في أكاديمية الشمس..
تلك الأكاديمية التي تعد الأولى على مستوى البشرية..
المكان الذي يجتمع فيه نخبة المواهب البشرية؛وحتى الشبه بشرية في مكان واحد؛ تحت ستار التعليم..
المكان الذي يعد بإنشاء جيل يقف في وجه غزو الشياطين الوشيك..
في ذلك المكان بالتحديد؛ وفي أحد غرف النخبة؛نخبة السنة الأولى…
هنالك غرفة زين بابها برقم مزخرف بشكل جميل؛ وكان ذلك الرقم 8..
في داخل تلك الغرفة؛ كان هنالك شاب يقف امام مرآة..
حاولت المرآة عكس صورة وجهه ولكن تشققها حال دون ذلك…
كان سبب تشقق تلك المرآة ايدي ذلك الشاب التي كانت تقطر دما؛ ليس بسببها؛ ولكن بسبب حفر اظافره في باطن يده..
"اللعنة على إيرين ورين"
كان ذلك الشاب هو راين؛واقفا امام المرآة منذ ما على يبدو أنه مدة طويلة؛ حتى سمع صوت جديد في تلك الغرفة..
"خيبت املي مجددا يا راين؛ حتى بعد كل ما قدمته إليك"
تكونت صورة لرجل بدا انه نسخة طبق الأصل عن راين؛ ولكن غلبت على ملامحه الكبر…
ما كان واضحا انها صورة رمزية؛ وذلك بسبب جلوسه على عرش فاخر نوعا ما..
حاكم اقليم الجان الغربي؛ وفرد وصل إلى الرتبة S..
ألكسندر فير.
ارتجف راين حالما سمع ذلك الصوت..
"يا أبي أرجوك؛ كل ما احتاجه هو فرصة ثانية؛ واقسم لك؛ باسم ملكتنا انني سأطيح به"
"لاتذكر اسمها بفمك اللعين مجددا"
استشاط اللورد فير؛ وكاد راين يسقط من مكانه من ضغط صورة وهمية…
"اتظن انني لا أعرف ماذا يحدث؛ ولكن لا تقلق لديك فرصة؛ فرصة واحدة وأخيرة لهزيمة من الحق بك العار؛ من الحق بنا العار؛ولتدعو الا يكون لقاؤنا التالي فشلك الأخير "
اختفت صورة اللورد فير تاركة وراءها ورقة ساقطة على الأرض؛ وأمامها مباشرة سقط راين على قدميه وهو يتعرق ويرتجف..
" إيرين براون؛سأقتل بيدي هاتين"
التقط راين الورقة وحالما بدأ بقراءة محتواها؛ حلت عليه صدمة؛ وفتح اعينه على مصراعيهما؛ ثم بدأ الضحك..
"يبدو أن أيامكم معدودة أيها الحمقى"
منظور"إيرين براون"
ياله من يوم جميل؛ اخيرا ساتعلم السحر..
اشعر اليوم انني طفل يرى لعبة جديدة للمرة الأولى؛ لا بل تعديت مرحلة الطفل؛ انا شاب يرى لعبة جديدة للمرة الأولى..
عفوا سحر جديد…
مرت فترة على ان تكون معنوياتي مرتفعة؛ وارجو الا اكون رفعت علما..
بعد مدة بسيطة وصلت أمام غرفة نادي السحر؛ ونعم اول الواصلين كالمعتاد؛ مهارة..
دخلت إلى الغرفة التي بشكل سحري من الداخل أصبحت كبيرة؛ كبيرة لدرجة ان المساحة التي بالخارج تعادل سدس ما أراه امامي الآن..
هذه المرة وجدتها مجهزة بطاولات مرتبة كأنها قاعة محاضرات؛ لازال السحر يدهشني حتى الآن..
اخترت مكاناً متقدما؛ وبدأت بانتظار ما تبقى من الطلاب؛ وفي نفس الوقت اتأمل مجددا..
اصبحت عادة لي؛انها تريح عقلي من الأفكار السلبية التي تأتي بين فترة وفترة؛ عفوا دائما؛ تلك الأفكار اللعينة..
واصلت التأمل مع امتلاء القاعة بالطلاب تدريجيا؛ حتى حان الوقت..
"حسنا حسنا حسنا؛ انتم البراعم الجديدة الذين انضموا هذا العام"
تحدث صوت عرفته مباشرة؛ كيف لا وهو احد الشخصيات المفضلة لي في عالم هذه الرواية..
"اولا يسعدني تقديم نفسي لكم؛ انا المعلم المسؤول عن نادي السحر؛ جيوفاني فينشي؛ ارجو ان ننسجم جيدا؛ خصوصا ة من سيتبقى منكم"
صمت الطلاب؛ وحتى انا حين ماقال هذا الكلام؛ وقد ذكرني بمقولة عنه في الرواية؛ ذئب على شكل حمل..
أعني من ينظر إليه يقول انه لا يستطيع إيذاء حشرة ناهيك عن إنسان؛ خصوصا مع شكله الذي اصنفه أجمل من لوكاس؛ اللعنة انه أجمل شخص رأيته في هذا العالم حتى الآن..
لكت لا تقع ابدا في فخ الجمال..
فقناعه الحقيقي انه شخص سادي يستمتع بتعذيب المجرمين؛ وحتى بعض الطلاب من فترة لأخرى؛ ولكن هذه قصة لوقت آخر..
التفت لأرى تعابير الطلاب التي حلت عليها صدمة؛ ماذا كنتم تعتقدون؛ فراشة وازهار..
"بما انه اليوم الأول فالدرس سيكون سهل؛شرح نظري بسيط وثم نحاول تطبيقه؛ وآمل ان لا يكون هناك من يتخلف عنا؛ مفهوم"
"مفهوم"
رددنا بصوت واحد؛ وحتى هنالك بعض الطلاب من ابتلع لعابه؛ هالة ذلك الرجل لا تكذب…
صفقة!
صفق جيوفاني بيديه؛ وثم بدأ بالحديث مجدداً..
" ما هو السحر في رأيكم؛ وما الفرق بين الساحر والمقاتل العادي؛ اجابة موجزة لو سمحتم "
رفع معظم الطلاب ايديهم؛ وكنت بينهم؛ الأسئلة السهلة دائما ما تكون ممتعة..
"انتي هناك في الطرف الأيمن"
أشار المعلم إلى طالبة تجلس في طرف القاعة؛ بدت عليها علامات التوتر قليلا ولكنها اجابت بهدوء..
" طريقة التحكم بالمانا يا سيدي؛ فالساحر يتحكم بالمانا الخارجية وثم يدمجها مع المانا الخاصة به لتشكل لنا السحر حسب الصورة التي نطلقها بها؛ سواء كانت ماء او ناراً او غيرهما"
"أحسنتي؛ اما المقاتل؛ احب انت هناك الجالس في منصف القاعة تماما"
مهلا انه يشير الي؛لم اتوقع هذا…
" نعم يا سيدي؛ المقاتل يعتمد على المانا الخاصة به؛ولا يستمدها من الطبيعة؛خصوصا إذا كان مقاتل من المدى القريب لكي لا يتأثر تناغم المانا في جسده "
اشعر انني طالب مجتهد نوعا ما…
" حسنا بما ان الجميع يفهم النظرية فالموضوع سيكون سهل؛ الآن ركزوا على ما سأفعل"
أخذ المعلم نفساً عميقا؛ ثم بدأت الجو في القاعة يبرد؛ حرفيا انها تثلج هنا…
ركزت نظري على المعلم لأجد انه لا يفعل شيئا؛ سوى انه يبدي ابتسامة خطيرة نوعا ما؛ ما معنى هذا..
"هل استطاع احدكم معرفة ما حدث"
سكت جميع الطلاب وازدادت حدة ابتسامة المعلم؛ حتى انني شعرت بقشعريرة أسفل ظهري؛ يا رجل اشرح لنا قليلا..
"حسنا ركزو الآن؛ ولكن اغلقوا أعينكم وأشعروا بتدفق المانا حولي بالتحديد؛ ثم حولكم"
فعلنا كما طلب المعلم؛ولازلت لا أشعر بشيء..
مهلا؛ المانا؛ انها تدور حوله في دوائر..
"يبدو أن الإدراك بدأ يصيب بعضكم؛ واصلوا ما تفعلون وستفهمون ما اقصد"
حسنا؛ واصلت تركيزي على حركة المانا؛ حتى لاحظت انها تتكون على هيئة موجات؛ مركزها جسد المعلم..
"حسنا فكرة السحر بسيطة جدا"
أخرجنا صوت المعلم من هذا التركيز..
"كل ما عليكم فعله هو إدخال المانا الخارجية إلى جسدكم؛ وثم تحويلها إلى ما تريدون وذلك عن طريق ملامستها بالمانا الخاصة بكم؛ بهذه البساطة"
صحيح انني اعلم هذا؛ لكن لازلت ادهش من بساطة الفكرة..
" المعذرة يا سيدي"
رفع طالب يده للسؤال..
"كيف نحول المانا إلى عنصر عكس العنصر الذي نستعمله؛ هذا غير منطقي"
سؤال يدعو للتفكير حقا لو أردت رأيي..
" حسنا هذا لي ان اعرفه؛ ولكم ان تفكروا فيه حتى الدرس القادم؛ الآن اريد من الجميع محاولة تحويل البيئة؛ لن يخرج اي شخص من هنا إذا لم يفعل ذلك"
أصدر الطلاب أصوات حسرة؛ تدل على صعوبة المهمة؛ لكن المعلم لم يهتم بهم إطلاقا..
"اتطلقون على أنفسكم ابطال البشرية القادمين؛ اخجلتموني قبل أن تخجلوا البشرية حتى"
وها نحن ننظر إلى خطاب محفز…
" مهما كان ما يحدث سننتهي من هذا هنا واليوم"
قبل أن يكمل المعلم حديثه قاطعه صوت انثوي..
"لقد انتهيت هل يمكنني الذهاب الآن"
لقد انهت سيلينا الدرس قبل أن يبدأ.
.
.
.
.
يمكنك دخول الديسكورد الخاص بالرواية وعدد من الروايات كمنظور الشرير؛ ويمكنك رؤية العديد من الفعاليات هناك.
.
لا زلنا في تحدي النشر اليومي
وهذا فصل اليوم
نلتقي غدا في فصل جديد بإذن الله