في منطقة أخرى تماما من ساحة الاختبار؛ كان رين يسير وحيداً؛ وكان الجو حوله كئيب نوعا ما..
وذلك بسبب انه لم يستطع إيجاد اي طالب حتى الآن..
"ما الذي فعلته حتى يكون حظي هكذا؛ دع الطلاب جانبا؛ انا لم أقابل وحشاً واحداً حتى الآن"
صرخ رين بأفكاره وانتابه بعض القلق؛ لم يعتقد انه لن يقابل اي أحد؛ وقد مضى قرابة النصف ساعة؛ اي سدس الوقت المقدر للاختبار...
"حسنا؛ اتعرف ماذا؛ ساجذبهم بنفسي"
قال رين هذا ثم صعد إلى أعلى شجرة و قام بأخذ نفس عميق؛ وبدأ الصراخ؛ لقد يصرخ صرخة أشبه بزئير الأسد....
كانت هذه الصرخة مهارة تجذب الوحوش القريبة من مركز إطلاقها؛وتعمل بكفاءة جدا...
"إن لم أجد الطلاب؛ الا ينبغي أن أجد بعض الوحوش"
كانت هذه فكرة رين؛ حيث أراد أن يقوم بالقضاء على بعض الوحوش؛ واكتساب بعض النقاط حتى لا يبتعد عن البقية كثيراً؛ وثم في نهاية الاختبار سيجد بالتأكيد الطلاب الأقوياء؛ والذين يساوون العديد من النقاط...
لقد كانت هذه فكرة رائعة جدا؛ ولكن كان فيها مشكلة صغيرة؛ أغلب الطلاب الأقوياء والذين يساوون عديد النقاط؛ كانوا مشتبكين في ما بينهم في هذه اللحظات...
ولكن رين لم يكن يعلم هذا...
....
وقفت المعلمة وهي تنظر إلى رين؛ ولم تخفي اعجابها باستراتيجيته الحالية؛ وثم حولت نظرها سريعا إلى الشاشة التي تغطي المنطقة الشرقية...
حيث كان هنالك اشتباك من العيار الثقيل...
لقد كانت مواجهة مكررة من نزال سابق؛ حيث كانت تجمع بين إيرين براون؛ وراين فير...
كانت الفكرة الأولية للمعلمة هي فوز إيرين؛ ولكنها تفاجئت بأنه في وضع سيء حالياً...
لقد كان إيرين يبدو مصاباً مقارنةً مع راين الواقف أمامه؛ والذي يبدو في حالة جيدة نسبيا...
"يبدو أن طلابك ليسوا في حالة جيدة"
تحدث دونالد؛ الذي بدأت سكارليت تحدق فيه ببرود؛ بنظرة حادة؛ ولسان حالها يقول "إذا"....
لقد بدأت تسأم من تعليقاته الجانبية الكثيرة؛ والتي يبدو فيها انه يستفزها في كل مرة..
شعر دونالد بأنه داس على الوتر الحساس لذا قام بسرعة بتصحيح كلامه..
" أعني أنظري إلى حالته الحالية؛ يبدو أن صحته وصلت إلى 60% في زمن قصير نوعا ما؛ وهذا يجعله في وضع سيء حتى لو نجا من هذا القتال؛ أعني رين لازال لم يقاتل؛ ويبدو انه يقترب من مكانه الحالي"
اومأت المعلمة برأسها؛ وهي تعلم أن كلام دونالد صحيح؛ ثم رفعت عيناها الحمراوان ونظرت للشاشة التي تنقل قتال إيرين...
" ماذا ستفعل الآن. إيرين"
.....
منظور"إيرين براون"
حسنا هذا مؤلم؛ هذا سيء...
كانت هذه هي الأفكار التي تدور في رأسي حالياً..
يبدو أن راين دخل إلى هذا الاختبار وهو يريد الانتقام فقط؛ يبدو أن خطتي ادت إلى نتائج عكسية..
هذه عاقبة من يحاول تقليد ما يشاهده في الروايات والأعمال الأخرى...
أعني شخصية متعجرفة؛ إضربها حتى تحطم فخرها؛ أهنها بطريقة شديدة تناسب غرورها الكبير؛ ومبروك عليك؛ صنعت شخصية مساعدة محبوبة لدى القراء...
أقسم ان هذه كانت خطتي؛ لكن أين أخطأت...
"يبدو أن لديك وقتا كثيرا للتفكير"
حسنا تلك الشخصية تتحدث الآن ويبدو انني قد ساعدت في زيادة غروره؛ اللعنة على تلك الروايات...
"ماذا هل لأنك احضرت قطعة أثرية أصبحت لا تقهر"
سأبدأ ببعض الاستفزاز؛ خطة بدائية لكن دائما تنجح أليس كذلك...
"أوه؛ وإذا ماذا؛ أليست جزء من قوتي"
يارجل هذا نضج مرعب؛ ما الذي حدث له...
"مهلا مهلا؛ ما الذي حدث لك؛ تبدو كأنك عشت عشرين عاما في هذا الأسبوع "
تحدثت بكل جدية؛ هذا ليس راين الذي أعرفه إطلاقا؛إلا إذا ...
"أوه لديك تخمين رائع؛ ماذا سيحدث الآن"
اختفى راين من مكانه؛ وثم ظهر خلف ظهري كالسحر؛ لقد كانت سرعة رائعة؛ ولكن استطعت توقعه؛ خصوصا مع تقلبات المانا التي حدثت خلف ظهري...
لكن مجددا يثبت راين نضجه؛ ويظهر امامي...
لوح راين بخنجره مستهدفاً رقبتي؛ ضربة قاتلة ليس منها مفر؛ ام منها...
أملت بظهري إلى الخلف بأقصى درجة ممكنة؛ واستطعت بصعوبة نوعا ما تجنب ضربة بخنجره....
وفي نفس الوقت وجهت رمحي له بضربة ارتدادية سريعة.....
تجنب راين رمحي؛ مع انني أصبت ذراعه قليلا؛ لكنه مجرد خدش...
ممتع؛ممتع حقا؛ صحيح انني في وضع سيء؛ لكن هذا القتال ممتع جدا....
بدأت ابتسامة تظهر على شفتي...
"هيي راين؛ ما رأيك باشتباك حاسم"
قلت له مع انني واثق انه لن يوافق....
"ومن المغتال الأحمق الذي سيشتبك مباشرة مع رجل رمح"
قالها راين واختفى من مكانه....
"سنلتقي ثانية"
"مهلا"
ماذا لقد هرب؛ لماذا؛ لقد بدأت استمتع بهذا للتو...
"مهلا"
أصابني إدراك مفاجئ بعد تذكر إحدى مهارات راين؛ وايقنت انه لا يزال قريبا مني؛ورفعت حذري لأقصى حد على الفور...
لكن مهما حدث فرد فعلي كان متأخراً؛ لأتفاجأ بجرح يتكون على كتفي الأيمن...
"ارغ"
اللعنة..
أقوى مهارات راين؛ وسبب كونه مغتال مع انه من الجان...
[ كن واحداً]
أعلم أن اسمها سيء؛ لكن هذه تسمية لوكاس ماذا تعتقد..
المهم انني بدأت أقع في ورطة كبيرة…
تعرضت لضرر كبير؛ انا لا أمزح لقد خسرت نقاط صحة بمقدار 20 نقطة...
"الساق اليسرى"
ارغه!
تكون جرح آخر على ساقي اليسرى؛ حتى اضررت إلى الركوع او الجثوم؛ ماذا يجب علي فعله…
دارت الأفكار بسرعة في عقلي؛ وفي نفس الوقت كان الألم يؤثر علي؛ مع انه واقع افتراضي؛ لكن نسبة الألم 100% حقيقية جداً…
توصلت إلى فكرة انني يجب أن أنهى هذا القتال بضربة واحدة؛مرحى لي..
بجدية ليس هنالك حل…
"القدم اليمنى"
أخرجني صوت راين من تفكيري؛ وحسنا انه يلهو ولكن…
دوى صوت اصطدام قوي.
وقد كان بين رمحي وخنجر راين…
"صحيح انني في حالة سيئة؛ لكن هيا؛ انت تعلم انك إذا ذكرت أين ستوجه الضربة يمكنني التصدي لها ببعض الحظ"
قلت له وقد بقي في جعبتي فكرة واحدة..
"عقل القارئ"
……
اختلف الجو المحيط بإيرين مباشرة؛ وأخيرا بدأ يأخذ القتال بجدية…
بدأ إيرين يحلل الوضع بسرعة؛ وأصبح عقله يحلل المعلومات المحيطة بسرعة خيالية لا تصدق…
وتوصل إلى خطة سريعة نتيجتها المؤكدة هزيمة راين..
قام بإلغاء حضور التنين وثم وقف ساكناً في مكانه…
بدأت الابتسامة التي على وجه راين بالانحسار…
" ما الذي يحدث"
لقد سمع الشائعات المنتشرة في الأكاديمية؛ عن قتال إيرين ضد احد الطلاب الكبار؛ وكيف استطاع مجابهته تقريبا في آخر النزال قبل ظهور أليس…
لقد كان يظن ان الشائعات مبالغ فيها؛ ولكن بشكل فوري أدرك حقيقتها…
راين ليس غبيا؛ لقد استطاع ادراك ان إيرين أصبح أكثر خطورة؛ خصوصا وان عيناه عادا إلى لونهما الطبيعي؛ مع ان احساس القمع قد اختفى؛ ولكن حل محله احساس شديد بالخطر؛ كأنه يقف امام والده…
أدرك راين انه لو تأخر أكثر فسوف تصبح الأمور أكثر خطورة؛خصوصا وان مهارته تستهلك الكثير من المانا…
تحرك راين بسرعة محاولاً تنفيذ هجمة سريعة؛ ولكن تفاجأ بأن عيني إيرين تتبعانه…
تردد راين لجزء من الثانية وقد كان ذلك الجزء البسيط هو كل ما يحتاجه إيرين قبل أن يرفع رمحه ثم يتمتم ب…
"فن ملك الرمح الحركة الأولى:الصاعقة"
نفذ إيرين ضربته الصاعقة مباشرة باتجاه صدر راين؛ الذي لم يستطع فعل شيء سوا الشتم واللعن…
"اللعن.."
لم يستطع إكمال جملته قبل أن يبدأ جسده بالتكسرإلى جزيئات صغيرة…
ألغى إيرين عقل القارئ بعد ضرب راين مباشرة…
فاز إيرين. ووقف وهو ينظر إلى مكان راين ويتنفس بصعوبة…
" هذه ضريبة استخدام المهارات لأقصى حد"
لم يكمل إيرين جملته قبل أن يتفاجأ بسهم يخترق قلبه؛ لم يشعر حتى تقلبات المانا المصاحبة لضربة بهذه القوة؛ وذلك بسبب الغائه لمهارته…
"هااه"
تمتم إيرين وهو ينظر إلى السهم والذي اخترق صدره قبل أن يرفع رأسه وينظر إلى شاب وسيم؛ شعره أشقر قصير؛ وأعينه حمراء قرمزية…
"اللعنة عليك؛ لوكاس"
صرخ إيرين وجسده يتجزأ بنفس الطريقة التي تجزأ بها راين…
نظر لوكاس إلى جسد إيرين من بعيد وهو يتبخر؛ وثم تمتم ببضعة كلمات تحت انفاسه..
"هل هذا كل شيء؛ يالخيبة الأمل"
ثم بدأ بالقفز بين الأشجار مجددا؛ وكأنه لم يقم بأي شيء..
" ذهب واحد؛ وبقي اثنان"
.
حسنا لقد عدت للنشر بعد أيام عصيبة نوعا ما.
سيكون موعد نشر الفصول متى ما انتهت سواء بعد يوم او اثنين بإذن الله.
بالمناسبة يوجد سيرفر ديسكورد في خانة الدعم لمن أراد أن يعرف مزيد من المعلومات عن الرواية؛ ويوجد هنالك عدد من الروايات مثل منظور الشرير.