826 - الفوضى في سهول القاعة: مرحلة الاندماج

---

في مدينة بلاند...

كانت "أليتيا" تحدق بالشخص الذي أمامها، نظراتها باردة كالصقيع، وعيناها لا ترمش. راحت طاقتها تتأرجح صعودًا وهبوطًا، فيما ارتجّت الأرض من تحتها بتأثير قوتها الغامرة.

قالت ببرود:

"هل أدركت الفرق بيننا؟ حتى وإن كان هذا الجسد في حالة تدهور، فإنه لا يزال شيئًا لا يمكنك مقارنته بنفسك."

– «آه! كما هو متوقع من وصية الإيثار...» – قال "غريم" وهو يُجبر نفسه على الوقوف. كانت عيونه لا تزال مليئة بالثقة، رغم الهزيمة الساحقة التي تلقاها.

وفجأة، اتسعت عيونهما معًا، حين شعرا بتذبذب طاقي هائل قادم من جبل الموت.

– «يبدو أن أحدهم يحاول منع استيقاظ إمبراطور اللا إله»، تمتمت "أليتيا" بابتسامة ساخرة، وكأن الأمر تسلية مثيرة لها. ثم التفتت إلى "غريم" وسألته:

"ألن تذهب إلى هناك؟ إن ساعدتَ أولئك المقاتلين، ربما يمكنك إيقاف استيقاظه."

– «لا، مهمتي هنا... أن أمنعك من الحصول على العنصر التالي.» – أجاب "غريم" وهو يركز نظره على الوحش أمامه.

– «وماذا ستفعل إن استيقظ؟ سهول القاعة ستنهار، وسيُضحّى بكل الكائنات الحية ضمن الطقس لاستعادة قوته القديمة. حتى أنتِ ستكونين جزءًا من تلك التضحيات»، قالت "أليتيا" بنظرة فضولية.

– «قلت سابقًا إن لدي خطة للتعامل مع الأمر، وإلا لما سمحت لنفسي بالوقوع في فخ هذا العالم»، ردّ "غريم" بثقة.

– «أنت واهم إن كنت تظن أنك قادر على مقاتلتي»، ردّت "أليتيا" ببرود.

– «لا، لكن لدي شيئًا سيعيدك إلى حيث أتيتِ»، قال "غريم" بابتسامة غامضة من تحت الضمادات التي تغطي وجهه. ثم أخرج جوهرة صغيرة من جيبه.

أوه!!

أضاءت الجوهرة بضوء خافت لكنه غريب.

اتسعت عينا "أليتيا" وهي تحدق فيها.

"يا للحكام...! كيف حصلتَ على هذا الشيء؟!"

– «ببساطة؟ سرقتها من تحت أنوف الخطايا المميتة»، ضحك "غريم" ساخرًا. راحت الجوهرة تطفو فوق كفه، ومعها تصاعدت هالته بشكل هائل.

استعادت "أليتيا" هدوءها بسرعة، تمتمت:

"هذا مثير للاهتمام... باستخدام الجوهرة المكانية، يمكنك إخفاء هذا الجسد... من يدعمك يا ترى؟ لا بد أن الخطايا تطاردك الآن."

ابتسمت بخفة، وقد بدا لها تغيّر الأحداث مثيرًا حقًا.

كانت جوهرة مكانية في يد بشري غامض. نادرة الوجود في هذا العالم، وصناعتها كانت شديدة التعقيد. أما قوتها الحقيقية، فلم يكن يعلمها سوى القليل.

– «لا داعي لأن تعرفي ذلك»، قال "غريم" بينما رفع الجوهرة فوق رأسه.

شيييينغ!!

صوت مخترق للأذن رنّ في الأرجاء، تبعه ضوء ساطع لا يُحتمل.

حدّقت "أليتيا" فيه دون أن تغير تعبير وجهها.

– "سأجدك..."

ابتلع الضوء الساطع كل شيء. ارتفع عمود ضخم من الطاقة من وسط المدينة. ارتجّت "بلاند" بأكملها مع تصاعد القوة. اخترق الضوء السماء بقوة مخيفة.

بوووم!!

المدينة بأكملها غرقت في كارثة مرعبة.

لكن الناس الذين ظنوا أنهم سيموتون...

فوجئوا بأنهم أصبحوا خارج المدينة فجأة.

– «هاه؟!»

– «ما الذي حدث؟!»

– «كنت أغسل ملابسي للتو!»

كان الجميع في حالة ارتباك، يبحثون بعينين متوسلتين حولهم. رأوا أن مدينة بلاند تحولت إلى أنقاض. الدخان يتصاعد، والطاقة تتقافز في الهواء كل لحظة.

وفي زاوية من الزوايا، كانت امرأة تجلس وتراقبهم بصمت.

عيناها زرقاوان كالبحر، وشعرها الأزرق يصل حتى كتفيها. كان لديها أذنان قططيتان أعلى رأسها، وذيلان كثيفان يخرجان من ردائها.

هزّت رأسها وقالت:

– «لا أرغب في إنقاذ هؤلاء، لكن... علي أن أفعل لأن هو طلب مني ذلك.»

لم يلاحظ أحد أنها أنقذتهم. لم تهتم بهم، كل ما فعلته أنها أغرتهم بهالتها، ثم استخدمت طاقتها لنقلهم بسرعة بعيدًا عن الانفجار.

التفتت نحو المدينة، وهمست:

– «هل أنهى مهمته؟ أعلم أن الأمر صعب، لكنه يملك الجوهرة المكانية، لذا لا أظن أنه سيواجه مشكلة.»

ثم وقفت، وتلاشت تدريجيًا دون أن يلحظها أحد.

---

سوووش!!

اصطدام الهجمتين دمر الأرض بالكامل في نطاق آلاف الكيلومترات. الصخور ذابت، والجوّ بلغ حرارة الشمس نفسها. لم يكن هناك مخلوق عادي يمكنه العيش على هذا الكوكب الآن.

كان "جيركسوس" يطفو في السماء، ينظر إلى الخراب الذي خلفه.

أجنحته العظمية تحطّمت، ولم يبقَ سوى بعض أجزاء من درعه العظمي.

أنفاسه متقطعة، والدماء تنزف من جراحه الغائرة.

كان الضرر الذي تلقّاه أكبر مما تصوّر. لقد أعطى كل ما لديه، ومع ذلك خصمه لا يزال قادرًا على القتال دون أن يُظهر الضعف.

هاف! هاف!

– «رائع... المفترس الأعلى حقًا مختلف...» – تمتم "جيركسوس" بصوت مبحوح.

كان حال "إمبراطور اللا إله" أفضل.

لم يكن دون إصابات، لكنه كان أقسى وأكثر تحمّلًا من خصمه. هزيمته تحتاج إلى أكثر من هذا.

كح! كح!

تقيأ دمًا، وأحسّ بحرارة شديدة في جسده، بينما ظهرت آثار الحروق على ذراعيه وساقيه.

– «مرّ وقت طويل منذ شعرت بهذا الألم... إنه ألم قتال خصم يستحق.»

ابتسم "إمبراطور اللا إله"، ثم استدار بسرعة ورفع يده:

بانغ!

أمسك بقبضة كانت متجهة إلى وجهه. المهاجم كان "الحاكم راي". وفي نفس اللحظة، انطلق "ألكسندر" إلى جانبه.

سوش!!

لاحظ "إمبراطور اللا إله" الهجوم، فاستدار، لكن "راي" أمسك بكلتا يديه. لم يضيّع "ألكسندر" هذه الفرصة، وبدأ في توجيه سلسلة من الضربات السريعة.

بانغ! بانغ! بانغ!!

وبعد بضع ثوانٍ، ترك "راي" يديه، ثم وجّه هو و"ألكسندر" ضربة مزدوجة على بطنه.

أوغ!!

أنّ "إمبراطور اللا إله" من الألم قبل أن يُقذف إلى السماء.

سوش!!

كانت "آيبس" في انتظاره بالأعلى. رفعت سيفها، وغلفته نيران شديدة.

[شَقّ الجبل المحترق]!!

هوت بسيفها المشتعل عليه مباشرة. لم يستطع "إمبراطور اللا إله" تفاديها، فتلقى الضربة بشكل مباشر.

تحوّل جسده إلى شعاع ضوء، وتحطم على الأرض المنصهرة كأنه نيزك.

بوووم!!

لكن الأمر لم ينتهِ.

هجم "جيركسوس" عليه وأطلق طاقة جليدية مروعة.

تجمدت الأرض على نطاق عشرة كيلومترات كاملة.

بوووم!!

بعد لحظات، خرج "جيركسوس" من الدخان، واصطدم بصخور قريبة.

– «هاهاهاها! هذا هو!! أروني كل ما تملكونه!!»

ضحك "إمبراطور اللا إله" وهو ينظر إلى خصومه الأربعة. مسح الدم عن فمه، وكان من الواضح أنه يستمتع بهذه المعركة. لم يخض قتالًا منذ ألف عام، وهذا النزاع جعل دماءه تغلي.

– «سأرفع المستوى...» – قال "ألكسندر" وهو يتقدم للأمام، مغيرًا أجواء المكان.

نهض "جيركسوس" من الحطام، وحدّق بـ"ألكسندر" وقال بحزم:

"لا أحتاج مساعدتك، لا زال لدي خمس دقائق من القتال، انتظر دورك."

لكن "ألكسندر" تجاهله، وظل يحدق بـ"إمبراطور اللا إله" بنظرة حازمة.

– «لم أرَ مخلوقًا مثلك من قبل... يجعلني أتساءل كيف وُلدت أصلًا.»

كان صوته منخفضًا، لكن طافحًا بطاقة غامضة.

سوش!!

ظهرت نقاط ضوء متعددة الألوان حولهم.

رفع "إمبراطور اللا إله" حاجبيه باهتمام.

– «عندما لوّيت الفضاء من قبل، علمت أنك بلغت ذلك المستوى. بدا الأمر مستحيلًا، لكنه فقط جعل الأمور أكثر إثارة.»

تمايلت ملابس "ألكسندر" مع تصاعد الرياح.

انفجرت نقاط الضوء، وبدأت جزيئاتها في الانتشار.

ثم فتح فمه وقال:

"قيادة العناصر: اتحاد العناصر المتعددة..."

ما إن قالها، حتى تحوّل المكان بالكامل إلى عرض بصري ضخم من الطاقات. امتلأ الجوّ بعناصر من كل نوع، كثافتها كأنها محيط شاسع.

– «سأقاتلك بكل ما لدي.»

رفع "ألكسندر" قبضتيه، وتخذ وضعية القتال.

رمقه "جيركسوس" قبل أن يعيد نظره إلى خصمهم المشترك.

أما "إمبراطور اللا إله"، فابتسم وهو يحدّق في هذين الشخصين المذهلين...

هذا... أفضل ما قد يحصل عليه.

____________________________

ترجمة=الفارس الملعون

2025/06/24 · 2 مشاهدة · 1057 كلمة
نادي الروايات - 2025