التالي:
الإمبراطور بلا إله… ذلك الذي وُلد حرًا. رجل بلا قيود.
كانت أماندا وعالما الآثار قد اكتشفوا الحقيقة بشأن قاعة القوة.
في الوقت الحالي، كان الثلاثة منهكين. أثناء تحقيقهم في أحد الأطلال في المنطقة الوسطى، خرجت آلاف الأشجار من الأرض وهاجمتهم. فعلوا كل ما بوسعهم لكنهم أُسروا في النهاية.
لحسن الحظ، اختفت الشجرة وتمكنوا من التحرر مرة أخرى.
"هاه... ألم يُختَم الإمبراطور بلا إله قبل آلاف السنين؟ إذًا، ماذا حدث قبله؟" سألت أماندا وهي تنظر إلى جايسون وليندي.
"وفقًا لهذا النص، فقد سقطت قاعة القوة في ذلك الحين. الإمبراطور بلا إله شخص لا ينبغي له أن يولد في هذا العالم. إنه كيان غير مسبوق." قالت ليندي.
"إله قاعة القوة في ذلك الوقت كان يُدعى فيكسوس. وكانت له مكانة تعادل دولة كبيرة، لكن كل شيء تغيّر حين قدم فيكسوس زوجته لشعبه..." توقف جايسون فجأة وتحول صوته إلى الجدية.
زوجة فيكسوس لم تكن بشرية ولا شبه بشرية. بل كانت وحشًا. وعلى الرغم من أن العلاقة بين نوعين مختلفين كانت نادرة، إلا أنها لم تكن المرة الأولى. المشكلة الوحيدة أن الوحوش لا يمكنها إنجاب طفل بشري أو شبه بشري. لكن زوجة فيكسوس حملت، وهو ما أثار غضب العديد من الآلهة وأسياد الوحوش في الإمبيريوم.
بسبب ذلك، هاجمت خمسة من الوصايا العشر قاعة القوة. السبب لا يزال مجهولًا، لكن قاعة القوة سقطت في ذلك الحين. نجا طفل فيكسوس من الكارثة. وبعدها، ارتقى في الرتب خلال بضع سنوات وأعاد بناء قاعة القوة بيديه. عُرف منذ ذلك الحين باسم "الإمبراطور بلا إله".
ابن إله بشري ووحش... أصبح أحد أقوى الكائنات في الوجود. لم تكن هناك قيود على جسده، لذا كانت وتيرة تطوره سريعة للغاية، وارتقى بسرعة إلى مرتبة الآلهة. وما إن بلغ تلك المرتبة، حتى بدأ بقتل آلهة الدول الكبرى المجاورة.
كان الإمبراطور بلا إله نصف بشري ونصف وحش. وقد تمكن من استخدام "الـ فيرام الأسمى" الخاص بالوحوش منذ ولادته. خافه كثير من الآلهة، وفي ذروة مجده، قتل ما مجموعه سبعة وأربعين إلهًا قبل أن يُختَم. وأشهر إنجاز له هو حين اخترق البُعد الخامس وقتل عشرة آلهة في معركة واحدة.
"نصف بشري ونصف وحش... إله رفيع المرتبة." همست أماندا بعينيها الضيقتين.
"سنموت جميعًا إن استيقظ الإمبراطور بلا إله بالكامل. الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي تفعيل آليات الحضارة القديمة." قالت ليندي.
"ماذا تعنين؟" سألت أماندا.
"تتذكرين أننا اكتشفنا آثار حضارة قديمة هنا، سبقت صعود قاعة القوة؟" قال جايسون.
أماندا أومأت برأسها.
تولّت ليندي الشرح. "قبل حوالي عشرة آلاف عام، كانت هناك حضارة هنا. اختفت، لكن آثارها ما زالت مبعثرة حول سهول القاعة بانتظار من يكتشفها. تلك الآليات متقدمة للغاية، وما علينا إلا تفعيلها."
تلك الآليات كانت قديمة جدًا، ومعظم المعرفة المتعلقة بها فُقدت في مجرى التاريخ. لكن جايسون وليندي كانا يحققان فيها منذ وقت طويل. وكانا يحاولان معرفة التاريخ الكامل لقاعة القوة لعقود، لذا كان لديهما بعض المعلومات عن الماضي.
"إن كانت ستساعدنا على منع استيقاظ الإمبراطور بلا إله، فلنجربها." قالت أماندا.
"جيد." أومأت ليندي.
...
جسد سوتا بدأ ينتفخ مع انفجار طاقة طاغية من داخله. كانت كرة الوحش وقلب السديم يضخان الطاقة لزيادة قوته.
اندفع للأمام بينما كانت [درع الدم] تغطي جسده وتحميه من أي ضرر. لوّح سوتا بسيفه، محدثًا شفرة طاقة ضخمة.
بانغ!
رفع الإمبراطور بلا إله يده ولوى شفرة الطاقة بسهولة.
لكن سوتا لم يُفاجأ. كان يتوقع ذلك. كان يعلم أن خصمه قوي جدًا، لكن قوته الحالية كانت محدودة بسبب مستوى ينكسا.
الطاقة التي أظهرها كانت بالفعل تفوق قدرة ينكسا. ووفقًا لما شرحته سايا، فبما أن ينكسا أصبحت وعاءً، فقد زاد الإمبراطور بلا إله من طاقتها إلى أقصى حد ممكن. كان هذا الحد الأقصى الذي يمكن لجسدها تحمله، فلو تجاوزه سيتحطم جسدها، وهو ما لا يريده الإمبراطور لأنه بحاجة إليها لتحرير جسده الحقيقي.
لهذا السبب كانت قوته مقيدة، ومع ذلك، كانت ما تزال تفوق قدرة سوتا بكثير. أضف إلى ذلك أن سوتا كان منهكًا من معركته ضد درايموند.
بانغ! بانغ! بانغ!
اصطدم سوتا والإمبراطور بلا إله في الهواء. تسببت هجماتهم في دمار هائل لهذه الأرض. كان الكوكب الهش بقوة المانا المنخفضة بالكاد يتحمل تصادم هذه الطاقات.
وفي لحظة، طار سوتا بعيدًا وارتطم بالأرض محدثًا زلزالًا ضخمًا.
كان متفوقًا عليه من جميع النواحي.
"أنت قوي. أقوى من أي وحش من المرحلة الرابعة رأيته في حياتي. يمكنك الانضمام لي. لن أسيء معاملتك."
قال الإمبراطور بلا إله بصراحة. كان صادقًا في عرضه ليضم سوتا تحت جناحه.
"اصمت!" نهض سوتا من على الأرض. رفع يده وأومأ بحركة قبض في الهواء.
"همم..." مال الإمبراطور بلا إله برأسه وهو ينظر إلى جسده. ثم أدرك شيئًا. "آه، لديك سيطرة على هذا الجسد. لم أتوقع ذلك، لكنه لن ينجح."
اتسعت عينا سوتا قبل أن يشعر بألم حاد يمزق جسده. سقط على ركبتيه وبصق دماً.
"أآه!"
'لقد... استغل الرابط بين الطفيليات؟!' لم يصدق سوتا ذلك. خصمه استخدم الاتصال بين الطفيلي داخل جسد ينكسا وملكة الطفيليات ليهاجمه عبره.
'سوتا! عليك أن تقطع الرابط فورًا وإلا ستموت!!' صرخت سايا في ذهنه.
الخصم الذي يواجهه الآن لم يكن كأي خصم واجهه سابقًا.
"لم ألاحظ ذلك في البداية، كنت ما أزال أعتاد على هذا الجسد، لكن لديك شيء مثير للاهتمام هناك." ابتسم الإمبراطور بلا إله. "لو انتظرت اللحظة المناسبة، ربما كنت ستنجح في إعادتي."
...
في مدينة بلاند، في المكان السري تحت الأرض حيث ترقد جثة الإله...
كانت الرأس التاسع تحدق في المرأة الغامضة التي قدمت نفسها باسم "أليتيّا". كانت متوترة، تشعر بخطر كبير قادم منها.
لم تستطع تفسير هذا الإحساس بدقة، لكنها كانت تثق بحدسها. بدأت بتدوير طاقتها تحسبًا لمعركة محتملة إن أصبحت أليتيّا عدائية.
"تنحي جانبًا. أحتاج لما هو خلف هذا الباب." قالت أليتيّا بهدوء.
"ماذا؟! أنت تعلمين ما الذي يُخفيه هذا الباب؟" تفاجأت الرأس التاسع قليلًا من معرفتها بمحتويات هذا المكان.
"حان وقت استعادته. إن لم تتنحي فسأضطر لاستخدام القوة." قالت أليتيّا بنبرة باردة.
تراجعت الرأس التاسع بسرعة لتخلق مسافة بينهما. لوّحت بيدها، فانطلقت بلورة زرقاء صغيرة في الهواء.
أوم!
تجمّعت كتل من الصخور حول البلورة الزرقاء، وتشكل منها غولم ضخم بارتفاع ثلاثة أمتار.
رفعت الرأس التاسع يدها الأخرى، وانطلقت عدة بلورات خضراء لتندمج مع الغولم، وتمنحه شكلاً وقوة. خلال لحظات، أصبح الغولم مغطى بدرع داكن كامل، يحمل في يده اليمنى مطرقة ضخمة، وكان يشع بطاقة هائلة.
هبطت الرأس التاسع على كتف غولمها، وحدّقت في أليتيّا. كانت قزمة وتتخصص في صناعة الغولمات. وعلى الرغم من أنها لم تكن قوية في القتال الفردي، إلا أن غولماتها عوّضت عن هذا الضعف.
وكانت غولماتها هي السبب وراء كون منظمتها واحدة من أقوى المنظمات في العالم.
"ستعارضينني؟ حسنًا. على الرغم من أن هذا الجسد ظل في سبات لألف عام، إلا أنني ما زلت أستطيع قتال أمثالك." قالت أليتيّا قبل أن تخطو خطوة للأمام، فانفجرت طاقتها وهزّت المنطقة بأكملها.
"هذه... إنها الـ فيرام الأسمى؟" صُدمت الرأس التاسع. "أ-أنت...!! أنتِ وحش؟!"
ابتسمت أليتيّا وقالت: "نعم، أنا من الـ "سيلفليس"... طوال هذه السنين كنت أترقّب هذه اللحظة. لقد نضج أخيرًا، وسآخذه بيدي أنا."
"عما تتحدثين؟!" سألت الرأس التاسع وقد علت وجهها الحيرة.
"همم... أنتِ تحرسين هذا المكان، ومع ذلك لا تعلمين أهمية ما يُخفيه." قالت أليتيّا بمكر، ووضعت يدها على فمها ضاحكة.
"اللعنة، يبدو أن الحاكم راي كان يخفي الكثير عنا..." تمتمت الرأس التاسع.
______________________________
ترجمة=الفارس الملعون