منظور"إيرين براون"
مهما كان ما يحدث سننتهي من هذا هنا واليوم"
قبل أن يكمل المعلم حديثه قاطعه صوت انثوي..
"لقد انتهيت هل يمكنني الذهاب الآن"
لقد انهت سيلينا الدرس قبل أن يبدأ.
يمكنك معرفة ذلك من التغير البسيط الذي يحدث في القاعة؛ حيث يمكنك الإحساس ببعض الرياح التي أثارتها؛ كل شخص سيؤثر على المحيط حسب العنصر الخاص به..
هذا رائع؛ لو انها لم تتعلم هذا سابقا؛ ام لم تفعل؛ هذا لا يهم…
المهم انها انتهت…
رفعت عيني لأرى رد فعل المعلم؛ والذي ولسوء الحظ بدى انه يتوقع هذا..
لم تفارق الابتسامة وجهه؛ وثم رد عليها بكل سلاسة…
"نعم يمكنك الانتقال إلى الغرفة الأخرى؛ وبعدها يمكنك الخروج إذا أردت"
"حسنا"
خرجت سيلينا تحت أنظار الطلاب الآخرين وانا بينهم؛ أشعل هذا روح المنافسة لدي؛ ولذلك بدأت أيضا بمحاولة الانتهاء من هذا؛ لا يمكنني التراخي الآن…
حاولت وحاولت إخراج المانا أثناء إغماض عيني؛الموضوع سهل؛ لكنه صعب أيضا لو فهمت قصدي..
بعد مرور بعد الوقت بدأت أشعر أن الحرارة تنتشر في الأجواء؛ يبدو انني نجحت؛ وانا الأول بعد سيلينا..
رفعت يدي مباشرة؛ واخبرت المعلم انني انتهيت؛ وأشار لي بالخروج بنفس طريقة سيلينا..
اتجهت مباشرة إلى الباب؛ هل هذا كل شيء في هذا الدرس؛ لماذا لا أشعر انني تعلمت شيئا حتى الآن..
لا تفهمني خطأ؛ صحيح انه درس ممل؛ او انه ليس درسا حتى؛ لو وجدت هذا الموضوع في كتاب كنت سأستطيع تطبيقه..
خرجت من الباب وخيبة الأمل في وجهي حتى تفاجأت بشيء ما؛ رأيت سيلينا واقفة تلهث؛ وهي تصنع انصالا من الرياح..
لم يفاجئني هذا؛ بل ما يفاجئني انها تواجه المعلم الآن..
التفت إلى الخلف لأشاهد هل هو موجود في القاعة؛ ولكن لسوء الحظ أغلق الباب خلفي كالسحر؛ مهلا هذا سحر حقاً..
"إيرين براون؛ الطالب الثاني الذي ينتهي؛ الآن ستبدأ درس اليوم؛ الأمر بسيط حقاً؛ هاجمني عن طريق السحر فقط؛ والطريقة بسيطة"
هذا حقا لم يظهر في الرواية؛ المشكلة ان الرواية كانت من منظور لوكاس؛وبما انه لم يدخل إلى نادي السحر؛ المعلومات عنه قليلة..
"لكنني لا اتقن اي سحر يا سيدي"
تغيرت أعين المعلم عند النظر إلي؛ هل قمت بالضغط على زر من نوع ما..
" صحيح نسيت ان الجميع ليس معجزة مثل سيلينا هنا"
هذا محرج قليلا؛ ولكن ماذا أيضا..
"لذلك سأعلمك ابسط تعويذة سحرية يمكن استعمالها لتقارب النار"
رفع المعلم يده ووجهها إلي؛ مهلا هل هو يمزح معي…
"فاير بول"
انطلقت كرة من النار ويمكنك معرفة من كان هدفها؛ شخصي المتواضع الأعزل الذي يستطيع التفكير في كل هذا؛ ولكن ليس له طريقة ليقوم بالتصدي لما هو قادم له..
قاطعت يدي على شكل حرف x امامي؛ واستعدت لتلقي الضربة..
التي لم تصل إلي لحسن حظي؛بل تبخرت امامي بكل بساطة..
"هل فهمت شيئا"
تحدث المعلم وهو ينظر إلى؛ ولكن للأسف لم أفهم شيئا؛ او لم استطع ان انظر حتى…
"اعتذر يا سيدي؛ ولكن لم استطع حتى فهم الديناميكية لعمل هذا"
حاولت أن أبدو مثقفا؛ لكن في النهاية؛ لم أعرف ماذا يمكن قوله..
"انت ممل حقاً؛ انظر إلى سيلينا؛ فهمت كل هذا من نظرة"
حاولت أن أقول انها تعرف هذا قبل أن تدخل للأكاديمية؛ ولكن لا اريد قتل نفسي مبكرا..
" حسنا حسنا؛ سأشرح لك بالتفصيل الممل"
.
.
.
.
انتهى درس السحر وانتهيت معه؛ كنت اظن ان السحر يعتمد على الخيال بشكل أكبر؛ ولكن خاب ظني قليلا؛ حيث هنالك بعض الحسابات التي يجب أن اجريها قبل أن استطيع إلقاء اي تعويذة مهما كانت بسيطة..
نبضة!
شعرت بقلبي ينبض اثناء سيري؛ ومباشرة فهمت ان البيضة على وشك ان تفقس؛ فاتجهت مسرعا ناحية غرفتي…
وبالمناسبة سأنتقل إلى غرفتي الحديدة بعد أيام قليلة؛ لأن الاختبارات الشهرية على الأبواب…
وصلت إلى غرفتي وهناك رأيت البيضة تنبض وقد كانت موجودة في الخزانة…
انا لا أكذب حين اقول انها تنبض كقلب انسان؛ ولكن بحجم قريب لإطار المركبات..
اقتربت منها؛ وثم قمت بنقلها إلى السرير؛ أرى مشهد سحرياً امامي..
حاولت ضخ بعض المانا؛ لكن تم رفضي مباشرة..
هذا يعني ان كل ما يسعني فعل هو الانتظار؛ الانتظار كي تفقس..
ولا اخفي توتري؛ حيث يمكن مشاهدتي وانا اتحرك ذهاباً وإياباً؛في ارجاء الغرفة..
هل هذا هو شعور الأباء؛ انه شعور ليس رائعا على الإطلاق لو أردت رأيي..
بعد وقت طويل نوعا ما بدأت البيضة بالتشقق؛ أخيرا..
تفتت الطبقة الخارجية الصفراء كاشفة عن صغير تنين فضي؛ يبدو كالجرو تقريبا؛ لولا أن هنالك أجنحة هنا وهناك؛ مع ملاحظة تباين الألوان…
اقتربت منها؛ وانا اعلم انها أنثى؛ ويمكنك أن تطلق على ذلك الحدس..
مددت يدي إليها وابتسامة بلهاء تعلو وجهي..
عضة!
قامت بقضم اصبع يدي مباشرة؛ وقامت بأخذ بعض الدماء؛ لو لا انني قرأت الكثير من الروايات كنت سأشعر بالفزع واغضب مما يحدث..
لكن بصفتي شخصا محنكا؛ يمكنني تحمل هذا القدر من الألم..
"مهلا أليس هذا كثيرا نوعا ما"
حاولت ازالة يدي؛ ولكن اللعنة؛ أسنان التنانين ليست مزحة؛ وبدأ هذا الأمر يرهقني ويخيفني حقا..
تركت يدي بعد أن اخذت ما يكفيها من الدماء؛ هل دمى لذيذ؛ هل اربي تنينا مصاصاً الدماء…
وثم شعرت برابطة تتكون بيننا؛ يبدو أن دمى كان مفتاح الرباط؛ متوقع…
نظرت إليها وحسنا؛ يمكنك معرفة إلى أين يتجه هذا..
" سأقوم بتسميتك الآن"
"هممم ماذا سينفع لاسم تنين جميل فضي اللون"
فضي؛ جميل؛ أنثى…
"ماذا عن اريونا"
والتي تعني المياه الفضية إذا لم تكونوا مثقفين..
رفرفت اريونا بأجنحتها الصغيرة؛ وهذا يدل على إعجابها بالاسم؛ ام لا؛ ولكن اعجبني الاسم وهذا هو الأهم…
" حسنا الآن؛ ماذا يجب أن نفعل معك؛ هل اسجلك كرفيق؛ ام ابقيك هنا؛ او أخفيك وجودك"
في أثناء تفكيري بماذا سأفعل؛ فجأة ودون سابق إنذار تغيرت الغرفة تماما…
من ناحية الأجواء او المكان او حتى شكل الغرفة؛ كل ما تبقى انا واريونا؛ اقتربت منها غريزيا؛ وبدأت انظر حولي..
" اللعنة ماذا يحدث هنا"
لعنت وانا اشغل عقلي لأبعد حد..
" حسنا حسنا حسنا؛ إذا أنت من كنت تخبأ اميرتنا الصغيرة."
ارتجف جسدي حالما سمعت صوتاً جديدا؛ اقل ما يمكن قوله عنه انه مخيف…
ظهر امامي رجل بشعر أسود داكن جداً؛ وأعين سوداء كالهاوية؛وقف شعر ظهري وانا انظر إليه…
للمرة الأولى في هذه الحياة؛ يقف امامي حضورا اقل ما يقال عنه انه مرعب؛يرتجف جسدي بالكامل حين انظر إليه فقط
نظر الرجل إلي؛ ولم يعرني اي اهتمام؛ كنت كالحشرة أمامه..
" أيتها الأميرة؛ ستعوديني معي الآن"
مد يده إلى الأمام وحاول أخذها؛ حاولت إيقافه لأتفاجأ بيدي واقعة على الأرض امامي..
اخذ الرجل يدي وقام بتهشيمها مباشرة..
اخذت بضع لحظات لاستوعب ما حدث..
"اااااااااااه"
صرخت بأقصى صوتي؛ اللعنة هذا مؤلم؛ هذا مؤلم جدا..
"لا تقاطع حديثي مع الأميرة أيها النكرة"
تحدث الرجل مجددا؛ ولم يكلف نفسه عناء النظر إلى؛ بل يبدو أنه لم يهتم بي حقاً..
"اللعنة عليك"
صرخت بأعلى صوتي مع تفعيل حضور التنين؛ وفي نفس الوقت عقل القارئ؛ احاول ان اعطيه ضربة واحدة على الأقل…
وجهت رمحي ناحيته بأقوى ضربة اجيدها…
" فن ملك الرمح الحركة الثانية:مخترق النجوم"
وجهت رمحي بكامل قوته ناحيته؛ ولكن ما حدث بعدها جعلني أدرك مدى ضعفي…
لقد قام بالتصدي لضربتي الأقوى بإصبع يده الأصغر؛ بخنصره فقط؛ بخنصره المجرد من اي أثر للمانا..
"يبدو أن لدينا نصف تنين نائم"
تحدث الرجل ولأول مرة ينظر إلى..
" الآن هل تخبرني"
لمعت عيناه بضوء مخيف..
"قلب من تحمل في جوفك؛ يافتى"
اشعر انني فقدت الطاقة من جسدي؛اللعنة على ما يحدث..
"هذا القلب؛ هنالك عديد الأشخاص يستحقونه أكثر منك"
.
.
.
منظور الشخص الثالث
مد الرجل يده باتجاه قلب إيرين؛ ونيته اخذ القلب منه..
حتى تفاجأ موجة كبيرة من الطاقة تفوقت عليه مباشرة وارسلته محلقاً..
في كل هذا لم يغفل التنين الصغير؛ الذي كان يتلوى بين يديه محاولا الهرب؛ ولكن فرق القوة مهول حال دون ذلك..
"أرى أنه أصبح كل من هب ودب يمرح في اكاديميتي"
تحدثت امرأة تبدو في منتصف العمر؛ شعرها أشقر طويل؛ وأعينها رمادية باهتة…
كانت تلك الأعين تنظر مباشرة إلى الرجل الذي لم يغير من موقفه سوا انه ابتسم..
تقدمت السيدة لونا هارت لاين للأمام مباشرة؛ وبحركة سلسة لم تبدو للعيان قامت بقطع يد الرجل…
الذي لم يستطع حتى ان يبدي رد فعل..
"هذه اليد لتلميذي؛ بما انك تدين لها به"
لم يستطع احد في هذا المكان معرفة ماذا اوكيف اومتى تم قطع يد الرجل…
"الآن أخرج من اكاديميتي؛ وأخبر ملكك؛ ليس كل تنين مرحب به هنا"
لم يستطع الرجل فعل شيء سوا الإيماء برأسه..
واختفى من مكانه بينما كان يحمل التنين الصغير اريونا بيده الوحيدة المتبقية..
لم تعلق المديرة على هذا؛ فقط اعينها الرمادية الباهتة كانت تلمع بخفة بضوء أصفر خافت…
وجهت نظرها إلى إيرين الفاقد للوعي وتمتمت بصوت منخفض..
"حتى ورقتنا الرابحة كشفت الآن؛ يبدو انني يجب أن اعجل من خططي؛ خططنا"
.
فصل جديد؛ أراكم في الفصول القادمة بإذن الله
رأيكم بالفصل يهمني