منظور "إيرين براون"

حسناً حسناً؛ لقد جرت الأمور عكس ما خططت لها تماما؛ ويمكنك القول انني فشلت فشلاً ذريعاً في إخفاء قوتي...

"رين فوستر و...... إيرين براون؛ يبدو انكم اكثر طالبين مميزين في هذا الفصل؛ أليس كذلك~"

قالت المعلمة سكارليت ويبدو ان هنالك ابتسامة تجلب القشعريرة؛ تعلو وجهها.....

"حسنا أيها الطلاب؛ سأعطيكم خمس دقائق حتى تستعيدوا رباطة جأشكم قبل أن نبدأ الدرس الأول لهذا العام"

قالت الآنسة سكارليت وهي تخرج من الفصل؛ ليس قبل أن تعطينا نظرة خاطفة انا ورين....

يبدو انني جذبت انتباه اول شخصية مهمة في هذه القصة....

كيف لا ويمكن القول ان سكارليت هي الشخص الذي درب رين ولوكاس وباقي أبطال القصة....

لا تفهمني خطأً؛ تدريبها عبارة عن عذاب؛ لا بل جحيم؛ أعني من يجعل طالب يتدرب مرتدياً أوزاناً ومعدات حاجبة للمانا؛ ثم يقاتل وحشاً؛ وبالوحش أقصدها هي.....

"حسنا حان موعد الدرس عودوا إلى مقاعدكم"

اخرجني صوت المعلمة من أفكاري وبدأت أركز؛ خوفا من أن اعطيها انطباع شخص كسول؛ او غير مهتم بدروسها......

لكن احزر من فعل ذلك؛ نعم انه لوكاس او مؤلف هذا العالم....

لأن لديه سلطة المؤلف لا يبدو أن لوكاس يهتم بأي شيء نظري؛ يمكنه ببساطة طرح سؤال وسيأتيه الجواب مباشرة......

نعم إن الغش رائع حقاً؛ لكنه يأتي بمساوئه؛ أعني تأتيه مهمات غير متوقعة في اوقات واماكن غير متوقعة....

"الطالب لوكاس سيلفر؛ يبدو أنك لا تهتم بدروسي؛ فلتتفضل وتشرح للطلاب أقسام الشياطين والوحوش وكيف نفرق بينها"

أخرجني صوت المعلمة من أفكاري وهي تتحدث إلى لوكاس؛ حسنا حدث هذا الموقف في الرواية أيضاً؛ ويمكن القول انه بداية عداوة لوكاس (المؤلف) مع راين....

أعني في البداية تكون شخصية لوكاس سيئة حقا؛ إذ انه لا يهتم بأي شيء؛ وكل ما يريده هو الخروج من هذا العالم.....

ولكن في الفصول الأخيرة من الرواية يحدث شيء لم يتم ذكره في الرواية؛ فيتحول موقفه ‪ ١٨٠ درجة على الفور

"حسنا يمكن القول ان الشياطين تنقسم في رتبها من المرتبة الأولى وحتى العاشرة؛ أقوى شيطان وجد حتى الآن كان من الرتبة التاسعة؛ ويقال ان هنالك شيطان وحيد في الرتبة العاشرة وهو ملك الشياطين؛ تنقسم الشياطين بالطبع إلى اربع انواع وهي...

1. شيطان الظلام: يمثل الشر الأسود والظلامي ويتمتع بقوة هائلة وقدرات خارقة.

2. شيطان النار: يتحكم بالنيران ويستخدمها لإحراق كل شيء يصادفه، يمثل الحرية والعنف.

3. شيطان الجليد: يتحكم بالثلج والبرد ويستخدمها لتجميد كل شيء، يمثل البرودة والانعزالية.

4. شيطان العقل: يستخدم الذكاء والتلاعب العقلي للسيطرة على الآخرين، يمثل الخداع والغش."

صمت الفصل وهو يحدق في لوكاس والمفاجأة بادية على وجوههم؛ أعني عرف عن لوكاس انه سيء في الأمور النظرية قبل دخول الأكاديمية؛ حتى نتيجته في الاختبار النظري كانت الأقل بين العشر الأوائل......

" ممتاز ايها الطالب لوكاس؛ ماذا عن الوحوش؟ "

قالت المعلمة وهي تبدو راضية عن إجابة لوكاس...

"حسنا يمكن القول ان الوحوش تصنف مثل البشر من الرتبة F وحتى الرتبة SSS؛ ويمكن القول ان الوحوش الذكية تبدأ من الرتبة A؛ وهناك نوع واحد من الوحوش يستطيع الوصول إلى الرتبة SSS وهو التنين"

تابع لوكاس كلامه بكل ثقة؛ لو لم أكن اعرف ان ثقته أتت من نظامه الذي يجيب على كل تساؤلاته لتفاجأت مثل باقي الطلاب....

" أحسنت ايها الطالب لوكاس؛ ولكن يجب عليك الاستماع إلى محاضرتي حتى لو كنت ملماً بكل شيء يتم ذكره فيها"

قالت المعلمة وهي تحتفظ بتعبير محايد...

"حاضر ايها المعلمة"

جاوب لوكاس ويبدو ان عقله يتسارع في التفكير في شيء ما؛ لا أدري ما هو حتى الآن.....

اكملنا بقية المحاضرة بشكل عادي حيث لم يكن هناك شيء مهم يذكر.....

" حسناً هذه نهاية درسنا لهذا اليوم؛ من الغد ستبدأ الدروس العملية؛ ارجو ان تستعدو جيداً"

قالت المعلمة سكارليت وهي تخرج من الفصل؛ طبعا ليس قبل ان تلقي نظرة خاطفة على عدة طلاب؛ ونعم كنت من المحظوظين؛ ويمكنك ملاحظة السخرية.....

"إيرين"

حين نهضت من مقعدي وكنت اريد الخروج من الفصل ناداني صوت مألوف بالنسبة لي....

" لم نلتقي منذ مدة يا إيرين "

استدرت فوجدت ماي تقف أمامي بابتسامة ساحرة وهي تنظر إلي....

"مرحبا ماي؛ كيف حالك منذ ذلك الوقت"

"كنت بخير؛ لم يحدث شيء كبير مؤخراً"

قالت ولم تتغير ابتسامتها...

"الآن هلّا ذهبنا لتناول الطعام والتحدث قليلاً~"

شعرت بقشعريرة تسري في جسدي؛ كيف لا ولقد نسيت ان افكر في عذر أقوله لماي عن سبب وجودي في تلك القرية.....

بدأنا السير نحو قاعة الطعام وأفكاري تتسارع للخروج من هذا الموقف؛ حتى اخرجني صوت غريب من أفكاري...

"مرحبا؛ انت إيرين براون صحيح"

استدرت لأجد شاب ذو شعر أزرق وعيون حمراء؛ أول فكرة ظهرت في رأسي حين رأيته هي (امتنان)؛ وهذا شيء غريب؛أعني لم التقه من قبل...

"أنا رين فوستر وأردت ان أطلب منك شيء"

قال؛ وقد بدأت أفكر ماذا يريد مني؛ حتى تذكرت شخصية البطل....

" هل يمكنك منازلتي"

حالما قال هذا ظهرت ابتسامة على شفتي؛ كيف لا وقد أصبح لدي عذر مثالي للتهرب من ماي....

"اعتذر يا رين فوستر ولكننا ذاهبان لتناول الطعام الآن"

قالت ماي وتبدو نبرة صوتها كالمعتاد؛ لكن إذا ركزت ستلاحظ الإنزعاج بشكل طفيف في وجهها....

"لا بأس انا أيضاً كنت متوجها لقاعة الطعام؛ ثم يمكننا من هناك الذهاب إلى إحدى منصات التدريب أليس كذلك يا إيرين"

قال رين ولديه ابتسامة بلهاء على وجهه؛ يا إلهي بطل رواية نموذجي.....

"حسنا لما لا نذهب سوية ثم نذهب للسجال"

قلت وانا احاول ان ألطف الأجواء؛ ويبدو انني فشلت؛ إذ لاحظت نظرة ماي ولسان حالها يقول" سأنتقم لهذا".....

وصلنا إلى قاعة الطعام ولا يمكن وصفها سوى بأنها ضخمة؛ أعني يوجد حوالي 500‪ طاولة؛ كل طاولة يحيط بها 8 مقاعد؛حقا أكاديمية غنية أليس كذلك.....

ذهبنا لطلب طعامنا ويمكن القول ان التطور وصل إلى ذروته أعني نجلس في مقاعدنا؛ فتظهر شاشة إلكترونية أمامنا لكي نختار ما نريد.....

حسناً لقد طلبنا وجباتنا وقد وصلت وبدأنا بتناول الطعام؛ أثناء الدردشة....

"إذا أنت مستعمل رمح أليس كذلك؟"

سألني رين وهو يتناول الطعام ودعني أقل انه يتناول بطريقة كيف أصفها..... متوحشة

أعني أعلم انه يتعامل مع كل وجبة على أنها الأخيرة؛ لكن فلتتحضر قليلاً يا رجل.....

"أجل انا كذلك؛ وانت سياف؛ سياف بارع بما يكفي لتصبح في المرتبة الأولى؛ ما الذي يجعل صاحب المرتبة الأولى يطلب من شخص ضعيف مثلي مبارزة"

سألت رين وانا اعرف جوابه بالفعل لكن لكي أحاول التأكد من أن كل شيء كالرواية......

"حسنا حدسي يخبرني انك مميز؛ ويمكنني القول انك اكثر شخص يمثل خطرا علي في هذا الفصل بالإضافة إلى لوكاس"

جاوبني رين بكل صراحة؛ ويمكن القول ان موقفه لم يتغير؛ هذا يعني انني لم أحدث تغييرات كبيرة في الرواية حتى الآن.....

"هل يمكنني الإنضمام لهذه المبارزة أيضا"

استدرنا جميعا على الصوت الجديد في المحادثة؛ وقد تعرفت عليه مباشرة؛ أعني إنه لوكاس؛ بطل الرواية الثانية والمؤلف للرواية الأولى.....

حالما قال لوكاس هذا يمكنك ملاحظة النجوم في عيني رين؛ يبدو أنه حقا يريد القتال؛ ومن أفضل من صاحب المرتبة الثانية في الأكاديمية من القتال معه...

"لكن كيف ستكون طريقة القتال"

قال رين ويبدو انه يفكر في طريقة منطقية لجعل هذا القتال يحدث...

"يمكنني الإنضمام وتصبح إثنين ضد إثنين؛ انا وإيرين ضدكما الإثنان"

قالت ماي وتلميح من الحماس أيضا يظهر على وجهها؛ لقد نسيت ان اغلب الشخصيات الرئيسية كانوا مدمنين على المعارك والتدريب؛ وهذا هو ما جعلهم يستمرون حتى النهاية..... أغلبهم

"حسنا لقد حسم الأمر"

صفق رين بكلتا يديه والسعادة واضحة على وجهه؛ ويبدو انه متحمس حقا ويمكن ملاحظت هذا الشيء من سرعة تناوله للطعام؛ أعني بجدية فلتهدأ قليلا! لن يسرق أحد طعامك....

إنضم لنا لوكاس أثناء تناول الطعام؛ وأثناء ذلك لا يسعني التفكير سوى في مدى وضوح أفكاره؛ أعني أنه ينظر إلي منذ جلوسه على الطاولة وكأنه يبحث عن شيء عني....

يمكن القول ان لوكاس شخص شديد الحذر؛ وقد رأى متغيرا لم يكتبه؛ أعني كتب في روايته بالخط الواحد ان رين هو فقط الشخص الذي بقي واقفا بعد ضغط المعلمة سكارليت....

لكنه تفاجأ بوجود شخص أخر استطاع ليس فقط تحمل الضغط؛ بل يبدو أنه لم يتأثر به حتى.....

انتهينا من تناول الطعام ولا يزال لوكاس ينظر إلي بين الحين والآخر وعلامة الصدمة بادية على وجهه؛ يبدو أن نظامه لم يخبره عني....

اتجهنا إلى مكتب المعلمة سكارليت لنطلب منها اننا نريد إجراء نزال بيننا نحن الأربعة؛ الأمر الذي استقبلته بابتسامة؛ ويمكنني المراهنة انها تريد النزال أكثر منا لنعرف مهارتنا؛ تلك المعلمة الشيطانية...

"حسنا سيقام النزال في الغد وذلك بعد توزيع الأسلحة الأكاديمية؛ ام تريدون النزال بأيديكم العارية"

حالما قالت المعلمة هذا انزلنا رؤسنا مباشرة؛ ويمكن القول اننا نسينا موضوع الأسلحة تماما....

"حاضر أيتها المعلمة"

جاوبنا في صوت واحد وخرجنا من غرفة المعلمين مباشرة...

" حسنا ماذا يمكنني القول.... حتى الغد"

قلت وانا أضع يدي خلف رأسي؛ ولازلت أشعر بالإحراج قليلا من كلام المعلمة....

"نلتقي غدا فلنأمل ان يكون نزالا رائعاً"

قال رين ولازالت ابتسامته البلهاء بادية على وجهه؛ طبعا يمكن القول ان يستعمل ابتسامته لإخفاء ألمه؛ ولكن هذه قصة ليوم آخر...

اتجهنا نحو الصف لحضور باقي الحصص لهذا اليوم والتي كانت تتحدث عن مواد ليست قتالية؛ بل كانت عبارة عن تاريخ وفيزياء وكيمياء؛ ويمكن القول ان هذه المواد صعبة في أي عالم.....

بعد انتهاء اليوم الدراسي اتجهت نحو غرفتي وانا افكر في أحداث اليوم؛ وما الذي يمكن أن يحدث غداً؛ ومقدار تأثيري على هذا العالم....

"حسنا فلنأمل ان تسير الأمور على ما يرام"

تمتمت وانا ادخل غرفتي؛ وأخرج الكتاب الذي سجلت فيه الرواية...

بعد أن راجعت أهم الأحداث مرة أخرى؛ لفت انتباهي ظرف أسود؛ يمكنني التعرف عليه مباشرة؛ كيف لا وقد رأيت واحداً مثله حين قدومي إلى هذا العالم.....

فتحت الظرف وبدأت القراءة...

.......................

اعذروني على الأخطاء ولتكتبو اراؤكم عن الرواية في التعليقات

2023/04/14 · 504 مشاهدة · 1474 كلمة
Kareem awad
نادي الروايات - 2024