منظور"إيرين براون"

لهاث!

لهاث!

مستحيل..

لا يعقل..

لا يصدق..

لقد فعلناها..

حقا لقد فعلناها..

"لوكاس، هل ما حدث حقيقي"

نظرت إلى لوكاس الذي خانته قدماه فخرّ جالسا على الأرض، نظراته اوحت بعدم التصديق..

"هل يمكن أن يكون هنالك ضربة كهذه أصلا"

طوال مسيرتي المهنية في قراءة الروايات، ومشاهدات جميع الأعمال التلفزيونة وغيرها..

لم أرى ضربة كهذه.

أعني، إطلاق رمح عن طريق قوس، لا أدري حتى كيف خطرت هذه الفكرة علينا، سواء انا أو ذو الشعر الأشقر..

منذ البداية، هل يمكن حتى ان تندمج طاقتين مختلفتين بهذه الطريقة.

لا أعتقد ذلك..

"المهم اننا فزنا، أليس كذلك"

تحدث لوكاس بنبرته المعتادة، لكنه لم يستطع اخفاء آثار البهجة في صوته..

نظرت إليه قليلا ثم بدأت بالضحك..

"يا رجل، أقسم انك كنت خائفا"

تجعد جبين لوكاس، وثم بنظرة متعالية..

"انظروا من يتحدث، الشخص الذي كاد يتبول في سرواله، وهو ينظر إلي في انتظار المساعدة، هل كان راغا مخيفاً لهذه الدرجة"

"...."

شعرت ببعض الخجل من رباطة جأشي قبل قليل، حتى الكلمات خانتني ولكن..

لم نستطع سواء انا أو لوكاس التوقف عن الضحك..

التوتر الذي كنا فيه قبل قليل كان مبالغاً فيه..

لقد هزمنا رجلا من الرتبة B هذا أعلى بكثير منا الإثنين..

وانا واثق انه لو كان يقاتلنا بجدية، لما استطعنا الصمود ولو لدقائق معدودة، قبل أن يتم القضاء علينا بشكل كامل..

"في رأيك، كيف سيكون حال الباقين"

وجهت سؤالاً منطقياً إلى لوكاس، الأمر الذي قابله باستغراب..

"هل تظن حقا انه يمكن أن يحدث لهم شيء، حتى انا وانت قد فزنا، وبما انك كنت الهدف، لا اعتقد ان الخطر عليهم كبير"

حسنا لقد فعلها هذا اللعين، لقد رفع علما للموت..

وضعت يدي على جبيني، أشعر ببعض الصداع منذ استخدام حضور التنين وعقل القارئ بأقصى قوتيهما..

خطوة!

خطوة!

خطوة!

بدأ صوت خطوات يعلو في المكان..

خطوة!

وقف شعر جسدي كاملاً، وشعرت بقشعريرة تسري في كامل كياني..

خطوة!

شعور عظيم بالعداء..

خطوة!

كان هذا الشعور، شعور وجود شيطان.

صفقة!

صفقة!

تعال صوت التصفيق الساخر..

وقد اتجهت اعيننا الي مصدر الصوت..

هنالك رأينا شخص يجر خلفه شيئا ما لم يكن واضحاً..

"هذا.."

تجمد لوكاس وتوسعت حدقتا عيناه..

"راين"

اكملت جملة لوكاس، وانا انظر إلى هذا الكيان الغريب..

لقد كان انساناً تعاقد مع الشيطان.

قرن أسود ينبت بشكل مقزز أعلى جبهته، عضلات تنمو هنا وهناك في جميع أنحاء جسده،ومانا شيطانية تسري في كامل محيطه.

لقد كان انساناً متشيطناً.

"احسنتما بالصمود إلى هذا الحد"

صوت غريب خرج من فم ذلك الكائن.

لقد بدأ كأنه تداخل لصوتين، مما جعل الكلمات التي تخرج من فمه لا تبدو واضحة الا بعد التركيز..

توجهت انظارنا مباشرة إلى خلف راين، تحديدا الا ما كان يجره، حيث كان يجر عدة أشخاص..

"إيرين، اخيرا وصلنا إلا هنا، لا تعرف كم انتظرت هذه اللحظة"

ألقى راين الأشخاص الذين كان يجرهم، وقد كان منظرا لا يصدق..

رين، ثيو، ماي، رينا، سيلينا، شخصيات رئيسية عرفت بقوتها وصمودها في وجه أعتى الصعاب..

تم إلقاؤهم كأنهم أكياس قمامة..

ضحك راين بصوت عالٍ..

" ما رأيك بهديتي لك، هل أعجبتك"

جنون، كان هذا مستوى عال من الجنون لم اتوقعه في حياتي..

حتى لوكاس، واقفاً فاتحاً عيناه على مصراعيهما لا يصدق ما يراه أمامه..

كان جميع من ألقي مصاباً بدرجات متفاوتة..

لكن سيلينا بدت في حالة سيئة حقاً..

ظهر جرح ضخم شاقاً معدتها، وقد كانت تفقد الدم بشكل مطرد..

"أولا وقبل كل شيء"

اختفى راين من مكانه وظهر امام لوكاس..

لم استطع حتى متابعة حركاته.

ولوكاس لم يكن أفضل حالاً، حيث تجمد في مكانه وهو ينظر إلى هذا الشيطان..

ارجح راين قبضته إلى الخلف ثم قال..

"لا نريد لأحد أن يفسد متعتنا"

وجه لكمة قوية جداً، اثارت الرياح خلفها، ولم تساعد موجات المانا الشيطانية سوا في زيادتها رعباً..

أصاب راين لوكاس في معدته، مخرجا له ما تبقى من وعيه، وثم بكل بساطة حمله وألقاه مع البقية..

"مع المانا الشيطانية التي دخلت جسده، لن يستيقظ قريبا"

ضحك راين بشكل جنوني، وثم التفت إلي..

"الآن يا إيرين، هل تذكر ماذا قلت لي في ذلك اليوم بأنك ستنهي كل شيء بضربة واحدة"

تقدم راين خطوة بإتجاهي، وانا بشكل غريزي تراجعت خطوة للخلف..

"أنا ليس لدي هذه الرحمة، سأستمتع بكل لحظة من هذا"

تقدم خطوة أخرى، وقد ظهر خنجر في ذراعه..

"لا زال إذلال ذلك اليوم محفوراً بعمق في رأسي"

ظهر راين في وجهي، وثم وجه لكمة إلى معدتي..

"ارغ"

هربت شهقة من فمي، وشعور طحن يسري بداخلي..

لكمة!

لكمة!

لكمة!

وجه عدة لكمات ناحية وجهي، ولم يكن لي حول ولا قوة..

لم استطع حتى متابعة حركاته..

من الهالة وحدها يبدو أنه في الرتبة A ويمكن انه في قمتها..

"ألم أقل انني سأنتقم"

بدأ بتوجيه طعنات لأماكن متفرقة لجسدي..

الألم، لقد كنت أعاني منه في هذه اللحظات..

شعور طعن الجسد، ودخول المانا الشيطانية بدا كأن الآلاف من النمل تنهشي ما بداخلي..

سعال!

سعلت دما، ولم استطع حتى لفظ كلمة قبل أن يتحدث راين مجدداً..

" لا تخف، لقد أحضرت معي أشياءً جيدة"

أخرج راين من العدم العديد من الجرعات، المئات منها، وبشكل واضح أدركت انها جرعات شفاء،جرعات شفاء عالية الجودة تحديداً..

"اليوم لا زال طويلاً"

سكب راين إحدى تلك الجرعات في فمي وأجبرني على شربها..

تسرب السائل ذو الطعم القبيح عبر فمي إلى معدتي..

وبمفعول كالسحر عاد جسدي إلى حالته الأصلية مجدداً..

استعادت عيناي طاقتهما مجدداً.

"لماذا تفعل كل هذا"

تمتمت وقد لاحظت ابتسامة تتكون على شفتي راين..

"لماذا تقول"

ضحك راين بشكل جنوني، لقد فقط هذا الرجل عقله..

"انت كنت السبب"

ألقى راين رمحي الذي فقدته قبل قليل إلي، وثم رفع إصبعه السبابة بإتجاهي..

"هلم إلي"

أمسكت برمحي..

وأخذت نفساً عميقاً..

"فن ملك….."

لم أستطع ان أدرك ما يحدث قبل أن أجد نفسي ملقاً على الأرض..

أسعل دما بطريقة مرعبة، وقد اخترقت عظام قفصي الصدري رئتي..

تحولت رؤيتي إلى ضبابية، وقد شعرت انني أفقد حياتي..

هكذا سأموت إذا..

الموت الذي انتظرته لم يأتي، بل بدلا من ذلك بدأت أشعر بالحياة مجدداً..

مع استعادتي لوعيي بشكل بطيء مجددا، لاحظت ان راين يسكب جرعة أخرى علي..

استعاد جسدي صحته مجدداً، ومن هول الصدمة لم استطع ان أقول أي شيء..

في تكرار لما حدث قبل قليل، ألقى راين رمحي بإتجاهي مجدداً..

"تعال إلي"

تكرر ما حدث قبل قليل، مجددا وجدت نفسي على حافة الموت قبل أن يعالجني راين، ويلقي إلي رمحي مجدداً..

"كما تعرف، لقد القيت لعنة على اثنين من هؤلاء الأشخاص، والطريقة الوحيدة لإيقافها هي قتلي وسكب دمائي عليهم"

تحدث راين وهو يسخر مني مجدداً…

ومع الغضب المتصاعد في داخلي حاولت الهجوم عليه قبل أن يرسل لكمة إلى وجهي..

شهقة!

خرج تأوه من شفتاي وانا أنظر إلى راين المبتسم أمامي..

وثم بشكل مطرد بدأ بضربي على وجهي..

توالت اللكمات على وجهي، وقد بدأت أشعر بالخدر من شدة الألم..

واستجابة من راين لعدم استجابتي للألم سكب جرعة أخرى على وجهي..

وثم بدأ بضربي مرة أخرى.

مراراً وتكراراً.

مراراً وتكراراً.

فقدت العد من عدد المرات التي تكررت فيها هذه الدورة من التعذيب..

ما الذي فعلته حتى يحدث لي هذا..

[هل تريد أن تخرج من هذا الألم]

بدأت الهلوسات تتكون في داخلي، حيث بدأت أسمع أصواتاً غريبة داخل رأسي..

لكمة!

وجهت عدد من اللكمات إلى وجهي مجدداً.

لماذا يفعل راين هذا حتى، انا لم أفعل له شيئا فظيعاً كهذا.

"اشرب هذه"

القيت جرعة شفاء أخرى على فمي..

كانت هذه الجرعة السابعة والسبعين..

ولا زال الألم يتكرر مجدداً.

"لماذا تفعل هذا"

شعرت بسائل دافئ يخرج من عيناي، لقد كانت هذه الدموع.

"الم أقل انني سأرد ما حدث لي أضعافاً"

وثم مجدداً بدأ التعذيب مجدداً..

التكرار الخامس والثمانين..

[ كل ما عليك فعله هو قولها]

قول ماذا.

التكرار التاسع والثمانين.

[ سأخرجك من هذا الوضع ]

هل هذا ممكن.

التكرار الرابع والتسعون.

[ قلها ]

ما هي.

أخبرني ما هي.

[ التكرار التاسع والتسعون ]

لقد فقدت الأمل في الخروج من هذا الموقف، حتى الألم لم يعد يؤثر علي..

القى راين الجرعة رقم مئة.

وعاد جسدي مجددا إلى ما كان عليه..

القى الرمح بإتجاهي مجددا.

"وهكذا رددت الإذلال مائة ضعف"

تكونت ابتسامة على شفاه راين وهو ينظر إلى..

لكن للأسف لم اعد استجيب إليه..

بل قلت شيئا معينا.

الشيء الوحيد الذي كان يتردد في ذهني طوال فترة التعذيب.

طوال الساعات التي مرت..

"شخص مثالي"

.

.

.

إيرين وقد بدأ الشيب يظهر في شعره بشكل مطرد..

تمتم ببضعة كلمات، بلفظ اسم مهارة عرفها حديثاً.

وبعد ذلك شعر باختفاء وعيه.

لاحظ راين الاختلاف الذي حدث في إيرين،فقدت عيناه الحياة التي كانت موجودة فيها..

"هل كسرت أخيراً، هذا يتناسب مع عدد الجرعات التي اعطيتك اياه، اقيمك ب100%"

حمل إيرين الرمح الذي ألقي إليه وتكونت ابتسامة غريبة على شفتيه..

"فن ملك الرمح الحركة الثانية:مخترق النجوم"

"هل فقدت عقلك أخيرا"

ضحك راين ولم يبدي اي رد فعل..

كان واثقاً من أي شيء سيأتي إليه، سيتصدى له مع قوته الحديثة.

لكن ما لم يكن في باله..

وجه إيرين رمحه ناحية صدره، قلبه تحديداً.

وثم..

طعن إيرين نفسه!.

2024/11/26 · 47 مشاهدة · 1379 كلمة
Kareem awad
نادي الروايات - 2024