منظور"إيرين براون"
حسناً دائما في أغلب مجالات الحياة يكون هنالك أشخاص مميزون في مجالهم....
مثلاً ميسي في كرة القدم؛ محمد علي كلاي في الملاكمة؛ نادال في التنس؛و مايكل جوردان في السلة؛ وهكذا...
دائما تجد شخصاً تميز في مجاله بشدة لدرجة ان الناس يشاهدونه ليستمتعوا به أكثر من أن يتعلموا منه....
لماذا أقول هذا الكلام؛ حسنا فلنقل ان معلم نادي السحر من هذا النوع؛الأفضل في مجاله...
قد تفكر لما يُدرس في هذه الأكاديمية؛ سأقول لك كلمة واحدة فقط. المديرة.....
نعم هي وصيته والشخص الذي انقذه في أضعف مواقفه؛ ولا تفهم كلامي خطأً؛ لم تكن هي من أجبره على التدريس؛ بل هو بنفسه طلب هذا بسبب رغبته في رد الجميل....
"لماذا تبدو متباعداً هكذا"
ضحكت ماي قليلا قبل أن تكمل..
"هل تشك في قدراتك لدخول نادي السحر"
نظرت إليها مستغرباً قليلا؛ أعني لو شككت في شيء فهو دخول مجلس الطلاب؛ أما نادي السحر فدخوله سهل كشرب الماء....
"بجدية؛ هل تعتقدين انني لن ادخل إلى نادي السحر"
" اوه؛ نسيت انك تدعي ان لديك موهبة في السحر"
"لن ارد عليك ستشاهدين ما يحدث فقط"
لا فائدة من مجادلتها حقاً...
"لن أشاهد؛ سنلتقي في نهاية اليوم بعد أن ننضم إلى انديتنا"
بالمناسبة كنا نسير باتجاه مكان التقديم إلى الأندية؛ وهذا جعلني أشعر ببعض الحنين إلى عالمي؛ أعني هذا المكان يبدو حقا كالمهرجانات من عالمي القديم....
هنالك اكشاك في الوهلة الأولى تشعر انك موجود في مهرجان من نوع ما؛ مثل تلك المهرجانات اليابانية....
وهنالك عدة أشخاص يعلنون لأنديتهم بطريقتهم الخاصة؛ كأنك موجود في احد الأسواق الشعبية....
وايضا اكتشفت ان الأندية كثيرة جداً؛ ومتنوعة لدرجة المبالغة؛ نادي الخياطة؟ نادي الخوارق؛ يمكنني تقبل هذا؛ لا من أكذب عليه لا أستطيع؛ أعني جميع طلاب الأكاديمية قدراتهم خارقة للطبيعة؛ وفي النهاية تصنع نادٍ للحياكة.....
وايضا ما قصة بعض الطلاب الذين يخسرون فرصة لتقوية نفسهم في مجال ما؛ويهدرونها على نادٍ بدون فائدة عملياً....
رأيت من بعيد غرفة في وسط الخيم؛ انا لا أكذب؛ إنها غرفة مبنية بالأسمنت موجودة في نصف مجموعة من الأكشاك والخيم؛ علقت عليها لوحة كبيرة نوعاً ما كتب عليها؛ نادي السحر......
"يبدو اننا سنفترق هنا؛ نلتقي في نهاية اليوم"
نظرت إلى ماي وانا الوح لها...
"إلى اللقاء يا إيرين؛ ارجو الا تفشل"
تحدثت ماي بنبرة ساخرة؛ فجعدت جبيني وحسنا يجب أن ارد السخرية بالسخرية أليس كذلك...
"فلنأمل ان يقبلك نادي الملاكمة وهنالك نفط في يديك"
قلت هذا وهربت سريعا؛ أعني لا استطيع مواجهتها حاليا؛ صحيح انني قوي ولكن حسب الظروف؛ وبنسبة 90% إذا واجهت ماي سأخسر...
ابتسمت ماي وهي تنظر إلى قبل أن تلوح لي من بعيد وهي تقول....
"سأطلب من المعلمة وضع نزال بيني وبينك "
سرت قشعريرة في جسدي وانا اسمع هذا الكلام؛ يبدو انني سأتألم بجدية...
اتجهت إلى داخل تلك الغرفة الخاصة بنادي السحر؛ وشعور بالحماسة ينتابني؛ ليس في كل يوم تلتقي بواحدة من شخصياتك المفضلة...
اقتربت من غرفة النادي وانا مليءٌ بالتوقعات؛ هل سيكون كالخيال؛ هل سأستعمل السحر؛ كانت هناك عدة أسئلة تدور في ذهني.....
أعلم انني طفولي. بل طفولي للغاية؛ لكن ضع نفسك مكاني؛ شخص كان يعيش في عالم عادي تماما؛ لا سحر لا تقنيات متطورة خيالية؛ ولا أشخاص يحلقون وينفثون ناراً او اي عنصر آخر....
ثم في ليلة وضحاها أصبح هذا الشخص في عالم مختلف تماماً؛ حيث السحر والسيف والخيال هم الحقيقة في هذا العالم....
صحيح انني بدأت أعتاد على هذا العالم؛ ومع ذاكرة إيرين القديم او الأصلي؛ يمكن القول ان رباطة جأشي ثابتة في أغلب المواقف؛ لكن هنا لا يمكن لومي أليس كذلك...
طرق! طرق!
طرقت الباب كنوع من الاحترام وثم دخلت مباشرة لم انتظر ان يرد علي أحد؛ ليقابلني منظر غريب،اولا وقبل كل شيء كانت المساحة في الداخل اكبر بكثير؛ بكثير جدا من الخارج....
أعني اعلم انني دائما اشبه بملعب كرة قدم؛ لكن المساحة أمامي حرفيا تساوي مساحة ملعب كرة....
ثانيا كان هنالك العديد من الأشخاص يقفون في طابور طويل؛ هنالك قرابة ٣٠٠ شخص من السنة الأولى؛ هل كان هنالك عدد كهذا في الرواية...
بدأت انظر في الطلاب لألمح فتاة بشعر أخضر قصير وعيون حمراء دامية؛ المفاجئ انها لا ترتدي نظاراتها, كانت تلك الفتاة سيلينا؛ إحدى البطلات الرئيسيات...
لم اقترب منها إطلاقاً بل كل ما فعلته كان النظر إليها من بعيد؛ وحتى لو أردت ذلك؛ هنالك عدد لا بأس به من الطلاب يفصلون بيننا....
صحيح ان عدد الطلاب المتقدمين لنادي السحر كثير قليلاً؛ لكن ثلثهم فقط من سيتم قبوله؛ اي مئة طالب فقط....
قد تسأل كيف سيتم ذلك؛ حسنا هنالك اختباران بسيطان جداً؛ الأول الموهبة السحرية؛ والثاني تقارب العناصر....
الموهبة السحرية هي الأهم؛ ولكن إذا تساوى طالبان في الموهبة فسيتم اللجوء إلى تقارب العناصر.....
وبالمناسبة هنالك العديد من العناصر وحتى بعض العناصر المميزة كالجاذبية...
ولكن العناصر الرئيسية هي ستة عناصر وهي...
الضوء
النار
الرياح
الأرض
المياه
الظلام.
هذه هي العناصر الأكثر شيوعاً؛ ويمكن للشخص استعمال العناصر التي ليس له تقارب معها؛ ولكن لن يكون بنفس الكفاءة...
ونادراً يكون هنالك أشخاص لديهم أكثر من عنصر مشترك؛ مثل سيلينا التي لديها عنصرا الماء والرياح....
وقفت في الصف وانا اسرح بأفكاري بعيداً؛ غير عنصر النار هل سيكون لدي عنصر آخر...
قد تسأل لماذا أنا مهتم بهذا بشدة؛ حسنا أسلوبي القتالي؛ والمسار الذي سأسلكه بالكامل يحدده تقاربي اليوم؛ فمثلا لو أصبح لدي عنصر النار فقط؛ سوف يكون المدى القتالي الخاص بي من متوسط إلى بعيد؛ وهكذا...
اكملت الانتظار في الصف؛ وحسنا لم انتظر طويلا حقاً؛ ويمكن القول ان اختبار كل شخص لا يأخذ دقيقة واحدة؛ حتى سيلينا انتظرت دقيقتين قبل الخروج؛ ولازالت تعابير وجهها غريبة علي....
نعم لم تكن تلك الفتاة السعيدة المبتهجة مثل ماي في الرواية؛ ولكن لم تكن حزينة وضائعة هكذا؛ بل كانت كيف اصفها.. باردة....
لم اهتم بها كثيراً فلكل حادث حديث؛ ومادامت تقبل في نادي السحر؛ فسوف يكون لي معها عدة لقاءات مستقبلاً...
"التالي"
صاح صوت إلكتروني صغير يدعو لدخول الغرفة وقد حان دوري أخيراً؛ ومن وجوه الطلاب آمل أن يكملوا مئة على الأقل...
ضحكت على نفسي قليلا ثم ذهبت إلى الغرفة لأجد رجلاً وسيماً ذا شعر أبيض قصير وعيون سوداء لا تشعر بأي حياة فيها؛ انه معلم نادي السحر وأفضل السحرة في هذا العالم تقريباً؛(جيوفاني فينشي)...
يعد جيوفاني أفضل السحرة في هذا العالم حيث لديه تقارب ثنائي مع الضوء والرياح؛ وقد وصل إتقانه فيهم إلى الدرجة السادس؛ ويستطيع إطلاق تعويذة من الدرجة السابعة إذا كان في أفضل أحواله....
"الطالب إيرين براون؛ وصية السيدة لونا؛ شخص ذو موهبة حسب اعتقادها؛ هل موهبتك ترتقي إلى توقعاتها يا ترى"
"إنه لشرف لي أن يعرف أفضل ساحر موجود؛ السيد جيوفاني فينشي عن اسمي المتواضع"
ردت عليه بكل أدب لا أريد أن أضع نظرة سيئة لإحدى شخصياتي المفضلة في الرواية عني...
" تقدم إلى الأمام وضع يدك في هذه الكريستالة البلورية"
طبقت كلامه بالحرف وذهبت إلى تلك الكرة؛ وانا اعلم تماماً طبيعة عملها حيث تقيس موهبة الشخص بالألوان؛ وهنالك ثلاثة ألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر؛ والألوان لا تشير إلى الإمكانيات بل الموهبة الحالية حتى لا يغش أحد....
ومادامت تنير بأي لون من الثلاث فقد نجحت مباشرة وانتقل إلى اختبار التقارب....
الأحمر يقابل E؛ والبرتقالي يقابل D؛ والأصفر يقابل C....
وضعت يدي مباشرة في الكرة؛ وشعرت أن المانا في جسدي تتصادم نعم ان الكرة تبث بعض المانا الخارجية؛ لكي يتصدى لها جسدي وبالقليل من المانا التي تخرج تقيس موهبتي مباشرة...
نظرت إلى الكرة لأجده أضاءت بلون برتقالي فاقع؛ كنت أعلم ذلك؛ لأن موهبتي الحالية في السحر هي D.....
؛تصفيق!
سمعت صوت تصفيق لأجد المعلم يصفق بيديه وهو ينظر إلي....
"يبدو أن لدي طالبين موهوبين جداً هذا العام؛ سأتأكد من جعلكم أفضل السحرة في عصركم؛ ولكن قبل ذلك اتجه إلى اختبار التقارب"
شعرت بفرحة تتصاعد في قلبي؛ حيث هو فعلياِ جعل سيلينا أفضل ساحرة في عصرها؛ ولكن اطفأتها سريعا لأن اللحظة التي ستحدد مسار عملي قد حانت.....
تقدمت لأجد كرة كريستالية أخرى؛ بجدية أليس لديهم غير هذه الطريقة؛ ولا تفهمني خطأً هنالك عدة طرق لمعرفة التقارب؛ لكن هذه تعد الأسرع والأكثر كفاءة...
اقتربت من الكرة التي هذه المرة كانت شفافة؛ وقد وضعت يدي مباشرة وانتظر ان يحدث شيء...
ولم يخب ظني فقد أضاءت في البداية بلون أحمر داكن؛ عنصر النار متوقع.......
ثم بعد ثوانٍ قليلة أضاءت بلون أسود قاتم؛ الظلام هذا جديد...
يبدو أن تقاربي ثنائي مع الظلام...
. قبل أن اكمل سلسلة أفكاري أضاءت بلون أبيض فاقع؛ الضوء؛ لدي تقارب ثلاثي...
صمتت قليلا ثم وجهت نظري إلى المعلم لأجده متفاجئاً قليلا ولكن مبتسم رغم ذلك...
"أوه هذا سيكون ممتعا؛ عرفت سبب توصية السيدة بك"
قبل أن ارد عليه اختفى اللون الأبيض وما حل محله ضوء غريب ليس ضوء أحد العناصر الستة ولكن ضوء مقارب الأصفر ولكنه باهت جداً؛ ظهر ذلك الضوء بسرعة قبل أن يختفي مباشرة...
جعلني هذا في حيرة من أمري؛ أعني لا أدري حتى إن كان عنصراً أم خطأ في البلورة....
التفت لأجد المعلم منذهلاً قليلا؛ ونظرة غير مصدقة موجودة على وجهه قبل أن يعود تعبيره للمعتاد...
"ماهذا أيها المعلم"
سألته بأكثر سؤال منطقي في هذه اللحظة؛ ودارت دماغي تدور بسرعة؛ لم يذكر شيء كهذا في الرواية...
"لا تهتم به سنتأكد من هذا حين بدأ النادي في الأسبوع المقبل؛ ولكن هذا ليس شيئا سيئا"
مع ان عدة أسئلة دارت في عقلي لكن ليس باليد حيلة....
"الآن إخرج من هنا؛ لازال هنالك عدة طلاب يريدون التجربة"
خرجت من النادي بعد توديع المعلم؛ واتجهت مباشرة إلى نادي الرمح؛ اريد ان انتهى من جميع مشاغلي في هذا اليوم....
اتجهت إلى نادي الرمح وأنا أعلم أن الانضمام سيكون سهلاً كشرب الماء.....
.........
انضممت إلى نادي الرمح دون أي اختبار؛ حيث عرف انني أحد العشر الأوائل؛ وبمشاهدة تنمري؛ او قتالي مع راين فقد انضممت إلى ذلك النادي بسرعة....
والان حان وقت أصعب شيء؛ الانضمام إلى مجلس الطلاب....
"فلنأمل الا يحدث شيء.
.......
في غرفة النادي كان هنالك رجل في منتصف العمر؛ وسيم نوعاً ما يقف أمام سيدة باهرة الجمال ذات شعر أشقر طويل وعيون رمادية....
" يبدو أن تلميذك لديه تقارب الزمن؛ هل كنتي تعلمين بذلك "
نظرت إليه السيدة قبل أن ترد..
" ربما"
بهذه الكلمة فقط؛ قبل أن يضحك الرجل على كلامها...
"لا زلت كما كنتي؛ لكن مادام طلبك فاعتبريه الآقوى منذ الآن"
سكت الرجل قليلا والذي كان اسمه جيوفاني..
" خصوصاً وان لديه تقارباً لم يظهر منذ مئة عام"
"تقارب الزمن"
.............
أعتذر عن الغياب بسبب المرض...
ضعوا تعليقاً في صفحة الرواية لعلها تجذب قراء آخرين...
رأيكم بالفصل واعذروني على الأخطاء
بالمناسبة ما رأيكم بالغلاف الجديد