منظور"إيرين براون"

"إذا كنت تعتقد أنك أفضل منه وأن أي طالب هنا أحق بالجائزة منه؛ فهنالك حل بسيط لهذه المسألة"

صمتت المديرة قليلاً قبل أن تكمل حديثها....

"راين فير؛ستواجه الطالب إيرين براون الآن في قاعة أخرى وبمشاهدة جميع طلاب الفصل؛ إن فرت عليه ستأخذ حقه في الجائزة؛ وإن فاز عليك سيصبح في المركز السابع بدلاً منك وستنزل إلى المرتبة الثامنة مباشرة"

يا إلهي هذا سيكون ألماً في المؤخرة....

حقاً لا بد من وجود بعض الحمقى في كل عالم....

كنت سأعترض على هذا؛ أعني من يسلم جائزته لشخص آخر.....

لكن لو نظرنا للأمر من وجهة نظر أخرى؛ فهذا وضع مثالي؛ سأثبت قوتي؛ وفي نفس الوقت سأصبح في الترتيب السابع وهذا الإنجاز الذي كنت أبحث عنه؛ ناهيك عن الانتقال إلى مبنى العشرة الأوائل؛ عصفوران بحجر؛ او عدة عصافير بحجر؛ بحجر واحدٍ فقط.....

"حسناً ليس لدي أي اعتراض؛ لكن أرجو ألا يكون دجاجة خائفة"

تحدث راين وهو ينظر لي بابتسامة؛ غيرت رأيي سأنهي هذا في ضربة واحدة؛ فليذهب إخفاء القوة إلى الجحيم.....

"أنا أيضاً موافق؛ كنت خائفاً من انسحابك؛ خصوصاً ومركزك الذي عملت له جاهداً في خطر"

أكدت على كلمة المركز بابتسامة وانا أنظر إليه؛ سأسحق هذا الأحمق.....

"هااه؛ مركزي؛ خائف؛ منك أنت؛ أكثر شيء انا خائف منه أن أصيبك وأخرجك من هذه الأكاديمية"

"حسنا هدوء؛ فلتخرجوا إلى الساحة الآن"

تحدثت المديرة وهي تشدد نظرها علي قليلاً؛ يبدو أنها تساعدني؛ السؤال لماذا....

("طلب مني شخص ما مساعدتك؛ وإلقاء نظرة عليك")

تذكرت حديثها عندما التقيتها أول مرة؛ السؤال هو من....

صفعة!

صفعت وجهي بكلتا يدي لكي أخرج من قطار أفكاري؛ ليس وقت التفكير مجدداً.....

توجهنا إلى القاعة المنشودة؛ ولا أكذب حينما أقول أنني أشعر بالحماس؛ لأول مرة تقريباً أواجه شخصاً أضعف مني؛ بجدية أنا لا أذكر مواجهة شخص أضعف مني في نزال......

وقفنا في منتصف الساحة ليس قبل ارتداء دروع الأمان؛ الأكاديمية تحاول الحفاظ على طلابها.....

قبل بدأ النزال صحت بصوت عالٍ....

"سينتهي النزال بضربة واحدة"

ولم أنسى ان أشير باصبعي ناحية راين الذي بدأت العروق تتورد في وجهه؛ هل أغضبته يا ترى.....

"فلتدعوا أن يكون هذا الدرع كافيا حمايتك"

صاح راين بأعلى صوته غاضباً من مجاملتي الصغيرة؛ أطفال هذه الأيام.....

"يكفي هذا أيها الأطفال؛اخرجوا أسلحتكم؛ واستعدوا لبدأ النزال"

تدخلت المديرة يبدو أنها أيضا تريد إنهاء هذا بسرعة....

أخرجنا أسلحتنا مباشرة؛ أنا برمحي وراين بخناجره التي لن تتاح له فرصة استعمالها....

"حسناً"

"حسناً"

تحدثنا في نفس الوقت وقد حان موعد بدأ النزال.....

"انطلقوا"

كانت هذه إشارة بدأ النزال وقد كنت مستعداً جيداً لهذا؛ حيث تمتمت بصوت منخفض...

"حضور التنين"

.......

منظور الشخص الثالث

"حضور التنين"

حالما قال إيرين ذلك تحولت عيناه إلى اللون الأحمر؛ وانتشر ضغط مجهول في الساحة؛ وكان ذلك الضغط يستهدف شخصاً واحداً فقط؛ نعم إنه راين.....

تجمد راين في مكانه؛ وقد تجلى له ضغط جعله يشعر كأنه يواجه وحشاً؛ تنيناً سيقضي عليه في أي لحظة؛ ولكنه يتسلى به فقط.....

بدأ إيرين بجمع المانا حول رمحه؛ وفورما شعر أن الكمية كافية بدأ بإتخاذ وضعية لتنفيذ ضربة واحدة؛ كل هذا تم في ثانية واحدة فقط.....

"أسلوب ملك الرمح الحركة الثانية:مخترق النجوم"

أضاء رمح إيرين بلون أسود مشؤوم؛ وقد أظلمت الساحة بأكملها؛ وفي ذهن إيرين فكرة واحدة فقط؛ضربة واحدة تكفي......

لا يزال راين خائفاً متجمداً وحضور التنين يعمل عليه؛ ولكن كان هنالك شيء واحد يمنعه من الإنسحاب؛ لقد كان فخره؛ فخره الذي ينوي إيرين تحطيمه وإعادة تشكيله من جديد.....

وجه إيرين ضربته ناحية راين مباشرة؛ ولم يكن يهتم بأي شيء سوا الفوز في هذه اللحظة.....

أحاط ضوء أسود مشؤوم معمي للعيون براين وقد اختفى تماما في ذلك الضوء.....

بعد انقشاع الظلام يمكن ملاحظة أن راين محاط بكرة بيضاء؛ كان ذلك درع الطاقة الذي كتب عليه شيء واحد.....

[صفر]

بضربة واحدة فقط تحولت طاقة راين من مئة إلى صفر؛ كان هذا الفعل ما جعل الطلاب يشعرون بالذهول من مارأوه.....

"ما هذا"

"هل هذا معقول"

"لابد أن هنالك خدعة؛ لا يمكن أن يهزم راين بضربة واحدة"

انتشرت الهمهمات بين الجمهور حتى سمع صوت واحد أعادهم إلى الواقع....

"الفائز هو الطالب إيرين؛ وبموجب هذا ينتقل إلى الترتيب السابع مباشرة؛ ويعود الطالب راين إلى الترتيب الثامن"

جعل حديث المديرة الطلاب في حالة صدمة؛ حيث لم تسجل حالة في تاريخ الأكاديمية انتقال طالب ترتيبه فوق المئة إلى العشر الأوائل دفعة واحدة؛ والأدهى من ذلك أنه قبل امتحان تغيير الرتب في منتصف الفصل......

" أرى العديد من الوجوه المصدومة هنا"

تحدث إيرين من ماجعل الطلاب يصمتون وينظرون إليه؛ لقد كان في عيونهم شخصاً ضعيفاً قبل لحظات؛ ولكن بعد هذا سينتشر اسمه في الأكاديمية على أنه الطالب الذي دخل في ترتيب العشرة الأوائل في أسبوعين فقط....

"بما انكم مصدومون من هذا فلدي اقتراح لطيف لكم؛ اي شخص لا يصدق ما حدث او لديه شك في قدرتي"

توقف إيرين قليلا وفعل حضور التنين؛ لتصبح عيناه حمراء مجدداً قبل أن يكمل....

"له كامل الحرية في النزول ومواجهتي هنا والآن"

حل الصمت في القاعة بأكملها بعد حديث إيرين؛ ولم يجرؤ أحد على الحديث أو حتى النظر إلى عيناه....

بعد دقيقة وقف فيها إيرين ينظر إلى الطلاب يمنة ويسرة؛ ولم يتقدم إليه أحد....

"هذا ما توقعته؛ما دام ليس هنالك أحد يريد مواجهتي فسوف استأذنكم واذهب لآخذ جائزتي التي استحققتها؛ ولم تأتي بالحظ"

شدد إيرين في كلمته الأخيرة قبل أن يغادر القاعة في صمت.....

.......

بعد مغادرة إيرين للقاعة؛ كان رين ولوكاس يجلسان في المقاعد الموجودة في أعلى وابعد مكان عن ساحة القتال......

"ألم يكن يتباهى قليلاً"

تحدث رين وهنالك ابتسامة على وجهه...

" كان هذا ضرورياً؛ فإذا لم يفعل مافعله؛ لأصبح مشغولاً بتحدي القريب والبعيد الضعيف والقوي؛ الذين سيشككون في قوته؛ فأفضل شيء فعله هو عرض كامل للهيمنة"

تحدث لوكاس بما يراه حقائق مؤكدة...

"افهم وجهة نظرك؛ لكن لم يكن عليه أن يكون قاسياً إلى هذا الحد حتى مع راين الذي مهما كان سيئا فهو تلميذ هنا وزميل في الفصل"

" لذلك لن تتطور يا رين؛ كان هذا ضرورياً سواء لراين؛ او لإيرين"

قال لوكاس وعيناه الحمراوان تلمعان وهو ينظر إلى الباب الذي خرج منه إيرين.....

"اي تفاصيل أخرى ستضيفها لقصتي أيها المجهول"

..........

منظور"إيرين براون"

خرجت من الساحة وابتسامة راضية تعتلي وجهي؛ كيف لا وقد سارت خطتي بنجاح بنسبة مئة بالمئة....

أعني لم أعتد على نجاح الخطط؛ ودائما ما تفشل قبل بدايتها حتى؛ هل انا مخطط بارع....

وضعت هذه الأفكار في مؤخرة عقلي وانا اتجه إلى مكتب المديرة؛ لأول مرة سأدخل إلى مكتبها؛ يا ترى ما هي المهارات التي سأجدها....

وصلت أمام بوابة صغيرة؛ مزينة بفسيفساء قديمة الطراز؛ وكتب فوقها بحروف كبيرة نوعاً ما....

"مكتب المدير"

طرقت على الباب وقد سمعت صوت من الداخل يقول....

"ادخل"

دخلت إلى المكتب على استعداد للمفاجئة؛ هل سيكون مكتباً خيالياً؛ هل سأرى أشياء تطفو....

لأصطدم بالواقع المرير؛ حيث كان المكتب كيف أصفه؛ عادياً...

كان عبارة عن طاولة فوقها حاسوب صغير وكرسيان أمام الطاولة.....

وفي نفس الوقت كان هنالك كرسي خلفها وعلى ذلك الكرسي كانت المديرة جالسة تنتظرني.....

"الطالب إيرين براون؛ صاحب الرتبة السابعة في السنة الأولى"

"إنه لشرف لي أن تتذكر المديرة اسمي"

بدأت بإعطاء بعض المجاملات الشكلية؛ والتي لم تحبذها المديرة فقد ردت علي سريعا....

"حسناً يمكنك أن تختار مهارة من هؤلاء واذهب إلى فصلك رجاء قبل بدأ المحاضرة الثانية؛ بما اننا أخذنا وقت محاضرة السيدة سكارليت "

قالت وهي تشير إلى اسماء مهارات عرضت علي في شاشة صغيرة تطفو أمامي؛ عالم متطور....

نظرت إلى المهارات المعروضة؛ ويمكن القول ان نصفها قمامة ونصفها جيد؛ أعني تبريد الجسد؛ رؤية ليلية؛ هذه أشياء لا يحتاجها شخص تقريباً....

ولكن لفتت نظري ثلاث مهارات موجودة....

درع المانا

الرتبة:C

مهارة تسمح بجعل المانا تدور حول الجسد مكونة طبقة من المانا غير مرئية؛ وتحميك من الهجمات طالما كانت المانا متوفرة

نسخ الظل

الرتبة:C

مهارة تسمح باتخاذ عشرات الخطوات في لحظة واحدة؛ مما يكون صور وهمية من الجسد

عين البومة

الرتبة:D

مهارة تقوي النظر ١٠ أضعاف تقريباً؛ مع تحسين الرؤية في الليل

كانت هذه المهارات الثلاثة التي أعجبتني؛ ولو لا انني محصور في مهارة واحدة لأخذت الثلاثة مهارات...

فكرت قليلاً وقد كان خياري واضحاً منذ البداية؛ أعني يمكن للنظر والنسخ ان تنتظر؛ ليس لدي أي مهارات دفاعية؛ لو وضعت تم مباغتتي في اي مكان فقد انتهى أمري؛ حتى مع قدرتي على احتمال الألم...

"سآخذ هذه"

أشرت إلى مهارة درع الطاقة؛ ويبدو ان المديرة كانت تعرف خياري؛ تلك الأعين اللعينة.....

"خذ"

أعطتني المديرة ورقة صفراء محمرة؛ هنالك دائرة سوداء في وسطها؛ وكتب في أعلاها "درع الطاقة".....

أخذت الورقة وقربتها من وجهي بحركة يمكن ان أقول انني انا وإيرين القديم نعرفها؛ حيث اديتها بكل سلاسة.....

شعرت بالمعرفة عن المهارة تنتقل إلى دماغي؛ وأصبحت كالحاسة السادسة بالنسبة لي؛ مجازاً طبعاً....

بعد أن اخترت المهارة التي أريدها؛ احتجت ان أسأل المديرة سؤالاً يدور في ذهني منذ بدأ النزال مع راين....

" عذراً أيتها المديرة؛ اعذريني على وقاحتي ولكن لدي سؤال"

" تفضل بالسؤال سأحاول ان اجيب عليك"

قالت لي وقد استغربت من طريقة كلامها؛ هي دائمة متلبدة المشاعر لكن اليوم يبدو أنها على عجلة من أمرها....

"لماذا ساعدتني اليوم"

سألتها سؤالاً عن جميع الأسئلة التي تدور في ذهني....

" لكي تنضم إلى مجلس الطلاب"

"....."

حل الصمت في الغرفة؛ أعني انا أعرفها وأعرف قدراتها؛ لكن هذا مبالغ به قليلاً....

"قبل أن تذهب إلى أي استنتاج؛ يجب أن تعرف انني لا أساعدك لأني أهتم؛ بل لأن شخصاً مهماً بالنسبة لي طلب ان تنضم إلى مجلس الطلاب"

كان هذا رداً سريعاً جداً؛ وقد بدأت الدارات في دماغي تدور؛ من هو الشخص الذي يريدني أن انضم إلى مجلس الطلاب؛ هل يعقل ان يكون نفس الشخص الذي ارسلني إلى هذا العالم؛ ويرسل تلك الظروف السوداء.....

" حسنا الآن إذهب لإكمال باقي محاضرات اليوم؛ وأخبر زملائك بأن غداً سيفتح الإنضمام إلى الأندية؛ وكل طالب يمكنه اختيار ثلاثة أندية؛ وعليهم الحذر في اختياراتهم لأنهم لن يغيروا الأندية حتى نهاية العام"

هل هذا قانون جديد...

"حسنا أيتها المديرة؛ أستمحيك عذراً"

خرجت من غرفة المديرة واتجهت إلى الفصل الخاص بي مباشرة؛ غداً سيكون يوماً ممتعاً جداً.....

نلتقي في الفصول القادمة بإذن الله

رأيكم بالفصل واعذروني على الأخطاء

2023/07/07 · 191 مشاهدة · 1551 كلمة
Kareem awad
نادي الروايات - 2024