منظور"لوكاس سيلفر"
يقال ان كل شيء في هذا العالم ينقسم إلى جزئين..
ابيض واسود..
نور وظلام..
ماء ونار..
الجيد والسيء…
حتى الحظ؛ ينقسم إلى الجيد والسيء…
ولكن هنالك بعض الأوقات التي لا تستطيع معرفة ما إذا كان الشيء جيدا؛ ام سيئا…
ويتحدد هذا بوجهة نظر الشخص اولا؛ ومجتمعه ثانيا..
لماذا يذكر هذا الآن تحديدا…
كنت افكر منذ مدة في العقبات التي تواجهني وستواجهني في هذا العالم…
من أصغر العصابات؛ إلى المنظمات؛ إلى مشاكل الأعراق إلى الحروب والآفات؛إلى الشياطين وذلك الملك اللعين؛ إلى النظام..
النظام؛ وتلك المهمات التي يعطيني اياها؛ خصوصا حين يكون إيرين براون متورطا فيها..
لقد بدا لي أنه كان يحاول جعلي احميه بأي طريقة؛ لدرجة انه قام بمنحي سلاحا اسطوريا؛ فقط لأقضي على شيطان ضعيف..
وحين اقول ضعيف؛ أعني مقدار قوة الشيطان مقارنة بالسلاح..
وهذا جعلني أشك في العلاقة بين إيرين والنظام..
ففي كل مرة تورط إيرين؛ أصبح مصير العالم في خطر…
كيف يمكن أن يعتمد مصير عالم كامل؛ على شخص واحد فقط…
وذلك الشخص ليس انا…
المؤلف..
أليست قصتي التي قمت بكتابتها بيدي…
وايضا لماذا يمنعني من الحديث معه؛ أليس في ذلك فائدة لي؛ يمكننا بالتأكيد التعاون لو كان مفيدا؛ وحتى يمكنني استغلاله بكل سهولة..
دينغ!
[ مهمة عاجلة]
الصوت المألوف لإشعارات النظام قطع حبل أفكاري..
"ليس الآن"
لم تأتي مهمة عاجلة منذ مدة..
[ إنقاذ إيرين براون]
[ أنقذ إيرين قبل أن يتم قتله وسرقة قلبه ]
[ الجائزة :تقارب مباشر مع الماء]
وقفت ساكنا وانا انظر إلى المهمة اللحظات..
"لن افعلها؛ فليمت"
لا أهتم به حقا؛ فلو مات هذا سيسهل على الكثير…
دينغ! دينغ!
[لو مات إيرين براون سيتعرض العالم للانهيار، وستفشل المهمة الرئيسية بنسبة 90%]
"لا يهم؛ أستطيع إنجازها بدونه؛أنا أعرف ما أفعل"
10% نسبة ممتازة…
لنرى هل سينجح استفزازي…
[تحديث جائزة المهمة:إضافة جائزة جديدة]
[ يمكنك الحديث والتخطيط مع إيرين براون منذ الآن ما دمت تنقذه]
لقد نجحت حقا..
الآن علي إنقاذه بسرعة؛ بهذه البساطة خدعت النظام…
.
.
.
الآن أنا متوجه إلى الغرفة الطبية التي يقيم فيها إيرين بعد إصابته…
ستسألني كيف انقذته..
الطريقة بسيطة حقا…
قمت بإخبار المديرة أن هنالك احمقا اخترق الأكاديمية؛ ويهاجم إيرين حاليا..
في البداية شكت في؛ كيف عرفت؛ بينما هي لم تستشعره حتى؛ وبعدها بثوان اختفت من امامي؛لقد أدركت الطريقة..
لقد قام بقتل أحد الحراس؛ واستبدل جسده به؛ لذلك لم تستطع إدراكه مباشرة…
وقفت امام باب غرفته؛ بدا الباب الذي أمامي غامضا؛ ومهيبا قليلا…
اخذت نفسا عميقا؛ هذا سيحدد الكثير من مسار المستقبل…
وضعت يدي على الباب..
"وهانحن ذا"
دخلت الغرفة الطبية؛ وقد استنشقت رائحة الأدوية النفاذة؛ لم تكن رائحة محببة لي إطلاقا..
لمحت إيرين يرقد على سرير متوسط الحجم نوعا ما؛ ليس بالكبير ولا بالصغير؛ وقد كان يبدو في حالة سيئة…
كان تنفسه غير منتظم؛ ويمكن ملاحظة هذا من على بعد..
والعرق يسري في أغلب وجهه؛ هل رأى كابوساً…
"مرحبا يا إيرين"
افتتحت محادثتنا بإيماءة بسيطة..
"فلنتحدث قليلا؛ أيها الإضافي"
الدخول في صلب الموضوع مباشرة…
"اراك كنت تتحرك يمنة ويسرى في هذا العالم؛ وتسير على طريق ليس مكتوب لك؛ لماذا تفعل هذا"
ابتسمت قليلا قبل أن أواصل؛ وإلى حد هذه اللحظة؛ لم يبدي إيرين اي رد فعل…
"قبل كل شيء؛ إلى أي جانب تتبع"
سؤال بسيط إجابته ستحدد الكثير…
"للأسف لست في مزاج حقا لمناقشة هذه الأمور؛ هل تستطيع تأجيل هذا قليلا"
فتح إيرين فمه؛ وتلك الكلمات التي خرجت منه لم تكن شيئا أردت سماعه…
ولكن حالة الضعف التي يبدو عليها يمكن استغلالها قليلا…
" إيرين براون؛ فتى في النصف الثاني من العقد الثاني؛ قبل في أكاديمية الشمس في المرتبة ال240؛ حين تم قبوله كان في الرتبة F؛ فجأة وبدون سابق إنذار إستطاع الإنتقال إلى الرتبة E+؛ وبعد اسبوع تقريبا من دخوله الأكاديمية؛ أصبح في الرتبة D-"
"ماذا تسمى هذا يا إيرين "
سألته مباشرة…
" موهبة عظيمة؛ اعتقد"
أجابني بكل برود؛ ولم تكن إجابة ابحث عنها…
"انت تعرف ما اقصد"
شعرت بالانزعاج قليلا من موقفه السلبي؛ هذا ليس إيرين الذي أعرفه…
" حسنا انا شخص إضافي مثلك تماما؛ هل انت سعيد الآن"
أجابني؛ وقد بدأ بالنظر إلى عيني…
"لن تخبرني بشيء جديد؛ انا وانت نعرف ما أقصده؛ سأكرر سؤالي طريقة أوضح"
اخذت نفسا عميقا؛ ثم نظرت إليه..
"ما هو هدفك"
سؤال بسيط يحمل معانِِ عظيمة…
أخذ إيرين وقتا بسيطاً للتفكير ثم قال بكل بساطة..
"صدق او لا تصدق يا لوكاس؛ لكن حقا ليس لدي هدف معين في رأسي؛ كل ما أريده هو العيش بهدوء؛ وتجربة طعم المغامرة"
أيمزح معي…
" اتمزح معي؛هل انت تعتبر هذا العالم المكسور عالماً يمكن العيش به"
اغضبني حديثه حقا؛ وبدأت أشك في كذبه..
أتعرف شيئا؛بما ان طريقة الحديث هذه لن تقودنا إلى أي شيء؛ يمكنني استجوابه بكل بساطة…
"اتعرف شيئا يا إيرين؛ الكذب ليس شيئا جيدا"
وقفت أمامه؛ ورمقته بنظرة غاضبة قليلا…
"يمكن القول انك تعرف عائلتي وصلاتي في هذا العالم؛ فمثلا؛ هنالك عدة طرق يمكن بها استخراج المعلومات من الأشخاص؛ والدتك هيلينا براون"
لقد تغيرت اعينه وهو ينظر إلى بنظرة شرسة؛ الآن بدأنا نصل إلى شيء مفيد…
"يمكنني ببساطة حذف نقابتها هي ووالدك بكل سهولة؛ وثم سأصعب عليهم حياتهم؛ والتي بشكل او بآخر تكون حياتك ايضا"
ظهرت العروق في وجهه وهو ينظر إلي؛ يبدو انني ضربت الوتر الحساس…
"حسنا ماذا تعتقد؛ حتى لو لم استطع اذيتك او قتلك؛ يمكنني بكل بساطة جعل حياتك جحيما هنا"
اقتربت منه وهمست بكلمات بسيطة في اذنيه…
" عن طريق قتلهما"
تراجعت وانا انظر لرد فعله؛ وشددت على قبضتي استعدادا لهجومه؛ لا بد من الاستعداد لكل شيء؛ مع أن املي سيخيب قليلا…
" لوكاس؛ لوكاس؛ لوكاس"
تغيرت نبرة صوت إيرين؛ وقد سرت القشعريرة في كامل جسدي حين رفع رأسه وهو ينظر إلى بعينيه اللتين أصبحتا متباينتي اللون؛ الأحمر و… الأسود!
"ام يجب أن اقول$$$$"
انقبضت عضلات جسمي وانا اسمع اسمي يتردد في الغرفة…
صفقة!
صفقة!
صفق!
وقف إيرين من مكانه وهو يصفق…
"تطورت حقا يا لوكاس؛ أصبحت تجيد التهديد؛ تقمص الشخصية لديك مثالي"
بدأ يضحك وهو ينظر إلي؛ وقد تجمد جسدي وانا انظر إليه؛ ما هذا الشعور؛ هل أنا… خائف!
"حسنا كما ترى التهديد لعبة يمكن لكلينا ان نمارسها؛ خصوصا وانك اخفتني؛ اخفت إيرين المسكين؛ انظر كيف ارتجف"
ما أراه امامي هو كل شيء؛ إلا شخص خائف..
" سأخبرك بقصة قصيرة؛ في يوم من الأيام؛ كان هنالك كاتب يعيش حياة سعيدة؛ وضع مالي مستقر؛ كتابة جيدة وتحتل أعلى المراكز في التصنيف العالمي؛والدين محبين؛ إخوة مترابطون؛ وخطيبة جميلة؛ تحبه ويحبها"
توقف عقلي عن المعالجة؛ هل هو يتحدث عن…
" حدد هذا الرجل موعد زفافه؛ وقد دعا أقاربه واصدقاءه؛ والجميع كان سعيدا له"
ولكن..
" ولكن تشاء الأقدار أن ينتقل إلى قصة كتب له فيها اليأس؛ سخرية القدر كانت انها قصته هو"
نظر إلى عيني مباشرة؛ وبدأ يقول..
"تم وعده بأمنية واحدة"
رفع أصبعه ولم تفارق عيناه عيني…
" ولكن هنالك شيء لم يكن يعرفه"
ماذا أيضا…
"يمكن توقع ان تكون امنيته هي العودة لعالمه؛ ولكن تشاء الأقدار ان تضع له تحديا آخر"
" تخيل معي؛ امنيته ستكون واحدة؛ ومثلا لو تمنى العودة إلى عالمه؛ وفي احسن الأحوال كان هذا بعد قضاء عامين في عالم روايته؛ كم سيكون الوقت الذي مر في عالمه ياترى؟"
"عامين؟؟"
اجبت بتردد قليلا..
" حتى الأذكياء يخطئون يا عزيزي لوكاس؛ ستكون مئتي عام؛ فكما ترى يوم في عالم روايته؛ يعادل مئة يوم في عالمه"
شعرت بشيء يكسر بداخلي؛ولم تزد كلماته التالية شيء سوا الألم..
"ستكون عائلته وجميع من يعرف ميتون بحلول ذلك الوقت"
أكان كل نضالي حتى الآن بلا اي فائدة…
سقطت على ركبتي وللمرة الثانية في هذا العالم؛ ليس لدي فكرة عما سأفعله؛ هل انتحر…
"كان الحل الوحيد هو وجود امنية ثانية؛ واحدة للعودة إلى المكان؛ وأخرى للزمان "
وكيف يمكن هذا..
" ولحسن حظه تبين ان هنالك شخصا آخر منح حق التمني؛ كان ذلك الشخص إضافياً بائسا؛ لا يريد اي امنية؛ كل ما يريده هو العيش بهدوء"
رفعت رأسي؛ هل يعني حقا ما يقول…
"وقد قال له ذلك الإضافي"
إنحنى إيرين إلى الأسفل وهو يمد يده إلي…
" الآن؛ من يهدد الآخر يا لوكاس "
في تلك الليلة…
من الهالة إلى الحديث إلى التهديد إلى الرعب؛ لم أشعر انني أتحدث مع بشري مثلي..
بل شعرت انني انظر إلى الشيطان الحقيقي…