بينما كان إيرين وراين يشتبكان في القسم الشرقي؛ كان لوكاس هنالك في القسم الغربي؛ وقد كان حاليا في أعلى شجرة عالية؛ وكثيفة لدرجة انه لا يمكن رؤية أي جزء منه...

وفي نفس الوقت لقد كان يقوم باخفاء هالته وحضوره تماماً؛ مما أدى إلى تضليل مثالي....

لقد كان في ذهنه انه يجب عليه عدم الخسارة حتى يواجه رين على الأقل؛ ولما لا الفوز؛ فمن لا يرغب في درجات مجانية...

استطاع لوكاس حتى الآن هزيمة طالب واحد؛ وللأسف لم تكن قيمته سوى 9 نقاط....

"علي البدأ بالتحرك؛ فلا أعتقد أنني سأواجه شخصاً في هذه المنطقة؛ خصوصا وان توزيع الاختبار يكون حسب الرتب؛ فمثلا لن تجد اي شخص من أفضل خمسة في مكان قريب"

كانت أفكار لوكاس عن توزيع الطلاب صحيحة ما عدا شيء واحد؛ وهو ان إيرين وراين كانا في نفس المنطقة..

بدأ لوكاس بالتحرك بحثا عن طلاب آخرين...

ولم يمضي القليل من الدقائق حتى وجد فريسته...

لقد كان شاباً ذو شعر بني وأعين سوداء؛ وقد كانت تبدو عليه ملامح الثقة بينما كان يسير وهو يحمل سيفاً في إحدى يديه..

لقد عرف لوكاس فورا من كان؛ لقد كان طالباً يدعى ثيو براند؛ لقد كان شخصية داعمة؛ وأحد أقوى الطلاب في الفصل حيث قيمته تعادل 30 نقطة...

ظهرت ابتسامة على وجه لوكاس مباشرة؛ كيف لا وقد وجد بعض النقاط الثمينة من هذا الاختبار...

تعين على لوكاس الاشتباك معه قليلا لكي ينقص نقاط الصحة الخاصة بثيو؛ لأن من قواعد هذا الاختبار انه لايمكن القضاء على شخص بضربة واحدة؛ مهما كانت قوية فإنها على الأقل ستترك نقطة صحة واحدة على الأقل...

أخذ لوكاس نفسا عميقا..

"حسنا هيا بنا"

رفع لوكاس قوسه مباشرة وبدأ بجمع المانا حوله؛ لقد كان يضيء بلون رمادي جديد نوعا ما...

وجه لوكاس قوسه ناحية ثيو؛ وثم مباشرة تمتم بصوت منخفض..

"فن ملك القوس الحركة الأولى:مطر لا ينتهي"

مباشرة أطلق لوكاس سهمه؛ ولكن ليس باتجاه ثيو؛ بل باتجاه السماء؛ وثم بحركة جميلة توقف السهم فجأة ثم انقسم إلى العديد من السهام...

وثم بحركة سلسة نوعاً ما؛ توجهت الأسهم ناحية ثيو الذي استشعر الخطر؛ وبطريقة مباشرة بدأ يلتفت يميناً ويساراً بحثاً عن مصدر هذا الشعور...

ليتصبب وجهه عرقاً وهو يشاهد أمطاراً من السهام تتجه إليه...

"اللعنة"

لعن ثيو ثم بدأ بمراوغة السهام؛ صحيح انه لم يكن بمستوى رين او المعلمة؛ لكنه كان يبلي حسناً في ذلك....

ولكن حتى مع قدرته العالية على المراوغة لم يستطع تجنب كل السهام..

"ارغه"

تأوه ثيو وبعض السهام تخترق جلده؛ ولم يزده معرفة ان الضرر منقول بنسبة 100‪% إلا ألماً...

نظر لوكاس إلى ثيو من مكان مخفي قليلاً عنه وهو متفاجئ قليلاً؛ كان يعتقد ان ثيو سيتعرض لضرر أكثر من هذا...

"يبدو أنه اي شخص يمكن اعتباره عدو قد زادت قوته؛ هل هذا منطقي حتى"

تساءل لوكاس وهو ينظر إلى ثيو..

كان واضحاً ان لوكاس بحث في هذا العالم بشكل كبير؛ ولازال يبحث في عدة أشياء ومنها قدرته على هزيمة الطلاب الأخرين؛ والمدة التي يحتاجها لفعل ذلك؛ حيث أن كل طالب هنا غير الشخصيات الرئيسية تقريبا معرض لغسيل دماغ من الشياطين...

"حسنا لم يكن هذا سيئاً"

تقدم لوكاس إلى الأمام كاشفاً عن موقعه لثيو؛ لقد أراد هزيمته بسرعة تقريبا؛ ومع انه خطأ كشف نفسه لثيو بصفته مستعمل سيف؛ ولوكاس مستعمل للقوس؛ ولكن ثقة لوكاس تعني ان لديه خطة ما...

"هل تعرف ما أكثر خطأ فعلته"

تحدث ثيو ما جعل لوكاس يبدي تعبيراً متسائلاً...

"لقد أظهرت نفسك لي"

تقدم ثيو باتجاه لوكاس مباشرة؛ وقد كان يبتسم قليلا؛ لأنه من وجهة نظره؛ قد اخطئ لوكاس في الشيء الوحيد الذي يجعل له أفضلية عليه في هذا القتال...

لكن ما لم يكن يعلمه هو أن لوكاس كان جاهزاً لهذا؛ كان جاهزاً لهذه اللحظة بالتحديد...

حيث قام بعمل حركة بهلوانية متجنباً سيف ثيو بكل براعة؛ وفي نفس الوقت قام بإطلاق عدة سهام عليه؛ كل هذا حدث في أقل من ثانية...

تجنب ثيو السهام ببراعة مماثلة؛ مما اثبت انه يستحق النقاط التي وضعت له...

حاول ثيو عدم ترك مسافة مع لوكاس أثناء القتال؛ حيث ترك مسافة من رامي سهام في قتال مباشر يعد انتحار تاماً...

ابتسم لوكاس وقال بصوت معتدل...

"يبدو أن لديك بعض المهارة"

لقد كان لوكاس يمدحه بصدق؛ ولكن النظرة التي على وجهه لا تعكس ذلك إطلاقاً...

"لا زلنا لم نبدأ بعد"

قال ثيو هذا؛ وسيفه يضيء بلون أصفر باهت؛ اخيرا بدأ هذا القتال يحتدم...

جمع ثيو المانا حول سيفه وثم بصوت منخفض تمتم...

"اسلوب ناريّ؛ نار سامة"

لقد كان هذا أسلوب ثيو؛ اسلوب ناري ذو ثلاث نجوم؛ ويعد اسلوباً قويا إلى حد ما؛ ولكن لديه مشكلة واحدة؛ وقد كان لوكاس يعرفها جيداً....

انطلق ثيو باتجاه لوكاس مباشرة؛ وسيفه يبدو مشتعل نوعا ما...

بدأ لوكاس بالقفز مبتعدا لتجنب الاشتباك المباشر؛ وفي نفس الوقت كان يطلق السهام هنا وهناك؛ لقد كان اشتباكاً ممتعاً بالنسبة للمشاهدين؛ ولكن بالنسبة للمعنيين بالقتال لم يكن ممتعا على الإطلاق....

حيث أقل خطأ او زلة من شخص ما؛ وينتهي النزال في طرفة عين...

.....

بعيداً هنالك في غرفة المراقبة؛ وقفت المعلمة سكارليت وهي تنظر إلى عدة شاشات تنقل عدة قتالاته مختلفة في نفس الوقت...

ولم تكن تخفي انها كانت تركز على قتالات تلاميذها الحالية؛ أكثر من غيرها....

حيث كانت عيناها حاليا على نزال لوكاس وثيو؛ وبعد مشاهدة القليل من النزال ابتسمت وتمتمت بصوت منخفض...

"لوكاس سيفوز"

سمعها المعلم دونالد؛ وثم قال بنظرة مستغربة قليلاً؛ خصوصاً وان النزال حاليا متساوٍ نوعاً ما...

"هل هذه رؤيتك للنزال؛ ام ثقة بتلميذك"

"يمكنك القول انها رؤيتي للنزال؛ لأنه وبكل وضوح لوكاس يقوم باستدراجه لفخ من صنعه؛ ومع انني لا أعرف الفخ او نوعه؛ ولكن ثقة وهدوء لوكاس وحدهما تمكنانني من تحديد الفائز"

اومأ المعلم دونالد برأسه متفهماً؛ لقد كان أيضاً يظن ان لوكاس سيفوز؛لقد كان يعتمد على حدسه؛ وحقيقة ان لوكاس في الترتيب الثاني هذا يعني انه الأقوى؛ وهنالك دائماً عامل واحد يحدد الفائز وهو القوة...

" إذا ما رأيك بالاشتباك الذي سيبدأ الآن"

أشار دونالد إلى شاشة أخرى حيث كانت تعرض الشاشة الموجودة في الجانب الأيمن فتاتين؛ أقل ما يمكن القول عنهما أنهما باهرتي الجمال...

في الجانب الأيمن كانت تقف فتاة بكل فخر وثقة؛ وهي تحمل قوساً في يدها..

لقد كان شعرها أسوداً حريرا يتدلى إلى منتصف ظهرها؛ وقد كان وجهها جميلاً مع لمسة من الجدية عليه؛ ولكن أكثر شيء ميزها كان أعينها الزرقاء الكريستالية؛ لقد كانت ماي فوجي؛ وقد كانت تنظر حاليا إلى الفتاة الأخرى الواقف أمامها...

في الجانب الأيسر كانت هنالك فتاة؛ ليست أقل من ماي في اي شيء من ناحية الجمال؛ حيث كان شعرها الأخضر القصير يترفرف في الهواء كاشفاً عن وجهها كاملاً؛ ومظهراً أعينها الحمراء الياقوتية بكل وضوح؛ لقد كانت سيلينا هال...

الغريب هنا أن الفتاتان جميلتان ولكن بشكل متناقض تماماً؛ حيث حتى لون اعينهما متعاكس...

نظرت ماي إلى سيلينا وثم ابتسمت وقالت...

"ياله من عالم صغير؛ هل انا محظوظة او ماذا؛ اول شخص اواجهه يساوي اكثر من 30 نقطة؛ يبدو أن الاختبار سيكون ممتعاً"

نظرت إليها سيلينا؛ ولكنها لم تقل شيئا؛ بل اكتفت برفع خناجرها والنظر في عيني ماي؛ كان هذا الفعل إشارة على ان نزالهما سيبدأ قريبا؛ قريبا جداً...

بدأت ماي مباشرة بإطلاق وابل من السهام دون سابق إنذار؛ الأمر الذي كانت سيلينا تتوقعه؛ حيث قامت بكل بساطة؛ ولكن أناقة؛ بتجنب جميع السهام؛ وما لم تستطع تجنبه كانت تحطمه بخناجرها....

نظرت إليها ماي ولم تبدو عليها أي علامة مفاجئة؛ إذا لم تستطع أداء هذا القدر على الأقل؛ كيف تصنف نفسها من العشر الأوائل في الأكاديمية الأقوى...

اتجهت ماي مباشرة إلى أحد أغصان الأشجار؛ وذلك للحصول على رؤية أفضل؛ وذلك لأنها ستستعمل القوس حتى تحافظ على قوتها لما تبقى من الاختبار...

أدركت سيلينا خطة ماي سريعا؛ وثم قامت بإستحضار تعويذة سريعة كانت قد اتقنتها منذ صغرها؛ وأطلقتها على ماي مباشرة...

"نصل الرياح"

همست سيلينا باسم تعويذتها؛وثم بصورة فورية؛ انطلق ضغط من الهواء على هيئة نصل حاد باتجاه ماي....

تجنبت ماي النصل في اللحظات الأخيرة؛ وقد ظهر جرح على ساقها سالت منه بعض الدماء...

لم يكن النصل واضح بل يمكن القول انه كان شفافاً تماماً؛ ولولا شعور ماي ببعض التقلبات في المانا؛ لم تكن لتستطيع تجنبه...

"لن تكون هنالك متعة إذا لم يكن هناك مخاطرة"

وقفت ماي من مكانها لتلاحظ ابتسامة؛ تكونت على وجه سيلينا...

ولأول مرة منذ بدأ قتالهم فتحت سيلينا فمها للحديث..

"امسكتك"

بهذه الكلمة فقط أدركت ماي انها وقعت في فخ؛ وبصورة مباشرة أدركت ان الأشجار من حولها تزداد طولاً؛ ام هي التي تصبح أقصر! ...

ضرب الإدراك عقل ماي التي كانت مركزة بشدة على سيلينا ولم تركز في البيئة المحيطة بها؛ ولم تستطع ملاحظة انها موجودة حاليا في رمال طينية متحركة...

لقد كانت سيلينا تقودها لهذا الفخ منذ بداية النزال..

كان تخطيط سيلينا مرعباً جداً؛ ولكن كان هنالك مشكلة واحدة فقط...

أن ماي تستطيع رؤية المستقبل قليلا

عودة😉

2023/10/18 · 119 مشاهدة · 1354 كلمة
Kareem awad
نادي الروايات - 2024