---
"تعال وانضم إليّ. انسَ كل شيءٍ آخر. أنا واثق أننا سنتمكن من إسقاط الإمبيريوم إن توحّدت قِوانا. سأساعدك على التطوّر بشكل أسرع."
قال الإمبراطور اللا-إلهي وهو يحدق في سوتا بنظراتٍ ثابتة.
لكن سوتا صرخ بغضب، حاجباه معقودان بشدّة:
"أغلق فمك النجس! لن أنضم إلى هرائك الحقير! ستدفع الثمن لأنك تجرأت على امتلاك أحد أتباعي!"
كانت نية القتل التي تنبعث منه كثيفة ومرعبة، لدرجة أن من يحدّق به كان يرى وهماً لوحشٍ عملاق يقف على قمة السلسلة الغذائية، مفترسًا كل من دونه.
ثم سأل سوتا:
"لماذا كانت هي ضرورية لصحوتك؟"
خطا خطوة للأمام ورفع سيف الفاجرا ببطء. بدأ عنصرا النور والظلام يتجمعان حول نصل سيفه، يلتفّان معًا ليشكّلا دوّامة عنيفة من الطاقة.
ضحك الإمبراطور اللا-إلهي قائلاً:
"ذلك لأنني قوي للغاية. نيّتي لا يمكنها أن تمتلك أيّ جسد عشوائي، فهي تدمر الجسد والروح بسهولة. كنت بحاجة إلى جسد مثالي، جسد يقترب كثيرًا من جسدي الحقيقي. وهذا الجسد الذي أستخدمه الآن هو المثال الأمثل."
ابتسم بهدوء، دون أي استعجال في إنهاء القتال. لقد مرّ عليه ألف عام دون أن يتحدث إلى أحد.
"هذا الجسد يحوي [قوة الوحش] من مرحلة تطوّر عالية. هل تعلم أن [قوة الوحش] هي ما يُبقي دوران الفيرام مستقرًا داخل جسد الوحش؟ لهذا لا يُمكن للوحوش الحصول عليها إلا عند بلوغ المرحلة الثالثة. بدونها، تنهار أجسادهم في كل مرة يستخدمون فيها شكلهم المُطلق."
صمت سوتا للحظة. لقد أدرك أن السبب وراء اختيار يينكسا هو تلك القوة التي منحها لها بنفسه.
هل يعني ذلك أن الذنب يقع عليه؟
بالطبع لا. لن يتحمّل المسؤولية. سيفرض على هذا الكائن الملعون أن يعود إلى رقاده الأبدي، وعندما يمتلك القوّة الكافية... سيمزّقه إربًا.
قال بنبرة حاسمة:
"لا يهمني ما تقوله! كل ما أعلمه هو أنك تجرّأت على استخدام أحد أتباعي كوعاء! وهذا أمر لن أسامحك عليه!"
واصل التقدّم بخطى ثابتة، وتصاعدت هالته القتالية مع كل نبضة من قلبه [قلب السديم]، الذي كان يضخ الفيرام في جسده بسرعة هائلة.
"تعال! أرِني ما تملك!" قال الإمبراطور اللا-إلهي وهو يرفع يده متحدّيًا.
رد سوتا:
"بكل سرور."
رفع يده الأخرى وفعّل معظم تعويذاته وتقنياته القتالية دفعةً واحدة ليعزّز قوته بالكامل. في اللحظة ذاتها، غيّر درعه إلى [درع الدم: العنكبوت اليشم].
كان يشعر بها... تلك القوة المتزايدة. في خضمّ هذا القتال، كان سوتا يتطوّر. لقد أصبح أكثر احترافًا في استخدام قوته. لقد ظلّ يدفع جسده إلى أقصى حدٍّ في كل معركة خاضها سابقًا، وهذا لم يكن استثناءً.
كان هو والإمبراطور اللا-إلهي على وشك بدء جولة جديدة من المعركة... حينها قاطعهم صوتٌ من بعيد.
رجلٌ مسنّ وخمسة أشخاص يرافقونه ظهروا في ساحة المعركة.
توقّف سوتا والإمبراطور اللا-إلهي والتفتا معًا نحو الغرباء.
لقد كان مفاجئًا أن يتمكّن أحد من الوصول إلى هذه النقطة، خصوصًا أن درجة الحرارة في المنطقة بلغت مئة ألف درجة مئوية. ومع أن معظم الحرارة ناتجة عن الانفجار السابق، إلا أن الطاقات الخارجة من سوتا والإمبراطور كانت قد عزّزت هذا التأثير القاتل. أيّ شخصٍ عادي كان سيموت فورًا في هذه البيئة.
حتى أقوى الخبراء من الرتبة "B" و"A" في الإمبيريوم كانوا سيجدون صعوبة في البقاء أحياء.
قال الإمبراطور اللا-إلهي للوافدين:
"من أنتم؟ ألا ترون أنني منشغل؟ إن لم تكن لديكم نية لتسليتي، فأقترح عليكم الرحيل فورًا."
هؤلاء الأشخاص لم يكونوا عاديين. كانوا أقوى مجموعة من المحاربين في هذا العالم. بعد أن دُمرت الجيوش نتيجة استخدام "المادة المضادة" – أقوى سلاح تمتلكه الحكومة – استنجدت الحكومة الباقية بهذه المنظمة القوية التي تتخصّص في مواجهة ما هو خارق للطبيعة.
من وجهة نظرهم، كان سوتا والإمبراطور اللا-إلهي شيطانَين قد خرجا من أعماق الجحيم إلى عالمهم.
كان يُطلق عليهم اسم "فرسان العالم". ولا يظهرون إلا عندما يكون العالم على وشك الهلاك. كانوا أقوى المحاربين في هذا العالم.
في الوقت الحالي، كانت المادة المضادة قد دمّرت مساحات شاسعة من الأرض. كل شيء ضمن دائرة خمسة آلاف كيلومتر صار رمادًا. ومع ذلك، هذان الكائنان ما زالا حيّين. بل إن معركتهما كانت أشدّ فتكًا من تلك المادة نفسها.
قال الرجل المسنّ بنبرة منخفضة وهو يحدق فيهما:
"يا شياطين، عودوا إلى عالمكم."
كان المقاتلون الخمسة خلفه يستعدّون للقتال، وهم يدركون أنه إن فشلت المفاوضات، فستندلع معركة قد تُدمّر الكوكب بأسره.
ابتسم الإمبراطور اللا-إلهي بازدراء، وقال:
"وكيف لي أن أفعل ذلك؟ كل ما في هذا المكان أصبح محاصرًا بالشبكة القرمزية. كلكم مجرد قرابين لصحوتي. لا أمل لكم. لكن، على الأقل... سلّوني قليلًا، وسأفكّر في جعلكم من أتباعي."
لم يكن يراهم سوى نملٍ صغير. مجرد كائنات من عالمٍ منحط لا يُقارن بالإمبيريوم. في نظره، كانوا مجرد خراف تنتظر الذبح.
تمتم الرجل العجوز:
"أنتم لا تتركون لي خيارًا..."
تراجع سوتا خطوة إلى الوراء. لم يكن هو الإمبراطور اللا-إلهي. كان عليه أن يكون حذرًا، خاصة أنه لا يزال مرهقًا من معركته السابقة ضد درايموند.
لكن، إن كانوا سيقاتلون الإمبراطور، فربما يمكنه مساعدتهم... فقتال هذا الكائن وحده، أمرٌ لا يُطاق.
قال الإمبراطور اللا-إلهي وهو يرفع يده:
"تعالوا... إن لم تهزموني، فسيسقط هذا العالم إلى الهاوية."
صرخ الرجل المسنّ:
"اهجموا عليه!"
فورًا، اختفى الخمسة من أماكنهم وظهروا في السماء. لم تكن سرعة... بل تقنية لثني الفضاء.
أحدهم استخدم قدرته على التحكّم بالفضاء لتثبيت المكان ومنع الإمبراطور من الحركة.
الثاني جمّد الزمن بقدرته.
الثالث وجّه لكمة هائلة تحمل قوة السببيّة، ما يجعلها غير قابلة للإخفاق.
الرابع استخدم قدرة استنزاف الطاقة.
أما الخامس، فقد لوّح بسيفه... وكانت ضربته رهيبة، وكأن تجلّيًا لإله السيف قد ظهر خلفه.
كل هذا حدث في أقل من ثانية. قوتهم كانت مدهشة، حتى أن سوتا نفسه شعر بالدهشة. لم يكن يتوقع أن يمتلك مقاتلو هذا العالم قدرات خارقة بهذا المستوى.
لكن رغم ذلك... لم يكن الإمبراطور اللا-إلهي خصمًا عاديًا.
بانغ!!
دوى انفجار عنيف، وتراجع المقاتلون الخمسة بسرعة، يتقيؤون الدم من شدّة الصدمة.
"مستحيل... كيف...؟!"
كانوا مصدومين. لقد قيّدوا الفضاء، أوقفوا الزمن، واستخدموا السببيّة لضربه مباشرة... ومع ذلك، كسر الإمبراطور كل ذلك بلا عناء.
قال بابتسامة:
"لا داعي للدهشة."
فتح سوتا عينيه على اتساعهما.
"هذا سيّئ..."
انطلق نحو الإمبراطور بأقصى سرعته ليقاطع تحرّكاته. لا يمكنه السماح له بقتلهم... فهؤلاء المحاربون، رغم كل شيء، قد يكونون عونًا له.
قال الإمبراطور اللا-إلهي:
"قدرة التحكّم بالزمان والمكان والسببية رائعة، لكن للأسف، أنا لست كائنًا عاديًا. يمكنني كسر الزمان والمكان... السببية لا تعمل ضدي، وكذلك المصير والقدر."
سقط أحدهم على ركبتيه – ذلك الذي حاول امتصاص طاقته – وبدأ يسعل دمًا غزيرًا، وأطلق صرخة ألمٍ حين بدأ جسده يلتوي من الداخل.
نظر الإمبراطور إليه وسخر منه:
"ظننت أنك تستطيع امتصاص طاقتي بهذه السهولة؟ لو كان الأمر كذلك، لما اضطررت للانتظار طويلًا حتى أجد جسدًا يتحمّلها."
بوووم!!
في اللحظة التالية، انفجر جسده وتناثرت أشلاؤه في الأرجاء.
تجمّدت أعين رفاقه الأربعة في رعب... لم يشهدوا أمرًا كهذا من قبل.
في اللحظة نفسها، وصل سوتا إلى أمام الإمبراطور، ولوّح بسيفه وهو يصرخ:
"استفيقوا! هذا الكائن أقوى مما تتصوّرون! هذا... إله! لا تتوقعوا أن تجدي هذه الوسائل ضده!"
ردّ الإمبراطور وهو يصدّ الضربة بيده:
"أترجو شيئًا من هؤلاء؟"
______________________________
ترجمة=الفارس الملعون