنا، الذين جذبهم طاقة سحرية هائلة. لم يدعهم فالين ينتظرون، فطار نحوهم مباشرة.
بوم! سقط فالين أمامهم، حيث انتشر غبار الانفجار.
أخرج الثلاثة كتبهم السحرية لمواجهة العدو. وعندما تلاشى الغبار، ظهر فالين أمامهم، لون عينيه رمادي تتخلله رموز غريبة.
تكلم فالين بهدوء، "ماذا تفعلون هنا؟ ألم تعودوا إلى المقر؟"
صرخ أستا بقوة، "فالين، ما كان ذلك الضوء؟ ولماذا تبدو عيناك هكذا؟ ماذا حدث؟"
شعر فالين أن رأسه سينفجر من صراخ أستا، فبشكل غير إرادي كمم فم أستا بنار لم تحرقه.
تنفس فالين بعمق وقال، "أخيرًا، بعض الهدوء."
ثم نظر إلى ماجنا ونويل، وقال، "لنعد."
بعد أن قال ذلك، ظهرت أجنحة من نار حمراء، وطار معهم نحو...
معقل الثيران الأسود!
فجأةً، انطلقت موجة من الضحك من داخل القلعة.
"أنتم حقًا في مأزق!" قال يامي وهو يضحك، ولم يستطع أن يتوقف عن الضحك.
"لا يُعقل، أحدكم لا يمتلك أي قوة سحرية، والآخر بالكاد يمكنه التحكم في قوته!" قال ماجنا بعجز.
رفعت نويل شفتيها وقالت: "قلت لكم سابقًا أنني لا أستطيع التحكم في قوتي السحرية، وقلتم أن الأمر بسيط."
كان وجه ماجنا متيبسًا وقال: "لم أتوقع أنك لا تستطيعين حتى التحكم في المكنسة السحرية."
كان ماجنا يعتقد سابقًا أن نويل تفتقد للسيطرة على سحرها أثناء القتال فقط. من كان يتوقع أن تعاني حتى مع أبسط تعويذة.
عندما رأى يامي ماجنا يتجادل مع نويل، لم يستطع منع نفسه من الضحك مجددًا.
"بالمناسبة، كابتن يامي، في قرية سواكسي وجدنا حجرًا غريبًا أيضًا؟" توقف ماجنا عن الجدال وانتقل للموضوع الرئيسي.
"حجر غريب؟" تردد يامي قليلًا، ثم تابع: "أين هو؟"
"هنا."
أخرج فالين الحجر السحري وقدمه إلى يامي.
نظر يامي إلى الحجر بعناية، ثم عبس.
"هذا هو... الحجر السحري!"
"حجر سحري؟" تفاجأ الجميع ونظروا إلى يامي باندهاش.
أومأ يامي برأسه وقال: "نعم، الآن أدركت دوافعهم."
"كان العدو يسعى للحصول على هذا الحجر السحري، لكن القرويين لم يكشفوا عنه. لذلك، قام العدو بذبح جميع القرويين."
"أين وجدتم هذه الصخرة الغريبة؟"
قال فالين: "كان الطائر المزعج فوق رأس أستا هو من قادنا إليها، لولا ذلك لما وجدناها." وأخبر يامي بما حدث.
ابتسم يامي بابتسامة رضا وقال: "أحسنتم، أيها الأوغاد!"
"نعم، كابتن يامي." قال الأربعة في انسجام.
بعد ذلك، أخرج يامي أربعة أكياس من المال ووزعها على فالين، أستا، نويل، وماجنا.
فتح أستا كيسه سريعًا، وامتلأت عيناه بالدهشة وقال: "واو! هناك 200 ألف يولي! شكرًا لك، يا قائد!"
"حسنًا، غدًا يوم عطلة، استمتعوا بالراحة! وبقية الأمور ستتكفل بها جهة أخرى!" قال يامي وهو يغادر الغرفة.
وبالطبع، قرر فالين عدم الراحة، وفضل التدريب.
فقد شعر أن عيون الفوضى وسحره بحاجة لمزيد من التدريب.
---
في اليوم التالي، كان الجميع تقريبًا خارج المعقل.
"فالين؟ ألا تريد الذهاب للتسوق؟" سأله لوك الذي كان جالسًا على الأريكة.
لوك، واسمه الكامل لوك فولتيا، كان قد تطور ليصبح قويًا منذ صغره لإرضاء والدته، وهو يتمتع بقوة قتالية لا تقل عن قوة النبلاء، وحسّ سحري قوي.
كما أنه معروف بلقب "مجنون المعركة المبتسم."
"لا، لست مهتمًا بمثل هذه الأشياء." رد فالين بهدوء.
"فالين، سمعت من ماجنا أنك قوي؟ مهلاً، ماذا عن قتال بيننا!"
قال لوك وتوجه إلى جانب فالين، وهو يلوح بقبضته.
عبس فالين وكأنه سمع لوك يكرر نفس الكلام: "دعنا نتقاتل!" "هل تحب القتال؟" "قاتلني!"
نظر إليه فالين وابتسم وقال: "حسنًا، فلنجرب!"
رايك في فصل