38 - هل هذا ماضٍ أم حاضر، أو مستقبل

منظور"إيرين براون"

المنزل؛ او البيت…

المكان الذي يتعلم فيه الجميع معنى العائلة..

ملاذ مريح يعود إليه الجميع؛ ليحتموا من صعوبات الحياة..

المكان الذي يفترض فيه عادة ان تلتقي بأسرتك طبعا..

لماذا اقول كل هذا؟

حسنا لا أدري كيف او متى او لماذا؛ ولكنني حاليا أقف في منتصف منزلي؛ منزل إيرين براون…

قد يبدو هذا غريبا؛ لكن أشعر أنني في حلم؛أعني انا في حلم..

لم اعد للمنزل ابدا؛ ولم اخرج من الأكاديمية..

"الأكاديمية هاه"

مهلا؛ لقد تم اختطاف اريونا قبل قليل..

نظرت مباشرة إلى يدي لأجدها موجودة في مكانها..

"ما معنى هذا"

تمتمت بصوت منخفض؛ واشعر ان رأسي ينبض؛ ماالذي يحدث هنا بحق خالق الجحيم…

حتى سمعت صوتا اعرفه جيداً؛ صوتا يجعلني أشعر بمشاعر الحماية..

"إيرين الغداء جاهز"

لقد كان هذا صوت والدتي؛ والدة إيرين براون…

لا أدري حتى كيف او متى حدث هذا؛ لكنني سأجاوب..

"قا"

لم استطع إكمال كلمة قادم؛ حتى سمعت صوتا آخر؛ صوتاً جعلني اتجمد في مكاني اللحظات..

"قادم يا أمي"

كان هذا الصوت مألوفا بشكل مرعب؛ صوت كنت اسمعه يومياً..

لقد كان هذا صوتي أنا.

خانتني الكلمات؛ لم أجد حتى ما اعبر به؛ وانا انظر إلى شخص يبدو مثلي تماما في كل شيء؛ وكان يتجه إلى أمي بكل هدوء؛ كأنه كان معتاداً على هذا..

مر إيرين على ما يبدو من امامي؛ واتجه إلى طاولة الطعام؛ وبدأ بالمساعدة في وضع الطعام…

"هذا غريب؛ إذا أنا احلم؛ ولكن السؤال؛ متى حدث هذا؛ واين انا في اللحظة الحالية"

استنتجت انني احلم بسرعة؛ جميع المعطيات تشير إلى هذا؛ ولا أستطيع فعل شيء حيال هذا حاليا..

اقتربت من الطاولة لأسمع عن ماذا يتحدثون؛ولم يكن هنالك شيء مهم صراحة..

"أمي أبي لدي شيء مهم أرغب بأن اخبركم به"

أوه؛ إذا هذا قبل أن أصبح إيرين؛ اذكر هذا اليوم من ذاكرة إيرين حيث سيقول لهم..

"سأقوم بقتلكم الآن؛ أرجو أن سامحوني"

مهلا ماذا..

سرت قشعريرة في جسدي حين سمعت صوتي يقول هذا؛ نظرت إلى والديّ؛ واللذان يبدوان مشوشين مما يقوله ابنهما..

"إيرين براون؛ ماالذي تقوله؛ ونحن نتناول وجبة العشاء"

وجهة امي نظرة قاتلة إلى إيرين الذي كان يبتسم قليلا لهما..

ضحك والدي لتخفيف الأجواء..

"هل هذه هي النكات الي يقوم المراهقين بإلقائها هذه الأيام"

اعتقد انني لا أذكر جيداً..

لا بد انني كنت احب المزاح..

لكن ما فاجئني؛ ان هنالك دمعة نزلت من طرف عين إيرين الآخر؛ وقد لاحظت ان عيناه سوداء؛ وليسا صفراوين مثلي..

"إلى اللقاء؛ أمي، ابي، أراكم لاحقاً"

نهض والدي وقد حاول أن يفعل شيئا ما؛ ولكن تفاجأ ان المانا الخاصة به مقيدة؛ كأنها لا تعمل؛ او انها غير موجودة…

عادت عينا إيرين إلى طبيعتهما؛ إلى لونهما الأصفر المعتاد؛ ولكن تحول شعره إلى الأبيض؛ولم تساعد الهالات التي تظهر تحت عيناه في إخفاء إرهاقه؛ وقد ظهر سيف بلون اسود مشؤوم في يده…

تكون شعاع أحمر باهت على طرف السيف؛وقد كان يوجهه ناحية والديّ…

تجمدت في مكاني وانا انظر إلى والدي؛ وهما على وشك ان يتم قتلهما…

انطلق الشعاع من طرف السيف؛ وما بإصابة كلاهما في أعناقهما…

لم يستطع والديّ ان ينطقا بكلمة واحدة قبل أن يتفاجؤ بأن رؤوسهم موجودة على الطاولة؛ وفي منتصف الطعام…

انتشرت الدماء في كل مكان؛ حتى ان البعض استطاع الوصول إلى وجهه…

في خضم كل هذه الأحداث لم استطع ان انطق بكلمة واحدة؛ لا أعرف حتى كيف أصدق الذي حدث امامي؛ لا يمكن أن يكون هذا حلما؛ لا يمكن البقاء في الأحلام بهكذا وعي…

"اهلا بك إيرين؛ ام يجب على القول؛ جون"

تجمد جسدي؛ والمثير السخرية انني لم أكن أتحرك قبل هذا..

وقف شعر جسمي بشكل كامل؛ وبدأ العرق البارد يسير في ظهري..

"هل أكلت القطة لسانك؛ جون المسكين لم يعد يستطيع الحديث"

تمايل إيرين الآخر بشكل مثير للإشمئزاز؛ لا أكذب حين اقول انني شعرت بالقرف منه..

"من انت"

حاولت استجماع رباطة جأشي؛ وسألت السؤال المنطقي الوحيد الذي خطر في بالي…

"انا؛ أنا إيرين الأصلي؛ السؤال هو من انت؛ ماالذي جعلك تأخذ جسدي؛ يا جون"

مهلا؛ ماذا؛ هذا يهدم كل نظرياتي التي قمت بوضعها…

لم استطع ان انطق بكلمة واحدة؛ تسارع عقلي لقول اي شيء…

"الآن؛ مادمت لن تتحدث؛ سأقوم بالقضاء عليك؛واستعيد السيطرة على جسدي"

تمايل الآخر قبل أن يوجه سيفه إلي؛ لا استطيع حتى الدفاع عن نفسي؛ هل هذه هي النهاية…

تجمعت المانا الحمراء مجددا في ذلك السيف؛ السيف اللعين الذي قضى به على والدي…

انطلق شعاع أحمر قام بإختراق معدتي؛ وانا واقف…

" ارغ"

اللعنة؛ أشعر أن جميع اعضائي الداخلية تتلوى من الألم..

"اتعرف يا جون؛ لو كنا في عالم آخر؛ كنا سنصبح أصدقاء؛ لكن دائما؛ الصدف يمكن أن تصبح مروعة"

حتى أنه يستعمل المصطلحات التي أحبها..

"ولكن؛ انتهى وقت المرح"

هل هكذا ستكون نهايتي..

"الوداع"

لماذا لا استطيع الدفاع عن نفسي حتى…

"جون"

اغمضت عيناي؛ كانت حياة ممتعة..

لم تصل الضربة التي انتظرتها…

فتحت عيناي ببطء لأجد؛ إيرين الآخر وهو يتلوى في مكانه؛ ومشاعر الألم بادية على وجهه…

"إيرين؛ استمع إلى"

ما هذا؛ تحولت عينا إيرين الآخر إلى اللون الاسود مجددا؛ عين واحدة بالتحديد..

"لا تصدق كل شيء؛ لا تثق بأي شخص؛ والأهم من هذا كله؛ تريث قليلا في أفعالك"

تحدث الآخر وقد بدأت الدماء تسيل من عيناه الإثنان..

"تذكر؛ انت الوحيد الذي يستطيع أن يؤثر على مصير الأشخاص من حولك؛ مصير العالم؛ والأهم من كل ذلك؛ مصيرك انت"

هل هو يتحدث عني انا؛ جون، جون التافه…

" الوداع يا إيرين؛ لا اعتقد اننا سنلتقي مجددا؛ تذكر"

لم يستطع الآخر؛ او هذا الشيء إكمال حديثه؛ وقام مباشرة بتوجيه سيفه إلى الأعلى وأطلق ضربة مدوية؛ تلك الضربة التي كان يفترض ان تقوم بالقضاء علي..

لكن هاهي ذا تقوم بتكسير الفضاء من حولنا؛ كأنه زجاج املس..

" ما كل هذا"

لم استطع سوا ان ابدي انزعاجي مما يحدث؛ هذا كثير علي لفهم…

هل تكون الأحلام هكذا عادة…

.

.

.

في غرفة بيضاء ناصعة؛ اخترقت رائحة الأدوية النفاذ انفي…

فتحت عيناي ببطء؛ والصداع الشديد يؤثر علي…

ولم تساعد الإنارة القوية سوى في زيادته..

استطعت فتح عيناي أخيرا؛ وبشكل مباشر أدركت انني في غرفة من عرف المشفى؛ مشفى الأكاديمية…

"مشفى هاه"

بدأت بمحاولة استيعاب ما الذي أتى بي إلى هنا حتى تذكرت شيئا مهما…

"يدي"

رفعت الغطاء عن يدي لأجدها موجودة في مكانها..

لماذا أشعر أن هذا الموقف مر علي من قبل…

بدأت أحداث ذلك اليوم تعود إلى ذهني ببطء..

"اريونا"

بدأ الغضب يظهر على وجهي؛ ذلك اللعين؛ سأجعله يتمنى لو لم يصبح تنينا؛ هو؛ وملكه…

يختطفون شريكي مني بهذه السهولة..

في أثناء غضب إيرين لم يلاحظ ان هنالك أعين؛ أعين حمراء مشعة كانت تنظر له من النافذة…

لم يظهر من ذلك الشكل سوى أن جلده متفحم أسود؛ وابتسم ابتسامة خبيثة ثم اختفى من مكانه…

.

جلست على سرير المستشفى؛ وانا احاول استيعاب ما يحدث من حولي؛ هل كان هذا ماضٍ ام حاضر؛ ام مستقبل؛ هل هذا خط زمني آخر..

حتى سمعت صوت طرق في الباب…

"تفضل بالدخول"

أعطيت الإذن لمن كان في الخارج بالدخول؛ وفور دخوله شعرت بالمفاجأة…

"مرحبا يا إيرين"

كان شعره الأشقر يتحرك بانسجام وهو ينظر إلى؛ وأعينه الحمراء تلمع بلون غامض ومريب…

كان هذا لوكاس؛ لوكاس سيلفر؛ وقد كان يبدو جادا وحادا كما لم يبدو من قبل..

"لنتحدث؛ أيها الإضافي"

الفصل القادم بعنوان..

( من المؤلف إلى الإضافي)

2024/07/05 · 77 مشاهدة · 1115 كلمة
Kareem awad
نادي الروايات - 2024