هل تعلم مايفعله الإنسان حين يخاف...
حسناً تختلف ردود الفعل من شخص إلى آخر، لكن أكبر نسبة من البشر تتأرجح بين خيارين....
الأول هو الإنهيار والتجمد! وهذا في الغالب يحدث عند أغلب البشر، والنوع الثاني هو من يحاول المقاومة وتزداد قوتهم مؤقتاً تحت تأثير الأدرينالين ....
قد تسألني لماذا أقول لك هذا، حسناً انا في موقف أشعر فيه بالخوف الشديد، ويمكنك القول أنني من النوع الأول من البشر....
"دعنا نتحدث"
حالما قال الرجل هذه الكلمات تجمد جسدي، واصبحت كالصنم من شدة الخوف من الشخص الذي أمامي....
كيف لا وأنا يمكنني بوضوح أن أشعر بفرق المرتبة بيننا؛ ودعني اقل إنه فارق كبير؛ يبدو هذا الرجل كأنه من الرتبة C وقد يكون أقوى من ذلك....
من مالاحظته عن هذا الرجل أنه يبدو مغتالاً...
والجدير بالذكر انه لم يكن يرتدي قناعاً...
وهذا يعني شيئا من اثنين؛ إما أنه يعتقد انه أقوى من بشكل كبير لدرجة الإعتقاد أنني لن أضره بشيء؛ الثاني أنه لايخاف من كشف هويته؛ وأنا أرجح الخيار الأول لو سألتني....
"حسنا هل أخذت ذلك الكتاب"
قال الرجل وعيناه تلمعان بلون احمر قرمزي يتناسب مع لون شعره بشكل غريب...
"هل أكل القط لسانك؛ إذاً سأجعلك تتحدث.... بالقوة.."
قال الرجل واختفى من مكانه
حدث شيء بسرعة لم تستطع عيناي متابعتها، حتى وجدت نفسي أحلق واصطدم بجدار خلفي...
" ارغه"
سعلت دماً ويمكنني أن أشعر بأعضائي الداخلية تكاد تنفجر من الألم....
"تباً هذا مؤلم حقاً"
تمتمت وعقلي يتسارع للتفكير في شيء يخرجني من هذا الموقف؛ ويمكنك القول انني لم اتوصل إلى أي شيء في هذا الموقف العصيب...
"حسناً هل ستبدأ التحدث ام نواصل مسرحيتنا الصغيرة؛ ودعني أقل لك؛ يمكنني الاستمرار في هذا طوال الليل...
قال الرجل وهو يبتسم ابتسامة سادية؛ وهو يضع لسانه على خنجر بدى انه ظهر من الفراغ...
مرت قشعريرة في كامل جسدي عند رؤية ذلك الموقف؛ وبدأت في ذهني فكرة واحدة؛ (الموت)...
هل تعرف ذلك الشعور حين تعرف أنك لا تستطيع فعل شيء للخروج من الموقف الذي أنت فيه؛ حسناً انا حاليا في ذلك الموقف...
"لن أكرر كلامي، هل أخذت ذلك الفن"
قال الرجل والغضب يبدو على محياه.
"لا...آه"
لم أستطع إكمال جملتي حتى شعرت بطعنة في كتفي الأيسر؛ ويبدو أن الرجل يستمتع بمعاناتي حقاً
"هل اخذت ذلك الفن، اجبني"
قال الرجل، وتلك الابتسامة لا تزال على وجهه القبيح....
" عليك اللعن.... ارغه"
أتت الطعنة هذه المرة في كتفي الأيمن،ولم يخرج الرجا خنجره من كتفي هذه المرة...
بل ذلك اللعين ثبت الخنجر في كتفي وبدأ يضغط عليه بقوة كبيرة حقاً...
هذا مؤلم حقا لم أستطع التفكير في طريقة للخروج من هذا الموقف، ويبدو انني يجب أن اتقبل موتي في أول موقف خطر لي في هذا العالم...
حالما فكرت في فكرة موتي بهذه الطريقة شعرت بشيء ينكسر بداخلي، فكرة الموت على يدي شخص مجهول ونكرة ضعيف كهذا...
لماذا قلت ضعيف لأنني بدأت اتعرف على هذا الرجل، ويمكنني القول أنه الشخص الذي أخذ هذا الفن في الرواية...
قد تقول ما علاقة هذا الكلام بضعفه؛ حسنا هذا أقوى أسلوب رمح في العالم؛ وحتى بعد عامين لم يستطع هذا الرجل سوى أن يتقنه بنسبة 17%! وهذه نسبة ضعيفة حقاً....
بدأ الغضب يتصاعد بداخلي وشعرت أن قلبي ينبض بسرعة كبيرة حقاً؛ ويبدو أن الطاقة تندفع بداخلي بسرعة كبيرة....
شعر الرجل بخطأ وهو ينظر إلي وفعل أغبى شيء يمكن أن يفعله شخص في هذا الموقف....
لقد تراجع إلى الخلف؛ وهل تعلم ما أكبر خطأ في أن تقاتل مستعمل رمح؛ نعم ان تعطيه مساحة كافية....
وحسناً لايزال رمحي متعلقاً بيدي..
تقدمت إلى الأمام مدفوع بالأدرينالين وأنا اصرخ بأعلى صوتي...
"فن ملك الرمح الحركة الأولى؛ (الصاعقة)"
تقدمت إلى الرجل وبدى أن الرمح يختفي في يدي من شدة سرعة الضربة، طبعا كانت الضربة مزيج من فن ملك الرمح مع الضربة الحرجة...
"اللعنة عليك"
لم يستطع الرجل قول شيء حتى وجد ان الرمح اخترق قلبه، وخرج من الناحية الأخرى....
وقفت وانا استند على رمحي وبدأت أفكاري تتسارع...
"لقد قتلت شخصاً ما"
بدأت أتقيأ حتى سمعت صوتا مالوف...
"لن أموت وحدي سأخذك معي"
قال الرجل وبدأ جسده ينتفخ بطريقة غريبة..
"اللعنة يبدو أنه هجوم انتحاري"
قلت وأنا اركض للابتعاد عن هذا المكان وعقلي يتسارع بالتفكير في طريقة للهروب....
"اللعنة"
هذا آخر شيء قلته وقد بدأ ضوء قاتم يعمي رؤيتي...
.........
في مكان آخر في العالم
يقف شاب وسيم نوعا ما ذو شعر أشقر قصير؛. وهو على ما يبدو ينظر في الغابة التي أمامه؛ ويبدو أنه يبحث عن شجرة من نوع ما.....
" حسنا هذا مكان رفات سيد القوس حسب الإعداد الذي وضعته في الرواية"
قال الشاب وهو يبحث عن تلك الشجرة"
" اللعنة على هذا النظام؛ الا يستطيع أن يريني مكان تلك الشجرة على أقل تقدير"
قال الشاب وهو يتجول في حذر لأنه يتواجد في غابة غريبة الشكل أكثر ما يميزها أن أشجارها ضخمة؛ بارتفاع مبنى من أربعة طوابق تقريبا....
"لوكاس سيلفر"
كان هذا اسم الشاب ذو الشعر الأشقر والعيون الزرقاء؛ يمكننا القول أنه مؤلف الرواية التي نتحدث عنها؛ وقد تم تجسيده في هذا العالم قبل حوالي أسبوع من الآن....
"حسناً يجب أن يكون الفن موجوداً تحت شجرة تقع في منتصف الغابة تحديدا بين ثلاث أشجار عملاقة؛ وهي أطولهم"
قال لوكاس وهو يبحث عن تلك الشجرة لما يقارب الساعتان؛ ولا يزال لم يجد شيئا ملموسا حتى الآن...
"لو كنت أعلم هذا لأضفت إعداداً في الرواية يحدد موقع تلك الشجرة اللعينة"
قال لوكاس وملامح الغضب بادية على وجهه الوسيم...
فجأة سمع صوت حفيف بين الأشجار..
" من هنالك"
قال لوكاس وهو يرفع حذره لأقصى حد ممكن وخرج قوساً من مخزونه...
"اللعنة يبدو أن هنالك مخلوقات قريبة مني"
قال لوكاس ولكن فجأة سقط سائل أخطر على كتفه...
نظر لوكاس إلى الأعلى على الفور وشاهد عينين خضراوين تلمعان في الظلام بضوء مشؤوم...
"اللعنة انه ثعبان الأناكوندا المتطور وهو يعادل وحش من الرتبة D "
قال لوكاس وقد بدأ الركض بأقصى سرعة لديه...
ولكن الثعبان كان أسرع منه
"اللعنة؛ اللعنة"
كان لوكاس يلعن وهو يركض بأسرع سرعة استطاع حشدها في هذه اللحظة...
مالم يلاحظه أن الثعبان أقترب منه من نقطته العمياء..
لم ينتبه لوكاس حتى شعر بشيء حاد يخترق كتفه الأيسر
"آه"
خرج صوت انين مكتوم من فم لوكاس؛ وبدى ان رؤيته ضبابية
"يبدو أن الثعبان سام"
بدأ وجه لوكاس يتقلب بين الغضب والخوف؛ وبدأت سرعته تتباطأ
"يبدو انني مكتوب علي الفشل حتى في هذه الحياة؛ هههههههههه"
بدأ لوكاس يضحك بطريقة هستيرية؛ ومازال يركض ومازال الثعبان يلحق به.....
استجمع لوكاس كل ما تبقى له من طاقة؛ وقفز على شجرة وبدأ يتنقل بين الأغصان وهو يبحث عن شجرة عالية ليقف قليلاً ويخرج جرعة ليعالج نفسه من هذا الموقف....
بعد أن صنع مسافة معقولة بينه وبين الثعبان؛ استجمع شجاعته ووجه قوسه نحو الثعبان؛ والجدير بالذكر ان القوس مسحور بسحر اللهب؛ وهي نقطة ضعف الثعبان.....
"ليس بعد"
تمتم لوكاس بصوت منخفض وهو ينتظر إقتراب الثعبان منه....
حالما أقترب الثعبان منه بشكل كبير....
صرخ لوكاس بصوت عالي وأطلق القوس من يده؛ وكانت سرعة القوس عالية حقاً؛ ويبدو انه دخل من فم الثعبان......
سمع صوت إنفجار عال ويبدو أن الثعبان أصيب إصابة بليغة...
لهث لوكاس بحثا عن أنفاسه وهو يخرج جرعة شفاء من الدرجة المتوسطة من مخزونه؛
حالما قربها من فمه شعر بألم حاد في مؤخرة رأسه وهو يطير مبتعداً بسرعة كبيرة.....
يبدو أن الثعبان استعمل طاقته الباقية لضرب لوكاس للمرة الأخيرة...
"اللعنة عليك"
قال لوكاس بصوت منخفض ويبدو أنه لم يبتلع الجرعة حتى الآن...
اصطدم لوكاس بشجرة عملاقة؛ ولو كان لوكاس واعيا لقال انها الشجرة التي كان يبحث عنها.....
اختفى جسد لوكاس حالما لامس الشجرة؛ ولكنه لم يكن واعيا بمكانه الحالي...
استيقظ لوكاس في مكان مظلم تماما وفكر بشيء واحد...
"أين أنا بحق الجحيم"
صرخ لوكاس بصوت عال وهو ينظر حوله حتى سمع صوت يقول:
"يبدو أنه هنالك محارب جديد يحاول أخذ أسلوبي"
............
وصلنا إلى الفصل السادس ويبدو أن القصة بدأت تضح قليلاً
. ما رأيكم في الرواية حتى الآن
إلى اللقاء حتى فصل آخر