**بعد بضعة أيام...**
تقدمت قبائل **غابات الأرض** بقواتها، لكن الرأس الثاني كان قد أعد العدة مسبقًا. قام بإعداد حواجز دفاعية وتشكيلات وقائية لصد هجوم جيش العدو.
اندلعت المعركة بالقرب من مدينة **إينرويت**، وقررت **أليس** إرسال مئتي خبير للمشاركة في الحرب. جميع هؤلاء الخبراء كانوا من الرتبة B وما فوق. كانت تأمل أن يتمكنوا من تعزيز مستوياتهم عبر هذه الحرب.
كان لدى العدو عشرة آلاف خبير، مئات منهم كانوا محاربين من المستويات الأدنى تحت الرتبة B. ومع ذلك، كانت أعدادهم تفوق بشكل ساحق قوات **مجلس التنين**، الذي لم يستطع إرسال أكثر من ثلاثة آلاف شخص. لحسن الحظ، كان الرأس الثاني مستعدًا مسبقًا بتشكيلات متنوعة لدعم قواته، كما وزع كميات كبيرة من جرعات المانا والشفاء لتعزيز قوتهم.
في هذه الحرب، أرسلت أليس **إيزابيلا** و**فرقة السموم** إلى الخطوط الأمامية. لم يكن لديها خيار آخر، إذ إن باقي قوات أستروس لم تعد بعد من رحلاتها الاستكشافية. أما **الشيخ غوان**، **يوكو**، **ينكسا**، والبقية، فكانوا لا يزالون في مدينة **القمح الأبيض** لحمايتها من أي هجوم محتمل.
---
**اليوم الخامس للحرب...**
أرسلت أليس خبراء عائلة **شيمبان** إلى الخطوط الأمامية، حيث بدأ خبراء **عالم القيود** للعدو بالظهور. كان **إدوارد**، رئيس العائلة، خبيرًا في القيد الأول، وهو ما كان كافيًا لهذه المرحلة. كما أرسلت قوات **الرؤوس التسعة** خبراءها في القيد الأول للمشاركة في الحرب.
تحولت المنطقة إلى دمار شامل مع ظهور خبراء عالم القيود. آلاف اللاجئين فروا إلى مدن مختلفة طلبًا للطعام والمأوى. أسفرت المعركة عن مقتل العديد من الأبرياء، ولم تسلم القرى والبلدات الصغيرة، إذ أحرقت القبائل كل شيء في طريقها دون أن تبقي على أحد.
في هذه الأثناء، أغلقت المدن الأخرى أبوابها، تاركة مجلس التنين يقاتل القبائل بمفرده. في الواقع، هذا ما أرادته تلك المدن، أن يستنزف الطرفان قواهما ثم تتدخل هي لتحصد المكاسب.
---
**اليوم السادس...**
عاد **دورانجان** و**فرقة الوحوش الضارية** من رحلتهم الاستكشافية.
كانت أليس مذهولة بعض الشيء عندما رأت دورانجان، إذ بدا الهالة المحيطة به أكثر شراسة وقوة مقارنة بالماضي.
تمتمت قائلة:
"المرحلة الرابعة المتوسطة..."
كان هذا أمرًا إيجابيًا. حتى لو فشل دورانجان في مهمته، فإن تعزيز قوته إلى هذا المستوى كان إنجازًا كبيرًا لأستروس. الآن، ما يحتاجون إليه هو زيادة عدد خبراء عالم القيود.
قال دورانجان:
"لقد أتممنا المهمة... نوعًا ما."
رفعت أليس حاجبها وسألت:
"نوعًا ما؟ لماذا؟"
أجاب دورانجان:
"تمساح الالتقاط مخلوق في المرحلة الرابعة المتوسطة، لذا لم أستطع إجباره على الانضمام، لكنه قال إنه سيزورنا قريبًا للقاء السيد."
فكرت أليس للحظة ثم علقت:
"همم... إذن التمساح لن يتبع أحدًا قريبًا من مستواه بالقوة."
رد دورانجان بنبرة مطمئنة:
"أعتقد أنه لن يكون هناك مشكلة. بمجرد أن يشعر بهالة الوحش من المرحلة الخامسة هنا، لن يتمكن من العودة حتى لو أراد ذلك."
أومأت أليس وقالت:
"ضغط المرحلة الخامسة، أليس كذلك؟"
نظرت نحو العمق حيث كانت **كيسا**، الوحش من المرحلة الخامسة، نائمة. كان من الأفضل لو استعادت قوتها الكاملة.
أضاف دورانجان بصوت منخفض:
"نعم، نحن الوحوش لا يمكننا أبدًا تحدي قوة المرحلة الخامسة. تلك القوة تقيّد أجسادنا."
ابتسمت أليس وقالت:
"إذن، التمساح سيصبح تابعًا لأستروس... أو بالأحرى تابعًا للهيدرا."
---
بعد ذلك، أمرت أليس دورانجان بأن يجهز **التنين الأحمر** لإرسال بعض الوحوش لدعم الخطوط الأمامية. كان الهدف أيضًا أن يكتسبوا الخبرة ويحققوا التطور.
قال دورانجان وهو ينظر حوله:
"ماذا عن ساوتا؟ ألم يعد بعد؟"
تنهدت أليس وأجابت:
"لا، لا أعرف حتى أين هو أو ما الذي يفعله الآن. بقية محاربي **أبطال أثينا** يريدون مقابلته."
في النهاية، بدأ **التنين الأحمر** الاستعداد للمعركة القادمة. سيأخذ مئة وحش كتعزيزات، وسيشارك أيضًا **الفهد البرقي العظيم**، وحشان من المرحلة الثالثة سيكونان دعمًا كبيرًا في الخطوط الأمامية، بشرط تجنب خبراء عالم القيود.
قالت أليس وهي تغلق عينيها:
"الآن، أنتظر رد مجلس التنين..."
**مدينة بلاند...**
**في أعماق منطقة تحت الأرض،** حيث الظلام يغلف المكان والجو بارد. أمام باب ضخم مصنوع من اليشم، ينبعث منه طاقة قوية تتجاوز المألوف، فتبدو كأنها من عالم آخر.
تحت الباب الكبير، فتح باب صغير وخرجت منه عدة شخصيات. كانوا رؤساء **مجلس التنين**، المعروفين بـ"التسعة رؤوس".
هذه المرة، كانت الهالة التي يبثونها أكثر قوة بمراحل. لقد ازدادت قوتهم بشكل كبير جدًا. إن كانت قوتهم سابقًا تشبه الطفل، فإن قوتهم الآن أشبه بشخص بالغ، والفارق بينهما كان شاسعًا.
قال الرأس التاسع:
"لم أتوقع أبدًا أن يكون شيء كهذا مخفيًا في منطقتنا."
أومأ الرأس الرابع برأسه وقال:
"وأنا كذلك... يبدو أن هذه بقايا من الحقبة السابقة لـ**هال بلينز**."
تنهد الرأس التاسع بخيبة أمل وقال:
"للأسف، لم يتبقَ الكثير منها..."
رد الرأس الثالث:
"لكن يمكننا استخدام هذا المكان كمنطقة تدريب. يشبه إلى حد كبير مناطق التدريب التابعة للدول الكبرى. كثافة المانا هنا أعلى من المعدل الطبيعي."
وافق الرأس الخامس قائلاً:
"نعم، مع بعض المساعدة الخارجية، يمكننا رفع مستويات قوتنا. يبقى علينا فقط تحسين فنون القتال أو تعزيز فهمنا للتعاويذ."
---
نظر الرأس التاسع نحو **الحاكم راي** وسأله:
"ماذا عن الرأس الثاني والرأس السابع؟"
أجاب الحاكم راي:
"الرأس الثاني منهك الآن بعد أن تركنا كل شيء له. سنستدعيه حتى يتمكن من تعزيز قوته أيضًا."
ثم توقف للحظة وأكمل:
"أما الرأس السابع، فلم نتواصل معه منذ فترة. إنه ليس حتى في منطقته."
قال الرأس الثالث:
"إذا لم أكن مخطئًا، في الاجتماع الأخير قال إنه سيحقق في المهاجمين. لقد وجدهم في مدينة **الخط الأبيض**، لكنه قال إن الجاني الرئيسي شيء آخر."
رد الحاكم راي:
"إذن، لا يزال يحقق. إنه عنيد حقًا. سأتواصل مع نائبة قائده وأطلب منها الاتصال به، فهذا أمر مهم."
---
عندما عاد الحاكم راي والرؤوس الأخرى إلى مبنى المدينة، تلقوا تقارير حول ما حدث أثناء غيابهم، وكانت الأنباء صادمة.
**ماذا؟!**
نشبت حرب هكذا فجأة، والعدو هذه المرة كان قوة موحدة من قبائل **غابات الأرض**. كيف؟ من يملك القدرة على توحيد تلك القبائل العدوانية؟ يبدو الأمر مستحيلًا، لكنه حدث بالفعل.
قوة قبائل **غابات الأرض** الكاملة كانت تفوق القوة العسكرية لـ**وادي المناجم** بأسره. على الرغم من صدمتهم، استعاد الرؤوس تماسكهم بسرعة، خاصةً بعد النمو الكبير الذي حققوه في الأسبوع الماضي.
قال الحاكم راي:
"علينا استدعاء الرأس الثاني."
ثم نظر إلى بقية الرؤوس وسأل:
"من يريد أن يحل محله؟"
رفع الرأس الثامن يده بابتسامة وقال:
"أنا؟ أريد اختبار قوتي الجديدة. لا تقلقوا، لن أشارك في المعركة مباشرةً. سأراقب فقط أولًا لأرى إن كان هناك أحد بمستواي."
وافق الحاكم وقال:
"حسنًا، يمكنك الاستعداد للمغادرة الآن. من الأفضل أن نتحرك بسرعة قبل أن يتمكن العدو من الرد."
ثم نظر إلى الرأس الرابع وسأله:
"ماذا عنك؟ هل تستطيع الذهاب أيضًا؟"
سأل الرأس الرابع بحذر:
"لماذا؟"
أجاب الحاكم بحزم:
"أنت والرأس الثامن ستذهبان معًا. انسَ ما قلته من قبل، هذه المرة يمكننا مباغتة العدو. كلاكما يمكن أن يهاجم بكل قوته."
ضحك الرأس الثامن وقال:
"أعجبني هذا المخطط أكثر."
تدخل الرأس الثالث قائلاً:
"من الأفضل أن يبقى الرأس الرابع مختفيًا في الظلال. الرأس الثامن سيكون رأس الحربة ويهاجم العدو مباشرة. لا تكشف نفسك إلا إذا استدعت الحاجة."
وافق الرأس الرابع وقال:
"لا مشكلة لدي."
---
بعد ذلك، أعد الحاكم راي خطته وأمرهم بالتحرك سريعًا.
ثم قال:
"سأرسل رسالة إلى **مدينة إيكاتوي**. أريد أن أعرف إن كان بإمكانهم استدعاء الرأس السابع."
قال الرأس الثالث:
"سأتولى ذلك. سأرسل رجالي."
"شكرًا." قال الحاكم راي.
---
شعرت الرأس التاسع بالغضب وسألت:
"ماذا عن المدن التي رفضت القتال ضد الأعداء؟! ليسوا جزءًا من مجلس التنين، لذا سيتراجعون ويراقبون! هل يعتقدون أن القبائل الهمجية لن تهاجمهم؟!"
رد الحاكم راي بنبرة جادة:
"إنهم أناس يتحركون فقط بدافع مصالحهم الشخصية. لا يهمهم ما يحدث للآخرين."
_________________________
ترجمه=الفارس الملعون