شباب قررت ،ان اكون مترجم ومؤلف بنفس الوقت لذلك اتمنا ان تعجبكم اول ترجمه لي .

وايضا و الرواية التي الفتها اسمها "خفايا ملك الظلام "

اتمنا ان تلقو نظره وشكراً."🗿🚬🔥

.......

في إحدى القرى، على جبل قريب من مدينة في الكثير من المداخن والمصانع" فيردنستريم"، كان هناك كوخ صغير يقف وحيدًا بين الأشجار الطويلة التي تنسدل تحت الجبل. الباب مفتوح، يصدح بصرير مع كل هبة ريح، ونوافذه شبه مكسورة، وسقفه متضرر، يمكن رؤية الضباب الكثيف المتماوج في السماء من خلال فتحاته. في الزوايا، تمتد شبكة عنكبوتية، وعنكبوت يتدلّى ويلعب بها بهدوء، كأنه يراقب كل تحرك داخل الكوخ.

يتكون الكوخ من غرفة واحدة، مطبخ صغير وحمام مصغر. داخل الغرفة، نافذة نصفها متشقق والنصف الآخر مفتوح، تتسلل منها الرياح الباردة، فترتجف الأوراق على الأرض وكأنها تحاول الهروب من الصمت القاتم. على السرير القديم، فراش من القطن وجلود الحيوانات البرية، كان مغطى ببطانية قديمة أعيد خياطتها مرات عدة، واضحة عليها البقع الداكنة التي تحكي قصص سنوات من الإهمال. وعلى الحائط، فوق باب الغرفة، كان هناك وجه محنط لنمر، عيناه الخاليتان تحدقان كأنهما يعرفان أسرار المكان.

يوجد مكتب صغير عليه كأس بداخله ريشة حبر لم تجف بعد، بجانبه كتاب أسود منقوش عليه: "المضحي الأزلي"، وأسفل الكتاب أوراق متناثرة على الأرض كأن إعصارًا مر من هنا. في أعلى الغرفة، مرآة متشققة قديمة مغطاة بالغبار، تعكس أجزاء مشوهة من الواقع، وكأنها تكشف عن عوالم مخفية لا يراها أحد. على أحد الجدران أمام السرير، ساعة عتيقة على شكل رأس حصان، بها فتحة صغيرة في المنتصف بحجم كف طفل حديث الولادة، وبندول يتأرجح يمينًا ويسارًا، مصدرًا صوتًا متواصلًا: "تيك… تك… تيك". العقرب الصغير كان بين الرقم 5 والرقم 6، وعقرب الدقائق على منتصف الطريق، أي الساعة الآن 5:30 مساءً.

وفجأة، أصوات خافتة تهز الصمت. شخص ينهض ببطء من بين الأوراق المبعثرة على الأرض، يلهث بشدة، يمسك بالرف القديم ليستقر، فأصدر الأخير صريرًا مؤلمًا، كأنه يئن من ثقل الحياة. نهض بسرعة بعد صوت الصرير، تأرجح قليلًا لكنه تمسك بالرف مجددًا حتى استقر.

كان يرتدي معطفًا أسود مليئًا بالبقع، وقميصًا أبيض بأكمام طويلة، وقبعة صيد متوسطة الحجم على رأسه، وسروالًا أسود في حالة جيدة نسبيًا. كان يلهث بشدة، يضم يده ويضغط عليها حول صدره الأيسر. عند رفع يده، اكتشف وجود دم يتسرب تحت قميصه الداخلي.

"هااا…." صاح بدهشة، وهو يحاول فهم الموقف. خلع المعطف والقميص المهترئين، وسقطت قطرة من الدماء على الأرض وفوق الأوراق المنتشرة. شعر بألم حاد في قلبه، شيء يخترقه بشدة. حرك يده لا شعوريًا، محاولًا احتمال الألم، وأثناء ذلك ظهر الجزء الأمامي المغروس في قلبه، بينما كانت موخرته الصغيرة الدائرية المسطحة ظاهرة.

وما زاد من الرهبة أن الكرسي الذي جلس عليه كان محطمًا أسفله، كأن الكوخ نفسه حاول منعه من الراحة، فاضطر إلى الوقوف بثبات، يوازن جسده الهزيل على الأرض الباردة.

رفع رأسه بصعوبة، ونظر إلى المرآة المتشققة المغطاة بالغبار. وما رآه جعله يتوقف عن التنفس لثوانٍ. انعكس في المرآة شكل غريب لا يشبه جسده السابق؛ شعره بني قصير، لكن هناك خيوط سوداء وذهبية، وعيناه الخضراء الباهتة بدلاً من رمادية السابقة، ووجهه أصبح أكثر وسامة، لكنه غريب عليه، مختلف كليًا عن شكله الحقيقي الذي اعتاد عليه طوال حياته.

"ماذا…! مالذي حدث لشكلي؟ لماذا تغير!؟" صرخ، وهو غير قادر على تقبل المنظر. أمسك بوجهه بيديه، إحداهما ملطخة بالدماء، صبغت خده الأيمن باللون الداكن، لكنه لم يهتم، استمر بالصراخ بصوت أعلى:

"لا… لا… مالذي يحدث لي!؟"

بعد عدة دقائق، بدأ يهدأ تدريجيًا، وجلس على الأرض يحاول استيعاب الوضع. بدأ يفحص الموقف بعناية، وعقله يحلل كل تفصيلة في الكوخ: الملابس المهترئة، الأوراق المبعثرة، المرآة المتشققة، الساعة القديمة… وكل ذلك جعل الغموض أكثر كثافة. بدأ يدوّن ملاحظاته في احد الورق التي التقطها من على الارض.

أولاً، كان من الممكن أن يموت من الطلقة أو من فقد الدماء، لكنه لم يمت.

ثانيًا، ملابسي القديمة المتسخة والرائحة الكريهة توحي بأن المكان مهجور منذ سنوات،و ان صاحب الجسد لم ينضف اي منها منذ سنوات .

بعد قوله ذلك ،قام بركل القميص والمعطف من على الارض .

ثالثًا، الفوضى في الكوخ، الأوراق المبعثرة،والكرسي المحطم الغبار… تشير إلى حدث عنيف أو سريع حدث هنا مؤخرًا.

رابعًا، المرآة المتشققة التي حطمتها ،والساعة القديمة تضيف شعورًا بالزمن المعلق والعوالم المخفية.

وبينما كان يكتب، تسللت إلى أنفه رائحة نتنة، متعفنة كجسد ميتٍ مقرف لا يُطاق، لكنه تجاهل الأمر مدّعياً أنها مجرد جثة لحيوان بري مات بالقرب من الكوخ.

بعدما أنهى كتابة ملاحظاته، وضعها في جيب بنطاله ليراجعها لاحقًا. تنهد وقال لنفسه:

"يبدو أنني حقًا انتقلت لعالم آخر.

ولكن لماذا يجب أن يكون داخل كوخ قديم؟ كان بالإمكان أن يجعلوني أذهب إلى عالم آخر أفضل وأمتع، مثل عالم الخالدين، وأصبح أحد أقوى المزارعين، مكتسبًا الثروة والحريم!

أو حتى عالم العصابات المدرسية، لا أكون المسيطر على الجميع هناك فقط، بل أذهب لأقوم بصفقات بالمليارات مع إحدى العائلات الكبرى، ويصبح لدي أتباع."

لكن لا… كان لا بد أن أنقل إلى هذا الكوخ القديم الملعون. والمشكلة أن هناك رصاصة في قلبي، ومع ذلك ما زلت حيًا… ولا أفهم السبب!" ظهر عبوس شديد على وجهه

نظر إلى الأسفل، ورأى شظايا المرآة المكسورة متناثرة فوق الأوراق وبعضها على بقع الدم. تنهد مرة أخرى، ونظر إلى الرف حيث كانت قبعة الصيد الخاصة به موضوعة فوق الكتاب الأسود.

اقترب منه بعينين خضراوين باهتتين، ثم أزاح القبعة ببطء. أمسك الكتاب بيديه الدمويتين، وابتدأت قطرات دماء تتساقط منه، تاركة خيطًا صغيرًا على الأرض.

"هاه… يبدو أن عليّ إيقاف النزيف عن يدي وقلبي، بعد أن أرى ماذا يوجد داخل هذا الكتاب."

لاحظ الكلمات المنقوشة على الغلاف: "المضحي الأزلي"، بارزة بشكل لا يصدق، وكأنها تصدر وميضًا من الضوء الذهبي الخافت.

لكن شياو بينغ لم يعر البريق اهتمامًا، وفتح الكتاب. وما رآه كان مجرد صفحات بيضاء ناصعة، خاوية باستثناء المقدمة:

"أيها القارئ، هل أنت مستعد لتذهب معنا في رحلة لم يقم بها أي إنسان من قبل؟ رحلة ستعرفك معنى هذا العالم."

صرخ بصوت عالٍ:

"ماذا؟ رحلة؟ هل تمزح معي؟! شكراً، لكن لا أهتم."

وبهذه الكلمات، أغلق الكتاب ووضعه مرة أخرى على الرف. اختفى البريق الذهبي الخافت، وغابت الإشارات الغامضة.

في تلك اللحظة، هبت رياح من النافذة، حاملة معها برودة الكوخ الشديدة، أرسلت قشعريرة سقطت على جسد شياو بينغ العاري. خلع المعطف والقميص الأبيض، ليرى الجرح بوضوح، ويحس بالبرودة المتسللة إلى جسده.

"أخ… يبدو أن عليّ إيجاد بعض الملابس الأخرى لأرتديها…" تمتم شياو بينغ وهو يتفقد الغرفة الصغيرة داخل الكوخ.

بدأ بتفتيش كل زاوية ورف في الكوخ، كل ركن من أركانه، باحثًا عن أي قطعة ملابس يمكن أن تحميه من البرد القارس. الرياح كانت تتسلل عبر النوافذ المكسورة والشقوق في الجدران، حاملة معها أصوات خشنة، وصرير الخشب المتهالك مع كل هبة، مما أرسل قشعريرة إلى عمق جسده. الأوراق المبعثرة على الأرض، والغبار المتطاير مع كل حركة، جعلت المكان يبدو وكأنه يختنق في صمت مخيف.

لم يجد شيئًا، ولم يكن هناك أي خيار آخر سوى ارتداء القميص والمعطف مرة أخرى. تردد للحظة، وعقله يحاول الموازنة بين احتمالين: إما أن يرتدي تلك الملابس الممزقة مرة أخرى، أو أن يتجمد حتى الموت. مجرد التفكير في ذلك أرسل إليه قشعريرة لا توصف، تجمدت فيها كل أوصاله، وكأن البرد نفسه يدخل إلى عظامه.

نظر حوله في الكوخ، وإلى الملابس التي كان يرتديها سابقًا، وتذكر فورًا أن صاحب هذا الجسد كان فقيرًا جدًا، يعيش في فقر وبؤس… ولم يكن لديه أي رفاهية أو اختيار.

بتنهيدة طويلة، قرر أخيرًا ارتداء القميص والمعطف مرة أخرى، رغم الرائحة الكريهة والحالة المتهالكة للملابس، مدركًا أن البقاء على قيد الحياة يحتاج إلى هذا التضحية البسيطة. ومع ارتدائه، استمر صوت الرياح والصرير والغبار المتطاير ليذكّره بالمكان القاسي والغموض الكامن في كل زاوية من الكوخ.

وفي تلك اللحظة… خرج صوت العصفور من الساعة المعلقة على الحائط.

"كوكو… كوكو…"

تكرر الصوت ست مرات متتالية، معلنًا أن الوقت هو السادسة تمامًا.

التفت شياو بينغ نحوها، يحدّق في العقارب التي توقفت عند الرقم "6"، وكأنها أُجبرت على الجمود هناك.

تنهد بخفة وقال في نفسه:

"على الأقل هناك ما يذكّرني بأن الزمن ما زال يتحرك… حتى في هذا الكوخ البائس."

لكن سرعان ما تسللت قشعريرة إلى جسده… فالكوخ لم يكن يحوي أي علامة على حياة بشرية طبيعية، فكيف لساعة قديمة ومتهالكة أن تعمل بدقة تامة حتى الآن؟

"تشه،هذا الكوخ يحمل أسرارًا كثيرة…" سخر شياو بينغ في نفسه قب ان يضيف"لا يهم… ليس الآن."

وما إن أنهى كلماته، حتى أصدرت بطنه صوتًا مرتفعًا من شدّة الجوع، كأنها تعلن تمرّدها.

وضع يده على معدته وضغط قليلًا وهو يقول بصوت متعب:

"أنا بحاجة لشيء آكله… النزيف أرهق جسدي أكثر مما توقعت."

بخطوات متثاقلة، اتجه نحو المطبخ الصغير من خلال فتحة الباب المكسور.

سرحت عيناه في المكان حتى توقفت على قدر صدئ فوق موقد قديم.

اقترب ببطء، نظر داخله… كان الماء الراكد يعكس صورة وجهه الملطخ بالدماء.

تصلّبت ملامحه لوهلة، وغمغم بغيظ:

"هذا الوجه اللعين… يطاردني حتى هنا."

ضغط على أسنانه ثم بصق جانبًا بازدراء، قبل أن يضيف ساخرًا:

"وفوق ذلك… حتى الطعام لم يتركه صاحب هذا الجسد. هل كان هذا الأحمق فقيرًا إلى هذه الدرجة!."

تساءل في نفسه وهو يتكئ على الحائط بجانب الموقد البارد:

"هل عليَّ الخروج من هذا الكوخ لأصطاد بعض الحيوانات البرية؟"

لكن ما إن التفت بعينيه نحو النافذة المكسورة حتى شاهد الضباب الكثيف يملأ الخارج، حتى أنه بالكاد استطاع تمييز الأشجار القريبة.

شهق بخفة، ثم هز رأسه ساخرًا من نفسه:

"لا… هذا سخيف، بل غبي جدًا.

أولًا، لا أرى شيئًا في هذا الضباب، وقد أضيع في الطريق ولن أجد عودتي إلى الكوخ أبدًا.

ثانيًا، ليس لدي سلاح ولا مهارة في الصيد، وإن واجهت دبًا أو نمرًا فسأكون مجرد فريسة عاجزة.

والأسوأ… أن جسدي بالكاد يقوى على الوقوف من شدة الإرهاق."

ارتجفت يداه قليلًا من التعب والبرد، فتنهّد بعمق وترك نفسه ينزلق جالسًا على الأرض، مسندًا كتفه إلى الحائط، بينما ظل الضباب بالخارج يتماوج كستار غامض يخفي ما لا يُرى.

"لا… يجب أن أنهض. على حد علمي، رأيت سريرًا في الغرفة."

تمتم لنفسه وهو يجر قدميه ببطء، قبل أن يلاحظ ارتجافًا خفيفًا في السرير كأنه يتحرك.

تسربت الرائحة العفنة إلى أنفه من جديد، فاضطر لتغطيتها بكفه وهو يتأفف.

وكلما اقترب خطوة، ازدادت الرائحة ثِقلاً وكأنها تخترق صدره.

"أوه… مقرف! ما هذه الرائحة اللعينة؟"

توقف على بُعد خطوة واحدة من السرير، ليدرك أن مصدرها لم يكن سوى ذلك السرير نفسه.

كانت البطانية المرقّعة، المليئة بالبقع الباهتة، تنتفخ ببطء كأنها بالون طويل يخفي تحته شيئًا حيًّا أو ميتًا.

ارتجف صوته وهو يهمس:

"هل أتوهّم؟ أم أن عيناي تخدعانني؟… أم أنني قد جُننت فعلًا؟"

ضغط أسنانه بقوة وهو يحدق أكثر:

"أنا أرى البطانية المهترئة… منتفخة!"

سقطت أنفاسه ثقيلة وهو يفكر:

لماذا لم ألاحظ هذا من قبل عندما كنت أفتش عن الملابس؟

لا بد أن النزيف أرهقني لدرجة أنني أصبت بالدوار… وأغفلت كل شيء.

بل حتى الرائحة الكريهة، التي ظننتها من جثة حيوان بري متعفن بالخارج… كانت هنا بجانبي طوال الوقت!

ضرب جبهته بيده اليسرى بعنف، غاضبًا من غبائه

2025/08/18 · 7 مشاهدة · 1686 كلمة
متلاعب
نادي الروايات - 2025